اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
⚛ نفحة من كرامات الإمام الصادق عليه السّلام ⚛
١ . رُوي أنّ داود بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس قتل المعلّى بن خنيس مولى الصادق (عليه السلام ) وأخذ ماله ، فدخل عليه وهو يجرّ رداءه فقال له : قتلت مولاي وأخذت ماله ، أما علمت أنّ الرجل ينام على الثكل ولا ينام على الحرب ، أما والله لأدعونّ الله عليك .
فقال له داود : تهددنا بدعائك كالمستهزئ بقوله .
فرجع أبو عبدالله (عليه السلام ) إلى داره ، ولم يزل ليله كلّه قائماً وقاعداً حتّى إذا كان السحر سُمع وهو يقول في مناجاته :
يا ذا القوّة القولّة ، ويا ذا المحال الشديد ، ويا ذا العزّة التي كلّ خلقك لها ذليل اكفني هذا الطاغية ، وانتقم لي منه .
فما كان إلاّ ساعة حتّى ارتفعت الأصوات بالصّياح وقيل : قد مات داود ابن عليّ الساعة .
٢ . واشتهر في الرواية : أن المنصور أمر الربيع بإحضار أبي عبدالله (عليه السلام ) ، فاحضره ، فلمّا بصر به قال : قتلني الله إن لم أقتلك ، أتلحد في سلطاني وتبغيني الغوائل ؟ فقال له أبو عبدالله (عليه السلام ) :
والله ما فعلت ولا أردت ، فإن كان بلغك فمن كاذب ، ولو كنت فعلت لقد ظُلم يوسف فغفر وابتُلي أيّوب فصبر واُعطي سليمان فشكر ، فهؤلاء أنبياء الله تعالى وإليهم يرجع نسبك .
فقال له المنصور : أجل ارتفع هاهنا ، فارتفع فقال له :
ان فلان بن فلان أخبرني عنك بما ذكرت . فقال : أحضره يا أمير المؤمنين ليواقفني على ذلك .
خف أحضر الرجل المذكور ، فقال له المنصور : أنت سمعت ما حكيت عن جعفر ؟. قال : نعم . قال له أبو عبدالله (عليه السلام ) : فاستحلفه على ذلك .
فقال له المنصور : أتحلف ؟ قال : نعم .
فابتدأ باليمين .
فقال أبو عبدالله : دعني يا أمير المؤمنين اُحلِّفه أنا.
فقال له : افعل .
فقال أبو عبدالله (عليه السلام ) للساعي : قل : برئت من حول اللهّ وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل كذا وكذا جعفر .
فامتنع منها هنيهة ثمّ حلف بها ، فما برح حتّى اضطرب برجله ، فقال أبو جعفر: جرّوا برجله ، فأخرجوه لعنه الله .
قال الربيع : وكنت رأيت جعفر بن محمد (عليه السلام ) حين دخل على المنصور يحرّك شفتيه ، فكلّما حرّكهما سكن غضب المنصور حتّى أدناه منه ورضي عنه ، فلمّا خرج أبو عبدالله (عليه السلام ) من عند أبي جعفر اتبعته فقلت له :
إنّ هذا الرجل كان أشدّ الناس غضباً عليك ، فلمّا دخلت عليه وحرّكت شفتيك سكن غضبه ، فبأيّ شيء كنت تحركهما ؟ قال :
بدعاء جدّي الحسين بن عليّ (عليهما السلام ). فقلت :
جعلت فداك ، وما هذا الدعاء ؟
قال : { يا عدّتي عند شدّتي ، ويا غوثي عند كربتي ، احرسني بعينك التي لا تنام ، واكفني بركنك الذي لا يرام } .
قال الربيع : فحفظت هذا الدعاء ، فما نزلت بي شدّة قطّ فدعوت بها لاّ فرّج الله عنّي . قال : وقلت لجعفر بن محمد :
لم منعت الساعي أن يحلف بالله تعالى ؟ قال : كرهت أن يراه الله تعالى يوحّده ويمجّده فيحلم عنه ويؤخّر عقوبته ، فاستحلفته بما سمعت فاخذه الله أخذة رابية .
💐 من درر وصاياه ومواعظه 💐
ومن وصية له عليه السلام إلى بعض أصحابه :
{ إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاه ، فلييأس من الناس كلهم ، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله عز ذكره ، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه .
فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها ، فإن للقيامة خمسين موقفاً ، كل موقف مقداره ألف سنة ، ثم تلا في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ممّا تعدون } .
1⃣ ـ جاء إليه رجل فقال له : بأبي أنت وأمي عظني موعظة ؟
فقال عليه السلام :
{ إنّ كان الله تبارك وتعالى قد تكفّل بالرزق فاهتمامك لماذا ؟ ، وإن كان الرزق مقسوماً فالحرص لماذا ؟ ، وإن كان الحساب حقاً فالجمع لماذا ؟ ، وإن كان الخلف من الله عز وجل حقاً فالبخل لماذا ؟ ، وإن كانت العقوبة من الله عز وجل النار فالمعصية لماذا ؟ ، وإن كان الموت حقاً فالفرح لماذا ؟ ، وإن كان العرض على الله عز وجل حقاً فالمكر لماذا ؟ ، وإن كان الشيطان عدواً فالغفلة لماذا ؟ ، وإن كان الممر على الصراط حقاً فالعجب لماذا ؟ ، وإن كان كل شيء بقضاء وقدر فالحزن لماذا ؟ ، وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لماذا ؟ } .
تعليق