اللهم صل على محمد وآل محمد
في 14 شهر رمضان من سنة 67 قُتل المختار ابن أبي عبيدة الثقفي في الكوفة في الحرب التي كانت بينه و بين مصعب بن الزبير، و بعد مقتل المختار سيطر مصعب على دار الإمارة و أخذ أصحاب المختار و قتلهم و احدا بعد واحد ، ثم طلب زوجات المختار و أمرهنّ بأن يتبرأن منه و يلعنّه و إلّا قتلهنّ، فتبر أن نساؤه منه إلّا بنت سمرة بن جندب و بنت النعمان بن البشير الأنصاري حيث قلن: كيف نلعن و نتبرأ من رجل كان يقول ربي الله، و كان يقوم الليل و يصوم النهار، و بذل روحه في سبيل الله و رسوله(ص) و انتقم من قتلة الحسين و شفا الصدور بقتلهم، فكتب مصعب إلى أخيه عبد الله بذلك الأمر فأجاب عبد الله لا بدّ أن يتبرأن من المختار و إلّا فيقتلن، فتبرأت بنت سمرة بن جندب فاشترت حياتها، و أما بنت النعمان فقد أبت أن تخضع لطلبهم فقتلت.
اعلم: الروايات في المختار الثقفي مختلفة لكن المسلّم به أنه أدخل السرور و الفرح إلى قلب الإمام زين العابدين، بل أنه أدخل السرور و الفرح إلى قلوب آل الرسول(ص) و الثكالى و اليتامى الذين استشهد آبائهم مع الإمام الحسين عليه السلام ، فخمس سنوات كان العزاء و الحزن يخيمان على بيوت أصحاب المصيبة، فلم تر مكحلة و لا خاضبة و لا دخاناً يتعالى من بيوتهن حتى شاهدن رأس عبيد الله بن زياد، فخرجن من العزاء . و بالإضافة إلى ذلك فإن المختار أشاد البيوت التي هدمت، و بعث بالعطايا إلى المظلومين، فهنيئاً للمختار الذي بعمله هذا أدخل الفرح إلى قلوب أهل بيت رسول الله (ص) المطهرين.
تعليق