الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***************************
روى الشيخ الصدوق قُدس سره في كتاب ثواب الأعمال ، والعلامة الطبرسي رضوان الله عليه في كتاب مكارم الأخلاق ، جملة من الروايات الشريفة التي تؤكد الثواب الكبير ، والفوائد العظيمة في تقليم الأظافر ومنها:
ـ إن تقليم الأظافر يمنع الداء الأعظم .
ـ وكذلك يزيد في الرزق .
ـ وإنه يذهب الرمد .
ـ والأمن من الجذام والجنون والبرص والعمى .
ـ وأن عدم قص الأظافر يسبب النسيان .
السؤال:ـ إن تقليم الأظافر يمنع الداء الأعظم .
ـ وكذلك يزيد في الرزق .
ـ وإنه يذهب الرمد .
ـ والأمن من الجذام والجنون والبرص والعمى .
ـ وأن عدم قص الأظافر يسبب النسيان .
لماذا هذا الحث والتأكيد على قص الأظافر في الروايات ؟
الجواب: يستفاد من الأخبار المتواترة أن الدعوات في لسان الروايات جاءت لتحقيق ثلاثة أهداف:
الهدف الأول: لتعميق ورفع درحات الإيمان .
كما يستفاد من الروايات عن أهل بيت العصمة عليهم السلام (إن النظافة من الإيمان) .
الهدف الثاني: لدفع الأمراض كما سيأتي التوضيح في حقائق طبية .
الهدف الثالث: لمحاربة الشيطان .
كما نقل العلامة الطبرسي في كتاب مكارم الأخلاق ، عن الباقر عليه السلام قال: إنما قص الأظفار لأنها مقيل الشيطان ومنه ، (أي موضع أستراحة الشيطان) .
:: إستحباب الدعاء عند قص الأظافر ::
فقد ورد أن يقول عند تقليم الأظافر (بسم الله وبالله وعلى سنة رسول الله محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين ، ويبدأ في تقليمها بالخنصر من اليد اليسرى ويختم بالخنصر من اليد اليمنى وكذا في تقليم أظافر الرجلين ..) .
:: ماهي الأيام الحسنة في قص الأظافر ::
التأكيد في الروايات جاء في يومي الخميس والجمعة ،
:: يوم الخميس ::
جيد ، للحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله ورواه الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : (من قلم أظافره يوم الخميس يخرج منه الداء ويدخل فيه الشفاء) .
كما نقل الشيخ الكليني قدس سره في كتاب الكافي ، عن خلف (أحد أصحاب الإمام) قال رآني أبو الحسن الرضا عليه الصلاة والسلام بخراسان وأنا أشتكي عيني فقال ألا أدلك على شيء إن فعلته لم تشك عينك ، فقلت بلى ، فقال : خذ من أظافرك في كل خميس قال ففعلت فما اشتكيت عيني إلى يوم أخبرتك .
:: يوم الجمعة ::
جيد لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله: (تقليم الأظافر يوم الجمعه يؤمن الجذام ، والجنون ، والبرص ، والعمى ، وإن لم تحتج فحكها) .
كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام ، إنه حين قيل له أن الله تعالى ما أستنزل من الرزق بشيء مثل التعقيب فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، قال أجل ولكن أخبرك بخير من ذلك أخذ الشارب وتقليم الأظافر يوم الجمعه .
الخلاصة: نستنتج أن الراجح حسب الروايات ، وأن الأفضل والمستحب في قص الأظافر ، إنما هو في يومي الخميس والجمعة ، وفي فترة بعد العصر ليوم الخميس ، وقبل صلاة الظهرين في يوم الجمعة بالتحديد .
ووجدت أن هناك أقوالاً للعلماء الأعلام للجمع بين إستحباب قص الأظافر في يوم الخميس وبين الإستحباب في يوم الجمعة ، أن يبدأ بقص أظافره يوم الخميس ، ويترك واحدة ليوم الجمعة ، عملاً بالمروي عن الإمام الصادق عليه السلام كما في الخصال أنه قال: من قلم أظافره يوم الخميس وترك واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر .
:: أين نضع الأظافر بعد القص ::
يلاحظ أن الكثير لا يعتني بهذا الأمر ، فالبعض يرمي بها مع المخلفات ، وربما تعرضت للحرق !
والبعض يرمي بها في مصارف المياه !
ولكن حسب الروايات الشريفة ، بأن الأفضل هو دفن الأظفار بعد قصها في الأرض ، كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بدفن أربعة الشعر والسن والظفر والدم .
أما لماذا في الأرض ؟
الجواب: هناك إحتمالات :
الإحتمال الأول: لفعل الرسول الأعظم (ع) ، والعمل بالسنة وطلباً للثواب .
الإحتمال الثاني: لأجل كرامة الإنسان ، حيث ورد في الأخبار من لزوم دفن الأعضاء المنفصلة من المؤمن .
ولكن يُرد على هذا الإحتمال بأن الروايات صرحت بدفن الأعضاء التي تحتوي على اللحم أو العظم من الإنسان فتأمل .
وقيل أن الجزء المستأصل من البدن قد يعطى حكم البدن إجراء للجزء مجرى الكل والله العالم .
الإحتمال الثالث: أستحب كما عن بعض العلماء أن يدفن الشعر والأظافر لئلا يتلاعب بها السحرة في عملهم السحر والعياذ بالله .
::ضرر الأظافر الطويلة والملونة ::
يبدو أن الأظافر الطويلة والملونة رغم العناية الفائقة والتنظيف التي تبدلها النساء ، عند إبقاء الأظافر لمدة طويلة ، أو عند تلوينها بالأصباغ الخاصة ، لكنها تبقى مرتعاً للبكتيريا والأمراض ،
تحمي الأظافر نهايات الأصابع و تزيد صلابتها و كفاءتها وحسن أدائها عند الاحتكاك أو الملامسة، و إن الجزء الزائد من الظفر و الخارج عن طرف الأنملة لا قيمة له ووجوده ضار وتتجمع فيه
الأوساخ والجراثيم و غيرها من مسببات العدوى كبيوض الطفيليات، و خاصة من فضلات البراز التي يصعب تنظيفها، فتتعفن و تصدر روائح كريهة و يمكن أن تكون مصدراً للعدوى في الأمراض التي تنتقل عن طريق الفم كالديدان المعدية والزحار و التهاب الأمعاء، خاصة و أن النساء هن اللواتي يحضرن الطعام و يمكن أن يلوثنه بما يحملن من عوامل ممرضة تحت مخالبهن الظفرية.
وتؤكد الأبحاث الطبية أن الأظافر الطويلة لا يمكن أن نعقم ما تحتها ولا بد أن تعلق بها الجراثيم مهما تكرر غسلها لذا توصي كتب الجراحة أن يعتني الجراحون و الممرضات بقص أظافرهم دوماً لكي لا تنتقل الجراثيم إلى جروح العمليات التي يجرونها و تلوثها.
وهكذا تتضح لنا روعة التعاليم النبوية في الدعوة إلى قص الأظافر كلما طالت، واتفاق هذه التعاليم مع مقررات الطب الوقائي و قواعد الصحة العامة و التي تؤكد أن إطالة الأظافر تضر بصحة البدن.
تعليق