بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قال تعالى: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))/فصلت 34
من يقابل الاحسان بالاحسان فهو أمر طبيعي يتدواله الناس فيما بينهم وهذا هو الأعم الأغلب، ولكن هناك فئة تقابل الاحسان بالاساءة وهو أمر غير طبيعي وشاذّ من يتصف بذلك..
ولكن أن تقابل السيئة بالاحسان فهذا هو مايدعو اليه الاسلام ويحثّ عليه، مما لذلك من الأثر الواضح في إنشاء علاقة إجتماعية وطيدة بين أفراد المجتمع الواحد.. فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ((عاتب أخاك بالاحسان اليه واردُد شرّه بالانعام عليه))..
وهذا لايأتي من فراغ بل لابد أن يخلّص الانسان نفسه من الأحقاد والضغائن التي تعتمر في قلبه بفعل وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وبذلك يكون قادراً على أن يقابل الاساءة بالحسنة فاذا لم يستطع فليصفح، ومن واجه باطلاً يجب ردّه بالحق.. فلا يمكن أن تقابل الاساءة بالاساءة والباطل بالباطل..
والعمل هذا- وهو مقابلة الاساءة بالحسنة- يحتاج منك ترويض نفسك وجرّها الى ذلك فذلك من المجاهدة..
ولكن للأسف لانجد ذلك في نفوسنا، فمن أساء لنا نردّ عليه بالأشد والأقوى، ونفتخر بذلك..
بل نجد من يلوم الذي يعمل بالاحسان ويقذفه بالجبن وعدم استطاعته الرد، فبدلاً من أن يكون المجتمع شادّاً على يديه نراه يكيل عليه اللوم والذم..
لذا نجد التنافر بين عناصر المجتمع قد ازداد وحدثت فجوة واسعة بين أفراد المجتمع الواحد، مما أدى ذلك الى عدم التعاون فيما بينهم، بل نجد ان المسيطر على الوضع هو كيف أن استغلك وتستغلّني، فالأساس في العلاقة أصبح هو المادة فقط..
فتلاحظ بأن هذا الأمر قد تفشى في المجتمع بكل مرافقه..
فأين نحن من تعاليم الاسلام، وأين ما دعا اليه أئمة الهدى عليهم السلام...
تعليق