بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
كرامات رأس الإمام الحسين الشريف
بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء نقل الرأس الشريف إلى الكوفة وظهرت له كرامات وكذلك في أثناء الطريق لما سير بالسبايا والرؤوس إلى دمشق. فمن كراماته بعد أن ذهب به عمر بن سعد وأصحابه إلى الكوفة لابن زياد لعنه الله تعالى ما رواه المفيد في إرشاده قال: فلما أصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين (عليه السلام) فدير به في سكك الكوفة (كلها) وقبائلها. فروى عن زيد بن أرقم أنه قال: لما مرّ به عليّ وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) [سورة الكهف: الآية 9] وقف والله شعري عليّ وناديت رأسك يا بن رسول الله أعجب وأعجب (1).
ومن كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي في صواعقه قال: ولما قتلوه (أي الحسين) بعثوا برأسه إلى يزيد فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون بالرأس فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يد معها قلم من حديد فكتب سطراً بدم:
أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس (2) وأخرجه منصور بن عماد، وذكر غيره أن هذا البيت وجد بحجر قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثمائة سنة وأنه مكتوب في كنيسة من أرض الروم ولا يدري من كتبه (3).
وروى قصة هذه الكرامة أيضاً في كتابه مناقب آل أبي طالب (4) عن دلائل النبوة عن أبي بكر البيهقي بالإسناد إلى أبي قبيل وأمالي أبي عبد الله النيسابوري أيضاً: أنه لما قتل الحسين (عليه السلام) واحتز رأسه قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطراً بالدم:
أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب
قال: فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.
وفي كتاب ابن بطة أنهم وجدوا ذلك مكتوباً في كنيسة، وقال أنس بن مالك احتفر رجل من أهل نجران حفرة فوجد فيها لوح من ذهب مكتوب فيه هذا البيت وبعده:
فقد قدموا عليه بحكم جور فخالف حكمهم حكم الكتاب
ستلقى يا يزيد غداً عذابـاً من الرحمن يا لك من عذاب
فسألنهم منذ كم هذا في كنيستكم؟ فقالوا قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة عام.
ومن كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي قال:
(ولما كانت الحرس على الرأس كلما نزلوا وضعوه على رمح وحرسوه فرآه راهب في دير فسأل عنه، فعرفوه به فقال: بئس القوم أنتم هل لكم من عشرة آلاف دينار ويبيت الرأس عندي هذه الليلة، قالوا نعم. فأخذه وغسله وطيبه ووضعه على فخذه وقعد يبكي إلى الصبح ثم أسلم لأنه رأى نوراً ساطعاً إلى عنان السماء من الرأس ثم خرج من الدير وما فيه وصار يحترم أهل البيت).
وكان مع هؤلاء الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين (عليه السلام) ففتحوا أكياسها يقتسمونها فرأوها خزفاً وعلى أحد جانبي كل منها (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) وعلى الآخر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (5).
ونظير هذه الكرامة ما رواه علي بن شهراشوب رحمه الله (6)، عن النطنزي في الخصائص (7) لما جاؤوا برأس الحسين (عليه السلام) ونزلوا منزلاً يقال له قنسرين (8) أطلع راهب من صومعته إلى الرأس فرأى نوراً يخرج من فيه ويصعد إلى السماء، فأتاهم بعشرة آلاف درهم وأخذ الرأس وأدخله صومعته، فسمع صوتاً ولم ير شخصاً قال: طوبى لك، طوبى لمن عرف حرمته. فرفع الراهب رأسه وقال يا رب بحق عيسى تأمر هذا الرأس بالتكلم معي، فتكلم الرأس وقال: يا راهب أي شيء تريد؟ قال: من أنت، قال: أنا ابن محمد المصطفى، وأنا ابن علي المرتضى، وأنا ابن فاطمة الزهراء، وأنا المقتول بكربلاء، وأنا المظلوم، أنا العطشان، فسكت. فوضع الراهب وجهه على وجهه فقال لأرفع وجهي عن وجهك حتى تقول أنا شفيعك يوم القيامة. فتلكم الرأس فقال: أرجع إلى دين جدي محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. فقبل الشفاعة، فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس فلما بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة. وقد ذكرت للرأس الشريف كرامات أخرى ذكرها ابن شهراشوب في مناقبه وصاحب البحار وغيرهما من الشيعة والسنة. واكتفينا منها بما ذكرناه للدلالة على مناقب الرأس وكراماته، والله ولي التوفيق.
====
المصادر والأدلة:
1- وروي هذه الكرامة في البحار الجزء العاشر ص 222 طبع حجري عن المفيد (رض).
2- الصواعق ص 119 طبع المطبعة الشرقية: بمصر سنة 1308.
3- وفي تاريخ القرماني ص 108 وصلوا إلى دير في الطريق فنزلوا فيه ليقيلوا به فوجدوا مكتوباً على بعض جدرانه هذا البيت. وفي الخطط المقريزية ج 2 ص 285 كتب هذا قديماً ولا يدري من قائله، وقد ذكر هذا في أكثر من مصدر من المصادر التاريخية المهمة. ذكره في مجمع الزوائد لابن حجر ج 6 ص 199 وكذلك ذكره في الإصابة ج 3 ص 489، وفي الخصائص للسيوطي ج 2 ص 122 وفي تاريخ ابن عساكر ذكره أيضاً في الجزء الرابع ص 342 والصواعق المحرقة ص 116 - والكواكب الدرية ج 1 ص 57، والإتحاف بحب الأشراف ص 23 وفي اللهوف ذكره ابن طاووس ص 98 ونسبه إلى تاريخ بغداد لابن النجار. وفي مثير الأحزان لابن نما ص 53 حفروا في بلاد الروم حفرة قبل أن يبعث النبي بثلاثمائة سنة فأصابوا حجراً مكتوب عليه بالمسند هذا البيت والمسند كلام أولاد شيت.
4- مناقب آل أبي طالب الجزء الثالث ص 218.
5- الصواعق لابن حجر ص 122.
6- المناقب لابن شهراشوب الجزء الثالث ص 217.
7- هو كتاب الخصائص العلوية لأبي عبد الله محمد بن أحمد النطنزي، أحد علماء إخواننا السنة الذين روى عنهم ابن شهراشوب، ذكره في أول الجزء الأول من كتاب المناقب الذي نقلنا عنه هذه الكرامة في جملة طرق العامة التي يعتمد عليها فيما يرويه في كتابه ونطنز هذه، بلدة بين قم وأصفهان. كما في القاموس.
8- قنسرين: تقع جنوبي حلب تبعد عنها مقدار 25 كيلومتراً وهي في طريق الذاهب من حلب إلى حمص إلى الشام وكانت في ذلك الزمان بلدة عظيمة. ولم يبق منها إلى الآن سوى أطلال تشير إلى موضعها السابق. وقد أقيم مكانها قرية اسمها العيس. هكذا أخبرنا المطلعون على وضع قنسرين.
ومع السلامة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
كرامات رأس الإمام الحسين الشريف
بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء نقل الرأس الشريف إلى الكوفة وظهرت له كرامات وكذلك في أثناء الطريق لما سير بالسبايا والرؤوس إلى دمشق. فمن كراماته بعد أن ذهب به عمر بن سعد وأصحابه إلى الكوفة لابن زياد لعنه الله تعالى ما رواه المفيد في إرشاده قال: فلما أصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين (عليه السلام) فدير به في سكك الكوفة (كلها) وقبائلها. فروى عن زيد بن أرقم أنه قال: لما مرّ به عليّ وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) [سورة الكهف: الآية 9] وقف والله شعري عليّ وناديت رأسك يا بن رسول الله أعجب وأعجب (1).
ومن كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي في صواعقه قال: ولما قتلوه (أي الحسين) بعثوا برأسه إلى يزيد فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون بالرأس فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يد معها قلم من حديد فكتب سطراً بدم:
أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس (2) وأخرجه منصور بن عماد، وذكر غيره أن هذا البيت وجد بحجر قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثمائة سنة وأنه مكتوب في كنيسة من أرض الروم ولا يدري من كتبه (3).
وروى قصة هذه الكرامة أيضاً في كتابه مناقب آل أبي طالب (4) عن دلائل النبوة عن أبي بكر البيهقي بالإسناد إلى أبي قبيل وأمالي أبي عبد الله النيسابوري أيضاً: أنه لما قتل الحسين (عليه السلام) واحتز رأسه قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطراً بالدم:
أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب
قال: فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.
وفي كتاب ابن بطة أنهم وجدوا ذلك مكتوباً في كنيسة، وقال أنس بن مالك احتفر رجل من أهل نجران حفرة فوجد فيها لوح من ذهب مكتوب فيه هذا البيت وبعده:
فقد قدموا عليه بحكم جور فخالف حكمهم حكم الكتاب
ستلقى يا يزيد غداً عذابـاً من الرحمن يا لك من عذاب
فسألنهم منذ كم هذا في كنيستكم؟ فقالوا قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة عام.
ومن كراماته ما ذكره ابن حجر الهيثمي قال:
(ولما كانت الحرس على الرأس كلما نزلوا وضعوه على رمح وحرسوه فرآه راهب في دير فسأل عنه، فعرفوه به فقال: بئس القوم أنتم هل لكم من عشرة آلاف دينار ويبيت الرأس عندي هذه الليلة، قالوا نعم. فأخذه وغسله وطيبه ووضعه على فخذه وقعد يبكي إلى الصبح ثم أسلم لأنه رأى نوراً ساطعاً إلى عنان السماء من الرأس ثم خرج من الدير وما فيه وصار يحترم أهل البيت).
وكان مع هؤلاء الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين (عليه السلام) ففتحوا أكياسها يقتسمونها فرأوها خزفاً وعلى أحد جانبي كل منها (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) وعلى الآخر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (5).
ونظير هذه الكرامة ما رواه علي بن شهراشوب رحمه الله (6)، عن النطنزي في الخصائص (7) لما جاؤوا برأس الحسين (عليه السلام) ونزلوا منزلاً يقال له قنسرين (8) أطلع راهب من صومعته إلى الرأس فرأى نوراً يخرج من فيه ويصعد إلى السماء، فأتاهم بعشرة آلاف درهم وأخذ الرأس وأدخله صومعته، فسمع صوتاً ولم ير شخصاً قال: طوبى لك، طوبى لمن عرف حرمته. فرفع الراهب رأسه وقال يا رب بحق عيسى تأمر هذا الرأس بالتكلم معي، فتكلم الرأس وقال: يا راهب أي شيء تريد؟ قال: من أنت، قال: أنا ابن محمد المصطفى، وأنا ابن علي المرتضى، وأنا ابن فاطمة الزهراء، وأنا المقتول بكربلاء، وأنا المظلوم، أنا العطشان، فسكت. فوضع الراهب وجهه على وجهه فقال لأرفع وجهي عن وجهك حتى تقول أنا شفيعك يوم القيامة. فتلكم الرأس فقال: أرجع إلى دين جدي محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. فقبل الشفاعة، فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس فلما بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة. وقد ذكرت للرأس الشريف كرامات أخرى ذكرها ابن شهراشوب في مناقبه وصاحب البحار وغيرهما من الشيعة والسنة. واكتفينا منها بما ذكرناه للدلالة على مناقب الرأس وكراماته، والله ولي التوفيق.
====
المصادر والأدلة:
1- وروي هذه الكرامة في البحار الجزء العاشر ص 222 طبع حجري عن المفيد (رض).
2- الصواعق ص 119 طبع المطبعة الشرقية: بمصر سنة 1308.
3- وفي تاريخ القرماني ص 108 وصلوا إلى دير في الطريق فنزلوا فيه ليقيلوا به فوجدوا مكتوباً على بعض جدرانه هذا البيت. وفي الخطط المقريزية ج 2 ص 285 كتب هذا قديماً ولا يدري من قائله، وقد ذكر هذا في أكثر من مصدر من المصادر التاريخية المهمة. ذكره في مجمع الزوائد لابن حجر ج 6 ص 199 وكذلك ذكره في الإصابة ج 3 ص 489، وفي الخصائص للسيوطي ج 2 ص 122 وفي تاريخ ابن عساكر ذكره أيضاً في الجزء الرابع ص 342 والصواعق المحرقة ص 116 - والكواكب الدرية ج 1 ص 57، والإتحاف بحب الأشراف ص 23 وفي اللهوف ذكره ابن طاووس ص 98 ونسبه إلى تاريخ بغداد لابن النجار. وفي مثير الأحزان لابن نما ص 53 حفروا في بلاد الروم حفرة قبل أن يبعث النبي بثلاثمائة سنة فأصابوا حجراً مكتوب عليه بالمسند هذا البيت والمسند كلام أولاد شيت.
4- مناقب آل أبي طالب الجزء الثالث ص 218.
5- الصواعق لابن حجر ص 122.
6- المناقب لابن شهراشوب الجزء الثالث ص 217.
7- هو كتاب الخصائص العلوية لأبي عبد الله محمد بن أحمد النطنزي، أحد علماء إخواننا السنة الذين روى عنهم ابن شهراشوب، ذكره في أول الجزء الأول من كتاب المناقب الذي نقلنا عنه هذه الكرامة في جملة طرق العامة التي يعتمد عليها فيما يرويه في كتابه ونطنز هذه، بلدة بين قم وأصفهان. كما في القاموس.
8- قنسرين: تقع جنوبي حلب تبعد عنها مقدار 25 كيلومتراً وهي في طريق الذاهب من حلب إلى حمص إلى الشام وكانت في ذلك الزمان بلدة عظيمة. ولم يبق منها إلى الآن سوى أطلال تشير إلى موضعها السابق. وقد أقيم مكانها قرية اسمها العيس. هكذا أخبرنا المطلعون على وضع قنسرين.
ومع السلامة.
تعليق