" علينا أنْ نتأدّبَ في ضيافة اللهِ سبحانه ، وأنْ نتخلّق بأخلاقه في شهره المُعظّم "
" أيُّهَا المؤمنون الصائمون أحيُوا و اغتنموا ما بَقيّ مِن شهرِ رمضان المُبارك باللجوءِ إلى اللهِ تبارك وتعالى ، واستدرارِ رحمته وإحسانه ،" وتعظيم قَدَره وتوقيره في مَحَارِمِه "
قال الإمامُ زينُ العابدين علي بن الحُسَين ، صلواتٌ ربّي وسلامه عليه ، في دعاءِ السَحرِ (فلو اطّلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفتُ تعجيلَ العقوبة لاجتنبته ، لا لأنك أهونُ الناظرين إليَّ وأخفُّ المُطّلعين عليَّ ، بل لأنك يا ربِّ خير الساترين وأحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين - ستّار العيوب غفّار الذنوب علاّم الغيوب- تستر الذنبَ بكرمك وتؤخر العقوبة بحلمك ، فلك الحَمدُ على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد قدرتك ، ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني - ويدعوني إلى قلّة الحياء سترك علي - ويسرعني إلى التوثّب على مَحارمك معرفتي بسعة رحمتك وعظيم عفوك ، يا حليمُ يا كريمُ –
يا حيُّ يا قيومُ)
: مصباح المُتهجّد ، الشيخ الطوسي ،ص585.:
:1:- إنَّ مِن المَسنون والمُستحبِ شرعاً أن يغتنمَ الإنسانُ المؤمن الصائم لياليَ شهرِ رمضان الفضيل، ويُحيها بالدعاء والتوجّه إلى اللهِ تبارك وتعالى ، وذلك بحسب
ما تركته لنا مدرسة أهل البيت المعصومين ، عليهم السلام ، من معارفَ جليلةٍ وعميقةٍ في هذا الشهر الفضيل ، ومن الضروري أن يُفرّغ الإنسانُ نفسه في وقته لله سبحانه ، وهو مَن يُعينه ويوفقه.
:2:- إنَّ الحالة الإثرائيّة المهمّة في أدعية أهل البيت الطاهرين تفتحُ الذهنَ إلى آفاق واسعة ، تُغيّر كثيراً من حال الإنسان - إذا صلّى يتوجّه أكثر ، وإذا صام فيتلذذ بحالة الإقبال على الله تعالى – وهذه أمور مقدورة يمكن الإفادة منها – فشهر رمضان شهرُ أُنزل فيه القرآن الكريم ، وفيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر.
:3:- نقف على مقطع قيّم جدّا من دعاء السحر المَروي عن الإمام زين العابدين والمعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي ، لنتعرّف على ضرورة التمسّك برحمة الله تعالى لأنّها هي المُنجيّة والمُخلّصة لنا ، وإذا لم تدركنا رحمة الله فسنكون
من الخاسرين .
:4:- " لنتعلّم كيف نُحوّلُ الذنبَ ، والذي هو معصية وسيئة إلى حالةٍ من عدم الإصابة بالإحباط – وذلك بالحصول على الأمل الحقيقي بالله تعالى ورحمته وغفرانه – قال الإمام السجّاد ، عليه السلام ، :
(فلو اطّلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفتُ تعجيلَ العقوبة لاجتنبته ، لا لأنك أهونُ الناظرين إليَّ وأخفُّ المُطّلعين عليَّ ، بل لأنك يا ربِّ خير الساترين وأحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين):-
إنَّ اللهَ تعالى يقيناً هو مُطّلعٌ علينا ، ولكّنا بسوء تقديرٍ منّا قد نجتنب من الإنسان العادي ، لنبادر إلى المعصية أمام الله تعالى الناظر الحقيقي ولا نخشاه ، لأنّه سبحانه قد أمهلنا ، ولم يُعجِّل بالعقوبة فيما لو أذنبنا .
:5:- السؤال الذي ينبغي أن يُطرح :- هو أنّنا لماذا نذنب مع علمنا بأنَّ اللهَ مُطّلعٌ علينا ؟ ولماذا لا نخشاه ونوقّره في مَحارمه ؟ هل نستخف به والعياذ بالله أم ماذا ؟
وما هذه الجرأة مِن الجهلة والحمقى على مبارزة الله جلّ وعلا بالمعصية ،
وعدم الاكتراث بحرمته ؟ ولماذا نجعله أهونَ الناظرين ونستهين به ،.
والجواب:- هو أنَّنا نستغل حِلمَ الله تعالى وموازينه الخاصة في عدم التعجيل بالعقوبة والإمهال ، ولكن من الواجب عقلاً وشرعاً أن نهربَ منه إليه ،- وأن نستجلبَ رحمته الواسعة بالتوبة والتوقير والتعظيم له.
:6:- علينا أن لا نجعل اللهَ أهون الناظرين وأخفّ المطّلعين علينا – وأن لا نُبارزه بالمعاصي عناداً – وأن نجعل خطوطَ رجعةٍ مع اللهِ سبحانه – لأنّه لا مَهرب منه ، ولا مُنجي إلاّ رحمته الواسعة وحلمه وستره.
:7:- لنطلبَ من الله عزّ وجلّ أن يعاملنا برحمته الواسعة لا بعدله ، وإلاّ سنكون من الخاسرين ، - فالنجاة الحقيقية تحتاجُ إلى توفيق يُدخلنا في رحمة الله تعالى
(وقيل لعلي بن الحُسين ،عليه السلام ، قال: الحسن البصري:- ليس العجبُ مِمّن هلكَ كيف هلكَ - وإنّما العجبُ مِمّن نَجى كيف نجى - فقال :عليه السلام:-أنا أقول ليس العجبُ مِمّن نجى كيف نجى إنّما العجبُ مِمّن هلكَ كيف هلك مع سعة رحمة الله )
: الأمالي ، السيّد الشريف المرتضى،ج1 ، ص113.:
:8:- في مقام الرحمة الإلهيّة ينبغي أن نبحث عمّا يُدخلنا فيها بالتوجّه إليه سبحانه ، والتأدّب والتخلّق بأدبه وأخلاقه تعالى في هذا الشهر الفضيل.
:9:- إنَّ مقتضى عدل اللهِ تعالى وكونه أحكم الحاكمين أن يعاقبنا إذا أذنبنا ، ولكن رحمته سبقت غضبه ، وحلمه وعفوه وغفرانه كثير ،فهو اللطيف بنا والرحيم وغافر الذنب وقابل التوب ، وهذا هو عين التوحيد فيما لو اعتقدنا بذلك يقيناً ،
فأملنا بالله تعالى عظيم وهو مُنجينا يوم القيامة برحمته الواسعة .
_____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - الثالث والعشرين من شهر رمضان الفضيل ,1439 هجري – الثامن من حزيران ,2018م. _______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
" أيُّهَا المؤمنون الصائمون أحيُوا و اغتنموا ما بَقيّ مِن شهرِ رمضان المُبارك باللجوءِ إلى اللهِ تبارك وتعالى ، واستدرارِ رحمته وإحسانه ،" وتعظيم قَدَره وتوقيره في مَحَارِمِه "
قال الإمامُ زينُ العابدين علي بن الحُسَين ، صلواتٌ ربّي وسلامه عليه ، في دعاءِ السَحرِ (فلو اطّلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفتُ تعجيلَ العقوبة لاجتنبته ، لا لأنك أهونُ الناظرين إليَّ وأخفُّ المُطّلعين عليَّ ، بل لأنك يا ربِّ خير الساترين وأحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين - ستّار العيوب غفّار الذنوب علاّم الغيوب- تستر الذنبَ بكرمك وتؤخر العقوبة بحلمك ، فلك الحَمدُ على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد قدرتك ، ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني - ويدعوني إلى قلّة الحياء سترك علي - ويسرعني إلى التوثّب على مَحارمك معرفتي بسعة رحمتك وعظيم عفوك ، يا حليمُ يا كريمُ –
يا حيُّ يا قيومُ)
: مصباح المُتهجّد ، الشيخ الطوسي ،ص585.:
:1:- إنَّ مِن المَسنون والمُستحبِ شرعاً أن يغتنمَ الإنسانُ المؤمن الصائم لياليَ شهرِ رمضان الفضيل، ويُحيها بالدعاء والتوجّه إلى اللهِ تبارك وتعالى ، وذلك بحسب
ما تركته لنا مدرسة أهل البيت المعصومين ، عليهم السلام ، من معارفَ جليلةٍ وعميقةٍ في هذا الشهر الفضيل ، ومن الضروري أن يُفرّغ الإنسانُ نفسه في وقته لله سبحانه ، وهو مَن يُعينه ويوفقه.
:2:- إنَّ الحالة الإثرائيّة المهمّة في أدعية أهل البيت الطاهرين تفتحُ الذهنَ إلى آفاق واسعة ، تُغيّر كثيراً من حال الإنسان - إذا صلّى يتوجّه أكثر ، وإذا صام فيتلذذ بحالة الإقبال على الله تعالى – وهذه أمور مقدورة يمكن الإفادة منها – فشهر رمضان شهرُ أُنزل فيه القرآن الكريم ، وفيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر.
:3:- نقف على مقطع قيّم جدّا من دعاء السحر المَروي عن الإمام زين العابدين والمعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي ، لنتعرّف على ضرورة التمسّك برحمة الله تعالى لأنّها هي المُنجيّة والمُخلّصة لنا ، وإذا لم تدركنا رحمة الله فسنكون
من الخاسرين .
:4:- " لنتعلّم كيف نُحوّلُ الذنبَ ، والذي هو معصية وسيئة إلى حالةٍ من عدم الإصابة بالإحباط – وذلك بالحصول على الأمل الحقيقي بالله تعالى ورحمته وغفرانه – قال الإمام السجّاد ، عليه السلام ، :
(فلو اطّلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفتُ تعجيلَ العقوبة لاجتنبته ، لا لأنك أهونُ الناظرين إليَّ وأخفُّ المُطّلعين عليَّ ، بل لأنك يا ربِّ خير الساترين وأحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين):-
إنَّ اللهَ تعالى يقيناً هو مُطّلعٌ علينا ، ولكّنا بسوء تقديرٍ منّا قد نجتنب من الإنسان العادي ، لنبادر إلى المعصية أمام الله تعالى الناظر الحقيقي ولا نخشاه ، لأنّه سبحانه قد أمهلنا ، ولم يُعجِّل بالعقوبة فيما لو أذنبنا .
:5:- السؤال الذي ينبغي أن يُطرح :- هو أنّنا لماذا نذنب مع علمنا بأنَّ اللهَ مُطّلعٌ علينا ؟ ولماذا لا نخشاه ونوقّره في مَحارمه ؟ هل نستخف به والعياذ بالله أم ماذا ؟
وما هذه الجرأة مِن الجهلة والحمقى على مبارزة الله جلّ وعلا بالمعصية ،
وعدم الاكتراث بحرمته ؟ ولماذا نجعله أهونَ الناظرين ونستهين به ،.
والجواب:- هو أنَّنا نستغل حِلمَ الله تعالى وموازينه الخاصة في عدم التعجيل بالعقوبة والإمهال ، ولكن من الواجب عقلاً وشرعاً أن نهربَ منه إليه ،- وأن نستجلبَ رحمته الواسعة بالتوبة والتوقير والتعظيم له.
:6:- علينا أن لا نجعل اللهَ أهون الناظرين وأخفّ المطّلعين علينا – وأن لا نُبارزه بالمعاصي عناداً – وأن نجعل خطوطَ رجعةٍ مع اللهِ سبحانه – لأنّه لا مَهرب منه ، ولا مُنجي إلاّ رحمته الواسعة وحلمه وستره.
:7:- لنطلبَ من الله عزّ وجلّ أن يعاملنا برحمته الواسعة لا بعدله ، وإلاّ سنكون من الخاسرين ، - فالنجاة الحقيقية تحتاجُ إلى توفيق يُدخلنا في رحمة الله تعالى
(وقيل لعلي بن الحُسين ،عليه السلام ، قال: الحسن البصري:- ليس العجبُ مِمّن هلكَ كيف هلكَ - وإنّما العجبُ مِمّن نَجى كيف نجى - فقال :عليه السلام:-أنا أقول ليس العجبُ مِمّن نجى كيف نجى إنّما العجبُ مِمّن هلكَ كيف هلك مع سعة رحمة الله )
: الأمالي ، السيّد الشريف المرتضى،ج1 ، ص113.:
:8:- في مقام الرحمة الإلهيّة ينبغي أن نبحث عمّا يُدخلنا فيها بالتوجّه إليه سبحانه ، والتأدّب والتخلّق بأدبه وأخلاقه تعالى في هذا الشهر الفضيل.
:9:- إنَّ مقتضى عدل اللهِ تعالى وكونه أحكم الحاكمين أن يعاقبنا إذا أذنبنا ، ولكن رحمته سبقت غضبه ، وحلمه وعفوه وغفرانه كثير ،فهو اللطيف بنا والرحيم وغافر الذنب وقابل التوب ، وهذا هو عين التوحيد فيما لو اعتقدنا بذلك يقيناً ،
فأملنا بالله تعالى عظيم وهو مُنجينا يوم القيامة برحمته الواسعة .
_____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصافي، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - الثالث والعشرين من شهر رمضان الفضيل ,1439 هجري – الثامن من حزيران ,2018م. _______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
تعليق