إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

【المعرفة النورانية للإمام 】

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 【المعرفة النورانية للإمام 】

    بسمه تعالى
    السلام عليكم

    ملاحظة : للقلوب المؤمنة القوية فقط ! وإلا فالترك افضل .



    عن كتاب مشارق انوار اليقين :


    (معرفة الإمام بالنورانية) ومن هذا الباب ما رواه سلمان، وأبو ذر، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفت موازينه، يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن الله قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام، وصار عارفا بدينه مستبصرا، ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب، يا سلمان ويا جندب، إن معرفتي بالنورانية معرفة الله، ومعرفة الله معرفتي، وهو الدين الخالص، بقول الله سبحانه: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهو الإخلاص، وقوله: (حنفاء) وهو الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، وهو الدين الحنيف، وقوله: (ويقيموا الصلاة)، وهي ولايتي، فمن والاني فقد أقام الصلاة، وهو صعب مستصعب. (ويؤتوا الزكاة)، وهو الإقرار بالأئمة، (وذلك دين القيمة أي) وذلك دين الله القيم.
    شهد القرآن أن الدين القيم الإخلاص بالتوحيد، والإقرار بالنبوة والولاية، فمن جاء بهذا فقد أتى بالدين.
    يا سلمان ويا جندب، المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شئ من أمرنا، إلا شرح الله صدره لقبوله، ولم يشك ولم يرتاب، ومن قال لم وكيف فقد كفر، فسلموا الله أمره، فنحن أمر الله.
    يا سلمان ويا جندب، إن الله جعلني أمينه على خلقه، وخليفته في أرضه وبلاده وعباده، وأعطاني ما لم يصفه الواصفون، ولا يعرفه العارفون، فإذا عرفتموني هكذا فأنتم مؤمنون.
    يا سلمان قال الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة فالصبر محمد، والصلاة ولايتي، ولذلك قال: وإنها لكبيرة، ولم يقل وإنهما، ثم قال: (إلا على الخاشعين) ، فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي. يا سلمان، نحن سر الله الذي لا يخفى، ونوره الذي لا يطفى، ونعمته التي لا تجزى، أولنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد، فمن عرفنا استكمل الدين القيم. يا سلمان ويا جندب، كنت ومحمد نورا نسبح قبل المسبحات، ونشرق قبل المخلوقات، فقسم الله ذلك النور نصفين: نبي مصطفى، ووصي مرتضى، فقال الله عز وجل لذلك النصف: كن محمدا، وللآخر كن عليا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: أنا من علي، وعلي مني، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي وإليه الإشارة بقوله: وأنفسنا وأنفسكم ، وهو إشارة إلى اتحادهما في عالم الأرواح والأنوار، ومثله قوله: أفإن مات أو قتل ، والمراد هنا مات أو قتل الوصي، لأنهما شئ واحد، ومعنى واحد، ونور واحد، اتحدا بالمعنى والصفة، وافترقا بالجسد والتسمية، فهما شئ واحد في عالم الأرواح (أنت روحي التي بين جنبي) ، وكذا في عالم الأجساد: (أنت مني وأنا منك ترثني وأرثك) ، ( أنت مني بمنزلة الروح من الجسد ). وإليه الإشارة بقوله: صلوا عليه وسلموا تسليما ، ومعناه صلوا على محمد، وسلموا لعلي أمره، فجمعهما في جسد واحد جوهري، وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر، فقال: صلوا عليه وسلموا تسليما، فقال: صلوا على النبي، وسلموا على الوصي، ولا تنفعكم صلواتكم على النبي بالرسالة إلا بتسليمكم على علي بالولاية.
    يا سلمان ويا جندب، وكان محمد الناطق، وأنا الصامت، ولا بد في كل زمان من صامت وناطق، فمحمد صاحب الجمع، وأنا صاحب الحشر، ومحمد المنذر، وأنا الهادي، ومحمد صاحب الجنة، وأنا صاحب الرجعة، محمد صاحب الحوض، وأنا صاحب اللواء، محمد صاحب المفاتيح، وأنا صاحب الجنة والنار، ومحمد صاحب الوحي، وأنا صاحب الإلهام، محمد صاحب الدلالات، وأنا صاحب المعجزات، محمد خاتم النبيين، وأنا خاتم الوصيين، محمد صاحب الدعوة، وأنا صاحب السيف والسطوة، محمد النبي الكريم، وأنا الصراط المستقيم، محمد الرؤوف الرحيم، وأنا العلي العظيم.
    يا سلمان، قال الله سبحانه: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ولا يعطي هذا الروح إلا من فوض إليه الأمر والقدر، وأنا أحيي الموتى، وأعلم ما في السماوات والأرض، وأنا ، الكتاب المبين، يا سلمان، محمد مقيم الحجة، وأنا حجة الحق على الخلق، وبذلك الروح عرج به إلى السماء، أنا حملت نوحا في السفينة، أنا صاحب يونس في بطن الحوت، وأنا الذي حاورت موسى في البحر، وأهلكت القرون الأولى، أعطيت علم الأنبياء والأوصياء، وفصل الخطاب، وبي تمت نبوة محمد، أنا أجريت الأنهار والبحار، وفجرت الأرض عيونا، أنا كأب الدنيا لوجهها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا الخضر معلم موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا الذي دفعت سمكها بإذن الله عز وجل، أنا دحوت أرضها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا المنادي من مكان بعيد، أنا دابة الأرض، أنا كما يقول لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت يا علي ذو قرنيها، وكلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى، يا سلمان إن ميتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل، وغائبنا إذا غاب لم يغب، ولا نلد ولا نولد في البطون، ولا يقاس بنا أحد من الناس، أنا تكلمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الراجفة، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ، إلي انتهى علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء الله، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغير. يا سلمان، بنا شرف كل مبعوث، فلا تدعونا أربابا، وقولوا فينا ما شئتم، ففينا هلك وبنا نجي. يا سلمان، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن، امتحن الله قلبه للإيمان، ورضي عنه، ومن شك وارتاب فهو ناصب، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب.
    يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سر الله المكنون، وأولياؤه المقربون، كلنا واحد، وسرنا واحد، فلا تفرقوا فينا فتهلكوا، فإنا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت، ولا ينكره إلا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة، يا سلمان، أنا أبو كل مؤمن ومؤمنة، يا سلمان، أنا الطامة الكبرى، أنا الآزفة إذا أزفت، أنا الحاقة، أنا القارعة، أنا الغاشية، أنا الصاخة، أنا المحنة النازلة، ونحن الآيات والدلالات والحجب ووجه الله، أنا كتب اسمي على العرش فاستقر، وعلى السماوات فقامت، وعلى الأرض ففرشت، وعلى الريح فذرت، وعلى البرق فلمع، وعلى الوادي فهمع، وعلى النور فقطع، وعلى السحاب فدمع، وعلى الرعد فخشع، وعلى الليل فدجى وأظلم، وعلى النهار فأنار وتبسم .

    انتهـــــــــى ،،،



    اقول : خطبة عظيمة الشأن والمقام ، يصغر أمامها الانام ، وتحتار الافهام ، فلا تسأل عن السند ، فدونك علم ومقام لكل ثغر قد سد .

    سأتناول بقلمي القاصر وفهمي المتواضع بعض مقاطع الخطبة توضيحا ان شاء الله تعالى

    ،،،

    1- ( من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفت موازينه )

    وهذه يحتمل ولعله اشارة الى قوله تعالى ( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) / سورة القارعة ) ،،،
    فهنا - تأويل او مصداق - خفّت موازينه متعلقها الايمان بالولاية للعترة الطاهرة وسيدهم واميرهم علي ع .

    و خَفَّتْ مَوَازِينُهُ تحتمل معنى رَجَحَت كفة سيئاته على حسناته ، وهو من الخاسرين يوم القيامة ومصيره النار !

    أو ،،،

    خفّت موازينه : بمعنى خفت موازين ايمانه الظاهري بالقياس لموازين الايمان المتعلق علمها بالباطن والغيب لحقيقة الولاية ومقامهما ، لان القياس بين حقيقة الباطن وحقيقة الظاهر كنسبة وقياس الاخرة للدنيا ، ويساعد على هذا الفهم ان الامام ع وصف الاول ( اوّلهُ ) بظاهر الولاية مما يعني تحققها ولو بادنى او اول المراتب لا نفيها بالمطلق ، فتأمل . وهذا الاحتمال أميل اليه اكثر . وهنا تظهر اهمية ومقام المعرفة النورانية لحقيقة الولاية في الاعتقاد .

    والله اعلم

    يتبع لاحقا

    *
    *
    *
    التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 23-04-2019, 11:18 PM.
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2

    الأخ الكريم
    ( الباحث الطائي)
    دمتم ودامت مواضيعكم وأختيارتكم الهادفه
    تحياتي وتقديري


    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3

      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم
      وبارك الله بكم
      شكرا لكم ع البحوث المهمة

      تعليق


      • #4
        بسمه تعالى

        2- ( يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية ، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن الله قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام ، وصار عارفا بدينه مستبصرا ، ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب )



        اقول : قوله ع ( يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية ) لعله فيه اشارة او اتصال بقوله تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
        ذلك انّ الايمان على درجات ، وكل درجة ادنى هي نور في ذاتها ولكن هي بالنسبة للتي فوقها ظلمة ، ولذلك قال فيهم الله تعالى رغم اتصافهم بالايمان انه يخرجهم من الظلمات الى النور .
        اذا كان هذا حقا وواضحا فمهما وصل المؤمن في درجات الايمان لا يكتمل ولا يتم ايمانه في غايته إلا ان يعرف / يؤمن بمقام الإمامة بصفتها وخصائصها النوارانية ، وهذه غير الصفة التشريعية لمقام الإمامة التي فيها واجب الطاعة له لانه ولي امر الله وحجته كما في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )

        فأذا تم له ذلك بفضل الله وهدايته : ( وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن الله قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام ، وصار عارفا بدينه مستبصرا )
        وفي هذا درس بليغ مهم للعارفين والسالكين .

        ( ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب ) , فهو مؤمن بظاهر الشرع موالي لظاهر الإمامة ومستحقاتها ، ولكن بعيد عن ساحة نور المعرفة الباطنية التي عليها اولياء الله ، بسبب غشاوة على قلبه منشأها الشك والريبة في المقام الباطني الغيبي للإمام ( الولاية ) , وهذا لعل له وشروط وعليه مستحقات اصعب في القبول والايمان والعمل من ظاهر التكليف الشرعي اتجاه مقام الإمام ع . ومنه تفهم قول الامام ع ( امتحن الله قلبه للإيمان ، وشرح صدره للإسلام ) فهذا ليس لقلقة لسان ، بل كبير امتحان ، للذي فيه يتسآئلون ، عن النبأ العظيم ، الذي هم فيه مختلفون ، فتأمل طويلا .


        والله اعلم


        يتبع لاحقا

        التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 25-04-2019, 08:00 AM.
        لا إله إلا الله محمد رسول الله
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
        الباحــ الطائي ـث

        تعليق


        • #5
          بسمه تعالى وبه نستعين


          3- يا سلمان ويا جندب ، إن معرفتي بالنورانية معرفة الله ، ومعرفة الله معرفتي ، وهو الدين الخالص ، بقول الله سبحانه : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهو الإخلاص . وقوله: (حنفاء) وهو الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، وهو الدين الحنيف، وقوله: (ويقيموا الصلاة)، وهي ولايتي، فمن والاني فقد أقام الصلاة، وهو صعب مستصعب. (ويؤتوا الزكاة)، وهو الإقرار بالأئمة، (وذلك دين القيمة أي) وذلك دين الله القيم .

          اقول : ( إن معرفتي بالنورانية معرفة الله ) اي معرفة حقه وحقيقته الباطنية الغيبية ، وهي حقيقة الإمامة والولاية الباطنية الغيبية تؤدي الى معرفة الله . او قل باب معرفة الله .
          ولذلك قال هو عليه السلام في خطبة له : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ ، وَ لَا يُحْصِي نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ ، وَ لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ الْمُجْتَهِدُونَ ، الَّذِي لَا يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَ لَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ .
          الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ ، وَ لَا نَعْتٌ مَوْجُودٌ ، وَ لَا وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَ لَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ .فَطَرَ الْخَلَائِقَ بِقُدْرَتِهِ ، وَ نَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ ، وَ وَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ
          .أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ... الخ .

          وهذا يعني ان معرفة الولاية ومن هو مصداقها اول الدين وهو بداية معرفة الله الحقّه ، وهذا اول الطريق الطويل .


          ( ومعرفة الله معرفتي ) : وهذا فيه إمّا ان يكون القصد منه : والعكس صحيح ، اي كطرفي معادلة متساوية ، ولكن هنا كان يفترض ان يكون القول معرفتي معرفة الله ومعرفة الله معرفتي .
          وإما يكون القصد منه : من كان حقا عرف الله فقد عرفه عليه السلام انه ولي الله ومن اولي الامر الإلهي ، اي عرف حقه وحقيقته ، ولم يشفّعها " بالنورانية " لان المعرفة التشريعية لحق وحقيقة الولاية والإمامة اساس ومبدأ معرفته بالنورانية صعودا كما هي من تحققت له معرفة الله تقتضي ان يعرفها نزولا . اي عرف ان الولاية التشريعية حق وامر إلهي ثابت موجود .

          ،،،

          ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهو الإخلاص ) : وما أمروا إلا ان : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ . لان الاخلاص الذي ينفي الشرك ويقر بتوحيد الإله الواحد الاحد في تمام شروطه الايمان والطاعة لله ورسوله ، وهذا يكون بشرطها وشروطها
          ومن بابها وهي معرفة الولاية و الولي وطاعته وهذا هو ما عطفته الآية من طاعة اولي الأمر الى طاعة الرسول .

          ( وقوله: (حنفاء) وهو الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ، وهو الدين الحنيف ) : حنفاء جمع حنيف من الحنف و هو الميل عن جانبي الإفراط و التفريط إلى الوسط والاعتدال ، ومحصلة ذلك ان الله أمرهم برسالته ان يعبدوه مخلصين له الدين بولاية اولي الامر ونبوة رسوله محمد ص .

          ،،،

          ( ويقيموا الصلاة ، وهي ولايتي ، فمن والاني فقد أقام الصلاة ، وهو صعب مستصعب ) : والصلاة من الصلة ، ومن اتصل وصل ، وحيث ان معرفته بالنورانية هي الوسيلة لمعرفة الله فمن أقام هذه الصلة في باطنها ( المعرفة النورانية ) وهي الولاية علما وتطبيقا فقد اقام حقا الصلاة كما ارادها الله ونال ثمارها التي منها ترجى وهي معرفة الله وذكره الحق وهذه هي الثمرة الثانية والاكبر لغاية اقامة الصلاة التشريعية بصورتها الفقهية التي اشار اليها تعالى في قوله ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ
          وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )

          وهذه الثمرة الاكبر هي صعبة مستصعبة في الوصول اليها والحصول عليها لما يظهر من انّها تحتاج الى ايمان عالي وصبر كبير . ولعل منشأ ذلك هو صعوبة الانتقال من حقيقة الايمان التشريعي الى الانفتاح على الايمان الباطني وكشف حقائقه ، ولهذا دائما السير والسلوك والعرفان طريقه صعب ، فتأمل

          ومن هذا لعله نفهم من قوله تعالى : إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ .
          فأوليائكم هم الذين آمنوا وهم من أقاموا حقا الصلاة وهي المعرفة النوارانية الحقّه لولد علي ع من الأئمة الاطهار لمقامه وحقيقة ولاية أمير المؤمنين ، وآتوا الزكات باقرارهم لبعضهم البعض بالولاية ، نور بعضه من بعض ، وهم راكعون مسلمون لامر الله ، ومثله تحمله سيد الأولياء من الأئمة لمقام خاتم الرسل والانبياء محمد ص في المعرفة النورانية للسيد الاكبر التي لا تنبغي الا لمن هو نفس رسول الله ولهذا تفهم قول الرسول ص لعلي ع ( لا يعرفني الا الله وانت / المعرفة النورانية لامير المؤمنين اتجاه الرسول محمد ص ) ، ومثلها تحملها السيد الاكبر والولي الاوحدي الاعظم محمد ص اتجاه الله وهذا مقام التفرد الذي لا يشاركه معه احد من الخلق .
          ومن هنا لعلك تفهم اعمق غورا ماذا يُقصد في الزيارة للأئمة ع لما تقول ( أشهد انك اقمت الصلاة وآتيت الزكات ... الخ ) فظاهرها اقامة هذه الصلاة والزكات التشريعيتين وباطنها كما اتضح ووضح لك ان وفقنا الله وكان حقا والله اعلم

          ،،،

          ( ويؤتوا الزكاة ، وهو الإقرار بالأئمة ) : والزكاة التشريعية هي انفاق جزء مما كسبه لمن يستحقها ، وهذا يقتضي تحمل أثر لتفعيل أمر ، فجعل الإقرار بالأئمة محل التحمل المترتب على الامر الإلهي بالزكاة لاشتراك صلته بالنفس وأيمانها وما يقتضي استحقاقها . وهذا هو دين الله القيم في حقيقته الباطنية ، والله اعلم

          الباحث الطائي

          يتبــــع لاحقا
          *
          *
          *
          لا إله إلا الله محمد رسول الله
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
          الباحــ الطائي ـث

          تعليق


          • #6
            شكرآ لكم اخي الباحث الطائي على بعض الشرح لأهم خطبة قالها الامام أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه بالرغم من انها لم تذكر في كتاب نهج البلاغة

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X