عبْرَ عُصُوْرِ الْتَّأْرِيْخ الْإِسْلَامِيّ كَانَ لِنِظَامِ الْحُكْمِ وَالْسِّيَاسَةِ الْأَثَرُ الْكَبِيْرُ فِيْ نَمَط الْحَيَاةِ وَاتِّجَاهِ الْنَّاسِ الْمَذْهَبِيِّ ، فَقَدْ كَانَتْ الْسُّلْطَةُ تَفْرِضُ مَذْهَبًا مُعَيَّنًا عَلَىَ الْنَّاسِ ، وَيَظْهَرُ ذَلِكَ جَلِيًّا فِيْ نِظَامِ الْحُكْمِ الْأُمَوِيّ الَّذِيْ كَانَ لَهُ الْأَثَرُ الْكَبِيْرُ فِيْ تَغْيِيْرِ الْحَقَّائِقِ وَالْمَفَاهِيْمِ وَالِاعْتِقَادَاتِ ، حَتَّىَ وَصَلَ بِهِمُ الْحَالُ إِلَىَ الْتَّطَاوُلِ عَلَىَ الْرَّسُوْلِ9وَعَلَىَ أَهْلِ بَيْتِهِD ، وَهَذِهِ الْحَقِيقَةُ لَا يُنْكِرُهَا مَنْ لَهُ عَقْلٌ سَلِيْمٌ ، فَلَا يَخْفَىَ عَلَىَ أَحَدٍ أَنَّ وُضَّاعَ الْحَدِيْثِ قَدْ تَطَاوَلُوْا عَلَىَ الرَّسُوْلِ9بِإِيْعَازٍ مِنْ الْحُكُومَةِ الْأَمَوِيَّةِ لِمَصَالِح سِيَاسِيَّة هَدَفُهَا الْتَّقْلِيْلُ مِنْ شَأْنِ أَهْلِ الْبَيْتِDوَبِذَلِكَ مَهَّدَ مُعَاوِيَةُ الْطَّرِيْقَ أَمَامَهُ لِيَأْمُرَ أَئِمَّةَ الْمَسَاجِدِ بِسَبِّ وَلَعْنِ أَمِيْر الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ وَوَلَدَيْهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِCفِيْ الْمَسَاجِدِ وَالْخَطْب ، بَلْ صَارَ الْلَّعْنُ سُنَّةً جَارِيَةً فِيْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ حَتَّىَ إِذَا تَرَكَهُ الْخَطِيْبُ يُعَذَّبُ جَلْدَا بِالْسَّوْطِ؛
قَالَ الْمَلَكُ عِمَادُ الْدِّيْنِ أَبو الْفِدَاء وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مُؤَرِّخِيْ السُّنَّةِ فِيْ كِتَابِهِ تَارِيْخ أَبِيْ الْفِدَاء الْمُسَمَّى الْمُخْتَصَر فِيْ أَخْبَارِ الْبَشَرِ ) ج: 1 / ص: 278 ،فِيْ بَابِ [ سَنَة 99هـ ]:
S كَانَ خُلَفَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ يَسُبُّوْنَ عَلَيَّا (رَضِيَ الله عَنْهُ) مِنْ سَنَة إِحْدَىَ وَأَرْبَعِيْنَ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِيْ خَلَعَ الْحَسنُ فِيْهَا نَفْسَهُ مِنَ الْخِلَافَةِ، إِلَىَ أَوَّلِ سَنَة تِسْعِ وَتِسْعِيْنَ، آخِر أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرَ[ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ ] أَبْطَلَ ذَلِكَ، وَكَتَبَ إِلَىَ نُوَّابِهِ: بِإِبْطَالِهِ، وَلَمَّا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَبْدَلَ الْسَّبَّ فِيْ آخِرِ الْخُطْبَةِ بِقِرَاءَةِ قَوْله تَعَالَىْ P إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِيْ الْقُرْبَىَ وَيَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَO[ الْنَّمْلِ: 90 ] فَلَمْ يُسَبُّ عَلَيٌّ بَعْدَ ذَلِكَ. وَاسْتَمَرَّتْ الْخُطَبَاءُ عَلَىَ قِرَاءَةِ هَذِهِ الْآَيَةR.
وَالْعَجِيبُ أَنَّ خُطَبَاءَ السُّنَّةِ فِيْ جَمِيْعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ إِلَىَ يَوْمِنَا هَذَا يَقْرَؤُوْنَ هَذِهِ الْآَيَةَ فِيْ آخِرِ خُطْبَة الْجُمُعَةِ مِمَّا يُوْحِيْ أَنَّهُمْ مُتَمَسِّكُوْنَ بِسُنَّةِ بَنِي أُمَيَّةَ ،
وَهَذَا أَبْسَطُ دَلِيْل عَلَىَ آَثَارِ ا لسِّيَاسَةِ الْأَمَوِيَّةِ فِيْ هَذَا الْفِكْرِ إِلَىَ يَوْمِنَا الْحَاضِرِ.
وَمِنْ تِلْكَ الْآَثَارُ تَّزْوِيْرُهُمْ لِكَثِيْرٍ مِنَ الْأَحَادِيْثِ وَالْحَقَائِق، فالرِّوَايَاتُ الَّتِيْ تُبَشّـرُ بِوِلَادَةِ الْحُجَّةِ الْمَهْدِيّ عَجَّلَ الله تَعَالَىْ فَرَجَهُ ، مِنْ وَلَدٍ الْحُسَيْنِA حَرَّفُوْهَا وَجَعَلُوٓا مَكَانَ اسْمِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِC،لأهْدَاف سِيَاسِيَّةٍ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ يَزِيْدَ تَسَبَّبَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِA،وَأَنَّ الْحَسَنَAصَالَحَ مُعَاوِيَةَ ، فَلِذَا شَمَلَ الْتَّحْرِيْفُ لِكَثِيْرٍ مِنَ الْأَحَادِيْثِ بِحَذْفِ اسْم الْحُسَيْنِ مِنْهَا وَاسْتِبْدَال اسْم الْحَسَنِ مَكَانَهُ، وَمِنْ هُنَا بَدَأَتْ الْنَّظَرِيَّةُ الْأَمَوِيَّةُ الَّتِيْ تَقُوْلُ بِعَدَمِ وِلَادَة الْإِمَام الْمَهْدِيّ ( عَجَّلَ الله تَعَالَىْ فَرَجَهُ)، وَأَنَّهُ سَيُوْلَدُ مِنْ أَوْلَادِ الْحَسَنِA .
وَلَا عَجَبَ بِوُجُوْدِ الْأَحَادِيْثِ الْمُزَوَّرَة أَوْ الْمُحَرَّفَة فِيْ كُتُبِهِمْ الْحَدِيْثِيَّةِ فَهُنَاكَ مَنْ عُرِفَ بِأَنَّهُ وَضَّاعٌ لِلْحَدِيْثِ مِثْل: عَبْد الْكَرِيْمِ بْن أَبِيْ الْعَوْجَاءِ ؛ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيّ:
Sعَبْد الْكَرِيْمِ بْنِ أَبِيْ الْعَوْجَاءِ خَالُ مَعْنٍ بْنِ زَائِد َةَ زِنْدِيْقٌ مُغْتَرّ ، قَالَ أَبُوْ أَحْمَد بْن عَدِيٍّ:
لَمَّا أُخِذَ لِيُضْـرَب عُنُقُهُ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ فِيْكُمْ أَرْبَعَةَ آَلَافِ حَدِيْثٍ أُحَرِّمُ فِيْهِ الْحَلَالَ وَأَحَلِلُ الْحَرَامَ.
قَتَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيّ الْأَمِيرُ بِالْبَصْـرَّةR( 1 ).
فَأَرْبَعَةُ آَلَافِ حَدِيْثٍ عَدَدٌ لَا يُسْتَهَانُ بِهِ!!
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَىَ تَحْرِيْفِ سُنَّة الْرَّسُوْل9عَلَى يَدِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا رَوَاهُ الْسُّيُوْطِيُّ- وَهُوَ مِنْ أَكَابِرِ عُلَمَاءِ الْسُّنَّةِ- فِيْ كِتَابِهِ جَمْعِ الْجَوَامِعِ ( الْجَامِع الْكَبِيْرِ فِيْ الْحَدِيْثِ وَالْجَامِع الْصَّغِيْر وَ زَوَائِده ) ج: 3/ ص:271 [ ح. 8780 – قِسْم الْأَقْوَالِ /حَرْف الْهَمْزَةِ ] بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِىْ ذَرٍّ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) أَنَّ رَسُوْلَ الله 9قَالَ:
S أَوَّلُ مَا يُبَدِّلُ سُنَّتِيْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَR.
وَلَعَلَّ هَذَا مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِيْ أَدَّتْ لِظُهُوْرِ فِكْرَة شَاذَّةٍ تَقُوْلُ بِأَنَّ شَخْصِيَّةَ الْمَهْدِيّ وَهْمِيَّةٌ ، فَلَا يُمْكِنُ ظُهُوْرُهُ. وَهَذَا الْرَّأْيُ الشَاذٌّ رَدَّ عليه جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْسُّنَّةِ في كُتُبٍ مُفَصَّلَةً عَنْ الْمَهْدِيّ الْمُنْتَظَرِ (عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ ظُهُوْرَهُ) مِنْهَا: عُقَدُ الدُّرَرِ فِيْ أَخْبَارِ الْمُنْتَظَرِ لِيُوْسُفَ بْن يَحْيَىَ بْن عَلِيِّ الْمَقْدِسِيِّ الْشَّافِعِيِّ السُّلَمِيِّ، وَ الْعَرْفُ الْوَرْدِيُّ فِيْ أَخْبَارِ الْمَهْدِيِّ لِلْحَافِظِ جَلَالِ الْدِّيْنِ الْسّيُوْطِيِّ، وَ الْبُرْهَانُ فِيْ عَلَامَاتِ مَهْدِيّ آخِرِ الْزَّمَانِ، وَ الْبَيَانُ فِيْ أَخْبَارِ صَاحِبِ الْزَّمَانِ. وَأَمَّا الْشِّيْعَةُ فَكُتُبُهُمْ الَّتِيْ تَتَحَدَّثُ عَنِ الْمَهْدِيِّ(عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ فَرَجَهُ) أَكْثَرُ مِنْ كُتُبِ الْسُّنَّةِ ،
ومِن المؤسف حقًّا أنْ نَجِدَ مَنْ يَقِفُ إلى جانِبِ أعداء الإسلام ليُساهِم في تَمْزِق وحدة المسلمين فينبري لافتعال بَعْض الشُّبُهَاتِ الكَاذبة ذَاتِ النَّزْعَةِ الْأَمَوِيَّةِ ، الَّتِيْ تُثِيْرُهَا طَائِفَةٌ هَمُّهُا زَرْع الْفِتْنَةِ وَالْتَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ، فلا يقفون عن الْتَّهَجُّمِ وَالْسَّبِّ وَالشَّتْمِ بِأَقْبَحِ الْأَلْفَاظِ ضِدّنَا وَ ضِدّ إِمَامِنَا الْمَهْدِيّ (عَجَّلَ الله تَعَالَىْ فَرَجَهُ)، فَعَلَى الله نَتَوَكَّلُ وَبِهِ نَسْتَعِيْنُ. وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
( 1 )لسان الميزان لابن حجر العسقلاني: 4/61[من اسمه عبد الكريم]، دراسة و تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، و الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان، ط. الأولى؛ 1416هـ- 1996م، و ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي: 4/ 386[حرف العين/ عبد الكريم]، دراسة و تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، و الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان، ط. الثانية؛ 2008م- 1429هـ.
قَالَ الْمَلَكُ عِمَادُ الْدِّيْنِ أَبو الْفِدَاء وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مُؤَرِّخِيْ السُّنَّةِ فِيْ كِتَابِهِ تَارِيْخ أَبِيْ الْفِدَاء الْمُسَمَّى الْمُخْتَصَر فِيْ أَخْبَارِ الْبَشَرِ ) ج: 1 / ص: 278 ،فِيْ بَابِ [ سَنَة 99هـ ]:
S كَانَ خُلَفَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ يَسُبُّوْنَ عَلَيَّا (رَضِيَ الله عَنْهُ) مِنْ سَنَة إِحْدَىَ وَأَرْبَعِيْنَ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِيْ خَلَعَ الْحَسنُ فِيْهَا نَفْسَهُ مِنَ الْخِلَافَةِ، إِلَىَ أَوَّلِ سَنَة تِسْعِ وَتِسْعِيْنَ، آخِر أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرَ[ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ ] أَبْطَلَ ذَلِكَ، وَكَتَبَ إِلَىَ نُوَّابِهِ: بِإِبْطَالِهِ، وَلَمَّا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَبْدَلَ الْسَّبَّ فِيْ آخِرِ الْخُطْبَةِ بِقِرَاءَةِ قَوْله تَعَالَىْ P إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِيْ الْقُرْبَىَ وَيَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَO[ الْنَّمْلِ: 90 ] فَلَمْ يُسَبُّ عَلَيٌّ بَعْدَ ذَلِكَ. وَاسْتَمَرَّتْ الْخُطَبَاءُ عَلَىَ قِرَاءَةِ هَذِهِ الْآَيَةR.
وَالْعَجِيبُ أَنَّ خُطَبَاءَ السُّنَّةِ فِيْ جَمِيْعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ إِلَىَ يَوْمِنَا هَذَا يَقْرَؤُوْنَ هَذِهِ الْآَيَةَ فِيْ آخِرِ خُطْبَة الْجُمُعَةِ مِمَّا يُوْحِيْ أَنَّهُمْ مُتَمَسِّكُوْنَ بِسُنَّةِ بَنِي أُمَيَّةَ ،
وَهَذَا أَبْسَطُ دَلِيْل عَلَىَ آَثَارِ ا لسِّيَاسَةِ الْأَمَوِيَّةِ فِيْ هَذَا الْفِكْرِ إِلَىَ يَوْمِنَا الْحَاضِرِ.
وَمِنْ تِلْكَ الْآَثَارُ تَّزْوِيْرُهُمْ لِكَثِيْرٍ مِنَ الْأَحَادِيْثِ وَالْحَقَائِق، فالرِّوَايَاتُ الَّتِيْ تُبَشّـرُ بِوِلَادَةِ الْحُجَّةِ الْمَهْدِيّ عَجَّلَ الله تَعَالَىْ فَرَجَهُ ، مِنْ وَلَدٍ الْحُسَيْنِA حَرَّفُوْهَا وَجَعَلُوٓا مَكَانَ اسْمِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِC،لأهْدَاف سِيَاسِيَّةٍ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ يَزِيْدَ تَسَبَّبَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِA،وَأَنَّ الْحَسَنَAصَالَحَ مُعَاوِيَةَ ، فَلِذَا شَمَلَ الْتَّحْرِيْفُ لِكَثِيْرٍ مِنَ الْأَحَادِيْثِ بِحَذْفِ اسْم الْحُسَيْنِ مِنْهَا وَاسْتِبْدَال اسْم الْحَسَنِ مَكَانَهُ، وَمِنْ هُنَا بَدَأَتْ الْنَّظَرِيَّةُ الْأَمَوِيَّةُ الَّتِيْ تَقُوْلُ بِعَدَمِ وِلَادَة الْإِمَام الْمَهْدِيّ ( عَجَّلَ الله تَعَالَىْ فَرَجَهُ)، وَأَنَّهُ سَيُوْلَدُ مِنْ أَوْلَادِ الْحَسَنِA .
وَلَا عَجَبَ بِوُجُوْدِ الْأَحَادِيْثِ الْمُزَوَّرَة أَوْ الْمُحَرَّفَة فِيْ كُتُبِهِمْ الْحَدِيْثِيَّةِ فَهُنَاكَ مَنْ عُرِفَ بِأَنَّهُ وَضَّاعٌ لِلْحَدِيْثِ مِثْل: عَبْد الْكَرِيْمِ بْن أَبِيْ الْعَوْجَاءِ ؛ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيّ:
Sعَبْد الْكَرِيْمِ بْنِ أَبِيْ الْعَوْجَاءِ خَالُ مَعْنٍ بْنِ زَائِد َةَ زِنْدِيْقٌ مُغْتَرّ ، قَالَ أَبُوْ أَحْمَد بْن عَدِيٍّ:
لَمَّا أُخِذَ لِيُضْـرَب عُنُقُهُ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ فِيْكُمْ أَرْبَعَةَ آَلَافِ حَدِيْثٍ أُحَرِّمُ فِيْهِ الْحَلَالَ وَأَحَلِلُ الْحَرَامَ.
قَتَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيّ الْأَمِيرُ بِالْبَصْـرَّةR( 1 ).
فَأَرْبَعَةُ آَلَافِ حَدِيْثٍ عَدَدٌ لَا يُسْتَهَانُ بِهِ!!
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَىَ تَحْرِيْفِ سُنَّة الْرَّسُوْل9عَلَى يَدِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا رَوَاهُ الْسُّيُوْطِيُّ- وَهُوَ مِنْ أَكَابِرِ عُلَمَاءِ الْسُّنَّةِ- فِيْ كِتَابِهِ جَمْعِ الْجَوَامِعِ ( الْجَامِع الْكَبِيْرِ فِيْ الْحَدِيْثِ وَالْجَامِع الْصَّغِيْر وَ زَوَائِده ) ج: 3/ ص:271 [ ح. 8780 – قِسْم الْأَقْوَالِ /حَرْف الْهَمْزَةِ ] بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِىْ ذَرٍّ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) أَنَّ رَسُوْلَ الله 9قَالَ:
S أَوَّلُ مَا يُبَدِّلُ سُنَّتِيْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَR.
وَلَعَلَّ هَذَا مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِيْ أَدَّتْ لِظُهُوْرِ فِكْرَة شَاذَّةٍ تَقُوْلُ بِأَنَّ شَخْصِيَّةَ الْمَهْدِيّ وَهْمِيَّةٌ ، فَلَا يُمْكِنُ ظُهُوْرُهُ. وَهَذَا الْرَّأْيُ الشَاذٌّ رَدَّ عليه جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْسُّنَّةِ في كُتُبٍ مُفَصَّلَةً عَنْ الْمَهْدِيّ الْمُنْتَظَرِ (عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ ظُهُوْرَهُ) مِنْهَا: عُقَدُ الدُّرَرِ فِيْ أَخْبَارِ الْمُنْتَظَرِ لِيُوْسُفَ بْن يَحْيَىَ بْن عَلِيِّ الْمَقْدِسِيِّ الْشَّافِعِيِّ السُّلَمِيِّ، وَ الْعَرْفُ الْوَرْدِيُّ فِيْ أَخْبَارِ الْمَهْدِيِّ لِلْحَافِظِ جَلَالِ الْدِّيْنِ الْسّيُوْطِيِّ، وَ الْبُرْهَانُ فِيْ عَلَامَاتِ مَهْدِيّ آخِرِ الْزَّمَانِ، وَ الْبَيَانُ فِيْ أَخْبَارِ صَاحِبِ الْزَّمَانِ. وَأَمَّا الْشِّيْعَةُ فَكُتُبُهُمْ الَّتِيْ تَتَحَدَّثُ عَنِ الْمَهْدِيِّ(عَجَّلَ اللهُ تَعَالَىْ فَرَجَهُ) أَكْثَرُ مِنْ كُتُبِ الْسُّنَّةِ ،
ومِن المؤسف حقًّا أنْ نَجِدَ مَنْ يَقِفُ إلى جانِبِ أعداء الإسلام ليُساهِم في تَمْزِق وحدة المسلمين فينبري لافتعال بَعْض الشُّبُهَاتِ الكَاذبة ذَاتِ النَّزْعَةِ الْأَمَوِيَّةِ ، الَّتِيْ تُثِيْرُهَا طَائِفَةٌ هَمُّهُا زَرْع الْفِتْنَةِ وَالْتَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْنَ، فلا يقفون عن الْتَّهَجُّمِ وَالْسَّبِّ وَالشَّتْمِ بِأَقْبَحِ الْأَلْفَاظِ ضِدّنَا وَ ضِدّ إِمَامِنَا الْمَهْدِيّ (عَجَّلَ الله تَعَالَىْ فَرَجَهُ)، فَعَلَى الله نَتَوَكَّلُ وَبِهِ نَسْتَعِيْنُ. وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
( 1 )لسان الميزان لابن حجر العسقلاني: 4/61[من اسمه عبد الكريم]، دراسة و تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، و الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان، ط. الأولى؛ 1416هـ- 1996م، و ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي: 4/ 386[حرف العين/ عبد الكريم]، دراسة و تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، و الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان، ط. الثانية؛ 2008م- 1429هـ.
تعليق