السؤال: إسناد مذهب الشيعة إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام)
نطلب منكم اثبات ان الشيعة الموجودين حالياً هم نفس شيعة علي عليه السلام في عهده
الجواب:
إن أولي الألباب ليعلمون بالضرورة انقطاع الشيعة الإمامية خلفاً عن سلف في أصول الدين وفروعه إلى العترة الطاهرة فرأيهم تبع لرأي الأئمة من العترة في الفروع والأصول وسائر ما يؤخذ من الكتاب والسنة أو يتعلق بهما من جميع العلوم لا يعولون في شيء من ذلك إلا إليهم فهم يدينون الله تعالى ويتقربون إليه سبحانه بمذهب أهل البيت لا يجدون عنه حولاً ولا يرتضون بدلا، على ذلك مضي سلفهم الصالح من عهد أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام) إلى زماننا هذا، وقد أخذ الفروع والأصول عن كل واحد منهم جم من ثقاة الشيعة وحفاظهم , وعدد من أهل الورع والضبط والاتقان يربو على التواتر, فرووا ذلك لمن بعدهم على سبيل التواتر القطعي, ومَن بعدهم رواه لمن بعده على هذا السبيل - وهكذا كان الأمر في كل خلف وجيل , إلى أن انتهى إلينا كالشمس الضاحية ليس دونها حجاب - فنحن الآن في الفروع والأصول, على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول, روينا بقضّنا وقضيضنا مذهبهم عن جميع آبائنا وروى جميع آبائنا ذلك عن جميع آبائهم, وهكذا كانت الحال, في جميع الأجيال إلى زمن النقيبين العسكرين, والرضايين الجوادين والكاظمين الصادقين, والعابدين الباقرين, والسبطين الشهيدين, وأمير المؤمنين (ع) فلا نحيط الآن بمن صحب أئمة أهل البيت من سلف الشيعة, فسمع أحكام الدين منهم, وحمل علوم الإسلام عنهم, وإن الوسع ليضيق عن استقصائهم وعدهم, وحسبك ما خرج من أقلام أعلامهم, من المؤلفات الممتعة, التي لا يمكن استيفاء عدها في هذا الإملاء, وقد اقتبسوها من نور أئمة الهدى من آل محمد (ص) واغترفوها من بحورهم, سمعوها من أفواههم, وأخذوها من شفاههم, فهي ديوان علمهم, وعنوان حكمهم, ألفت على عهدهم, فكانت مرجع الشيعة من بعدهم - وبها ظهر امتياز مذهب أهل البيت على غيره من مذاهب المسلمين, فإنا لا نعرف أن أحداً من مقلدي الأئمة الأربعة مثلاً ألف على عهدهم كتاباً في أحد مذاهبهم, وإنما ألف الناس على مذاهبهم فأكثروا بعد انقضاء زمنهم, وذلك حيث تقرر حصر التقليد فيهم, وقصر الإمامة في الفروع عليهم, وكانوا أيام حياتهم كسائر من عاصرهم من الفقهاء والمحدثين, لم يكن لهم امتياز على من كان في طبقتهم, ولذلك لم يكن على عهدهم من يهتم بتدوين أقوالهم, اهتمام الشيعة بتدوين أقوال أئمتها المعصومين (على رأيها) فإن الشيعة من أول نشأتها لا تبيح الرجوع في الدين إلى غير أئمتها, ولذلك عكفت هذا العكوف عليهم, وانقطعت في أخذ معالم الدين إليهم, وقد بذلت الوسع والطاقة في تدوين كل ما شافهوها به, واستفرغت الهمم والعزائم في ذلك بما لا مزيد عليه, حفظاً للعلم الذي لا يصح (على رأيها) عند الله سواه, وحسبك (مما كتبوه أيام الصادق(ع)) تلك الأصول الأربعمائة, وهي أربعمائة مصنَف لأربعمائة مصنف كتبت من فتاوى الصادق على عهده, ولأصحاب الصادق غيرها, هو أضعاف أضعافها كما ستسمع تفصيله قريباً إن شاء الله تعالى _ أما الأئمة الأربعة فليس لهم عند أحد من الناس منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم بل لم يكونوا أيام حياتهم بالمنزلة التي تبوؤها بعد وفاتهم, كما صرح به ابن خلدون المغربي, في الفصل الذي عقده لعلم الفقه من مقدمته الشهيرة, واعترف به غير واحد من أعلامهم, ونحن مع ذلك لا نرتاب في أن مذاهبم إنما هي مذاهب أتباعهم, التي عليها مدار عملهم في كل جيل, وقد دوّنوها في كتبهم, لأن أتباعهم أعرف بمذاهبهم, كما ان الشيعة أعرف بمذهب أئمتهم, الذي يدينون الله بالعمل على مقتضاه, ولا بتحقق منهم نية القربة إلى الله بسواه.
نطلب منكم اثبات ان الشيعة الموجودين حالياً هم نفس شيعة علي عليه السلام في عهده
الجواب:
إن أولي الألباب ليعلمون بالضرورة انقطاع الشيعة الإمامية خلفاً عن سلف في أصول الدين وفروعه إلى العترة الطاهرة فرأيهم تبع لرأي الأئمة من العترة في الفروع والأصول وسائر ما يؤخذ من الكتاب والسنة أو يتعلق بهما من جميع العلوم لا يعولون في شيء من ذلك إلا إليهم فهم يدينون الله تعالى ويتقربون إليه سبحانه بمذهب أهل البيت لا يجدون عنه حولاً ولا يرتضون بدلا، على ذلك مضي سلفهم الصالح من عهد أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام) إلى زماننا هذا، وقد أخذ الفروع والأصول عن كل واحد منهم جم من ثقاة الشيعة وحفاظهم , وعدد من أهل الورع والضبط والاتقان يربو على التواتر, فرووا ذلك لمن بعدهم على سبيل التواتر القطعي, ومَن بعدهم رواه لمن بعده على هذا السبيل - وهكذا كان الأمر في كل خلف وجيل , إلى أن انتهى إلينا كالشمس الضاحية ليس دونها حجاب - فنحن الآن في الفروع والأصول, على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول, روينا بقضّنا وقضيضنا مذهبهم عن جميع آبائنا وروى جميع آبائنا ذلك عن جميع آبائهم, وهكذا كانت الحال, في جميع الأجيال إلى زمن النقيبين العسكرين, والرضايين الجوادين والكاظمين الصادقين, والعابدين الباقرين, والسبطين الشهيدين, وأمير المؤمنين (ع) فلا نحيط الآن بمن صحب أئمة أهل البيت من سلف الشيعة, فسمع أحكام الدين منهم, وحمل علوم الإسلام عنهم, وإن الوسع ليضيق عن استقصائهم وعدهم, وحسبك ما خرج من أقلام أعلامهم, من المؤلفات الممتعة, التي لا يمكن استيفاء عدها في هذا الإملاء, وقد اقتبسوها من نور أئمة الهدى من آل محمد (ص) واغترفوها من بحورهم, سمعوها من أفواههم, وأخذوها من شفاههم, فهي ديوان علمهم, وعنوان حكمهم, ألفت على عهدهم, فكانت مرجع الشيعة من بعدهم - وبها ظهر امتياز مذهب أهل البيت على غيره من مذاهب المسلمين, فإنا لا نعرف أن أحداً من مقلدي الأئمة الأربعة مثلاً ألف على عهدهم كتاباً في أحد مذاهبهم, وإنما ألف الناس على مذاهبهم فأكثروا بعد انقضاء زمنهم, وذلك حيث تقرر حصر التقليد فيهم, وقصر الإمامة في الفروع عليهم, وكانوا أيام حياتهم كسائر من عاصرهم من الفقهاء والمحدثين, لم يكن لهم امتياز على من كان في طبقتهم, ولذلك لم يكن على عهدهم من يهتم بتدوين أقوالهم, اهتمام الشيعة بتدوين أقوال أئمتها المعصومين (على رأيها) فإن الشيعة من أول نشأتها لا تبيح الرجوع في الدين إلى غير أئمتها, ولذلك عكفت هذا العكوف عليهم, وانقطعت في أخذ معالم الدين إليهم, وقد بذلت الوسع والطاقة في تدوين كل ما شافهوها به, واستفرغت الهمم والعزائم في ذلك بما لا مزيد عليه, حفظاً للعلم الذي لا يصح (على رأيها) عند الله سواه, وحسبك (مما كتبوه أيام الصادق(ع)) تلك الأصول الأربعمائة, وهي أربعمائة مصنَف لأربعمائة مصنف كتبت من فتاوى الصادق على عهده, ولأصحاب الصادق غيرها, هو أضعاف أضعافها كما ستسمع تفصيله قريباً إن شاء الله تعالى _ أما الأئمة الأربعة فليس لهم عند أحد من الناس منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم بل لم يكونوا أيام حياتهم بالمنزلة التي تبوؤها بعد وفاتهم, كما صرح به ابن خلدون المغربي, في الفصل الذي عقده لعلم الفقه من مقدمته الشهيرة, واعترف به غير واحد من أعلامهم, ونحن مع ذلك لا نرتاب في أن مذاهبم إنما هي مذاهب أتباعهم, التي عليها مدار عملهم في كل جيل, وقد دوّنوها في كتبهم, لأن أتباعهم أعرف بمذاهبهم, كما ان الشيعة أعرف بمذهب أئمتهم, الذي يدينون الله بالعمل على مقتضاه, ولا بتحقق منهم نية القربة إلى الله بسواه.
تعليق