بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتعدد الطرق و السبل للوصول لله سبحانه و تعالى و التقرب اليه. ومن السبل التي لطالما حرص عليها اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام اقتداء بأئمتهم هي مساعدة المحتاجين. فالثواب الجزيل هو الغاية التي يسعى اليها العبد الا انه يغفل عن نقطة مهمة من الضروري الاحتراس من الوقوع فيها حبن القيام بأعمال البر من منطلق الآية الكريمة (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)) (1). لابد من احترام مشاعر الفقير او المحتاج حين تقديم العون له و ان لا تكون تصرفات من شأنها ان تجرح كرامة المحتاج كنظرات الشفقة او استخدام الألفاظ التي تنم عن التكبر و الغطرسة . فعن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه يقول (( لا تحقروا ضعفاء إخوانكم ، فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عز وجل بينهما في الجنة إلا أن يتوب)). و لا ننفك ان نروي موقف توعويا من الامام الرؤوف الضامن علي بن موسى الرضا عليه السلام حين كان عليه السلام جالساً يحدّث الناس وهم يسألون عن الحلال والحرام ، فدخل رجل من أهل خراسان ، وقال :السلام عليك يا بن رسول الله ، أنا رجل من محبّيك و محبّي آبائك وأجدادك (عليهم السلام ) ، عُدتُ من الحج ، وقد أضعت نفقتي وليس عندي شيء ، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة ، فإذا وصلت تصدّقت عنك بنفس المبلغ الذي تعطيني إيّاه ، فأنا رجل لا أستحقّ الصدقة . فقال الإمام بلطف : اجلس رحمك الله . ثم استأنف حديثه مع الناس حتى انصرفوا ، فنهض الإمام ودخل الحجرة وأخرج يده من وراء الباب ونادى : أين الخراساني ؟ فأجابه . فقال الإمام : هذه مائتا دينار فاستعن بها على سفرك ولا تتصدّق عني . فأخذها الخراساني و ودع الإمام شاكراً . بعدها خرج الإمام ، فقال أحد أصحابه : لماذا سترت وجهك عنه يا بن رسول الله ؟فقال الإمام : حتى لا أرى ذلّ السؤال في وجهه . أما سمعت حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله ) : " المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة ، والمذيع بالسيئة مخذول ، والمستتر بها مغفور له " .اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ختاما , يقول الامام الحسين صلوات الله عليه (( "اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى غَيْرِكُم)) (2). فالحذر الحذر من الوقوع في هذا المحظور كي لا تذهب الاعمال ادراج الرياح كما يقول الحق عز من قائل (( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا )) (3).
المصادر:
1- سورة الذاريات اية (55)
2- بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 75 / 127، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
3- سورة الفرقان اية (23)
تعليق