يقول أمير المؤمنين وسيد الوصيين بطل الأنسانية الخالد في نهج البلاغة الذي هو فوق كلام المخلوقين وتحت كلام الخالق
( وفرض عليكم حجَّ بيته الحرام الذي جعله قِبْلَةً للإنام ، يردُونه وُرُود الأنعام ، ويألَهُونَ إليه وُلُوه الحمَام ( يألهون إليه : أي يفزعون إليه أو يلوذون به ويعكفون عليه )وجعله سبحانه علامةً لتواضُعِهِم لعظمته ، وإذعانهم لعزته ، وآختار من خلـقِهِ سُمَّاعاً أجابوا إليه دعوتَه ، وصدَّقوا كَلِمَتَه ، ووقفوا مواقفَ أنبيائِه ، وتشبَّهوا بملائكتِه المُطيفين بعرشه ، يُحرِزُونَ الأرباحَ في مَتْجَرِ عبادَتِه . ويتبادرون عند موعدِ مغفرتِه . جعله سُبحانه وتعالى للإسلام علماً ، وللعائذين حرماً . فرضَ حقّهُ وأوجب حجّه ، ، وكتب عليكم وِفادته ( الوفادة :- الزيارة )فقال سبحانه : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنيٌّ عن العالمين ) صدق سيدي ومولاي أمير المؤمنين ( ع )فلا بيان بعد هذا البيان ، فلقد أوضح صلوات الله عليه علة التكليف وحكمة الحج بأبلغ تبيان . فعباد الله الصالحون كانوا ، طمعا في الثواب الجزيل ومزيدا للخشوع والخضوع ، يحجون ماشين على أقدامهم أذلاء صاغرين وان الحسن عليه السلام كان يقول : ( إني لاستحي من ربي ان ألقاه ولم أمش الى بيته ) . فمشى عشرين مرة من المدينة الى مكة على رجليه ، وان النجائب لتقاد معه ) ..ولعل من أروع صور الإنابة والانقطاع الى الله عزوجل في بيت الله الحرام للإمام محمد بن علي ( الباقر ) ( ع ) ما رواه أفلح قال : حججتُ مع سيدي الإمام محمد بن علي الباقر فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته فقلت بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله إن الناس ينظرون إليك فلو خفضت صوتك قليلاً ، فقال لي ويحك يا أفلح ولم لا ابكي لعل الله عزوجل ينظر إلي منه برحمة فأفوز بها عنده غداً قال : ثم طاف بالبيت وجاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده وإذا بموضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينية .فالحج عظيم فضله ، خطير أجره ، جزيل ثوابه ، جليل جزاؤه . . وكفاه ما تضمنه من وفود العبد على سيده ونزوله في بيته ومحل ضيافته وأمنه وعلى الكريم أكرام ضيفه واجارة الملتجيء الى بيته . فعن الصادق ( ع ) : ( الحاج والمعتمر وفد الله ، ان سألوه أعطاهم ، وان دعوه أجابهم ، وان شفعوا شفعهم ، وان سكتوا بدأهم ، ويعوضون بالدرهم الف الف درهم ) .وان من الذنوب مالا يكفره الا الوقوف بعرفه ، كما جاء في الحديث .وقال النبي ( ص ) لرجل فاته الحج والتمس منه مابه ينال أجره : ( لو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء فانفقته في سبيل الله تعالى ما بلغت ما يبلغ الحاج ) ..وقال : ( ان الحاج اذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ، وإذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه الا كتب الله له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ، قال : فعد رسول الله ( ص ) كذا وكذا موقفا اذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه . ثم قال : أنى لك ان تبلغ الحاج ؟ ) .ويكره ترك الحج للموسر في كل خمس سنين .فترون : كيف يتكامل الانسان لما يراه من مواقف قدسية تذهب عنه الذنوب وتطهر النفوس عندما يوفق الى حج بيت الله .. فان هذه المواقف وما يقرأ فيها من أدعية وما يقوم به الحاج من أعمال تذيب المادية التي تصيب الثري من جراء المادة . فما على الحاج الا ان يحتفظ بهذا الصفاء الذي منَّ الله به عليه في بيته ، فلا يلوث نفسه بآثام جديدة ، ليذهب من هذه الدنيا الى حيث الخلود نقي الثوب طاهر الضمير ..اللهم آكتبنا من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المستجاب لهم دعائهم .
منقول
( وفرض عليكم حجَّ بيته الحرام الذي جعله قِبْلَةً للإنام ، يردُونه وُرُود الأنعام ، ويألَهُونَ إليه وُلُوه الحمَام ( يألهون إليه : أي يفزعون إليه أو يلوذون به ويعكفون عليه )وجعله سبحانه علامةً لتواضُعِهِم لعظمته ، وإذعانهم لعزته ، وآختار من خلـقِهِ سُمَّاعاً أجابوا إليه دعوتَه ، وصدَّقوا كَلِمَتَه ، ووقفوا مواقفَ أنبيائِه ، وتشبَّهوا بملائكتِه المُطيفين بعرشه ، يُحرِزُونَ الأرباحَ في مَتْجَرِ عبادَتِه . ويتبادرون عند موعدِ مغفرتِه . جعله سُبحانه وتعالى للإسلام علماً ، وللعائذين حرماً . فرضَ حقّهُ وأوجب حجّه ، ، وكتب عليكم وِفادته ( الوفادة :- الزيارة )فقال سبحانه : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنيٌّ عن العالمين ) صدق سيدي ومولاي أمير المؤمنين ( ع )فلا بيان بعد هذا البيان ، فلقد أوضح صلوات الله عليه علة التكليف وحكمة الحج بأبلغ تبيان . فعباد الله الصالحون كانوا ، طمعا في الثواب الجزيل ومزيدا للخشوع والخضوع ، يحجون ماشين على أقدامهم أذلاء صاغرين وان الحسن عليه السلام كان يقول : ( إني لاستحي من ربي ان ألقاه ولم أمش الى بيته ) . فمشى عشرين مرة من المدينة الى مكة على رجليه ، وان النجائب لتقاد معه ) ..ولعل من أروع صور الإنابة والانقطاع الى الله عزوجل في بيت الله الحرام للإمام محمد بن علي ( الباقر ) ( ع ) ما رواه أفلح قال : حججتُ مع سيدي الإمام محمد بن علي الباقر فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته فقلت بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله إن الناس ينظرون إليك فلو خفضت صوتك قليلاً ، فقال لي ويحك يا أفلح ولم لا ابكي لعل الله عزوجل ينظر إلي منه برحمة فأفوز بها عنده غداً قال : ثم طاف بالبيت وجاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده وإذا بموضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينية .فالحج عظيم فضله ، خطير أجره ، جزيل ثوابه ، جليل جزاؤه . . وكفاه ما تضمنه من وفود العبد على سيده ونزوله في بيته ومحل ضيافته وأمنه وعلى الكريم أكرام ضيفه واجارة الملتجيء الى بيته . فعن الصادق ( ع ) : ( الحاج والمعتمر وفد الله ، ان سألوه أعطاهم ، وان دعوه أجابهم ، وان شفعوا شفعهم ، وان سكتوا بدأهم ، ويعوضون بالدرهم الف الف درهم ) .وان من الذنوب مالا يكفره الا الوقوف بعرفه ، كما جاء في الحديث .وقال النبي ( ص ) لرجل فاته الحج والتمس منه مابه ينال أجره : ( لو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء فانفقته في سبيل الله تعالى ما بلغت ما يبلغ الحاج ) ..وقال : ( ان الحاج اذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ، وإذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه الا كتب الله له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ، قال : فعد رسول الله ( ص ) كذا وكذا موقفا اذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه . ثم قال : أنى لك ان تبلغ الحاج ؟ ) .ويكره ترك الحج للموسر في كل خمس سنين .فترون : كيف يتكامل الانسان لما يراه من مواقف قدسية تذهب عنه الذنوب وتطهر النفوس عندما يوفق الى حج بيت الله .. فان هذه المواقف وما يقرأ فيها من أدعية وما يقوم به الحاج من أعمال تذيب المادية التي تصيب الثري من جراء المادة . فما على الحاج الا ان يحتفظ بهذا الصفاء الذي منَّ الله به عليه في بيته ، فلا يلوث نفسه بآثام جديدة ، ليذهب من هذه الدنيا الى حيث الخلود نقي الثوب طاهر الضمير ..اللهم آكتبنا من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المستجاب لهم دعائهم .
منقول
تعليق