متى أسلم معاوية ؟؟؟ الاقوال المتضاربة في زمان اسلام معاوية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد سجل لنا التاريخ سيرة وتراجم العديد من الشخصيات التي صاحبت النبي الاكرم محمد (ص) ، ومن هذه السير والتراجم عرفنا بعض الشخصيات القليلة من الصحابة التي سارت واتبعت طريق السنة النبوية الشريفة ، وايضا عرفنا الكثير من صحابة النبي (ص) قد انحرفوا ومالوا وزاغوا عن طريق السنة النبوية الشريفة الى طريق الكفر والشرك والالحاد .
ومن ابرز الصحابة الذين شهدوا زمان النبي (ص) وشاهدوه وادعوا صحبتهم للنبي محمد (ص) هو معاوية بن ابي سفيان لعنه الله تعالى الذي كان يظهر الاسلام ويبطن الشرك والكفر والنفاق .
ولذلك اخترنا للقراء الافاضل الكرام موضوع اسلام معاوية ، وهل انه اسلم فعلا ؟ ام ان هذا الموضوع محل اختلاف ؟
وفي الحقيقة ان الاختلاف في تاريخ اسلامه من بين جميع اقرانه من الصحابة يبعث في القلب الشك في حقيقة اسلامه ، ولذلك بحثنا عن قصة اسلام معاوية والاقوال والاراء فيها ، وبينا راي الشيعة الامامية بحسب البحث عن سند الروايات السنية وكانت نتيجة الاقوال كالتالي :
*** القول 1 : ان معاوية اسلم يوم الفتح - فتح مكة - سنة 8 هـ :
ابن كثير ، البداية والنهاية ، ثم دخلت سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، من توفي فيها من الأعيان ، ج 16 ، ص 28 :
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
- .... ورجع إلى بغداد فحظي عند الوزير أبي القاسم بن المسلمة ، ولما ادعى اليهود الخيابرة أن معهم كتابا نبويا فيه اسقاط الجزية عنهم أوقف ابن المسلمة الخطيب على هذا الكتاب ، فقال : هذا كذب ، فقيل له : وما الدليل على ذلك ، فقال : لأن فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان ، ولم يكن أسلم يوم خيبر ، وقد كانت خيبر في سنة سبع من الهجرة ، وإنما أسلم معاوية يوم الفتح .
ملاحظة : هناك روايات اخرى تؤيد هذا القول تركناها واقتصرنا على هذه الرواية فقط طلبا للاختصار .
*** القول 2 : ان معاوية اسلم قبل وفاة النبي (ص) بشهرين ، وكانت وفاة النبي (ص) سنة 11 هـ :
البيهقي ، السنن الكبرى ، كتاب الصلاة ، جماع أبواب سجود السهو وسجود الشكر ، باب ما يستدل به على أنه لا يجوز أن يكون ، ج 2 ، ص 510 :
3925 - أخبرنا : أبو سعيد الإسفراييني ، أنبأ : أبو بحر البربهاري ، ثنا : بشر بن موسى ، قال : قال : الحميدي وهو يذكر هذه المسألة ويحمل حديث ابن مسعود (ر) على العمد ، قال : فإن ، قال قائل : فما دل على ذلك فظاهره العمد والنسيان والجهالة ، قلنا : صدقت ، هذا ظاهر ولكن كان اتيان ابن مسعود من أرض الحبشة قبل بدر ، ثم شهد بدرا بعد هذا القول ، فلما وجدنا إسلام أبي هريرة (ر) والنبي (ص) بخيبر قبل وفاة النبي (ص) بثلاث سنين وقد حضر صلاة رسول الله (ص) وقول ذي اليدين ووجدنا عمران بن حصين حضر صلاة رسول الله (ص) مرة أخرى ، وقول الخرباق : وكان إسلام عمران بعد بدر ، ووجدنا معاوية بن حديج حضر صلاة رسول الله (ص) وقول طلحة بن عبيد الله : وكان إسلام معاوية قبل وفاة النبي (ص) بشهرين ، ووجدنا ابن عباس (ر) يصوب ابن الزبير (ر) في ذلك ويذكر أنها سنة رسول الله (ص) وكان ابن عباس ابن عشر سنين حين قبض رسول الله (ص) ، ووجدنا ابن عمر روى ذلك وكان اجازة النبي (ص) ابن عمر يوم الخندق بعد بدر ، فعلمنا أن حديث ابن مسعود (ر) خص به العمد دون النسيان ، ولو كان ذلك الحديث في النسيان والعمد يومئذ لكانت صلوات رسول الله (ص) هذه ناسخة له ، لأنها بعده .
تعليق : القول بإسلام معاوية قبل وفاة النبي (ص) بشهرين يكذب ويعارض القول الاول الذي يقول بان معاوية اسلم في يوم الفتح .
القول 3 : ان معاوية لم يسلم اصلا بل مات على غير ملة الاسلام :
وذهب الى هذا القول الشيعة الامامية واستدلوا بادلة وروايات صحيحة السند من كتب ومصادر علماء اهل السنة والجماعة وهي :
أخرج الحافظ البلاذري في الجزء الأول من تاريخه الكبير قال : حدثني عبد الله بن صالح ، حدثني يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي . قال : وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية . (1)
وقال - طريق أخر للرواية - : وحدثني إسحاق قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام ، أنبأنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت جالسا .......... الخ .
فمن ناحية الاسناد قال العلامة السيد محمد المكي بن عزوز المغربي : الحديث الأول رجاله كلهم من رجال الصحيح حتى ليث فمن رجال مسلم وهو ابن أبي سليم وإن تكلم فيه لاختلاط وقع له في آخر أمره ، فقد وثقه ابن معين وغيره كما أفاده الشوكاني ، على أن التوهم يرتفع بالسند الثاني الذي هو حدثني إسحاق ....... الخ . لأن الرواي فيه عن طاووس عن ابيه عن عبد الله ابنه لا ليث ، والسند متين ولله الحمد (2) .
**************************
الهوامش :
(1) الغدير ، الشيخ الأميني ، ج ١٠ ، ص 141 - ١٤٢ .
(2) العتب الجميل ، ص ٨٦ .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد سجل لنا التاريخ سيرة وتراجم العديد من الشخصيات التي صاحبت النبي الاكرم محمد (ص) ، ومن هذه السير والتراجم عرفنا بعض الشخصيات القليلة من الصحابة التي سارت واتبعت طريق السنة النبوية الشريفة ، وايضا عرفنا الكثير من صحابة النبي (ص) قد انحرفوا ومالوا وزاغوا عن طريق السنة النبوية الشريفة الى طريق الكفر والشرك والالحاد .
ومن ابرز الصحابة الذين شهدوا زمان النبي (ص) وشاهدوه وادعوا صحبتهم للنبي محمد (ص) هو معاوية بن ابي سفيان لعنه الله تعالى الذي كان يظهر الاسلام ويبطن الشرك والكفر والنفاق .
ولذلك اخترنا للقراء الافاضل الكرام موضوع اسلام معاوية ، وهل انه اسلم فعلا ؟ ام ان هذا الموضوع محل اختلاف ؟
وفي الحقيقة ان الاختلاف في تاريخ اسلامه من بين جميع اقرانه من الصحابة يبعث في القلب الشك في حقيقة اسلامه ، ولذلك بحثنا عن قصة اسلام معاوية والاقوال والاراء فيها ، وبينا راي الشيعة الامامية بحسب البحث عن سند الروايات السنية وكانت نتيجة الاقوال كالتالي :
*** القول 1 : ان معاوية اسلم يوم الفتح - فتح مكة - سنة 8 هـ :
ابن كثير ، البداية والنهاية ، ثم دخلت سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، من توفي فيها من الأعيان ، ج 16 ، ص 28 :
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ] :
- .... ورجع إلى بغداد فحظي عند الوزير أبي القاسم بن المسلمة ، ولما ادعى اليهود الخيابرة أن معهم كتابا نبويا فيه اسقاط الجزية عنهم أوقف ابن المسلمة الخطيب على هذا الكتاب ، فقال : هذا كذب ، فقيل له : وما الدليل على ذلك ، فقال : لأن فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان ، ولم يكن أسلم يوم خيبر ، وقد كانت خيبر في سنة سبع من الهجرة ، وإنما أسلم معاوية يوم الفتح .
ملاحظة : هناك روايات اخرى تؤيد هذا القول تركناها واقتصرنا على هذه الرواية فقط طلبا للاختصار .
*** القول 2 : ان معاوية اسلم قبل وفاة النبي (ص) بشهرين ، وكانت وفاة النبي (ص) سنة 11 هـ :
البيهقي ، السنن الكبرى ، كتاب الصلاة ، جماع أبواب سجود السهو وسجود الشكر ، باب ما يستدل به على أنه لا يجوز أن يكون ، ج 2 ، ص 510 :
3925 - أخبرنا : أبو سعيد الإسفراييني ، أنبأ : أبو بحر البربهاري ، ثنا : بشر بن موسى ، قال : قال : الحميدي وهو يذكر هذه المسألة ويحمل حديث ابن مسعود (ر) على العمد ، قال : فإن ، قال قائل : فما دل على ذلك فظاهره العمد والنسيان والجهالة ، قلنا : صدقت ، هذا ظاهر ولكن كان اتيان ابن مسعود من أرض الحبشة قبل بدر ، ثم شهد بدرا بعد هذا القول ، فلما وجدنا إسلام أبي هريرة (ر) والنبي (ص) بخيبر قبل وفاة النبي (ص) بثلاث سنين وقد حضر صلاة رسول الله (ص) وقول ذي اليدين ووجدنا عمران بن حصين حضر صلاة رسول الله (ص) مرة أخرى ، وقول الخرباق : وكان إسلام عمران بعد بدر ، ووجدنا معاوية بن حديج حضر صلاة رسول الله (ص) وقول طلحة بن عبيد الله : وكان إسلام معاوية قبل وفاة النبي (ص) بشهرين ، ووجدنا ابن عباس (ر) يصوب ابن الزبير (ر) في ذلك ويذكر أنها سنة رسول الله (ص) وكان ابن عباس ابن عشر سنين حين قبض رسول الله (ص) ، ووجدنا ابن عمر روى ذلك وكان اجازة النبي (ص) ابن عمر يوم الخندق بعد بدر ، فعلمنا أن حديث ابن مسعود (ر) خص به العمد دون النسيان ، ولو كان ذلك الحديث في النسيان والعمد يومئذ لكانت صلوات رسول الله (ص) هذه ناسخة له ، لأنها بعده .
تعليق : القول بإسلام معاوية قبل وفاة النبي (ص) بشهرين يكذب ويعارض القول الاول الذي يقول بان معاوية اسلم في يوم الفتح .
القول 3 : ان معاوية لم يسلم اصلا بل مات على غير ملة الاسلام :
وذهب الى هذا القول الشيعة الامامية واستدلوا بادلة وروايات صحيحة السند من كتب ومصادر علماء اهل السنة والجماعة وهي :
أخرج الحافظ البلاذري في الجزء الأول من تاريخه الكبير قال : حدثني عبد الله بن صالح ، حدثني يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي . قال : وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية . (1)
وقال - طريق أخر للرواية - : وحدثني إسحاق قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام ، أنبأنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت جالسا .......... الخ .
فمن ناحية الاسناد قال العلامة السيد محمد المكي بن عزوز المغربي : الحديث الأول رجاله كلهم من رجال الصحيح حتى ليث فمن رجال مسلم وهو ابن أبي سليم وإن تكلم فيه لاختلاط وقع له في آخر أمره ، فقد وثقه ابن معين وغيره كما أفاده الشوكاني ، على أن التوهم يرتفع بالسند الثاني الذي هو حدثني إسحاق ....... الخ . لأن الرواي فيه عن طاووس عن ابيه عن عبد الله ابنه لا ليث ، والسند متين ولله الحمد (2) .
**************************
الهوامش :
(1) الغدير ، الشيخ الأميني ، ج ١٠ ، ص 141 - ١٤٢ .
(2) العتب الجميل ، ص ٨٦ .
تعليق