بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قال تعالى :{.... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران /134 .
عد القرآن الكريم كظم الغيظ أحد صفات المتقين الذين بشرهم المولى بأن أعد لهم جنات عرضها السماوات والأرض .
تعريف الغيظ
الغيظ : أشد غضباً وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من فوران دم قلبه {... وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } آل عمران /119 .
وقال تعالى : {.... لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ...} الفتح /29
وقد دعا الله الناس إلى إمساك النفس عند اعتراء الغيظ قال :{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ }
كظم الغيظ
الكظم : تعني في اللغة شد رأس القربة عند ملئها ، فيقول كظمت القربة إذا ملأتها ماء ثم شددت رأسها وقد استعملت كناية عن من يمتلئ غضباً ولكنه لا ينتقم .
قال في مجمع البيان : أصل الكظم شد رأس القربة عند ملئها تقول كظمت القربة أي ملأتها ماء ثم شددت رأسها وفلان كظيم مكظوم إذا كان ممتلئا حزنا وكذا إذا كان ممتلئا غضبا لم ينتقم والكظامة القناة التي تجري تحت الأرض سميت بذلك لامتلائها تحت الأرض .
والفرق بين الغيظ والغضب :
أن الغضب ضد الرضا ، وهو إرادة العقاب المستحق بالمعاصي ولعنه ، وليس كذلك الغيظ لأنه هيجان الطبع بتكرره ما يكون من المعاصي ولهذا يقال : غضب الله على الكفار ، ولا يقال : اغتاظ منهم
وكأن في التعبير عن عدم إنفاذ الغيظ وترك العمل بمقتضاه بالكظم بالمعنى المذكور إشارة إلى عدم خروج شيء منه أصلا ولو قليلا فان المطلوب شد رأس القربة بحيث لا يترشح منه شيء أصلا وإلا لم يحصل الغرض ، بل ينزل الماء ويبل ما تحته ويخرب فتأمل
وفي النهاية لابن الأثير: كَظْم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه ، ومنه الحديث (إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع) أي ليحبسه مهما أمكنه .
الصلة بين الحلم وكظم الغيظ
يبدو أن الحلم وكظم الغيظ يوجد بينهما اتصال وتوافق والتقاء شديد مع بعض الفوارق البسيطة فإن الحلم هو التصرف بالحكمة ومزاولة الفعل الخارجي .
أما كظم الغيظ : قد لا يستلزم الفعل الخارجي وإنما يقتصر على السكوت ولذلك فسر الحلم بكظم الغيظ في كلام أمير المؤمنين عليه السلام عندما سأل ابنه الإمام الحسين عليه السلام بقوله :
( يا بني ما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ ، وملك النفس )
الحزم وكظم الغيظ
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( أعقل الناس أشدهم مداراة للناس ، وأحزم الناس أكظمهم غيظا )
الصلة بين السيادة وكظم الغيظ
السيادة بمعنى القيادة للمجتمع والسمع والطاعة له لا تكون لكل أحد وإنما من تتوفر فيه بعض المواصفات فإن المجتمع سوف ينقاد إليه ويتأثر به طواعية ومن تلك من يتصف بكظم الغيظ كما عن الإمام الصادق عليه السلام : ( ثلاث من كن فيه كان سيدا :
كظم الغيظ . والعفو عن المسيء . والصلة بالنفس والمال )
فالمجتمع بأمس الحاجة لمن يعالج مشاكله الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والأخلاقية وغيرها ، والمسئول لحل مثل هذه المشاكل وقيادة المجتمع لا بد له من أن يكون كاظما لغيظه وإلا لفسدت عليه كثير من الأمور ، والعفو عن المسيء وإلا لفشلت سياسته وإدارته ، ولا بد له من التضحية بالنفس والمال وإلا لابتعد عنه الناس .
منقول للفائدة
مع تحياتي
عاشقة المؤمل
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قال تعالى :{.... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران /134 .
عد القرآن الكريم كظم الغيظ أحد صفات المتقين الذين بشرهم المولى بأن أعد لهم جنات عرضها السماوات والأرض .
تعريف الغيظ
الغيظ : أشد غضباً وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من فوران دم قلبه {... وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } آل عمران /119 .
وقال تعالى : {.... لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ...} الفتح /29
وقد دعا الله الناس إلى إمساك النفس عند اعتراء الغيظ قال :{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ }
كظم الغيظ
الكظم : تعني في اللغة شد رأس القربة عند ملئها ، فيقول كظمت القربة إذا ملأتها ماء ثم شددت رأسها وقد استعملت كناية عن من يمتلئ غضباً ولكنه لا ينتقم .
قال في مجمع البيان : أصل الكظم شد رأس القربة عند ملئها تقول كظمت القربة أي ملأتها ماء ثم شددت رأسها وفلان كظيم مكظوم إذا كان ممتلئا حزنا وكذا إذا كان ممتلئا غضبا لم ينتقم والكظامة القناة التي تجري تحت الأرض سميت بذلك لامتلائها تحت الأرض .
والفرق بين الغيظ والغضب :
أن الغضب ضد الرضا ، وهو إرادة العقاب المستحق بالمعاصي ولعنه ، وليس كذلك الغيظ لأنه هيجان الطبع بتكرره ما يكون من المعاصي ولهذا يقال : غضب الله على الكفار ، ولا يقال : اغتاظ منهم
وكأن في التعبير عن عدم إنفاذ الغيظ وترك العمل بمقتضاه بالكظم بالمعنى المذكور إشارة إلى عدم خروج شيء منه أصلا ولو قليلا فان المطلوب شد رأس القربة بحيث لا يترشح منه شيء أصلا وإلا لم يحصل الغرض ، بل ينزل الماء ويبل ما تحته ويخرب فتأمل
وفي النهاية لابن الأثير: كَظْم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه ، ومنه الحديث (إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع) أي ليحبسه مهما أمكنه .
الصلة بين الحلم وكظم الغيظ
يبدو أن الحلم وكظم الغيظ يوجد بينهما اتصال وتوافق والتقاء شديد مع بعض الفوارق البسيطة فإن الحلم هو التصرف بالحكمة ومزاولة الفعل الخارجي .
أما كظم الغيظ : قد لا يستلزم الفعل الخارجي وإنما يقتصر على السكوت ولذلك فسر الحلم بكظم الغيظ في كلام أمير المؤمنين عليه السلام عندما سأل ابنه الإمام الحسين عليه السلام بقوله :
( يا بني ما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ ، وملك النفس )
الحزم وكظم الغيظ
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( أعقل الناس أشدهم مداراة للناس ، وأحزم الناس أكظمهم غيظا )
الصلة بين السيادة وكظم الغيظ
السيادة بمعنى القيادة للمجتمع والسمع والطاعة له لا تكون لكل أحد وإنما من تتوفر فيه بعض المواصفات فإن المجتمع سوف ينقاد إليه ويتأثر به طواعية ومن تلك من يتصف بكظم الغيظ كما عن الإمام الصادق عليه السلام : ( ثلاث من كن فيه كان سيدا :
كظم الغيظ . والعفو عن المسيء . والصلة بالنفس والمال )
فالمجتمع بأمس الحاجة لمن يعالج مشاكله الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والأخلاقية وغيرها ، والمسئول لحل مثل هذه المشاكل وقيادة المجتمع لا بد له من أن يكون كاظما لغيظه وإلا لفسدت عليه كثير من الأمور ، والعفو عن المسيء وإلا لفشلت سياسته وإدارته ، ولا بد له من التضحية بالنفس والمال وإلا لابتعد عنه الناس .
منقول للفائدة
مع تحياتي
عاشقة المؤمل
تعليق