من مواعظ الله عز وجل
عن رسول الله (ص) : يقول الله تبارك وتعالى : يا بن آدم !.. ما تُنصفني أتحبّب إليك بالنّعم وتتمقّت إليّ بالمعاصي ، خيري عليك منزَل وشرّك إليَّ صاعد ، ولا يزال ملكٌ كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيحٍ . يا بن آدم !.. لو سمعتَ وصفك من غيرك وأنت لا تعلم مَنِ الموصوف ، لسارعت إلى مقته.
عن علي (ع) : إنّ النبي (ص) سأل ربه سبحانه ليلة المعراج ، فقال: يا ربِّ !..أيُّ الأعمال أفضل ؟..فقال الله عزّ وجلّ : ليس شيء عندي أفضل من التّوكّل عليَّ ، و الرضا بما قسمت . يا محمد !.. وجبت محبتي للمتحابين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتعاطفين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتواصلين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتوكلين عليَّ ، وليس لمحبّتي عَلَم ، و لا غاية ، ولا نهاية ، وكلّما رفعت لهم عَلماً وضعت لهم عَلماً ، أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم ، ولا يرفعوا الحوائج إلى الخلق ، بطونهم خفيفة من أكل الحلال ، نعيمهم في الدنيا ذكري ، و محبتي ورضاي عنهم....
عن علي (ع) : إنّ النبي (ص) سأل ربه سبحانه ليلة المعراج ، فقال: يا ربِّ !..أيُّ الأعمال أفضل ؟..فقال الله عزّ وجلّ : ليس شيء عندي أفضل من التّوكّل عليَّ ، و الرضا بما قسمت . يا محمد !.. وجبت محبتي للمتحابين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتعاطفين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتواصلين فيَّ ، ووجبت محبتي للمتوكلين عليَّ ، وليس لمحبّتي عَلَم ، و لا غاية ، ولا نهاية ، وكلّما رفعت لهم عَلماً وضعت لهم عَلماً ، أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم ، ولا يرفعوا الحوائج إلى الخلق ، بطونهم خفيفة من أكل الحلال ، نعيمهم في الدنيا ذكري ، و محبتي ورضاي عنهم....
يا أحمد !.. هل تدري بأي وقت يتقرّب العبد إلى الله ؟..قال : لا يا ربّ !.. قال : إذا كان جايعا أو ساجدا .
يا أحمد !.. عجبت من ثلاثة عبيد : عبد دخل الصلاة وهو يعلم إلى من يرفع يديه وقدّام من هو وهو ينعس ، وعجبت مِنْ عبدٍ له قوت يوم من الحشيش أو غيره وهو يهتمُّ لغد ، وعجبت من عبدٍ لا يدري أنّي راضٍ عنه أم ساخط عليه ، وهو يضحك !....
يا أحمد !.. أبغضِ الدنيا وأهلها ، وأحبّ الآخرة وأهلها ، قال :
يا ربّ !.. ومَنْ أهل الدنيا ، ومَنْ أهل الآخرة ؟.. قال : أهل الدنيا من كثُر أكله وضحكه ونومه وغضبه ، قليل الرضا ، لا يعتذر إلى مَنْ أساء إليه ، ولا يقبل معذرة من اعتذر إليه ، كسلان عند الطاعة ، شجاع عند المعصية ، أمله بعيد ، وأَجَله قريب ، لا يُحاسِب نفسه ، قليل المنفعة ، كثير الكلام ، قليل الخوف ، كثير الفرح عند الطعام .
وإنّ أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ، ولا يصبرون عند البلاء ، كثير الناس عندهم قليل ، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون ، ويدعون بما ليس لهم ، ويتكلمون بما يتمّنون ، ويذكرون مساوي الناس ، ويُخفون حسناتهم ....
يا ربّ !.. ومَنْ أهل الدنيا ، ومَنْ أهل الآخرة ؟.. قال : أهل الدنيا من كثُر أكله وضحكه ونومه وغضبه ، قليل الرضا ، لا يعتذر إلى مَنْ أساء إليه ، ولا يقبل معذرة من اعتذر إليه ، كسلان عند الطاعة ، شجاع عند المعصية ، أمله بعيد ، وأَجَله قريب ، لا يُحاسِب نفسه ، قليل المنفعة ، كثير الكلام ، قليل الخوف ، كثير الفرح عند الطعام .
وإنّ أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ، ولا يصبرون عند البلاء ، كثير الناس عندهم قليل ، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون ، ويدعون بما ليس لهم ، ويتكلمون بما يتمّنون ، ويذكرون مساوي الناس ، ويُخفون حسناتهم ....
يا أحمد !.. إنّ أهل الخير وأهل الآخرة رقيقة وجوههم ، كثير حياؤهم ، قليل حُمقهم ، كثير نفعهم ، قليل مكرهم ، الناس منهم في راحة ، وأنفسهم منهم في تعب ، كلامهم موزون ، محاسبين لأنفسهم متعبين لها ، تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، أعينهم باكية ، وقلوبهم ذاكرة ، إذا كُتب الناس من الغافلين كُتبوا من الذاكرين ، في أول النعمة يحمدون وفي آخرها يشكرون ، دعاؤهم عند الله مرفوع ، وكلامهم مسموع ، تفرح الملائكة بهم ، يدور دعاؤهم تحت الحُجْب ، يحبُّ الرب أن يسمع كلامهم كما تحب الوالدة ولدها ، ولا يشغلهم عن الله شيء طرفة عين ، ولا يريدون كثرة الطعام ولا كثرة الكلام ولا كثرة اللباس ، الناس عندهم موتى ، والله عندهم حيٌّ قيّوم كريم ....
يا أحمد !.. هل تعرف ما للزاهدين عندي في الآخرة ؟.. قال : لا يا ربّ !..قال : يُبعث الخلْق ويُناقشون بالحساب وهم من ذلك آمنون ، إنّ أدنى ما أُعطي للزاهدين في الآخرة ، أنْ أُعطيهم مفاتيح الجنان كلّها حتى يفتحوا أي باب شاؤوا ، ولا أحجب عنهم وجهي ، ولأُنعّمنّهم بألوان التلذّذ من كلامي ، ولأُجلسنّهم في مقعد صدق ، وأذكرنّهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا ، وأفتح لهم أربعة أبواب : باب تدخل عليهم الهدايا منه بكرة وعشيّاً من عندي ، وباب ينظرون منه إليّ كيف شاؤوا بلا صعوبة ، وباب يطلعون منه إلى النّار فينظرون منه إلى الظالمين كيف يعذّبون ، وباب تدخل عليهم منه الوصايف والحور العين....
يا أحمد !.. عليك بالصمت فإنّ أعمر القلوب قلوب الصالحين والصامتين ، وإنّ أخرب القلوب قلوب المتكلمين بما لا يعنيهم.
يا أحمد !.. إنّ العبادة عشرة أجزاء : تسعة منها طلب الحلال ، فإذا طيّبت مطعمك ومشربك ، فأنت في حفظي وكنفي ....
يا أحمد !.. هل تدري أيّ عيش أهنأ وأيّ حياة أبقى ؟.. قال : اللهم لا ، قال :
أمّا العيش الهنيء : فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ، ولا ينسى نعمتي ، ولا يجهل حقّي ، يطلب رضاي في ليله ونهاره.
وأمّا الحياة الباقية : فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا وتصغر في عينه ، وتعظم الآخرة عنده ، ويؤثر هواي على هواه ، ويبتغي مرضاتي ، ويعظّم حقّ عظمتي ، ويذكر علمي به ، ويراقبني بالليل والنهار عند كل سيئة أو معصية ، وينقّي قلبه عن كل ما أكره ، ويبغض الشيطان ووساوسه ، ولا يجعل لإبليس على قلبه سلطاناً وسبيلاً .
فإذا فعل ذلك أسكنتُ قلبه حبّاً حتى أجعل قلبه لي ، وفراغه واشتغاله وهمّه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبّتي من خلقي ، وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه ، وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي ، وأُضيّق عليه الدنيا ، وأُبغّض إليه ما فيها من اللّذات ، وأُحذّره من الدنيا وما فيها ، كما يحذّر الراعي غنمه من مراتع الهلكة ، فإذا كان هكذا يفرّ من الناس فراراً ، ويُنقل من دار الفناء إلى دار البقاء ، ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن .
أمّا العيش الهنيء : فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ، ولا ينسى نعمتي ، ولا يجهل حقّي ، يطلب رضاي في ليله ونهاره.
وأمّا الحياة الباقية : فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا وتصغر في عينه ، وتعظم الآخرة عنده ، ويؤثر هواي على هواه ، ويبتغي مرضاتي ، ويعظّم حقّ عظمتي ، ويذكر علمي به ، ويراقبني بالليل والنهار عند كل سيئة أو معصية ، وينقّي قلبه عن كل ما أكره ، ويبغض الشيطان ووساوسه ، ولا يجعل لإبليس على قلبه سلطاناً وسبيلاً .
فإذا فعل ذلك أسكنتُ قلبه حبّاً حتى أجعل قلبه لي ، وفراغه واشتغاله وهمّه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبّتي من خلقي ، وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه ، وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي ، وأُضيّق عليه الدنيا ، وأُبغّض إليه ما فيها من اللّذات ، وأُحذّره من الدنيا وما فيها ، كما يحذّر الراعي غنمه من مراتع الهلكة ، فإذا كان هكذا يفرّ من الناس فراراً ، ويُنقل من دار الفناء إلى دار البقاء ، ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن .
يا أحمد !.. ولأُزيّننّه بالهيبة والعظمة ، فهذا هو العيش الهنيء والحياة الباقية ، وهذا مقام الراضين ، فمَنْ عمل برضاي ألزمه ثلاث خصال : أعرّفه شكراً لا يخالطه الجهل ، وذكراً لا يخالطه النسيان ، ومحبّة لا يؤثر على محبّتي محبّة المخلوقين.. فإذا أحبّني أحببته ، وأفتح عين قلبه إلى جلالي ، ولا أُخفي عليه خاصة خلقي ، وأُناجيه في ظلم الليل ونور النهار ، حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين ومجالسته معهم ، وأُسمعه كلامي وكلام ملائكتي ، وأُعرّفه السرّ الذي سترته عن خلقي ، وأُلبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق كلّهم ، ويمشي على الأرض مغفوراً له ، وأجعل قلبه واعياً وبصيراً ، ولا أُخفي عليه شيئاً من جنّة ولا نار ، وأعرّفه ما يمرّ على الناس في يوم القيامة من الهول والشدة....
يا أحمد !.. اجعل همّك همّاً واحداً ، واجعل لسانك لساناً واحداً ، واجعل بدنك حيّاً لا تغفل عنّي ، مَنْ يغفل عنّي لا أبالي بأي واد هلك....
إنّ موسى (ع) ناجاه الله تبارك وتعالى ، فقال له في مناجاته:
يا موسى !..لا يطول في الدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك ، وقاسي القلب مني بعيد.
يا موسى !..لا يطول في الدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك ، وقاسي القلب مني بعيد.
يا موسى !.. أكرمِ السائل إذا أتاك بردّ جميل أو إعطاء يسير ، فإنّه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ، ملائكة الرحمن يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك ؟..وكيف مواساتك فيما خوّلتك ؟..وأخشع لي بالتضّرع
يا موسى !.. لا تنسني على كلّ حال ، ولا تفرح بكثرة المال ، فإنّ نسياني يقسي القلوب ، ومع كثرة المال كثرة الذنوب ، الأرض مطيعة ، والسماء مطيعة ، والبحار مطيعة ، وعصياني شقاء الثقلين .
وأنا الرحمن الرحيم ، رحمن كلّ زمان آتي بالشدة بعد الرخاء ، وبالرخاء بعد الشدّة ، وبالملوك بعد الملوك ، ومُلكي قائم دائم لا يزول ، ولا يخفى عليّ شيء في الأرض ولا في السماء ، وكيف يخفى عليّ ما منّي مبتداه ؟!..وكيف لا يكون همّك فيما عندي وإليّ ترجع لا محالة؟!..
وأنا الرحمن الرحيم ، رحمن كلّ زمان آتي بالشدة بعد الرخاء ، وبالرخاء بعد الشدّة ، وبالملوك بعد الملوك ، ومُلكي قائم دائم لا يزول ، ولا يخفى عليّ شيء في الأرض ولا في السماء ، وكيف يخفى عليّ ما منّي مبتداه ؟!..وكيف لا يكون همّك فيما عندي وإليّ ترجع لا محالة؟!..
يا موسى !.. اجعلني حرزك ، وضع عندي كنزك من الصالحات ، وخفني ولا تخف غيري ، إليّ المصير....
يا موسى !.. عجّل التّوبة ، وأخّر الذّنب ، وتأنّ في المكث بين يديّ في الصلاة ، ولا ترجُ غيري اتّخذني جُنّة للشدائد ، وحصناً لملمّات الأمور....
يا داود !..ذكري للذاكرين ، وجنتي للمطيعين ، وحبي للمشتاقين ، وأنا خاصة للمحبين ، وقال سبحانه : أهل طاعتي في ضيافتي ، وأهل شكري في زيادتي ، وأهل ذكري في نعمتي ، وأهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي ، إنْ تابوا فأنا حبيبهم ، وإنْ دعوا فأنا مجيبهم ، وإنْ مرضوا فأنا طبيبهم ، أداويهم بالمحن والمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب.
عن الامام الصادق (ع) : في التوراة أربع مكتوبات وأربع إلى جانبهنّ :
مَنْ أصبح على الدنيا حزيناً ، أصبح على ربه ساخطاً .
ومَنْ شكا مصيبة نزلت به ، فإنما يشكو ربه .
ومَنْ أتى غنياً فتضعضع له لشيء يصيبه منه ، ذهب ثلثا دينه .
ومَنْ دخل من هذه الأمة النار ممّن قرأ القرآن ، هو ممن يتخذ آيات الله هزواً .
والأربعة إلى جانبهن : كما تدين تُدان ، ومن ملك استأثر ، ومن لم يستشر يندم ، والفقر هو الموت الأكبر.
مَنْ أصبح على الدنيا حزيناً ، أصبح على ربه ساخطاً .
ومَنْ شكا مصيبة نزلت به ، فإنما يشكو ربه .
ومَنْ أتى غنياً فتضعضع له لشيء يصيبه منه ، ذهب ثلثا دينه .
ومَنْ دخل من هذه الأمة النار ممّن قرأ القرآن ، هو ممن يتخذ آيات الله هزواً .
والأربعة إلى جانبهن : كما تدين تُدان ، ومن ملك استأثر ، ومن لم يستشر يندم ، والفقر هو الموت الأكبر.
عن الامام الصادق (ع) : إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى آدم : أني جامع لك الكلام كله في أربع كلم ، قال :
يا ربّ وما هنّ ؟!.. فقال: واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس ، قال : يا ربّ !..بيّنهنّ لي حتى أعمل بهنّ ، قال : أمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً .. وأمّا التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه .. وأمّا التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة .. وأمّا التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك.
يا ربّ وما هنّ ؟!.. فقال: واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس ، قال : يا ربّ !..بيّنهنّ لي حتى أعمل بهنّ ، قال : أمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً .. وأمّا التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه .. وأمّا التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة .. وأمّا التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك.
روي أنّ الله يقول : يا بن آدم !..في كل يوم يُؤتى رزقك وأنت تحزن ، وينقص من عمرك وأنت لا تحزن ، تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك.
تعليق