" أهمّ مُقوّمات الإنسان المُوالي الصادق في انتمائه وانتسابه لأهلِ البيتِ الأطهار " بحسبِ وصيّة الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، لأحد أصحابه - عبد الله جندب - " و إلينا " حيث قال : ( رحمَ اللهُ قوماً كانوا سراجاً ومناراً ، كانوا دُعاةً إلينا بأعمالهم ومَجهود طاقتهم ، ليس كمَن يذيعُ أسرارَنا )
: تحف العقول عن ألِ الرسول ، ابن شعبة الحرّاني ، ص 301. :
:1:- في هذه الوصيّة القيّمة يُقدّمُ لنا الإمامُ الصادقُ ، عليه السلام ، مُقوّماتٍ مهمّةً ، لا بُدّ من الالتفات إليها في بناء عقيدتنا وتقويم سلوكنا وترشيده ، وإخلاص نيّتنا وصلاح أحوالنا ، لا سيما ونحن نُحسبُ على مذهب عظيم ورجال أكابر أفضل الناس عقلاً وعبادةً وأخلاقاً وسيرةً وسلوكا ، مِمّا يستدعي ذلك الحفاظ على صدق الانتماءِ وتطبيقاته في المجتمع.
:2:- في المقطع الأوّل( الصفة الأولى ) :- من هذه الوصيّة يصفُ الإمامُ ، عليه السلام ، أوليائه وأتباعه بالسراج والمنار- ويترحم عليهم – وهذا تشبيه عظيم منه وتفريق للمفهومين وآثاريهما في الحياة وعند الناس ، فالسراج هو المصباح الصغير الذي يوضع في مكان مرتفع أو في مكان منخفض يستنير به القريبون منه ، وامّا المنار فهو المصباح المتوهج في مكانٍ عالٍ يهتدي به السائرون – القريبون والبعيدون – يهتدون بسيرته وبعقله وعلمه وأخلاقه .
:3:- إنَّ الأئمة الأطهار المعصومين ، عليهم السلام ، ومن خلال رواياتهم يتمنون لنا ويطلبون منّا أن نكون من شيعتهم المنتسبين الصادقين ، وأن نكون من أفضل الناس عقلاً وعبادةً وأخلاقاً وسيرةً في المجتمع ، ولنكون الأسوة الحسنة للقريبين وللبعيدين.
:4:- ينبغي بالإنسان المؤمن الصادق أن يحافظَ على سمعةِ الجهة التي ينتمي إليها خاصةً وأنّها مُقدّسةٌ ، كما هو الحال في كون الفرد ابناً لمدن مقّدسة مثل النجف الأشرف لكونها مدينة أمير المؤمنين ، عليه السلام ، وكربلاء المُقدّسة – مدينة الإمام الحُسَين ، عليه السلام- ويُفترَض بمن يعيش في هذه المدن أن يكون أفضل الناس علماً وتقوى وأخلاقاً – وكذا مَن يعمل في مكان مُقدّس – لأنّنا ننتمي لأفضل دّين ومذهب .
:
:5:- قد نبّه الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، على ذلك الانتماء وأهميته وحساسيّته كثيراً ومراراً ، فروي عن الإمام الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال: ( إنَّ الرجلَ كان يكون في القبيلة مِن شيعة علي - رضوان الله عليه - فكان
أقضاهم للحقوق وأدّاهم للأمانة وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، يُسأل عنه فيقال : مَن مثل فلان ؟ فاتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ، جروا إلينا كُلّ مودةٍ وادفعوا عنا كُلّ قبيحٍ )
: مِشكاة الأنوار ، الطبرسي ، ص 132. :
:6:- إنَّ الالتزام بمقومات الولاء الصادق لأهل البيت الطاهرين ، عليهم السلام ، ينعكس إيجاباً وسلباً في واقعنا وفي مُجتمعنا – فإذا صدقنا فعلاً وسلوكا فسنكون زيناً لهم – وإذا ما ارتكبنا المعاصي ولم نلتزم بالعبادات وبالأخلاق فسنضر بسمعة المذهب ونشوهه ونجني على قادته – وهذا في كلّ زمان ومكان – مما يتطلّب ذلك مراقبة النفس والأفعال .
:7:- ( الصفة الثانية ) للموالين الصادقين (كانوا دُعاةً إلينا بأعمالهم ومَجهود طاقتهم ) :- إنَّ الدعوة بالعمل الصادق تكون أقوى تأثيراً في الموعظة والتغيير والتلقّي - كونوا لنا دعاة صامتين – والصمتُ هو كناية عن دعوة وبلاغ الفعل الصادق الخالص – وهذا ما نبّه عليه الأئمة الأطهار وتنبّه له أصحابهم ، وعن الإمام الصادق ، ( قال في حديث أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه وأداء الأمانة لمن ائتمنكم وحسن الصحابة لمن صحبتموه، وأن تكونوا لنا دعاة صامتين - فقالوا يا بن رسول الله وكيف ندعو إليكم ونحن صموت ؟ قال تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عن معاصي الله ، وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الأمانة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، ولا يطّلع الناسُ منكم إلّا على خير)
: مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري، ج1 ، ص116. :
:8:- ( الصفة الثالثة ) (ليس كمَن يذيعُ أسرارَنا ) :- وهذه الفقرة القيّمة تقدّم وعياً عميقاً ودّقة في الفهم في التعاطي مع الآخرين في بيان عظيم منزلة الأئمة الأطهار – فليس من الصحيح أن نحّدث بكّل ما نعتقده عن الأئمة من منزلة عالية في العلوم والمعارف والكرامات ، فلربما لا يتحمّله المتلقي إمّا لجهله أو لعناده ، أو لضَعف فَهمه - فإذاعة السرّ هي كناية عن عدم حفظ منزلتهم في القلوب والعقول والأفهام التي تعرف مقامهم واستحقاقهم واقعاً – وروي عن أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، أنّه قال : (وآمرك أن تصون دينك وعلمنا الذي أودعناك ، فلا تبدي علومنا لمَن يقابلها بالعناد ، ولا تفش سرّنا إلى مَن يُشنّع علينا)
: وسائل الشيعة ، الحر العاملي ، ج2 ، ص504. :
____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، السابع والعشرين مِن ربيع الآخر 1440 هجري ، الرابع من كانون الثاني 2019م . ______________________________________________
تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
______________________________________________
: تحف العقول عن ألِ الرسول ، ابن شعبة الحرّاني ، ص 301. :
:1:- في هذه الوصيّة القيّمة يُقدّمُ لنا الإمامُ الصادقُ ، عليه السلام ، مُقوّماتٍ مهمّةً ، لا بُدّ من الالتفات إليها في بناء عقيدتنا وتقويم سلوكنا وترشيده ، وإخلاص نيّتنا وصلاح أحوالنا ، لا سيما ونحن نُحسبُ على مذهب عظيم ورجال أكابر أفضل الناس عقلاً وعبادةً وأخلاقاً وسيرةً وسلوكا ، مِمّا يستدعي ذلك الحفاظ على صدق الانتماءِ وتطبيقاته في المجتمع.
:2:- في المقطع الأوّل( الصفة الأولى ) :- من هذه الوصيّة يصفُ الإمامُ ، عليه السلام ، أوليائه وأتباعه بالسراج والمنار- ويترحم عليهم – وهذا تشبيه عظيم منه وتفريق للمفهومين وآثاريهما في الحياة وعند الناس ، فالسراج هو المصباح الصغير الذي يوضع في مكان مرتفع أو في مكان منخفض يستنير به القريبون منه ، وامّا المنار فهو المصباح المتوهج في مكانٍ عالٍ يهتدي به السائرون – القريبون والبعيدون – يهتدون بسيرته وبعقله وعلمه وأخلاقه .
:3:- إنَّ الأئمة الأطهار المعصومين ، عليهم السلام ، ومن خلال رواياتهم يتمنون لنا ويطلبون منّا أن نكون من شيعتهم المنتسبين الصادقين ، وأن نكون من أفضل الناس عقلاً وعبادةً وأخلاقاً وسيرةً في المجتمع ، ولنكون الأسوة الحسنة للقريبين وللبعيدين.
:4:- ينبغي بالإنسان المؤمن الصادق أن يحافظَ على سمعةِ الجهة التي ينتمي إليها خاصةً وأنّها مُقدّسةٌ ، كما هو الحال في كون الفرد ابناً لمدن مقّدسة مثل النجف الأشرف لكونها مدينة أمير المؤمنين ، عليه السلام ، وكربلاء المُقدّسة – مدينة الإمام الحُسَين ، عليه السلام- ويُفترَض بمن يعيش في هذه المدن أن يكون أفضل الناس علماً وتقوى وأخلاقاً – وكذا مَن يعمل في مكان مُقدّس – لأنّنا ننتمي لأفضل دّين ومذهب .
:
:5:- قد نبّه الأئمة المعصومون ، عليهم السلام ، على ذلك الانتماء وأهميته وحساسيّته كثيراً ومراراً ، فروي عن الإمام الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال: ( إنَّ الرجلَ كان يكون في القبيلة مِن شيعة علي - رضوان الله عليه - فكان
أقضاهم للحقوق وأدّاهم للأمانة وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، يُسأل عنه فيقال : مَن مثل فلان ؟ فاتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ، جروا إلينا كُلّ مودةٍ وادفعوا عنا كُلّ قبيحٍ )
: مِشكاة الأنوار ، الطبرسي ، ص 132. :
:6:- إنَّ الالتزام بمقومات الولاء الصادق لأهل البيت الطاهرين ، عليهم السلام ، ينعكس إيجاباً وسلباً في واقعنا وفي مُجتمعنا – فإذا صدقنا فعلاً وسلوكا فسنكون زيناً لهم – وإذا ما ارتكبنا المعاصي ولم نلتزم بالعبادات وبالأخلاق فسنضر بسمعة المذهب ونشوهه ونجني على قادته – وهذا في كلّ زمان ومكان – مما يتطلّب ذلك مراقبة النفس والأفعال .
:7:- ( الصفة الثانية ) للموالين الصادقين (كانوا دُعاةً إلينا بأعمالهم ومَجهود طاقتهم ) :- إنَّ الدعوة بالعمل الصادق تكون أقوى تأثيراً في الموعظة والتغيير والتلقّي - كونوا لنا دعاة صامتين – والصمتُ هو كناية عن دعوة وبلاغ الفعل الصادق الخالص – وهذا ما نبّه عليه الأئمة الأطهار وتنبّه له أصحابهم ، وعن الإمام الصادق ، ( قال في حديث أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه وأداء الأمانة لمن ائتمنكم وحسن الصحابة لمن صحبتموه، وأن تكونوا لنا دعاة صامتين - فقالوا يا بن رسول الله وكيف ندعو إليكم ونحن صموت ؟ قال تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عن معاصي الله ، وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الأمانة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، ولا يطّلع الناسُ منكم إلّا على خير)
: مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري، ج1 ، ص116. :
:8:- ( الصفة الثالثة ) (ليس كمَن يذيعُ أسرارَنا ) :- وهذه الفقرة القيّمة تقدّم وعياً عميقاً ودّقة في الفهم في التعاطي مع الآخرين في بيان عظيم منزلة الأئمة الأطهار – فليس من الصحيح أن نحّدث بكّل ما نعتقده عن الأئمة من منزلة عالية في العلوم والمعارف والكرامات ، فلربما لا يتحمّله المتلقي إمّا لجهله أو لعناده ، أو لضَعف فَهمه - فإذاعة السرّ هي كناية عن عدم حفظ منزلتهم في القلوب والعقول والأفهام التي تعرف مقامهم واستحقاقهم واقعاً – وروي عن أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، أنّه قال : (وآمرك أن تصون دينك وعلمنا الذي أودعناك ، فلا تبدي علومنا لمَن يقابلها بالعناد ، ولا تفش سرّنا إلى مَن يُشنّع علينا)
: وسائل الشيعة ، الحر العاملي ، ج2 ، ص504. :
____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ، والتي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، السابع والعشرين مِن ربيع الآخر 1440 هجري ، الرابع من كانون الثاني 2019م . ______________________________________________
تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
______________________________________________
تعليق