إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ تُحذّرُ مِن العُنفِ الذي يُهدِّدُ السِلمَ الاجتماعيَّ :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ تُحذّرُ مِن العُنفِ الذي يُهدِّدُ السِلمَ الاجتماعيَّ :

    المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُحذّرُ مِن العُنفِ الذي يُهدِّدُ السِلمَ الاجتماعيَّ والمنظومةَ الأخلاقيَّةَ ، وخاصةً العُنف العشائري - وتعتبره مُنافياً للدّين والأخلاق والعُرف ومُقتضى الانتماء للوطن :
    إخوتي أخواتي نعرضُ عليكم مِن الظواهر الاجتماعيّة التي تُهدّد السِلمَ الاجتماعيَّ والمنظومةَ الأخلاقيَّةَ نموذجَ العنف .

    ( مُقدّمَةٌ ) : - إنَّ الفردَ والمجتمعَ الإنساني يتعرَّضَ لتجاذبات وتنازعات في خضمّ مجالات الحياة اليوميّة – نتيجة الاختلاط والنشاط ، ويواجه مجموعةً من السلوكيات – بعضها ممدوحٌ ، وبعضها مذموم ، بحسب طبيعة الحياة اليوميّة ، ومِن هذه السلوكيات العنف ، والذي يُشكّلُ خطراً كبيراً على السِلمِ الاجتماعي والمنظومة الأخلاقيّة – نعم هناك حالات فرديّة عنفيّة ، ولكنّها تفرز وتولّد تداعيات تُهدّدُ الاستقرارَ ، وتتحوّل إلى ظاهرة مجتمعيّة فيما بعد.

    :: العنفُ يختلفُ بأشكاله في مختلف مجالات الحياة ، وقد يتحوّلُ إلى سلوك عدوانيّ وتعدّي وظلم وتجاوز على حقوق الآخرين.

    :: إنَّ العنفَ والخشونة مذمومان ، وينبغي التفريق بينه وبين حالات الدّفاع عن الدّين والمُقدّساتِ والأعراض وتحصيل الحقوق المشروعة ، وهذه حالات ليست بمذمومة ، ولكنّها مشروطةٌ بأن تكون ضمنَ الضوابط الشرعيّة والأخلاقيّة.
    :: القاعدة العامة والأصل في التعامل الإنساني هي السِلم والرفق واحترام حقوق الآخرين ، وبحسبِ تتبّع الآياتِ القرآنيّةَ الكريمة والأحاديث الشريفة والسيرة العمليّة للأئمة الأطّهارِ نجد ذلك جليّاً سلوكاً وموقفا.
    فعن النبي الأكرم ،صلى الله عليه وآله ، أنَّ قال : ( مَن أُعطيَ حظه مِن الرفق أُعطيَ حظه من خير الدنيا والآخرة )
    : ميزان الحكمة ، الريشهري ، ج2 ، ص 1102.

    :: ينبغي بنا أن نعتبرَ بالموقف والتعاطي من قبل المعصومين ، عليهم السلام ، مع الأشخاص الذين يسيئون إليهم ، ونذكرُ لكم تعامل الإمام موسى الكاظم ، عليه السلام ، مع شخص كان يسبّه ويؤذيه ، ولنرى كيف أنَّ الإمامَ رفض من أصحابه طريقة تعاملهم مع ذلك الشخص ، وقد تعامل معه بالرفق واللين والتلطّف ، بحيث ركبَ على بغلته ، وذهب بنفسه إليه ، رغم كلّ التجاوزات التي صدرت من ذلك الشخص – فحاوره الإمام بطلف وأكرمه وأعطاه مالاً ، فتغيَّرَ – وهذه رسالةٌ يُربينا عليها الإمام ، عليه السلام ، في طريقة الإصلاح ومعالجة الموقف اجتماعيّاً وأخلاقيّاً .- وهكذا هُم، عليهم السلام ، يُربونا بلسان الحال وبلسان المقال ويهدونا للتعامل الحسن.

    :: ( أنواع العنف ) ::
    :1:- العنف الاجتماعي :- وهنا يلجأ بعض الناس إلى هذا العنف باستخدام القسوة في التعامل ، والاعتداء على الآخرين – وهو ما نلاحظه كثيراً عندنا – وهذا أمر مذموم شرعاً – إذ الإسلام يدعو إلى حلّ النزاعات بالتفاهم والحوار والجلوس مع المُختَلَف معه ، وبالعنف تتعقّد الأمور وتتولّد الأحقاد ويتزايد العدوان.

    :2:- العُنف السياسي :- وهذا العنف يُستخدمُ بوسائل غير مشروعة لتحقيق أهدافٍ سياسيّة – وذلك من خلال الطعن بالسيرة الذاتيّة و التسقيط الاعتباري للشخصيّة اجتماعيّاً ، والحال أنَّ المطلوب هو العمل لخدمة الناس وإدارة أمور البلاد بطرق صحيحةٍ .

    :3:- العنف الأُسري :- ويتمثّل هذا الأسلوب بالتأنيب والخشونة والقساوة في التعامل داخل الأسرة ، على مستوى تعامل الزوج مع زوجته ، أو الأب مع أولاده ، وإنَّ هذا اللون من العنف ليس أسلوباً تربويّاً صحيحاً – بل المطلوب الرفق واللين – والشارع يرفض ضرب الزوج لزوجته - وهو عنف شائع ينبغي تجنّبه.

    :4:- العنف في أسلوب التخاطب والحوار ووسائل التواصل الاجتماعي والكتابة ، والمراسلة ، والكلام مع بعضنا البعض – وهو أسلوب غير صحيح ومذموم – والمطلوب التعامل بأسلوب يقوم على الاحترام وحفظ كرامة الآخر ، من غير قوّة وخشونة – قال تعالى : ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ))(159) آل عمران.
    إنَّ أسلوب الحوار والإقناع والتفاهم واللين هو الذي يحلّ المشاكل ويُقرّبُ القلوبَ ، ويحفظ كرامة واحترام الآخرين – بخلاف التعدّي والشتم والسب فإنّه يُبعِّد عن الحلّ .

    :5:- العنف في الدّعوة وأساليب التغيير الاعتقادي والأخلاقي :- إنَّ الإسلام يدعو إلى اعتماد الأسلوب الحسن في الدّعوة ، ولا يرضى أبداً بالتجاوز على الآخرين بالخشونة والإهانة – بل يدعو للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة .
    :6:- العنف العشائري :- وهو من أخطر الأنواع التي تُهدّدُ الاستقرار الاجتماعي والسِلمَ الأهلي – ونُلاحظه بكثرة عند بعض العشائر – والتي تتقاتل لأسباب بسيطة – وتحكم بما ( ما أنزل اللهُ به من سلطان) وبما يُخالف الدّين والعرف والأخلاق ومقتضى الانتماء للوطن والبلد – وخاصة بما يُسمّى ب ( أساليب الجِلوَة ) :- وهي إجلاء لمجموعة من العوائل من مناطق سكناهم ، بسبب النزاعات ، وهذه مخالفات لا يقبل بها الشرعُ الإسلامي ولا العرف ولا الأخلاق .
    والمواطنون يشكون من ذلك ، فضلاً عن ظاهرة ( النهوة ) ومنع المرأة من التزوّج – وكذلك أساليب ( مطلوب دّم )- فهذه ليس من الإسلام في شيء ، وتُنافي الأخلاقَ والانتماءَ للوطن.

    :: وهنا نُجدّدُ دعوتنا السابقة للعشائر العراقيّة الكريمة ، ونعني بعضها :- بالكفِّ التّامِ عن جميع الممارسات المُخالفة للتعاليم الشرعيّة والأخلاقيّة والوطنيّة – فهذه الأمور تُمثّلُ ظلماً فاحشاً للآخرين – واللهُ اللهُ في حفظِ حُرمات المواطنين ، وعدم التعدّي عليهم بغير حقّ ::
    _____________________________________________


    أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة – التاسع والعشرون من ربيع الأوّل 1440هجري – السابع من كانون الأوّل - 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::

    _________________________________________

    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –

    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
    ___________________________________________



  • #2
    " مِن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، نتعلّمُ المعارفَ والفِقهَ والعقائدَ الحقّةَ وتهذيبَ النفوسِ والأخلاقَ الحَسَنَةَ – وذلك بالأخذ بوصاياه العظيمة ، والتي قدّمها لأصحابه ولنا مَنهجاً قيِّمَاً وسُلُوكاً قويما "
    :1:- ( روي أنَّه قال : في وصيته لعبد الله بن جندب – أحد أصحابه - : يا عبد الله لقد نصبَ إبليسُ حبائلَه في دار الغرور ، فما يُقصِدُ فيها إلّا أولياءنا ، ولقد تجلّت الآخرةُ في أعينهم ، حتى ما يريدون بها بدلا ، ثم قال : آه آه على قلوب حُشيَت نوراً ، وإنّما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم والعدو الأعجم ، أنسوا بالله ، واستوحشوا مما به استأنس المترفون ، أولئك أوليائي حقّا ، وبهم تُكشَفُ كُلَّ فتنةٍ وتُرفعُ كُلَّ بَليّةٍ )
    : بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ، ص279.
    :2:- في هذه الوصية المُباركة يُبيِّنُ الإمامُ الصادقُ ، عليه السلامُ ، أنَّ للشيطان طرقاً يصطادُ بها الإنسانَ – ويُحذّرنا من ذلك بضرورة الاستعداد لمواجهته ومُجاهدته ظاهراً وباطنا .
    :3:- هناك خصائص لإبليس يتّبعها مع الإنسان لإضلاله وغوايته – ومنها ما هو ظاهرٌ ، ومنها ما هو خفيٌّ – وقد ينفذُ بها إلى القلوب والخيال والسمع والبصر واليدين والحركات والغضب ، وقد يجري مجرى الدّم في العروق – وذلك بتزيينه الأماني وحبّ الدنيا والجاه والمال والسلطة وإتّباع الشهوات ، وليوقعنا في المَهالك.
    :4:- من أشدّ الأعداءِ للإنسان هو إبليس ، وهو أوجب الأعداءِ مُجاهدةً – فقد روي عن الإمام الكاظم ، عليه السلام ، أنّه قال لأحد أصحابه : (وجاهد نفسكَ
    لتردّها عن هواها ، فإنّه واجبٌ عليك كجهاد عدوك - قال هشام : فأيِّ الأعداء أوجبهم مُجاهدة ؟ قال : أقربهم إليك ، وأعداهم لك ، وأضرّهم بك ، وأعظمهم لك عداوة ، وأخفاهم لك شخصاً ، مع دنوه منك ، ومَن يحرضُ أعدائَك عليك ، وهو إبليس ،المُوكلُ بوسواس القلوب ، فله فلتشد عداوتك ،)
    : : بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 1 ، ص 157.
    :5:- إنَّ قصدَ إبليس للأولياء إنّما هو لشدّة إيمانهم وبصيرتهم العميقة بالعزوف عن الدنيا المذمومة ، وعدم تمكّنه منهم لحذرهم منه ومواجهتهم له .
    :6:- وهناك مُقوّماتٌ مُهمّةٌ ينبغي مُراعاتها لنكون من أولياء الأئمة الأطهار ، عليهم السلام ، منها : أ :- تعظيم أمر الآخر. : ب: - استصغار الدنيا وعدم الركون إليها .
    :ج:- امتلاء القلوب بالنور – نور المعرفة العقائديّة الحقّة ونور المعرفة الفقهيّة وأخذها من منابعها الحقيقيّة والصحيحة ، ونور العلم والفكر القويم - وأحياناً قد يتوهمُ الإنسان بأخذ النور من منابع غير صحيحةٍ .
    :7:- إنَّ منزلة الدنيا في نظر هؤلاءٍ الأولياء بمنزلة الأفعى التي تقف على ذيلها ، وكأنّها جذع شجرة يابسة – من يقترب منها تثب عليه بسرعة وتهلكه – وهنا لا بُدّ من التدقيق والتعمّق مِن بُعدٍ في النظر إليها – ولا ينبغي أن نكون مثل الذي
    لا تفكير منطقي له – ولا عمق بصيرة ولا نظر.
    :8:- إنَّ أولياءَ اللهِ لذّتهم ومتعتهم وسعادتهم بالأنس بذكر اللهِ وتعظيمه بالتفكّر بسلطانه وبديع صنعه – وبالصلاة ، والتي هي عروج الروح إلى الملكوت الأعلى – الأولياءُ ينتظرونَ سوادَ الليل ليناجوا ربّهم – في السحرّ يدعون ويصلّون صلاة الليل – وفي النهار حُلماءُ يجلسون مع العلماء ، ويأخذون منهم دين الله ومعارفه وأفكاره – بخلاف أهل الدنيا والمُترفين – يلهون ويلعبون ويتلذّذون بالمال وبالجاه وبالمنصب والمعاصي.
    :9:- ولنتخبر أنفسنَا – أين نجدُ لذّتنا ومتعتنا – في الدعاء – في ذكر الله في الليل – أم في الباطل والخوض به – فأولياء اللهِ تعالى هُم مَن يكشفُ اللهُ بهم الفتنة – الفتنة المعنويّة والعقائديّة والفكريّة والأخلاقيّة – فإذا ما تعرّضَ المُجتمعُ للأفكار الضالّة والمُنحرفَة فهؤلاءِ الأولياء يتصدّون لها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوجيه والإرشاد .
    ____________________________________________


    أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم – التاسع والعشرين من ربيع الأوّل 1440 هجري - السابع من كانون الأوّل ,2018م.
    ______________________________________________

    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –


    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
    ______________________________________________


    تعليق


    • الرضا
      الرضا تم التعليق
      تعديل التعليق

      الأخ الكريم
      ( مرتضى علي الحلي 12 )
      حفظكم المولى تعالى ورحم والديكم
      على هذا الشر الموفق
      ورزقنا وإياكم شفاعة محمد وآل الاطهار عليهم السلام ..


      وجعل هذا المجهود في ميزان حسناتكم








    • مرتضى علي الحلي 12
      مرتضى علي الحلي 12 تم التعليق
      تعديل التعليق
      حفظكم الله تعالى .

  • #3
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    الاستاذ الفاضل مرتضى الحلي


    زادكم الله من فضله وجعلها في ميزان حسناتكم .

    ورفع قدركم وأنار طريقكم بالعلم واليقين .





    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق


    • #4
      تقديري لكم والله يحفظكم.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X