بسم الله الرحمن الرحيم
لا اريد الابتعاد عن الموضوع الرئيسي والانشغال عنه بمواضيع أخرى .
لذا نعود الى موضوعنا الأساسي وهو (تعويد الأولاد على الصلاة) ,فنقول :
أن معظم الناس يتأثر بالاشياء المحسوسة اكثر من تأثره بغير المحسوسة , ولعل الاطفال هم النسبة الغالبة في ذلك , لذا فمن الضروري الاهتمام بهذه المسالة والالتفات اليها جيداً , فالطفل شديد التأثّر بالمحيط الذي يعيش فيه وله القابلية على استيعاب الاشياء وحفظها بصورة مذهلة , لذا نراه يقلّد ما يصدر من أفعال الآخرين المقصودة منها وغير المقصودة ,فنراه يفاجئنا احياناً بقول أو فعل صدر من بعض الاشخاص ربما لم يكن الكبار قد التفتوا اليه فيحاول تقليده او تمثيله امامنا .
لذا فإن التزام الأبوين وباقي أفراد الاسرة بمواعيد الصلاة والمداومة عليها له الاثر الكبير في حث الطفل وتشجيعه على الصلاة , وبالعكس يكون العكس فاذا كان افراد الاسرة منشغلين عن الصلاة بامور دنيوية كالاعمال المنزلية ومشاهدة الافلام والمسلسلات وكرة القدم وقت الاذان او بعده بقليل ثم يأمرون الطفل باداء الصلاة او يطلبون منه أن يلتزم بأوقاتها ,لا شك أنه سيلاحظ التناقض بين افعال هؤلاء واقوالهم وهذا التناقض له الأثر البالغ على شخصية الطفل فيما بعد .
كذلك فإن ربط الصلاة بأمور يحبها الطفل لها اثر في تعلق الطفل بالصلاة ,كأن يطلب منه تعليم دميته للصلاة وتحريكها بهيئة الراكع والساجد وتلقين الطفل لأفعال وأقوال الصلاة مع الطلب منه أن يلقّنها دميته , فيقال له ــ مثلاً ــ اجعل دميتك تركع وقل لها ان تذكر في الركوع ( سبحان ربي العظيم وبحمده) أو إقرأ لدميتك سورة الفاتحة , وهكذا .
كذلك من الامور التي قد تنفع في تعليم الطفل للصلاة هو عرض صور المجلات الاسلامية التي فيها صور للمصلين امام الطفل وتشجيعه على تقليدها فإنه سيتأثر بها وخاصة اذا كانت صور لاطفال او كانت صور رسوم كارتونية .
أسأل الله(تعالى) أن يأخذ بيد الجميع ويوفقهم لتربية أبناءهم تربية إسلامية صحيحة لينشأ على أيديهم جيلاً مؤمناً صالحاً خادماً للإسلام الحنيف والمذهب الشريف , إنه سميع مجيب الدعاء ,والحمد لله ربّ العالمين ...
وصلى الله على محمّدٍ وآله الطاهرين...
تعليق