بسم الله الرحمن الرحيم
شرح قول أمير المؤمنين عليه السلام : {{لو كشف الغطاء عنى ما ازددت يقينا}} .
لو حرف شرط، والكشف الابانة، وهما بمعنى الازالة، والغطاء ما يستر به الشئ، ولازدياد افتعال من الزيادة، واليقين هو الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع.
المعنى لو أزيل الحجاب عما يجب الايمان به من المغيبات كأحوال الاخرة مثلا اما بالموت أو بالمكاشفة لم يتطرق الزيادة في يقيني بل هو مستمر في جميع الازمان، ومستقر على ما كان، بلا زيادة ولا نقصان، ويتساوى معاينة المؤمن به ومغايبته.
فان قيل: ان {لو} لانتفاء الثاني بسبب انتفاء الاول فيلزم وقوع الزيادة ؟
قلنا: لن {لو} تستعمل لمعان ثلاثة
احدها : الاستدلال بانتفاء الثاني على انتفاء الاول ومنه قوله تعالى {{لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا}}
والثالث: كون الجزاء لازم الوجود في جميع الازمنة في قصد المتكلم وهو المراد ههنا وذلك إذا علق الجزاء بنقيض ما يلائمه نحو قولك لو أهنتني لا كرمتك ومنه قوله عليه السلام
نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه.
ومنه يظهر فضل علي عليه السلام على الانبياء وهو ان ابراهيم عليه السلام أشار بقوله
{ولكن ليطمئن قلبى} الى ان ايمانه يزداد ويتقوى بانضمام المعاينة والمفهوم من هذا الكلام ان عليا عليه السلام لا يتقوى ايمانه بانضمامها وهذا يؤدى الى تفضيل الولى على النبي عليه الصلوة والسلام.
سيد احمد الغالبي
______________
تعليق