ـ عن ابْنِ عباس قال : حَجَجْنا مع رسول الله صلى الله
عليه وآله حجة الوداع ، فجاء حتى أخذ بحلقة باب
الكعبة ، ثم أقبل علينا بوجهه ، وهو كالشمس في
الضحية ، ثم قال : ألا أخبركم بأشراط الساعة ؟
ـ فقلنا : بلى يا رسول الله !
فقال : 《 إن من أشراط الساعة إضاعةَ الصلاة، واتباعُ الشهوات ،
وتعظيمُ المال ، وبَيْعُ الدِّين بالدنيا ، فعندها يذوب قلب
المؤمن في جوفه ، كما يذوب الملح في الماء ، مِمَّا
يَرَى من المنكر فلا يستطيع إنكاره 》
ـ فقال سَلْمان : وكل هذا كائن يا رسول الله ؟ فقال :
《 إي والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِهِ ، فعندها يَليهِمْ مِنَ
الأمَرَاءِ الجور، والوزراء الفسق ، والعُرَفاء الظلم ،
والأمَنَاء الخيانة، فعندها يكونُ المنكر معروفاً
والمعروفُ منكراً، ويُصَدَّقُ الكاذب ويُكَذَّبُ الصادق ،
وتَـتَأَمَّرُ النساء، وتُشَاوَرُ الإِمَاء ، وتَعْلُو الصِبيانُ المنابر،
ويكونُ الفُجُور طرفاً ، والزكاةُ مَغْرَماً، والغَيُّ مَغْنَماً،
ويَجْفُو الرَّجُلُ والِدَيْه ويَبُرُّ صدِيقَهُ، ويطلع الكوكبُ
المُذَنَّب ، فعِنْدَها تُشارِكُ المَرْأَةُ زَوْجَها في التجارة،
ويكونُ المَطَرُ قَضّاً ، فَإِذَا دخلتَ السُوقَ فلا تَرى إلا
ذامّاً لِرَبِّه ، هذا يقولُ : لَمْ أَبِعْ شيئاً ، وهذا يقولُ : لَمْ أربحْ شيئاً ،
فعندها يَمْلُكُهُمْ قومٌ إِنْ تَكَلَّموا قتلوهم ، وإِنْ سَكَتوا
اسْتَبَاحُوهُمْ ، يَسْفِكُونَ دماءَهُم ، ويَمْلَؤونَ قلوبَهُم رُعْباً ،
فلا تراهُم إلا خائفينَ مَرْعُوبين ، فعندها يُؤْتَى بِشَيءٍ من
المشرق وشيءٍ من المغرب ، فالويلُ لِضُعَفَاءِ أمَّتي
منهم ، والويلُ لَهُمْ من الله ، لا يَرحمونَ صغيراً، ولا
يُوَقِّرونَ كبيراً ، قلوبُهم قلوبُ الشياطين ،
فعندها يَلْتَقي الرجالُ بالرجال ، والنساءُ بالنساء ، ويَغارُ
على الغُلام كَمَا يغار على الجارية في بيت أهلها ،
وتَشَبَّهَ الرجالُ بالنساءِ والنساءُ بالرجال ، وتَعْلُو الفُرُوج
السُّروج، فَعَلَى أولئكِ مِنْ أمَّتي لعنةُ الله ،
فعندها تُزَخْرَفُ المساجد والمصاحف ، وتعلى المنابر ،
وتَكْثُرُ الصفوف ، قلوبٌ مُتَباغِضَة ، وأَلْسُنٌ مختلفة ،
فعندها تَحَلَّى ذكورُ أمَّتي بالذهب ، ويَلْبَسُونَ الحرير
والدِّيباج ، ويَظْهَرُ الرِّبَا ويَتَعامَلُونَ بالرَّشْوَة ،
ويَسْتَعْمَلُون الغِيبة ، فعندها يَكْثُرُ الطلاق ، فلا يُقَامُ للهِ
حَدٌّ ، فعندها يَحُجُّ ملوكُ أمَّتي للنزهة ، وتحج أوساطُهُمْ
للتجارة ، وتحج فقراؤهم للرياء والسُمْعَة ، فعندها
يتعلمون القرآن لِغَيْرِ الله ، ويَتَّخِذُونَهُ مَزامير ، ويَتَفَقَّهُون للجدال ،
ويَكْثُرُ أولادُ الزنا ، ويعفون بالقرآن ، ويتهافتون على
الدنيا ، فإِذَا انْتُهِكَتِ المَحارِم ، واكْتُسِبَتِ المَآثِم ، سلط
الأشرار على الأخيار ، فَهُنالِكَ يَفْشُو الكذب ، ويتهافتون
في اللباس ، ويُمْطَرُونَ في غير أوان المطر ،
ويُنْكِرونَ الأمرَ بالمعروف في ذلك الزمان ، حتى يكون
المؤمن أَذَلّ من الأَمَة ، وتظهر قراؤهم فيما بينهم
التلاوة والعداوة ، أولئك يُدْعَوْنَ في مَلَكُوتِ السماء الأرجاسُ والأنجاس،
فهُناكَ يَخْشَى الغَنِيُّ مِنَ الفقيرِ أَنْ يَسْأَلَهُ ، ويَسأل الناس
في مَحَافِلِهِمْ فلا يَضَع أَحَدٌ في يَدِهِ شيئاً ، فعندها يتكلم
مَنْ لَمْ يَكُنْ متكلماً فلم يلبثوا هناك إلا قليل حتى تخور
الأرض خورة حتى يَظُنُّ كُلُّ قومٍ أَنَّها خارت في ناحيتهم،
ثُمَّ يَمْكُثونَ ما شاء الله ، ثم يمكثون في مكثهم فتلقى
لهم الأرض أفلاذ أكبادها ذهباً وفضة ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة . 》
عليه وآله حجة الوداع ، فجاء حتى أخذ بحلقة باب
الكعبة ، ثم أقبل علينا بوجهه ، وهو كالشمس في
الضحية ، ثم قال : ألا أخبركم بأشراط الساعة ؟
ـ فقلنا : بلى يا رسول الله !
فقال : 《 إن من أشراط الساعة إضاعةَ الصلاة، واتباعُ الشهوات ،
وتعظيمُ المال ، وبَيْعُ الدِّين بالدنيا ، فعندها يذوب قلب
المؤمن في جوفه ، كما يذوب الملح في الماء ، مِمَّا
يَرَى من المنكر فلا يستطيع إنكاره 》
ـ فقال سَلْمان : وكل هذا كائن يا رسول الله ؟ فقال :
《 إي والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِهِ ، فعندها يَليهِمْ مِنَ
الأمَرَاءِ الجور، والوزراء الفسق ، والعُرَفاء الظلم ،
والأمَنَاء الخيانة، فعندها يكونُ المنكر معروفاً
والمعروفُ منكراً، ويُصَدَّقُ الكاذب ويُكَذَّبُ الصادق ،
وتَـتَأَمَّرُ النساء، وتُشَاوَرُ الإِمَاء ، وتَعْلُو الصِبيانُ المنابر،
ويكونُ الفُجُور طرفاً ، والزكاةُ مَغْرَماً، والغَيُّ مَغْنَماً،
ويَجْفُو الرَّجُلُ والِدَيْه ويَبُرُّ صدِيقَهُ، ويطلع الكوكبُ
المُذَنَّب ، فعِنْدَها تُشارِكُ المَرْأَةُ زَوْجَها في التجارة،
ويكونُ المَطَرُ قَضّاً ، فَإِذَا دخلتَ السُوقَ فلا تَرى إلا
ذامّاً لِرَبِّه ، هذا يقولُ : لَمْ أَبِعْ شيئاً ، وهذا يقولُ : لَمْ أربحْ شيئاً ،
فعندها يَمْلُكُهُمْ قومٌ إِنْ تَكَلَّموا قتلوهم ، وإِنْ سَكَتوا
اسْتَبَاحُوهُمْ ، يَسْفِكُونَ دماءَهُم ، ويَمْلَؤونَ قلوبَهُم رُعْباً ،
فلا تراهُم إلا خائفينَ مَرْعُوبين ، فعندها يُؤْتَى بِشَيءٍ من
المشرق وشيءٍ من المغرب ، فالويلُ لِضُعَفَاءِ أمَّتي
منهم ، والويلُ لَهُمْ من الله ، لا يَرحمونَ صغيراً، ولا
يُوَقِّرونَ كبيراً ، قلوبُهم قلوبُ الشياطين ،
فعندها يَلْتَقي الرجالُ بالرجال ، والنساءُ بالنساء ، ويَغارُ
على الغُلام كَمَا يغار على الجارية في بيت أهلها ،
وتَشَبَّهَ الرجالُ بالنساءِ والنساءُ بالرجال ، وتَعْلُو الفُرُوج
السُّروج، فَعَلَى أولئكِ مِنْ أمَّتي لعنةُ الله ،
فعندها تُزَخْرَفُ المساجد والمصاحف ، وتعلى المنابر ،
وتَكْثُرُ الصفوف ، قلوبٌ مُتَباغِضَة ، وأَلْسُنٌ مختلفة ،
فعندها تَحَلَّى ذكورُ أمَّتي بالذهب ، ويَلْبَسُونَ الحرير
والدِّيباج ، ويَظْهَرُ الرِّبَا ويَتَعامَلُونَ بالرَّشْوَة ،
ويَسْتَعْمَلُون الغِيبة ، فعندها يَكْثُرُ الطلاق ، فلا يُقَامُ للهِ
حَدٌّ ، فعندها يَحُجُّ ملوكُ أمَّتي للنزهة ، وتحج أوساطُهُمْ
للتجارة ، وتحج فقراؤهم للرياء والسُمْعَة ، فعندها
يتعلمون القرآن لِغَيْرِ الله ، ويَتَّخِذُونَهُ مَزامير ، ويَتَفَقَّهُون للجدال ،
ويَكْثُرُ أولادُ الزنا ، ويعفون بالقرآن ، ويتهافتون على
الدنيا ، فإِذَا انْتُهِكَتِ المَحارِم ، واكْتُسِبَتِ المَآثِم ، سلط
الأشرار على الأخيار ، فَهُنالِكَ يَفْشُو الكذب ، ويتهافتون
في اللباس ، ويُمْطَرُونَ في غير أوان المطر ،
ويُنْكِرونَ الأمرَ بالمعروف في ذلك الزمان ، حتى يكون
المؤمن أَذَلّ من الأَمَة ، وتظهر قراؤهم فيما بينهم
التلاوة والعداوة ، أولئك يُدْعَوْنَ في مَلَكُوتِ السماء الأرجاسُ والأنجاس،
فهُناكَ يَخْشَى الغَنِيُّ مِنَ الفقيرِ أَنْ يَسْأَلَهُ ، ويَسأل الناس
في مَحَافِلِهِمْ فلا يَضَع أَحَدٌ في يَدِهِ شيئاً ، فعندها يتكلم
مَنْ لَمْ يَكُنْ متكلماً فلم يلبثوا هناك إلا قليل حتى تخور
الأرض خورة حتى يَظُنُّ كُلُّ قومٍ أَنَّها خارت في ناحيتهم،
ثُمَّ يَمْكُثونَ ما شاء الله ، ثم يمكثون في مكثهم فتلقى
لهم الأرض أفلاذ أكبادها ذهباً وفضة ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة . 》
تعليق