( أمرٌ هامٌّ جِدّاً ) " يَمسُّ وضعَنا وواقعَنا الراهن والحاضر اعتقاداً واتّصافاً وتعايشاً وسُلُوكا "
"" المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليَا الشريفةُ " : تُؤكّدُ مُجَدَّداً على ضرورة الفَهم الدقيق والعميق للتشيّع الحقِّ في جوهرِه ومَقاصدِه ، والالتزام بمقومّاته العقائديّة الصحيحة والقويمة ، من حيث تطابق العمل مع العقيدة والعِلم والولاء والمَحَبّة ""
"" ينبغي أن تتمثّلَ مُقوّمات وأركان التشيِّع الحقيقي الصادق في جوهره وأغراضه بأمور رئيسة ، وهي: "
:1:- العقيدة الصحيحة الخاليّة من الخطأ والاشتباه وسوء الفَهم .
:2:- العبادات المشروعة والمتطابقة مع الأحكام الشرعيّة المأخوذة من المَرجَعِ الدِّيني الذي يصحُ تقليده.
:3:- الشعائر الموروثة والمأثورة. - :4:-العمل الصالح والأخلاق الحميدة .
:: ينبغي الالتفات إلى ضرورة الملازمة بين شعار التشيِّع وأهميّة التقوى والورع
في دين اللهِ تبارك وتعالى " وليس من الصحيح التفكيك بين الشعار والتطبيق "::
"" من مقومات التشيِّع الحقِّ هو رعاية التعايش السلمي مع مكوّنات المُجتمع الأخرى ، بالكفِ عن الإساءة إلى معتقداتهم والتواصل معهم اجتماعيّاً "".
::: نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ،
التاسع عشر من رجب الأصبّ ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ,
الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
::: ما زلنا في بيان التشيِّع الصحيح والإتّباع الصادق لأهل البيت ، عليهم السلام ، وسبق أن تكلّمنا في بعض الأمور في الخطبة السابقة ، ونكمل اليوم الجزء الثاني ، لأهميّة هذا الموضوع ،.
وحين التتبّع والتأمّل في الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، بخصوص مقومات التشيّع الحقيقي في جوهره ومقاصده ، وخاصة عن الإمامين الباقر والصادق ، عليهما السلام ، نجدُ الاهتمام الشديد في توعية أصحابهم وأتباعهم بحقيقة مقومات التشيّع الصحيح ، ولما يشاهدوه من بعض أتباعهم ،
من عدم وجود وعي كامل ودقيق ، وسوء فَهم عن حقيقية التشيع وجوهره الحقّ.
:: وفي خضمّ التحديات الفكرية والحضارية الراهنة ، والتي يواجهها أتباع أهل البيت ، يتطلّبُ ذلك مِنَّا ضرورة معرفة ماذا يريدُ منّا الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، في عنوان التشيِّع ، والذي يُمثّلُ الوعاء العلمي والعملي الكامل للقرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ،:::
:: وفي ظلّ عدم وجود الوعي الكافي والفهم الدقيق لحقيقة التشيِّع ، وماذا يريدُ منّا أهل البيت ، عليهم السلام ، "" يكون لزاماً علينا ، الحفاظ على هوية التشيِّع الحقيقية والناصعة ، هوية مذهب أهل البيت بجوهرها وحقيقتها في عقيدتنا ،
وفي شعائرنا وفي أعمالها وفي أخلاقها ، ""
ونذكرُ الروايات الواردة في شأن ذلك ، لنتأمّل ماذا تريدُ منّا ولنستنطقَ مدلولاتها ومقاصدها ، وهي تُبيّنُ لنا مقوّمات وأركان التشيِّع الحقيقي ،حيثُ تؤكّدُ على ضرورة تطابق العمل مع العقيدة والعلم والولاء والمَحبّة ، لأنَّ البعض قد يتصوّر أنَّ التشيّعَ هو مجرد حبٍّ وولاء دون عملٍ وتطبيقٍ ، أو هو مجرد اعتقاد بإمامة الأئمة المعصومين ،عليهم السلام ، ومنزلتهم عند الله تعالى ، دون الالتزام بالتفقه في الدين والورع عن محارم الله سبحانه ، " أو هو مجرد الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم أو زيارة قبورهم "
" ونلفتُ النظرَ إلى أنَّ هذه الأمور هي مطلوبة ومهمة ، ولكنها لا تمُثّل كلّ حقيقة المَذهب الحقّ وجوهره الصحيح والقويم ، بل لا بُدّ من الجمع بين العلم والعمل والعقيدة والشعائر والعبادة الصحيحة "
"" ينبغي أن تتمثّلَ مُقوّمات وأركان التشيِّع الحقيقي الصادق في جوهره وأغراضه بأمور رئيسة ، وهي: "
:1:- العقيدة الصحيحة الخاليّة من الخطأ والاشتباه وسوء الفَهم .
:2:- العبادات المشروعة والمتطابقة مع الأحكام الشرعيّة المأخوذة من المَرجع الديني الذي يصحُ تقليده. :3:- الشعائر الموروثة والمأثورة.
:4:-العمل الصالح والأخلاق الحميدة .
" وهنا لا بُدّ من الجمع بين هذه الأمور معاً ، ولا ينبغي التبعيض بها أو الانقاص منها ، لأنَّ ذلك يُمثّل إخلالاً بجوهر وحقيقة التشيّع ، فالحال في مقومات التشيّع الصحيح حال مقومات أركان الصلاة في حقيقتها ، كما أرادها الله تعالى ،
ومثلما أنَّ الإخلال بركن من الصلاة يخلّ بها شرعاً كذلك الإخلال بأيِّ ركنٍ
من أركان التشيِّع يخلّ به اعتقاداً واتّصافا."
:: ونُلاحظُ من خلال الأحاديث المعتبرة الواردة عن الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، في بيان مقومات التشيّع الحَقِّ والصحيح ::
:1:- المقوّم الأول :- مدى أهميّة التطابق بين القول والفعل والتطبيق في الاعتقاد والانتماء لمذهب التشيّع الحقّ.
" عن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال:
(ليس مِن شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ،ولكن شيعتنا مَن وافقنا بلسانه وقلبه ، واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا ، أولئك شيعتنا )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 65 ، ص164.:
" فالتشيِّع الحقيقي هو الموافقة والمطابقة بين الاعتقاد والأعمال والسيرة والعبادات وما ورد عن المعصومين ، عليهم السلام ، من الالتزام بأوامرهم والانتهاء عن نواهيهم.
وقد سأل رجلُ الإمامَ الحَسنَ العسكري ، عليه السلام ،: عن الفرق بين الشيعي الصادق وغيره ؟ (قال له الإمام ( عليه السلام ) : الفرق : أنَّ شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ، ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا ، فأولئك من شيعتنا ، فأما من خالفنا في كثير مما فرضَ اللهُ عليه فليسوا من شيعتنا )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 65 ، ص162.:
وهنا يجب أن نعطي كلّ أمر ما يستحقه من الاهتمام والمُراعاة ، من حيث التفقّه في الدّين ، ومعرفة الله تعالى ، والتعرّف على الأحكام الشرعية الصحيحة.
" وعن الإمام محمّد الباقر ، عليه السلام ، أنّه قال (لو أتيتُ بشاب من شباب الشيعة ، لا يتفقه في الدِّين لأوجعته ):الكافي، الكليني،ج1 ،ص7.:
" إنَّ من مقومات التشيّع هو الفَهم العميق والصحيح للدّين ، وأخذ أحكامه الشرعيّة من المصادر الصحيحة والموثوقة علميّاً ، لا مِن التي تدّعي ذلك بغير حقِّ."
وعن الإمام علي بن موسى الرضا ، عليه السلام ، أنّه قال:
(رحمَ اللهُ عبداً أحيا أمرنا فقلتُ – الراوي - له : وكيف يُحيى أمركم ؟
قال : يتعلّم علومنا ويُعلّمها الناسَ ، فإنَّ الناسَ لو علموا مَحاسن كلامنا لاتبعونا)
: عيون أخبار الرضا ، الشيخ الصدوق ، ج1 ، ص275.:
(عن نوف بن عبد الله البكالي ،: فقلتُ : صف لي شيعتك ، يا أمير المؤمنين ؟ فبكى لذكرى شيعته ، ثم قال : يا نوف ، شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه ، العاملون بطاعته وأمره ، المهتدون بحبه)
: الأمالي ، الشيخ الطوسي ،ص576.:
:2:- المُقوّمُ الثاني من مقومات التشيِّع :- هو الملازمة بين شعار التشيِّع والتقوى والورع عن محارم الله تبارك وتعالى ،... فالشعار لوحده لا ينفع ،
وليس من الصحيح التفكيك بين الشعار والتطبيق.
وهنا تكمن الخطورة فيما لو تمّ التفكيك بين شعار التشيّع والتطبيق عملاً وسلوكا ، وقد حذّر الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، من ذلك ، وأقسموا بالله تعالى تأكيداً منهم لأهميّة الموضوع .
(عن أبي جعفر ، الإمام الباقر، عليه السلام ، أنّه قال : واللهِ ما معنا من الله براءة ،
ولا بيننا وبين الله قرابة ،ولا لنا على الله حجة ، ولا نتقربُ إلى الله إلاّ بالطاعة ،
فمَن كان منكم مُطيعاً لله تنفعه ولايتنا ، ومَن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا ، ويحكم لا تغتروا ، ويحكم لا تغتروا .)
:الكافي ، الكليني ، ج2 ، ص 76.:
" إنَّ الولاية لأهل البيت المعصومين ، عليهم السلام ، إنّما تنفع إذا لازمتها التقوى والورع عن محارم الله تعالى"
:3:- المُقوّم الثالثُ من مقوّمات التشيّع :- ونحتاجه في وقتنا الحاضر ،
" وهو التعايش السِلْمِي مع مكوّنات المجتمع الأخرى: .::
قد يتصوّر البعضُ أنَّ التشيّع الصادق هو أن يطرح معتقداته ويطعن بغيرها ، بزعم الحفاظ على هوية التشيّع ، بينما نجدُ القرآنَ الكريم وما وجّه به المعصومون شيعتهم هو أن يُطرحَ المذهبَ الحقِّ بالحجّة والبرهان ، لا بالطعن أو الإنقاص
من معتقدات الآخرين باللسان أو الإساءة ، بما يخلّ بالسلم الأهلي ويضرب وحدة الصف أمام الأعداء والطامعين.
وفي رواية عن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، تُوضّح هذا المقوّم المهم ، وهي:
(عليكم بتقوى الله وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الصحبة لمن صحبكم ، وافشاء السلام واطعام الطعام ، صلوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم واتبعوا جنائزهم ، فإنَّ أبي حدثني أنَّ شيعتنا أهل البيت كانوا خيارَ من كانوا منهم ، إن كان فقيه كان ، منهم وإن كان مؤذناً كان منهم ، وإن كان اماماً كان منهم ، وإن كان صاحب أمانة منهم ، وإن كان صاحب وديعة كان منهم ، وكذلك كونوا حبّبونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم)
: صفات الشيعة ، الشيخ الصدوق ، ص28.:
_________________________________________________
الجُمْعَة- التاسع عشر من رجب الأصبّ ,1439 هِجرِي- السادس من نيسان 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
"" المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليَا الشريفةُ " : تُؤكّدُ مُجَدَّداً على ضرورة الفَهم الدقيق والعميق للتشيّع الحقِّ في جوهرِه ومَقاصدِه ، والالتزام بمقومّاته العقائديّة الصحيحة والقويمة ، من حيث تطابق العمل مع العقيدة والعِلم والولاء والمَحَبّة ""
"" ينبغي أن تتمثّلَ مُقوّمات وأركان التشيِّع الحقيقي الصادق في جوهره وأغراضه بأمور رئيسة ، وهي: "
:1:- العقيدة الصحيحة الخاليّة من الخطأ والاشتباه وسوء الفَهم .
:2:- العبادات المشروعة والمتطابقة مع الأحكام الشرعيّة المأخوذة من المَرجَعِ الدِّيني الذي يصحُ تقليده.
:3:- الشعائر الموروثة والمأثورة. - :4:-العمل الصالح والأخلاق الحميدة .
:: ينبغي الالتفات إلى ضرورة الملازمة بين شعار التشيِّع وأهميّة التقوى والورع
في دين اللهِ تبارك وتعالى " وليس من الصحيح التفكيك بين الشعار والتطبيق "::
"" من مقومات التشيِّع الحقِّ هو رعاية التعايش السلمي مع مكوّنات المُجتمع الأخرى ، بالكفِ عن الإساءة إلى معتقداتهم والتواصل معهم اجتماعيّاً "".
::: نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ،
التاسع عشر من رجب الأصبّ ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ,
الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
::: ما زلنا في بيان التشيِّع الصحيح والإتّباع الصادق لأهل البيت ، عليهم السلام ، وسبق أن تكلّمنا في بعض الأمور في الخطبة السابقة ، ونكمل اليوم الجزء الثاني ، لأهميّة هذا الموضوع ،.
وحين التتبّع والتأمّل في الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، بخصوص مقومات التشيّع الحقيقي في جوهره ومقاصده ، وخاصة عن الإمامين الباقر والصادق ، عليهما السلام ، نجدُ الاهتمام الشديد في توعية أصحابهم وأتباعهم بحقيقة مقومات التشيّع الصحيح ، ولما يشاهدوه من بعض أتباعهم ،
من عدم وجود وعي كامل ودقيق ، وسوء فَهم عن حقيقية التشيع وجوهره الحقّ.
:: وفي خضمّ التحديات الفكرية والحضارية الراهنة ، والتي يواجهها أتباع أهل البيت ، يتطلّبُ ذلك مِنَّا ضرورة معرفة ماذا يريدُ منّا الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، في عنوان التشيِّع ، والذي يُمثّلُ الوعاء العلمي والعملي الكامل للقرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ،:::
:: وفي ظلّ عدم وجود الوعي الكافي والفهم الدقيق لحقيقة التشيِّع ، وماذا يريدُ منّا أهل البيت ، عليهم السلام ، "" يكون لزاماً علينا ، الحفاظ على هوية التشيِّع الحقيقية والناصعة ، هوية مذهب أهل البيت بجوهرها وحقيقتها في عقيدتنا ،
وفي شعائرنا وفي أعمالها وفي أخلاقها ، ""
ونذكرُ الروايات الواردة في شأن ذلك ، لنتأمّل ماذا تريدُ منّا ولنستنطقَ مدلولاتها ومقاصدها ، وهي تُبيّنُ لنا مقوّمات وأركان التشيِّع الحقيقي ،حيثُ تؤكّدُ على ضرورة تطابق العمل مع العقيدة والعلم والولاء والمَحبّة ، لأنَّ البعض قد يتصوّر أنَّ التشيّعَ هو مجرد حبٍّ وولاء دون عملٍ وتطبيقٍ ، أو هو مجرد اعتقاد بإمامة الأئمة المعصومين ،عليهم السلام ، ومنزلتهم عند الله تعالى ، دون الالتزام بالتفقه في الدين والورع عن محارم الله سبحانه ، " أو هو مجرد الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم أو زيارة قبورهم "
" ونلفتُ النظرَ إلى أنَّ هذه الأمور هي مطلوبة ومهمة ، ولكنها لا تمُثّل كلّ حقيقة المَذهب الحقّ وجوهره الصحيح والقويم ، بل لا بُدّ من الجمع بين العلم والعمل والعقيدة والشعائر والعبادة الصحيحة "
"" ينبغي أن تتمثّلَ مُقوّمات وأركان التشيِّع الحقيقي الصادق في جوهره وأغراضه بأمور رئيسة ، وهي: "
:1:- العقيدة الصحيحة الخاليّة من الخطأ والاشتباه وسوء الفَهم .
:2:- العبادات المشروعة والمتطابقة مع الأحكام الشرعيّة المأخوذة من المَرجع الديني الذي يصحُ تقليده. :3:- الشعائر الموروثة والمأثورة.
:4:-العمل الصالح والأخلاق الحميدة .
" وهنا لا بُدّ من الجمع بين هذه الأمور معاً ، ولا ينبغي التبعيض بها أو الانقاص منها ، لأنَّ ذلك يُمثّل إخلالاً بجوهر وحقيقة التشيّع ، فالحال في مقومات التشيّع الصحيح حال مقومات أركان الصلاة في حقيقتها ، كما أرادها الله تعالى ،
ومثلما أنَّ الإخلال بركن من الصلاة يخلّ بها شرعاً كذلك الإخلال بأيِّ ركنٍ
من أركان التشيِّع يخلّ به اعتقاداً واتّصافا."
:: ونُلاحظُ من خلال الأحاديث المعتبرة الواردة عن الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، في بيان مقومات التشيّع الحَقِّ والصحيح ::
:1:- المقوّم الأول :- مدى أهميّة التطابق بين القول والفعل والتطبيق في الاعتقاد والانتماء لمذهب التشيّع الحقّ.
" عن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال:
(ليس مِن شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ،ولكن شيعتنا مَن وافقنا بلسانه وقلبه ، واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا ، أولئك شيعتنا )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 65 ، ص164.:
" فالتشيِّع الحقيقي هو الموافقة والمطابقة بين الاعتقاد والأعمال والسيرة والعبادات وما ورد عن المعصومين ، عليهم السلام ، من الالتزام بأوامرهم والانتهاء عن نواهيهم.
وقد سأل رجلُ الإمامَ الحَسنَ العسكري ، عليه السلام ،: عن الفرق بين الشيعي الصادق وغيره ؟ (قال له الإمام ( عليه السلام ) : الفرق : أنَّ شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ، ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا ، فأولئك من شيعتنا ، فأما من خالفنا في كثير مما فرضَ اللهُ عليه فليسوا من شيعتنا )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 65 ، ص162.:
وهنا يجب أن نعطي كلّ أمر ما يستحقه من الاهتمام والمُراعاة ، من حيث التفقّه في الدّين ، ومعرفة الله تعالى ، والتعرّف على الأحكام الشرعية الصحيحة.
" وعن الإمام محمّد الباقر ، عليه السلام ، أنّه قال (لو أتيتُ بشاب من شباب الشيعة ، لا يتفقه في الدِّين لأوجعته ):الكافي، الكليني،ج1 ،ص7.:
" إنَّ من مقومات التشيّع هو الفَهم العميق والصحيح للدّين ، وأخذ أحكامه الشرعيّة من المصادر الصحيحة والموثوقة علميّاً ، لا مِن التي تدّعي ذلك بغير حقِّ."
وعن الإمام علي بن موسى الرضا ، عليه السلام ، أنّه قال:
(رحمَ اللهُ عبداً أحيا أمرنا فقلتُ – الراوي - له : وكيف يُحيى أمركم ؟
قال : يتعلّم علومنا ويُعلّمها الناسَ ، فإنَّ الناسَ لو علموا مَحاسن كلامنا لاتبعونا)
: عيون أخبار الرضا ، الشيخ الصدوق ، ج1 ، ص275.:
(عن نوف بن عبد الله البكالي ،: فقلتُ : صف لي شيعتك ، يا أمير المؤمنين ؟ فبكى لذكرى شيعته ، ثم قال : يا نوف ، شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه ، العاملون بطاعته وأمره ، المهتدون بحبه)
: الأمالي ، الشيخ الطوسي ،ص576.:
:2:- المُقوّمُ الثاني من مقومات التشيِّع :- هو الملازمة بين شعار التشيِّع والتقوى والورع عن محارم الله تبارك وتعالى ،... فالشعار لوحده لا ينفع ،
وليس من الصحيح التفكيك بين الشعار والتطبيق.
وهنا تكمن الخطورة فيما لو تمّ التفكيك بين شعار التشيّع والتطبيق عملاً وسلوكا ، وقد حذّر الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، من ذلك ، وأقسموا بالله تعالى تأكيداً منهم لأهميّة الموضوع .
(عن أبي جعفر ، الإمام الباقر، عليه السلام ، أنّه قال : واللهِ ما معنا من الله براءة ،
ولا بيننا وبين الله قرابة ،ولا لنا على الله حجة ، ولا نتقربُ إلى الله إلاّ بالطاعة ،
فمَن كان منكم مُطيعاً لله تنفعه ولايتنا ، ومَن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا ، ويحكم لا تغتروا ، ويحكم لا تغتروا .)
:الكافي ، الكليني ، ج2 ، ص 76.:
" إنَّ الولاية لأهل البيت المعصومين ، عليهم السلام ، إنّما تنفع إذا لازمتها التقوى والورع عن محارم الله تعالى"
:3:- المُقوّم الثالثُ من مقوّمات التشيّع :- ونحتاجه في وقتنا الحاضر ،
" وهو التعايش السِلْمِي مع مكوّنات المجتمع الأخرى: .::
قد يتصوّر البعضُ أنَّ التشيّع الصادق هو أن يطرح معتقداته ويطعن بغيرها ، بزعم الحفاظ على هوية التشيّع ، بينما نجدُ القرآنَ الكريم وما وجّه به المعصومون شيعتهم هو أن يُطرحَ المذهبَ الحقِّ بالحجّة والبرهان ، لا بالطعن أو الإنقاص
من معتقدات الآخرين باللسان أو الإساءة ، بما يخلّ بالسلم الأهلي ويضرب وحدة الصف أمام الأعداء والطامعين.
وفي رواية عن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، تُوضّح هذا المقوّم المهم ، وهي:
(عليكم بتقوى الله وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الصحبة لمن صحبكم ، وافشاء السلام واطعام الطعام ، صلوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم واتبعوا جنائزهم ، فإنَّ أبي حدثني أنَّ شيعتنا أهل البيت كانوا خيارَ من كانوا منهم ، إن كان فقيه كان ، منهم وإن كان مؤذناً كان منهم ، وإن كان اماماً كان منهم ، وإن كان صاحب أمانة منهم ، وإن كان صاحب وديعة كان منهم ، وكذلك كونوا حبّبونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم)
: صفات الشيعة ، الشيخ الصدوق ، ص28.:
_________________________________________________
الجُمْعَة- التاسع عشر من رجب الأصبّ ,1439 هِجرِي- السادس من نيسان 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
تعليق