" مُحاسَبَةُ النفسِ مِن ملامح السالكين في طريق الصادقين المعصومين ، من أهل البيت الطّاهرين، صلواتُ ربّي وسلامُه عليهم أجمعين " وهي نظامٌ حياتيٌّ وعقلائيٌّ ينبغي متابعته بدقّةٍ وسُلوكُا "
:1:- في درسٍ تربويٍ قويم يُقدّمه لنا الإمامُ جعفرُ الصادق ، عليه السلام ، في وصيّته لأحد أصحابه ، وهو عبد الله بن جُندب : قال : ( يا ابن جندب حقَّ على كُلِّ مُسلم يعرفنا أن يعرضَ عمله في كُلِّ يومٍ وليلةٍ على نفسه ، فيكون مُحاسب نفسه ، فإن رأى حسنةً استزادَ منها ، وإن رأى سيئةً استغفرَ منها ، لئلا يخزي يوم القيامة ، طوبى لعبدٍ لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها ، طوبى لعبدٍ طلبَ الآخرة وسعى لها ، طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبةُ )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ، ص 280 .
:2:- إنَّ مقتضى معرفة مرتبة ومقام أهل البيت المعصومين المنصوبين ، عليهم السلام ، هو أنَّ مَن يتّبعهم ينبغي به أن يُحاسبَ نفسه في كلّ يومٍ وليلةٍ ، وذلك من أجل تقييم الحَرَاك في عباداته وطاعاته وتروكه – كالتاجر الذي يتعاقد بشروط وأوصاف في تجارته – لأنَّ المحاسبة هي نظام دقيق ومهم جداً يعتمده العقلاءُ في شؤونهم الحياتية – وهكذا ينبغي أن نأخذ به في وظائفنا وتكاليفنا تصويباً للأداء وإنجاحاً للمهمة وتحقيقاً للأهداف.
:3:- إنَّ ترك الأمور والأحوال دون مُحاسبة دقيقة وقويمة سيؤدّي إلى الفشل والإخفاق في المسيرة الحياتيّة ، خاصةً وقد ارتبط مصيرنا بالدّار الآخرة جزاءً وخلودا .
:4:- وتبدأ المُحاسبة المُنظّمَةُ بمشارطة النفس في كلّ يوم ، وعلى كلّ حال بضرورة عدم الإخلال بالتكاليف والأعمال ، ومُعاتبتها إن قصّرت وتسديدها للوجهة الحقّة إن أخلّت – والمُحاسبة تكون للنفس في حد ذاتها وفيما يتعلّق بالآخرين والتعامل معهم إيجاباً أو سلبا.
:5:- فإن كانت الأعمال صالحة وحسنة نشكر اللهَ على توفيقه ولطفه – وإن كانت سيئةً نستغفره ونُصحح المسار ونقوّمه – تلافياً للأخطاء وتجنّباً للمعاصي –
فالشاب والشابة مطلوب منهما الالتفات إلى مراقبة النفس والسلوك قبل فوات الأوان وحلول الندم – فالعمر يمضي والموت يُفاجئنا – فلنغتنم الفرصة قبل فواتها.
:6:- ثُمّ يُبيّنُ الإمام الصادق ، عليه السلام ، طريقاً آخراً لتقويم النظر إلى هذه الدنيا بقلوبنا وأفكارنا وعقولنا – وأن كيف ننظرُ إليها ؟ فقال (طوبى لعبدٍ لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها ، طوبى لعبدٍ طلبَ الآخرة وسعى لها ، طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبةُ ).
وفي هذا المقطع اقتباس مما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: ((وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))(131) , طه .
هذه الآية الشريفة ، وإن خاطبت نبينا ، صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولكنها تعنينا وتخاطبنا أيضاً – وتقدّم لنا معايير في النظر إلى الدنيا – وهي أنَّ المعيار ليس بالجاه والأموال والمناصب وغيرها – بل المعيار الحقّ بما عند اللهِ تعالى مما يبقى ، وهذه الأمور الدنيوية والتي يمتلكها بعض الناس دون بعض ، إنّما هي للاختبار والامتحان – فلا ينبغي الطمع بما عندهم ، وقد تكون جاءتهم من طرق مشبوهة ومُحرّمة وربويّة - والسعي إليها ينبغي أن يكون بوسائل مشروعة - .
:7:- إنَّ من الضروري السعي لتحصيل الرزق الحقيقي الدائم ، وهو ما سيبقى لنا في الدار الآخرة – دار الحيوان والاستقرار – دارُ تتحصّل من طريق التزام الطاعات والصالحات والتقوى في هذه الحياة الدنيا الزائلة.
____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الثالث عشر من ربيع الآخر 1440 هجري ، الواحد والعشرين من كانون الأوّل ,2018م.
______________________________________________
: تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
______________________________________________
:1:- في درسٍ تربويٍ قويم يُقدّمه لنا الإمامُ جعفرُ الصادق ، عليه السلام ، في وصيّته لأحد أصحابه ، وهو عبد الله بن جُندب : قال : ( يا ابن جندب حقَّ على كُلِّ مُسلم يعرفنا أن يعرضَ عمله في كُلِّ يومٍ وليلةٍ على نفسه ، فيكون مُحاسب نفسه ، فإن رأى حسنةً استزادَ منها ، وإن رأى سيئةً استغفرَ منها ، لئلا يخزي يوم القيامة ، طوبى لعبدٍ لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها ، طوبى لعبدٍ طلبَ الآخرة وسعى لها ، طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبةُ )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ، ص 280 .
:2:- إنَّ مقتضى معرفة مرتبة ومقام أهل البيت المعصومين المنصوبين ، عليهم السلام ، هو أنَّ مَن يتّبعهم ينبغي به أن يُحاسبَ نفسه في كلّ يومٍ وليلةٍ ، وذلك من أجل تقييم الحَرَاك في عباداته وطاعاته وتروكه – كالتاجر الذي يتعاقد بشروط وأوصاف في تجارته – لأنَّ المحاسبة هي نظام دقيق ومهم جداً يعتمده العقلاءُ في شؤونهم الحياتية – وهكذا ينبغي أن نأخذ به في وظائفنا وتكاليفنا تصويباً للأداء وإنجاحاً للمهمة وتحقيقاً للأهداف.
:3:- إنَّ ترك الأمور والأحوال دون مُحاسبة دقيقة وقويمة سيؤدّي إلى الفشل والإخفاق في المسيرة الحياتيّة ، خاصةً وقد ارتبط مصيرنا بالدّار الآخرة جزاءً وخلودا .
:4:- وتبدأ المُحاسبة المُنظّمَةُ بمشارطة النفس في كلّ يوم ، وعلى كلّ حال بضرورة عدم الإخلال بالتكاليف والأعمال ، ومُعاتبتها إن قصّرت وتسديدها للوجهة الحقّة إن أخلّت – والمُحاسبة تكون للنفس في حد ذاتها وفيما يتعلّق بالآخرين والتعامل معهم إيجاباً أو سلبا.
:5:- فإن كانت الأعمال صالحة وحسنة نشكر اللهَ على توفيقه ولطفه – وإن كانت سيئةً نستغفره ونُصحح المسار ونقوّمه – تلافياً للأخطاء وتجنّباً للمعاصي –
فالشاب والشابة مطلوب منهما الالتفات إلى مراقبة النفس والسلوك قبل فوات الأوان وحلول الندم – فالعمر يمضي والموت يُفاجئنا – فلنغتنم الفرصة قبل فواتها.
:6:- ثُمّ يُبيّنُ الإمام الصادق ، عليه السلام ، طريقاً آخراً لتقويم النظر إلى هذه الدنيا بقلوبنا وأفكارنا وعقولنا – وأن كيف ننظرُ إليها ؟ فقال (طوبى لعبدٍ لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها ، طوبى لعبدٍ طلبَ الآخرة وسعى لها ، طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبةُ ).
وفي هذا المقطع اقتباس مما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: ((وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))(131) , طه .
هذه الآية الشريفة ، وإن خاطبت نبينا ، صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولكنها تعنينا وتخاطبنا أيضاً – وتقدّم لنا معايير في النظر إلى الدنيا – وهي أنَّ المعيار ليس بالجاه والأموال والمناصب وغيرها – بل المعيار الحقّ بما عند اللهِ تعالى مما يبقى ، وهذه الأمور الدنيوية والتي يمتلكها بعض الناس دون بعض ، إنّما هي للاختبار والامتحان – فلا ينبغي الطمع بما عندهم ، وقد تكون جاءتهم من طرق مشبوهة ومُحرّمة وربويّة - والسعي إليها ينبغي أن يكون بوسائل مشروعة - .
:7:- إنَّ من الضروري السعي لتحصيل الرزق الحقيقي الدائم ، وهو ما سيبقى لنا في الدار الآخرة – دار الحيوان والاستقرار – دارُ تتحصّل من طريق التزام الطاعات والصالحات والتقوى في هذه الحياة الدنيا الزائلة.
____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الثالث عشر من ربيع الآخر 1440 هجري ، الواحد والعشرين من كانون الأوّل ,2018م.
______________________________________________
: تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
______________________________________________
تعليق