أما بخصوص إيمان أبي طالب , فيقول السيد عبد الرزاق المقرّم في كتابه ( الشهيد مسلم بن عقيل ) :
أما هو نفسه ــ يعني ابا طالب (عليه السلام) ــ فعلى يقين من أن رسالة ابن أخيه خاتمة الرسالات ،وهو افضل من تقدمه قبل أن يشرق نور النبوة على وجه البسيطة ، ولم تجهل لديه صفات النبي المبعوث ، وعلى هذا الأساس أخبر بعض أهل العلم من الأحبار حينما أسر إليه بأن ابن أخيه الروح الطيبة والنبي المطهر على لسان التوراة والإنجيل فاستكتمه أبو طالب الحديث كي لا يفشو الخبر ، ثم قال له : إن أبي أخبرني أنه النبي المبعوث وأمر أن أستر ذلك لئلا يغرى به الأعادي ولو لم يكن معتقدا صدق الدعوة لما قال لأخيه حمة لما أظهر الإسلام :
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد *** وكن مظهرا للدين وفقت صابرا
وحط من أتى بالدين من عند ربه *** بصدق وحق لا تكن حمز كافرا
فقد سرني إذ قلت أنك مؤمن *** فكن لرسول الله في الله ناصرا
وناد قريشا بالذي قد أتيته *** جهارا وقل : ما كان أحمد ساحرا
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد *** وكن مظهرا للدين وفقت صابرا
وحط من أتى بالدين من عند ربه *** بصدق وحق لا تكن حمز كافرا
فقد سرني إذ قلت أنك مؤمن *** فكن لرسول الله في الله ناصرا
وناد قريشا بالذي قد أتيته *** جهارا وقل : ما كان أحمد ساحرا
وقال رادا على قريش :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا *** نبيا كموسى خط في أول الكتب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا *** نبيا كموسى خط في أول الكتب
وقال :
وأمسى ابن عبدالله فيننا مصدّقا *** على سخط من قومنا غير معتب
وأمسى ابن عبدالله فيننا مصدّقا *** على سخط من قومنا غير معتب
وقال :
أمين محب في العباد مسوم *** بخاتم رب قاهر للخواتم
يرى الناس برهانا عليه وهيبة *** وما جاهل في فعله مثل عالم
نبي أتاه الوحي من ربه * فمن قال لا ، يقرع بها سن نادم
أمين محب في العباد مسوم *** بخاتم رب قاهر للخواتم
يرى الناس برهانا عليه وهيبة *** وما جاهل في فعله مثل عالم
نبي أتاه الوحي من ربه * فمن قال لا ، يقرع بها سن نادم
ومما خاطب بها النجاشي :
تعلم خيار الناس أن محمدا *** وزير لموسى والمسيح ابن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به *** فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلونه في كتابكم *** بصدق حديث لا حديث المترجم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا *** فإن طريق الحق ليس بمظلم
تعلم خيار الناس أن محمدا *** وزير لموسى والمسيح ابن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به *** فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلونه في كتابكم *** بصدق حديث لا حديث المترجم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا *** فإن طريق الحق ليس بمظلم
وقال :
اذهب بني فما عليك غضاضة *** اذهب وقر بذاك منك عيونا
والله لن يصلوا اليك بجمعهم *** حتى أوسّد في التراب دفينا
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي *** وصدقت ثم وكنت قبل أمينا
وذكرت دينا لا محالة أنه *** من خير أديان البرية دينا
اذهب بني فما عليك غضاضة *** اذهب وقر بذاك منك عيونا
والله لن يصلوا اليك بجمعهم *** حتى أوسّد في التراب دفينا
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي *** وصدقت ثم وكنت قبل أمينا
وذكرت دينا لا محالة أنه *** من خير أديان البرية دينا
وبعد هذه المصارحة هل يخالج أحدا الريب في إيمان أبي طالب ؟ وهل يجوز على من يقول إنا وجدنا محمدا كموسى نبيا إلا الإعتراف بنبوته والإقرار برسالته كالأنبياء المتقدمين ؟ وهل يكون إقرار بالنبوة أبلغ من قوله « فأمسى ابن عبدالله فينا مصدقا » ؟ ، وهل فرق بين أن يقول المسلم : أشهد أن محمدا رسول الله وبين أن يقول
:
وإن كان أحمد قد جاءهم * بصدق ولم يتهم بالكذب
:
وإن كان أحمد قد جاءهم * بصدق ولم يتهم بالكذب
أو يعترف الرجل بأن محمدا كموسى وعيسى جاء بالهدى ، والرشاد مثل ما أتيا به ، ثم يحكم عليه بالكفر ؟ ، وهل هناك جملة يعبر بها عن الاسلام اصرح من قول المسلم :
وذكرت دينا لا محالة أنه *** من خير أديان البرية دينا
الشهيد مسلم بن عقيل عليه السلام / للسيد المقرّم - (ص 16)
وذكرت دينا لا محالة أنه *** من خير أديان البرية دينا
الشهيد مسلم بن عقيل عليه السلام / للسيد المقرّم - (ص 16)
اترك تعليق: