الحيــــاء ...زينة الفتاة المؤمنة
تحدّث لنا القران الكريم عن بعض النساء اللواتي كُنّ قمة في الأخلاق والأدب ، وكان أهم ما أشار إليه جلّ وعلا عندما تحدّث عنهن هو (( الحياء )) .
فعندما نقرأ قصة النبي موسى (عليه السلام ) مع بنات النبي شعيب ( عليه السلام ) نجد أن الله سبحانه وتعالى يصف لنا التصرف السليم لتلك البنت التي أعجبتها شهامة النبي موسى " عليه السلام " فيصفها رب العِزّة بالقول :
(( فجاءتهُ إحداهما تمشي على استحياء )) انظرن يا بنات الإسلام !
تحدّث لنا القران الكريم عن بعض النساء اللواتي كُنّ قمة في الأخلاق والأدب ، وكان أهم ما أشار إليه جلّ وعلا عندما تحدّث عنهن هو (( الحياء )) .
فعندما نقرأ قصة النبي موسى (عليه السلام ) مع بنات النبي شعيب ( عليه السلام ) نجد أن الله سبحانه وتعالى يصف لنا التصرف السليم لتلك البنت التي أعجبتها شهامة النبي موسى " عليه السلام " فيصفها رب العِزّة بالقول :
(( فجاءتهُ إحداهما تمشي على استحياء )) انظرن يا بنات الإسلام !
إن الله يريد منّا أن نكون كإبنة النبي شعيب ( عليه السلام ) ولا يريدنا أن نكون كزوجة العزيز ! ولكن ماذا تعرفين يا فتاتي عن هذه المرأة ؟
إنها " زُليخا " التي وقعت في حب نبي الله يوسف (عليه السلام ) فكيف تصرفت تلك المرأة ؟ هل تصرفت كما فعلت بنت شعيب ( عليه السلام ) ؟ لا طبعاً !
لأنها كانت تفكر بالمعصية ,رغم انها متزوجة من عزيز مصر في ذلك الوقت ، إلاّ أنها وعندما وسوس لها الشيطان فلقد تخلّت عن فطرة الأنثى بأن تكون صاحبة " حياء " نعم فلقد تخلّت عن حياءها وحاولت بشتى الطرق الإيقاع بيوسف (عليه السلام ) لولا إنه كان شاباً مؤمناً وغيوراً على دينه فاختار السجن على العيش مع تلك الإنسانة ... والتي تحدّث عنها الله في كتابه بحديث يختلف تماماً عن حديثه حول بنت النبي شعيب ( عليه السلام ) .
واليوم ـ ومع كل الأسف ـ فإن فتاتنا صارت تقتدي بزوجة العزيز عندما تركت الحياء جانباً وبادرت هي في ملاحقة الرجال !
ففتاة اليوم تفعل كتلك الفعلة ! فصرنا نشاهدها تحاول بمختلف الوسائل أن تحصل على رقم هاتف الشاب الذي أعجبها لتتصل به وتطرح عليه صداقتها !
وكذلك فإن هناك فتيات يوزعن نظراتهن هنا وهناك ـ عندما تسير في الشارع ـ لعلّها تجد من يبادلها تلك النظرات !
إن فتاتنا اليوم صارت هي صاحبة النظرة الأولى ، وصاحبة الابتسامة العريضة ، وصاحبة الكلمة العاطفية التي تريد بها الإيقاع بهذا وذاك ! يؤلمني فعلاً أن أتحدث عن فتاتي بهذه الطريقة ، لكن كلمة الحق يجب أن تكون قوية وإلاّ فإنها لا تنفع بشيء !
فتعالي معي حبيبتي لنتعرف عن كثب على موقف الزهراء (عليها السلام) بنت نبينا محمد (صلى الله عليه واله) وكيف إن موقفها كان يختلف حتى عن موقف بنت النبي شعيب (عليه السلام) عندما رغبت بالزواج من موسى (عليه السلام) !
فأنت تؤمنين معي بأن الزهراء (عليها السلام) هي سيدة نساء العالمين ، فأكيد إنها حينما تعرضت لموقف مشابه لما تعرضت إليه بنت شعيب ، فإنها (سلام الله عليها) تصرفت بطريقة تجعلنا نقف بإجلال وإكبار أمام هذا الموقف العظيم لنسألها: هل هناك إنسانة تماثلكِ يا زهراء ؟!
فعندما جاء أبوها الرسول (صلى الله عليه واله) ليُخبرها عن رغبة أخيه وابن عمه علي (عليه السلام) بالزواج منها ... ماذا كان جوابها ؟
لقد سكتت !!
فهل كانت مواصفات الإمام علي (عليه السلام) لا تعجبها مثلاً ؟! أم هل كانت تسمع عنهُ أمور غير محببة إليها ؟ أم هل كانت تعرف شاباً يحمل مواصفات أفضل من مواصفات علي بن أبي طالب ؟! طبعاً لا !
إذن لماذا سكتت الزهراء ، ولم تُجب أباها ، لا بكلمة نعم ، ولا بكلمة .. لا !
حتى قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : سكوتها إقرارها !
أي أنهُ عرف من سكوتها بأنها موافقة ، فهل كان من اللائق أن لا تجيب الزهراء والدها عندما يسألها ؟
أنا أستطيع أن أجزم بأن هذه المرة الأولى والأخيرة التي لم تجب الزهراء (عليها السلام) على سؤال والدها ، وهي صاحبة الأدب الرفيع والأخلاق العالية والتي تمنعها من عدم إجابة والدها في أي سؤال يطرحه عليها !
ولكنها هذه المرة لم تُجب ! فهل لكِ أن تعرفي يا فتاتي الحبيبة لماذا سكتت الزهراء (عليها السلام) وخفضت رأسها ؟
طبعاً إنهُ " الحياء " !
وهـل رأيتِ معي كيف إنها تملك حياءاً أكبر حتى من حياء بنت شعيب (عليهما السلام) التي جاء ذكرها في القرآن ؟! فرغم إن القرآن الكريم وصف لنا حياءها بعبارة ( على استحياء ) ، إلاّ إن الزهراء (عليها السلام) بموقفها العظيم هذا تضرب لنا مثالاً أرقى وأعلى من ذلك الموقف لتلك الفتاة المؤمنة والتي مدحها الله في القرآن !
فلماذا لا نقتدي يا أُخيه بسيدتنا العظيمة ؟ لماذا لا تكون هي مُدرِّستنا ومُعلمتنا في هذه الحياة ؟
لماذا نلهث وراء بنات الغرب فنقتدي بهن في حين إننا نملك أعظم وأرق وأشرف قدوة ؟
فهذه الدعوة لكِ انتِ بالذات فتاتي .. بإن تقارني بين هؤلاء النسوة الثلاث .. لتختاري أن تكوني واحدةً منهن .. !
فأما أن تتخلي عن حياءكِ وعفتكِ فتكوني زُليخا زوجة العزيز ! وأما أن تكوني كإبنة النبي شعيب التي أفصحت عن رغبتها في الزواج من نبي الله موسى ( ع ) فأخبرت والدها عن قوته وشهامته ، لكن بكل استحياء وأدب خافضة الرأس محمرّة الوجه !
وأما أن تقولي بصوتٍ عالٍ : كّلا .. لا هذه ولا تلك ! أنا مسلمة وقدوتي الزهراء ! فتكوني صاحبة حياء أقوى .. كحياء الزهراء (عليها السلام) ..
أترك الإختيار لكِ فتاتي ، وأنا متأكدة بأنكِ سوف لن ترضين بغير الزهراء ( عليها السلام ) قدوةً وأسوة .
تعليق