اللهم صل على محمد وال محمد
قال الإمام الصادق (ع): "أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا". هل المقصود من أمرهم هو ذكرى ميلادهم ووفاتهم؟ أو انَ أمرهم هو إحياء الدين/الإسلام؟و
#الجواب:
أمر أهل البيت (ع) الذي أوصت الروايات المأثورة عنهم باحيائه هو معالم الدين الاسلامي الذي يُعرف من طريقهم في مقابل ما يتداوله الناس من غير طريقهم, ذلك لانَّ طريقهم هو وحده الذي لم يشبْه انحراف أو تجاوز عما جاء به القرآن الكريم وسنة النبي (ص).
وعليه فكلُّ ما ثبت عنهم من تفسيرٍ للقرآن أوبيانٍ لاصول العقيدة وتفاصيل الاحكام الشرعية الفقهية وما أُثر عنهم من إيضاحٍ لقيم الدين وتوصياته ومواعظه كلُّ ذلك يكون تناوله وتأصيله وتروجية داخلٌ في سياق الإحياء لأمر أهل البيت (ع).
وكذلك فإنَّ عقد المجالس التى يُستعرض فيها مآثر أهل البيت (ع) وسِيَرهم ومكارم أخلاقهم، والمجالس التى تُعقد ليُستعرض فيها البراهين والحجج المقتضية لتعُّين أخذ الدين عنهم والتى هي تعبيرٌ آخر عن امامتهم, والمجالس التى تُعقد ليسُتعرض فيها ما يُنتج التوثيق للعلاقة والصلة بهم ليكون ذلك طريقًا لأخذ الدين عنهم والتمثُّل بسجاياهم ومكارم أخلاقهم, كُّل ذلك يقع في سياق الاحياء لأمرهم.
وكذلك فإنَّ استحضار ذكريات مواليدهم ووفياتهم وعقد المجالس لذلك واستثمارها لأجل تأصيل الولاء لهم وتوثيق الصلة بهم من خلال استعراض مآثرهم ومناقبهم والظلامات التى وقعت عليهم, واستثمارها كذلك لنشر أُصول العقيدة وقيم الدين ومبادئه التي ناضلوا من أجل ترسيخها في وجدان الأُمه, كُّل ذلك يقع في سياق الإحياء لأمر أهل البيت (ع).
والذي يؤكِّد ما استظهرناه من أنَّ الإحياء لأمر أهل البيت (ع) يشمل الاستحضار لمآثرهم ومناقبهم والظلامات التى وقعت عليهم هو ما رواه في قرب الاسناد بسنده عن ابي عبد الله (ع) قال: قال لفضيل: تجلسون وتُحدِّثون؟ قال: نعم جُعلت فداك قال: إنَّ تلك المجالس اُحبُّها فأحيوا أمرنا يا فضيل! فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غُفرله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر( 1).
وورد عن أبي جعفر (ع) قال: "اجتمعوا وتذاكروا تحفُّ بكم الملائكة رحم الله من أحيى أمرنا"( 2).
وورد كذلك عن شعيب العقرقوفي قال سمعتُ أبا عبد الله (ع) يقول لأصحابة اتقوا الله وكونوا اخوةً متحابِّين بررة في الله متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه"( 3).
وروى الشيخ الكلينى بسنده عن ابن مسكان عن خيثمة قال: دخلتُ على ابي جعفر(ع) اودِّعه فقال: يا خيثمة أبلغ مَن ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وانْ يعود غنيُّهم على فقيرهم وقويُّهم على ضعيفهم وانْ يشهد حيُّهم جنازة ميّتهم وانْ يتلاقوا في بيوتهم فإنَ لقيا بعضهم بعضاً حياةٌ لأمرنا رحم الله من أحى أمرنا"( 4)
فإنَّ الظاهر من هذه الروايات الثلاث انَّ المراد من إحياء أمر أهل البيت (ع) هو الاستحضار لمآثرهم وما أُثر عنهم من شئون الدين, فكلا الامرين يُعدُّ من الإحياء لأمر اهل البيت (ع).
فالاحياء لأمر أهل البيت(ع) هو ما يكون تذاكره وتأصيله منتجاً لحضور هذا الخط ورموزه في ذاكرة الامة, فإنَّ ذلك هو ما يضمن التجذُّر والامتداد لقيم الدين واُصوله، فأهلُ البيت (ع) هم حبل الله المتَّصل بين السماء والارض, وهم العترة التي خلَّفها رسولُ الله (ص) في أمته وأوصى بالتمسُّك بهم، وأفاد أنَّ الامة لن تضلَّ بعده أبداً إنْ استمسكت بعُرى أهل البيت (ع).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
#المصدر
1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 44 ص 282.
2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 12 ص 22.
3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 12 ص 215.
4- الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 ص 175
قال الإمام الصادق (ع): "أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا". هل المقصود من أمرهم هو ذكرى ميلادهم ووفاتهم؟ أو انَ أمرهم هو إحياء الدين/الإسلام؟و
#الجواب:
أمر أهل البيت (ع) الذي أوصت الروايات المأثورة عنهم باحيائه هو معالم الدين الاسلامي الذي يُعرف من طريقهم في مقابل ما يتداوله الناس من غير طريقهم, ذلك لانَّ طريقهم هو وحده الذي لم يشبْه انحراف أو تجاوز عما جاء به القرآن الكريم وسنة النبي (ص).
وعليه فكلُّ ما ثبت عنهم من تفسيرٍ للقرآن أوبيانٍ لاصول العقيدة وتفاصيل الاحكام الشرعية الفقهية وما أُثر عنهم من إيضاحٍ لقيم الدين وتوصياته ومواعظه كلُّ ذلك يكون تناوله وتأصيله وتروجية داخلٌ في سياق الإحياء لأمر أهل البيت (ع).
وكذلك فإنَّ عقد المجالس التى يُستعرض فيها مآثر أهل البيت (ع) وسِيَرهم ومكارم أخلاقهم، والمجالس التى تُعقد ليُستعرض فيها البراهين والحجج المقتضية لتعُّين أخذ الدين عنهم والتى هي تعبيرٌ آخر عن امامتهم, والمجالس التى تُعقد ليسُتعرض فيها ما يُنتج التوثيق للعلاقة والصلة بهم ليكون ذلك طريقًا لأخذ الدين عنهم والتمثُّل بسجاياهم ومكارم أخلاقهم, كُّل ذلك يقع في سياق الاحياء لأمرهم.
وكذلك فإنَّ استحضار ذكريات مواليدهم ووفياتهم وعقد المجالس لذلك واستثمارها لأجل تأصيل الولاء لهم وتوثيق الصلة بهم من خلال استعراض مآثرهم ومناقبهم والظلامات التى وقعت عليهم, واستثمارها كذلك لنشر أُصول العقيدة وقيم الدين ومبادئه التي ناضلوا من أجل ترسيخها في وجدان الأُمه, كُّل ذلك يقع في سياق الإحياء لأمر أهل البيت (ع).
والذي يؤكِّد ما استظهرناه من أنَّ الإحياء لأمر أهل البيت (ع) يشمل الاستحضار لمآثرهم ومناقبهم والظلامات التى وقعت عليهم هو ما رواه في قرب الاسناد بسنده عن ابي عبد الله (ع) قال: قال لفضيل: تجلسون وتُحدِّثون؟ قال: نعم جُعلت فداك قال: إنَّ تلك المجالس اُحبُّها فأحيوا أمرنا يا فضيل! فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غُفرله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر( 1).
وورد عن أبي جعفر (ع) قال: "اجتمعوا وتذاكروا تحفُّ بكم الملائكة رحم الله من أحيى أمرنا"( 2).
وورد كذلك عن شعيب العقرقوفي قال سمعتُ أبا عبد الله (ع) يقول لأصحابة اتقوا الله وكونوا اخوةً متحابِّين بررة في الله متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه"( 3).
وروى الشيخ الكلينى بسنده عن ابن مسكان عن خيثمة قال: دخلتُ على ابي جعفر(ع) اودِّعه فقال: يا خيثمة أبلغ مَن ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وانْ يعود غنيُّهم على فقيرهم وقويُّهم على ضعيفهم وانْ يشهد حيُّهم جنازة ميّتهم وانْ يتلاقوا في بيوتهم فإنَ لقيا بعضهم بعضاً حياةٌ لأمرنا رحم الله من أحى أمرنا"( 4)
فإنَّ الظاهر من هذه الروايات الثلاث انَّ المراد من إحياء أمر أهل البيت (ع) هو الاستحضار لمآثرهم وما أُثر عنهم من شئون الدين, فكلا الامرين يُعدُّ من الإحياء لأمر اهل البيت (ع).
فالاحياء لأمر أهل البيت(ع) هو ما يكون تذاكره وتأصيله منتجاً لحضور هذا الخط ورموزه في ذاكرة الامة, فإنَّ ذلك هو ما يضمن التجذُّر والامتداد لقيم الدين واُصوله، فأهلُ البيت (ع) هم حبل الله المتَّصل بين السماء والارض, وهم العترة التي خلَّفها رسولُ الله (ص) في أمته وأوصى بالتمسُّك بهم، وأفاد أنَّ الامة لن تضلَّ بعده أبداً إنْ استمسكت بعُرى أهل البيت (ع).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
#المصدر
1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 44 ص 282.
2- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 12 ص 22.
3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 12 ص 215.
4- الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 ص 175
تعليق