السؤال: بعض الإختلافات بين الأشاعرة والإمامية
ما الفرق بين عقيدة الاشاعرة والشيعة في التوحيد ؟
الجواب:
هناك كثير من الاختلافات يمكنك الاطلاع على بعضها من خلال موقعنا / الاسئلة العقائدية / الألهيات / عينية الصفات لذات الله).
ومن الاختلافات التي تذكر بين الاشاعرة والإمامية ان الاشاعرة تأخذ بظواهر الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات ورفضوا التأويل مطلقا, وكانت نتيجة هذا المنهج في معرفة صفاته تعالى التورط في التشبيه والتجسيم, نعم ربما يقرر هذا المسلك اعني الأخذ بالظواهر من غير تأويل - بوجه اخر حتى يكون بريئاً عن التجسيم وهو اثبات المعنى الظاهر من المتشابهات بلا تكييف وتشبيه,وهو يظهر من الشيخ الاشعري حيث قال: (ان له يدين بل كيف كما قال خلقت بيدي, وكما قال بل يداه مبسوطتان, وان له عينين بلا كيف كما قال تجري بأعيننا وان له وجها كما قال (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
بينما المؤولة ومنهم الإمامية يذهبون إلى معنى آخر من الآيات والروايات, فهم يجمعون في تفسير المتشابهات من آيات الأسماء والصفات بين الإثبات والنفي فينزهونه عن لوازم الحاجة والإمكان بتأويلها - بمعنى الحمل على خلاف الظاهر - إلى معان توافق الأصول المسلمة من الدين والمذهب.
ومن الاختلافات التي تذكر إأن الإمامية تقول ان الله تعالى لا يريد إلا ما حسن من الأفعال ولا يريد القبائح ولا يشاء الفواحش, بينما يقول الاشاعرة ان كل ما وقع من الافعال كان مراد الله تعالى كما ان كل ما لم يقع لم يكن بإرادته سبحانه.
تعليق على الجواب (1)
من المشهور عن الأشاعرة تأويل الصفات لا الأخذ بالظاهر
يرجى إرفاق الدلائل على قولكم أعلاه وشكرا
الجواب:
قال الشنقيطي في أضواء البيان ج 7 ص 280
وأن تأويل الصفات كتأويل الاستواء بالاستيلاء لا يجوز ولا يصح. هو معتقد أبي الحسن الأشعري رحمه الله. وهو معتقد عامة السلف، وهو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فمن ادعى على أبي الحسن الأشعري، أنه يؤول صفة من الصفات، كالوجه واليد والاستواء، ونحو ذلك فقد افترى عليه افتراءاً عظيما. بل الأشعري رحمه الله مصرح في كتبه العظيمة التي صنفها بعد رجوعه عن الاعتزال، (كالموجز )، (ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين )، (والإبانة عن أصول الديانة) أن معتقده الذي يدين الله به هو ما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإثبات ذلك كله من غير كيف ولا تشبيه ولا تعطيل. وأن ذلك لا يصح تأويله ولا القول بالمجاز فيه. وأن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو مذهب المعتزلة ومن ضاهاهم. وهو أعلم الناس بأقوال المعتزلة لأنه كان أعظم إمام في مذهبهم، قبل أن يهديه الله إلى الحق، وسنذكر لك هنا بعض نصوص أبي الحسن الأشعري رحمه الله لتعلم صحة ما ذكرنا عنه.
قال رحمه الله (في كتاب الإبانة عن أصول الديانة)، الذي قال غير واحد أنه آخر كتاب صنفه، ما نصه: فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة، والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث. ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نصر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون. لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين وشك الشاكين. فرحمة الله عليه من إمام مقدم وخليل معظم مفخم، وعلى جميع أئمة المسلمين.
وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا. وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. وأن الله استوى على عرشه كما قال (( الرحمان على العرش استوى )) وأن له وجها كما قال: (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )). وأن له يدين بلا كيف كما قال (( خلقت بيدى )) وكما قال (( بل يداه مبسوطتان ))، وأن له عينان بلا كيف كما قال: (( تجرى بأعيننا )). وبه تعلم أن من يفتري على الأشعري أنه من المؤولين المدعين أن ظاهر آيات الصفات وأحاديثها لا يليق الله كاذب عليه كذبا شنيعا. وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتاب الإبانة أيضا في إثبات الاستواء لله تعالى ما نصه: إن قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له نقول: إن الله عز وجل مستو على عرشه كما قال: (( الرحمان على العرش استوى )).
وقد قال الله عز وجل: (( إليه يصعد الكلم الطيب )) وقد قال: (( بل رفعه الله إليه )). قال عز وجل (( يدبر الا مر من السمآء إلى الا رض ثم يعرج إليه )). وقال حكاية عن فرعون: (( ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الاسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لاظنه كاذبا )). فكذب فرعون نبي الله موسى عليه السلام في قوله: (إن الله عز وجل فوق السماوات). وقال عز وجل: (( أءمنتم من فى السمآء أن يخسف بكم الا رض )). فالسماوات فوقها العرش، فلما كان العرش فوق السماوات: قال (( أءمنتم من فى السمآء )) لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء، فالعرش أعلى السماوات. هذا لفظ أبي الحسن الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة المذكور. وقد أطال رحمه الله في الكلام بذكر الأدلة القرآنية، في إثبات صفة الاستواء، وصفة العلو لله جل وعلا.
ومن جملة كلامه المشار إليه ما نصه :وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن قول الله عز وجل (( الرحمان على العرش استوى )) أنه استولى وملك وقهر، وأن الله عز وجل في كل مكان. وجحدوا أن يكون الله عز وجل على عرشه كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة. ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض، فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش، وعلى كل ما في العالم. فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل مستول على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأفراد، لأنه قادر على الأشياء مستول عليها. وإذا كان قادرا على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول: إن الله عز وجل مستو على الحشوش والأخلية، لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها. ووجب أن يكون معناه استواء يختص العرش دون الأشياء كلها. وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله عز وجل في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية. وهذا خلاف الدين، تعالى الله عن قولهم. هذا لفظ أبي الحسن الأشعري رحمه الله في آخر مصنفاته. وهو كتاب الإبانة عن أصول الديانة. وتراه صرح رحمه الله بأن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو قول المعتزلة والجهمية والحرورية لا قول أحد من أهل السنة وأقام البراهين الواضحة على بطلان ذلك. فليعلم مؤولو الاستواء بالاستيلاء أن سلفه في ذلك المعتزلة والجهمية والحرورية، لا أبو الحسن الأشعري رحمه الله ولا أحد من السلف. وقد أوضحنا في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: (( وهو الله فى السماوات وفى الا رض يعلم سركم وجهركم )).
أن قول الجهمية ومن تبعهم: إن الله في كل مكان قول باطل. لأن جميع الأمكنة الموجودة، أحقر وأقل وأصغر، من أن يسع شيء منها خالق السماوات والأرض، الذي هو أعظم وأكبر من كل شيء، وهو محيط بكل شيء، ولا يحيط به شيء. فانظر إيضاح ذلك في الأنعام. واعلم أن ما يزعمه كثير من الجهلة، من أن ما في القرآن العظيم، من صفة الاستواء والعلو والفوقية، يستلزم الجهة، وأن ذلك محال على الله، وأنه يجب نفي الاستواء والعلو والفوقية، وتأويلها بما لا دليل عليه من المعاني كله باطل. وسببه سوء الظن بالله وبكتابه، وعلى كل حال فمدعي لزوم الجهة لظواهر نصوص القرآن العظيم. واستلزام ذلك للنقص الموجب للتأويل يقال له: ما مرادك بالجهة؟ إن كنت تريد بالجهة مكانا موجودا، انحصر فيه الله، فهذا ليس بظاهر القرآن، ولم يقله أحد من المسلمين. وإن كنت تريد بالجهة العدم المحض. فالعدم عبارة عن لا شيء. فميز أولا، بين الشيء الموجود وبين لا شيء. وقد قال أيضا أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة أيضا ما نصه: فإن سئلنا أتقولون إن لله يدين؟ قيل نقول ذلك، وقد دل عليه قوله عز وجل: (( يد الله فوق أيديهم )). وقوله عز وجل: (( لما خلقت بيدى )). وأطال رحمه الله، الكلام في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات صفة اليدين لله.
ومن جملة ما قال ما نصه: ويقال لهم: لم أنكرتم أن يكون الله عز وجل عني بقوله: (( يدى )) يدين ليستا نعمتين. فإن قالوا: لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة .قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ فإن رجوعنا إلى شاهدنا، وإلى ما نجده فيما بيننا من الخلق؟ فقالوا: اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله عز وجل فكذلك لم نجد حيا من الخلق، إلا جسما لحما ودما، فاقضوا بذلك على الله عز وجل. وإلا فأنتم لقولكم متأولون ولاعتلالكم ناقضون. وإن أثبتم حيا لا كالأحياء منا. فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله عز وجل عنهما، يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟ وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبرا حكيما إلا إنسانا، ثم أثبتم أن للدنيا مدبرا حكيما، ليس كالإنسان، وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم. فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين، من أجل أن ذلك خلاف الشاهد اه. محل الغرض منه بلفظه. وبه تعلم أن الأشعري رحمه الله، يعتقد أن الصفات التي أنكرها المؤولون كصفة اليد، من جملة صفات المعاني كالحياة ونحوها، وأنه لا فرق البتة بين صفة اليد وصفة الحياة فما اتصف الله به من جميع ذلك فهو منزه عن مشابهة ما اتصف به الخلق منه. واللازم لمن شبه في بعض الصفات ونزه في بعضها أن يشبه في جميعها أو ينزه في جميعها، كما قاله الأشعري.
أما ادعاء ظهور التشبيه في بعضها دون بعض، فلا وجه له بحال من الأحوال، لأن الموصوف بها واحد، وهو منزه عن مشابهة صفات خلقه. ومن جملة كلام أبي الحسن الأشعري رحمه الله المشار إليها آنفا في إثبات الصفات ما نصه: فإن قال قائل: لم أنكرتم أن يكون قوله: (( مما عملت أيدينآ )) وقوله (( لما خلقت بيدى )) على المجاز؟ قيل له: حكم كلام الله عز وجل أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا لحجة. ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم، والمراد به الخصوص، فليس هو على حقيقة الظاهر؟ وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة؟ كذلك قول الله عز وجل (( لما خلقت بيدى )) على ظاهره وحقيقته من إثبات اليدين، ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة.
ولو جاز ذلك لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم، فهو على الخصوص، وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة. وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان، لم يجز لكم ما ادعيتموه، أنه مجاز بغير حجة. بل واجب أن يكون قوله (( لما خلقت بيدى )) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين. وفيه تصريح أبي الحسن الأشعري رحمه الله، بأن صفات الله كصفة اليد ثابتة له حقيقة لا مجازا، وأن المدعين أنها مجازهم خصومه وهو خصمهم كما ترى. وإنما قال رحمه الله: إنه تعالى متصف بها حقيقة لا مجازا، لأنه لا يشك في أن ظاهر صفة الله هو مخالفة صفة الخلق، وتنزيهها عن مشابهتها كما هو شأن السلف الصالح كلهم. فإثبات الحقيقة ونفي المجاز في صفات الله هو اعتقاد كل مسلم طاهر القلب من أقذار التشبيه، لأنه لا يسبق إلى ذهنه من اللفظ الدال على الصفة كصفة اليد والوجه إلا أنها صفة كمال منزهة عن مشابهة صفات الخلق. فلا يخطر في ذهنه التشبيه الذي هو سبب نفي الصفة وتأويلها بمعنى لا أصل له .
تعليق على الجواب (2)
اثبات عدم تأويل الأشاعرة لآيات الصفات بالنقل عن محمد الأمين الشنقيطي ليس في محله، فالرجل من الوهابية و ليس من الأشاعرة فقد كان من أعضاء التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان عضوا في هيئة كبار العلماء في السعودية.
فهل يوجد ما يثبت عدم تأويل الأشاعرة للصفات من أقوال الأشاعرة
الجواب:
أولاً: نشكركم اخانا العزيز للمتابعة والسؤال وجزاكم الله خيرا فانتم مكملون لنا بجهودكم المباركة والتصدي الحثيث للاعداء والبحث عن المعلومة الصحيحة والمفيدة .
ثانياً: كلامكم واعتراضكم لكوننا قد اجبنا بجواب عن الاشعري وبحسب الفكر الوهابي لا عن الاشعرية ولا عن الاشعري في نظر اتباعه وهذا الامر ليس متفقا عليه بل فيه نقلان هذا احدهما قد نقله ابن تيمية واذنابه.
ثالثاً: نعم الاشاعرة (لا يقبلون باثبات الصفات) كالوهابية اعني ( بمعانيها الظاهرية الحقيقية) بل هم من المؤولة بامتياز نعم هم سقطوا في بعض الصفات حيث اثبتوا مثل رؤية الله بالعين يوم القيامة لوجود احاديث مروية في ذلك ولذلك لم يتجردوا ويرجعوا لعقولهم كما رجعوا لها في الصفات الخبرية او الثبوتية كالاستواء والعلو والعين والوجه واليد والاصابع والرجل والساق والقدم والحركة والجهة والمشي والنزول والهرولة والمجيء والاتيان ..الخ فقاموا بتأويلها وانكروا على من اثبتها انكارا شديدا كابن الجوزي والقرطبي وابن حجر العسقلاني والنووي وغيرهم الكثير.
رابعاً: اما الرأي الثاني للاشعري والاشاعرة فهو ما يتبناه اتباعه فعلا وما ينسبونه لابي الحسن الاشعري مثل الغزالي والطحاوي وابن الجوزي والقرطبي والنووي والجويني والسبكي وابن حجر العسقلاني والقاري ...الخ وقد قال الحافظ السبكي في معيد النعم ومبيد النقم ص25 : وهذه المذاهب الاربعة ولله الحمد في العقائد يد واحدة الا من لحق باهل الاعتزال والتجسيم والا فجمهورها على الحق يقرون عقيدة ابي جعفر الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفا وخلفا بالقبول ويدينون الله برأي شيخ السنة ابي الحسن الاشعري الذي لم يعارضه الا مبتدع !!
وينبغي التنبيه هنا على وجود الفرق ووجوب التفريق بين الطحاوي وبين شارح الطحاوية ابن ابي العز الحنفي المحرف المبتدع صاحب المذهب الباطل حيث قال فيه الشيخ علي القاري في شرح الفقه الاكبر ص172 : ( والحاصل ان الشارح يقول بعلو المكان مع نفي التشبيه وتبع فيه طائفة من اهل البدعة) أ .هـ
وقال في ص172 ايضا ما نصه : ( ومن الغريب انه استدل على مذهبه الباطل برفع الايدي في الدعاء الى السماء)أهـ
وقال عنه الحافظ ابن حجر في انباء الغمر 2/96 : ( وان العلماء بالديار المصرية خصوصا اهل مذهبه من الحنفية انكروا ذلك عليه ) وقال في 2/97 ان ممن انكر على ابن ابي العز من الحنابلة : زين الدين ابن رجب وتقي الدين ابن مفلح واخوه ...) أهـ .
فتبين من ذلك ان الطحاوي اشعري وليس سلفيا وانما ابن ابي العز هو من حرّف هذه العقيدة عن مقاصدها وحرفها عن مسارها المقبول عند اهل السنة( الاشاعرة) بشرحه لها فتبناها الوهابية وروجوا لها ودرسوها واعتمدوها تدليسا على المسلمين وتحريفا للحقيقة فالله حسيبهم .
المصدر/ موقع مركز الابحاث العقائدية
ما الفرق بين عقيدة الاشاعرة والشيعة في التوحيد ؟
الجواب:
هناك كثير من الاختلافات يمكنك الاطلاع على بعضها من خلال موقعنا / الاسئلة العقائدية / الألهيات / عينية الصفات لذات الله).
ومن الاختلافات التي تذكر بين الاشاعرة والإمامية ان الاشاعرة تأخذ بظواهر الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات ورفضوا التأويل مطلقا, وكانت نتيجة هذا المنهج في معرفة صفاته تعالى التورط في التشبيه والتجسيم, نعم ربما يقرر هذا المسلك اعني الأخذ بالظواهر من غير تأويل - بوجه اخر حتى يكون بريئاً عن التجسيم وهو اثبات المعنى الظاهر من المتشابهات بلا تكييف وتشبيه,وهو يظهر من الشيخ الاشعري حيث قال: (ان له يدين بل كيف كما قال خلقت بيدي, وكما قال بل يداه مبسوطتان, وان له عينين بلا كيف كما قال تجري بأعيننا وان له وجها كما قال (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
بينما المؤولة ومنهم الإمامية يذهبون إلى معنى آخر من الآيات والروايات, فهم يجمعون في تفسير المتشابهات من آيات الأسماء والصفات بين الإثبات والنفي فينزهونه عن لوازم الحاجة والإمكان بتأويلها - بمعنى الحمل على خلاف الظاهر - إلى معان توافق الأصول المسلمة من الدين والمذهب.
ومن الاختلافات التي تذكر إأن الإمامية تقول ان الله تعالى لا يريد إلا ما حسن من الأفعال ولا يريد القبائح ولا يشاء الفواحش, بينما يقول الاشاعرة ان كل ما وقع من الافعال كان مراد الله تعالى كما ان كل ما لم يقع لم يكن بإرادته سبحانه.
تعليق على الجواب (1)
من المشهور عن الأشاعرة تأويل الصفات لا الأخذ بالظاهر
يرجى إرفاق الدلائل على قولكم أعلاه وشكرا
الجواب:
قال الشنقيطي في أضواء البيان ج 7 ص 280
وأن تأويل الصفات كتأويل الاستواء بالاستيلاء لا يجوز ولا يصح. هو معتقد أبي الحسن الأشعري رحمه الله. وهو معتقد عامة السلف، وهو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فمن ادعى على أبي الحسن الأشعري، أنه يؤول صفة من الصفات، كالوجه واليد والاستواء، ونحو ذلك فقد افترى عليه افتراءاً عظيما. بل الأشعري رحمه الله مصرح في كتبه العظيمة التي صنفها بعد رجوعه عن الاعتزال، (كالموجز )، (ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين )، (والإبانة عن أصول الديانة) أن معتقده الذي يدين الله به هو ما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإثبات ذلك كله من غير كيف ولا تشبيه ولا تعطيل. وأن ذلك لا يصح تأويله ولا القول بالمجاز فيه. وأن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو مذهب المعتزلة ومن ضاهاهم. وهو أعلم الناس بأقوال المعتزلة لأنه كان أعظم إمام في مذهبهم، قبل أن يهديه الله إلى الحق، وسنذكر لك هنا بعض نصوص أبي الحسن الأشعري رحمه الله لتعلم صحة ما ذكرنا عنه.
قال رحمه الله (في كتاب الإبانة عن أصول الديانة)، الذي قال غير واحد أنه آخر كتاب صنفه، ما نصه: فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة، والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث. ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نصر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون. لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين وشك الشاكين. فرحمة الله عليه من إمام مقدم وخليل معظم مفخم، وعلى جميع أئمة المسلمين.
وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا. وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. وأن الله استوى على عرشه كما قال (( الرحمان على العرش استوى )) وأن له وجها كما قال: (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )). وأن له يدين بلا كيف كما قال (( خلقت بيدى )) وكما قال (( بل يداه مبسوطتان ))، وأن له عينان بلا كيف كما قال: (( تجرى بأعيننا )). وبه تعلم أن من يفتري على الأشعري أنه من المؤولين المدعين أن ظاهر آيات الصفات وأحاديثها لا يليق الله كاذب عليه كذبا شنيعا. وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتاب الإبانة أيضا في إثبات الاستواء لله تعالى ما نصه: إن قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له نقول: إن الله عز وجل مستو على عرشه كما قال: (( الرحمان على العرش استوى )).
وقد قال الله عز وجل: (( إليه يصعد الكلم الطيب )) وقد قال: (( بل رفعه الله إليه )). قال عز وجل (( يدبر الا مر من السمآء إلى الا رض ثم يعرج إليه )). وقال حكاية عن فرعون: (( ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الاسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لاظنه كاذبا )). فكذب فرعون نبي الله موسى عليه السلام في قوله: (إن الله عز وجل فوق السماوات). وقال عز وجل: (( أءمنتم من فى السمآء أن يخسف بكم الا رض )). فالسماوات فوقها العرش، فلما كان العرش فوق السماوات: قال (( أءمنتم من فى السمآء )) لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء، فالعرش أعلى السماوات. هذا لفظ أبي الحسن الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة المذكور. وقد أطال رحمه الله في الكلام بذكر الأدلة القرآنية، في إثبات صفة الاستواء، وصفة العلو لله جل وعلا.
ومن جملة كلامه المشار إليه ما نصه :وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن قول الله عز وجل (( الرحمان على العرش استوى )) أنه استولى وملك وقهر، وأن الله عز وجل في كل مكان. وجحدوا أن يكون الله عز وجل على عرشه كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة. ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض، فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش، وعلى كل ما في العالم. فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل مستول على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأفراد، لأنه قادر على الأشياء مستول عليها. وإذا كان قادرا على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول: إن الله عز وجل مستو على الحشوش والأخلية، لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها. ووجب أن يكون معناه استواء يختص العرش دون الأشياء كلها. وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله عز وجل في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية. وهذا خلاف الدين، تعالى الله عن قولهم. هذا لفظ أبي الحسن الأشعري رحمه الله في آخر مصنفاته. وهو كتاب الإبانة عن أصول الديانة. وتراه صرح رحمه الله بأن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو قول المعتزلة والجهمية والحرورية لا قول أحد من أهل السنة وأقام البراهين الواضحة على بطلان ذلك. فليعلم مؤولو الاستواء بالاستيلاء أن سلفه في ذلك المعتزلة والجهمية والحرورية، لا أبو الحسن الأشعري رحمه الله ولا أحد من السلف. وقد أوضحنا في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: (( وهو الله فى السماوات وفى الا رض يعلم سركم وجهركم )).
أن قول الجهمية ومن تبعهم: إن الله في كل مكان قول باطل. لأن جميع الأمكنة الموجودة، أحقر وأقل وأصغر، من أن يسع شيء منها خالق السماوات والأرض، الذي هو أعظم وأكبر من كل شيء، وهو محيط بكل شيء، ولا يحيط به شيء. فانظر إيضاح ذلك في الأنعام. واعلم أن ما يزعمه كثير من الجهلة، من أن ما في القرآن العظيم، من صفة الاستواء والعلو والفوقية، يستلزم الجهة، وأن ذلك محال على الله، وأنه يجب نفي الاستواء والعلو والفوقية، وتأويلها بما لا دليل عليه من المعاني كله باطل. وسببه سوء الظن بالله وبكتابه، وعلى كل حال فمدعي لزوم الجهة لظواهر نصوص القرآن العظيم. واستلزام ذلك للنقص الموجب للتأويل يقال له: ما مرادك بالجهة؟ إن كنت تريد بالجهة مكانا موجودا، انحصر فيه الله، فهذا ليس بظاهر القرآن، ولم يقله أحد من المسلمين. وإن كنت تريد بالجهة العدم المحض. فالعدم عبارة عن لا شيء. فميز أولا، بين الشيء الموجود وبين لا شيء. وقد قال أيضا أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة أيضا ما نصه: فإن سئلنا أتقولون إن لله يدين؟ قيل نقول ذلك، وقد دل عليه قوله عز وجل: (( يد الله فوق أيديهم )). وقوله عز وجل: (( لما خلقت بيدى )). وأطال رحمه الله، الكلام في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات صفة اليدين لله.
ومن جملة ما قال ما نصه: ويقال لهم: لم أنكرتم أن يكون الله عز وجل عني بقوله: (( يدى )) يدين ليستا نعمتين. فإن قالوا: لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة .قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ فإن رجوعنا إلى شاهدنا، وإلى ما نجده فيما بيننا من الخلق؟ فقالوا: اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله عز وجل فكذلك لم نجد حيا من الخلق، إلا جسما لحما ودما، فاقضوا بذلك على الله عز وجل. وإلا فأنتم لقولكم متأولون ولاعتلالكم ناقضون. وإن أثبتم حيا لا كالأحياء منا. فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله عز وجل عنهما، يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟ وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبرا حكيما إلا إنسانا، ثم أثبتم أن للدنيا مدبرا حكيما، ليس كالإنسان، وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم. فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين، من أجل أن ذلك خلاف الشاهد اه. محل الغرض منه بلفظه. وبه تعلم أن الأشعري رحمه الله، يعتقد أن الصفات التي أنكرها المؤولون كصفة اليد، من جملة صفات المعاني كالحياة ونحوها، وأنه لا فرق البتة بين صفة اليد وصفة الحياة فما اتصف الله به من جميع ذلك فهو منزه عن مشابهة ما اتصف به الخلق منه. واللازم لمن شبه في بعض الصفات ونزه في بعضها أن يشبه في جميعها أو ينزه في جميعها، كما قاله الأشعري.
أما ادعاء ظهور التشبيه في بعضها دون بعض، فلا وجه له بحال من الأحوال، لأن الموصوف بها واحد، وهو منزه عن مشابهة صفات خلقه. ومن جملة كلام أبي الحسن الأشعري رحمه الله المشار إليها آنفا في إثبات الصفات ما نصه: فإن قال قائل: لم أنكرتم أن يكون قوله: (( مما عملت أيدينآ )) وقوله (( لما خلقت بيدى )) على المجاز؟ قيل له: حكم كلام الله عز وجل أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا لحجة. ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم، والمراد به الخصوص، فليس هو على حقيقة الظاهر؟ وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة؟ كذلك قول الله عز وجل (( لما خلقت بيدى )) على ظاهره وحقيقته من إثبات اليدين، ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة.
ولو جاز ذلك لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم، فهو على الخصوص، وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة. وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان، لم يجز لكم ما ادعيتموه، أنه مجاز بغير حجة. بل واجب أن يكون قوله (( لما خلقت بيدى )) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين. وفيه تصريح أبي الحسن الأشعري رحمه الله، بأن صفات الله كصفة اليد ثابتة له حقيقة لا مجازا، وأن المدعين أنها مجازهم خصومه وهو خصمهم كما ترى. وإنما قال رحمه الله: إنه تعالى متصف بها حقيقة لا مجازا، لأنه لا يشك في أن ظاهر صفة الله هو مخالفة صفة الخلق، وتنزيهها عن مشابهتها كما هو شأن السلف الصالح كلهم. فإثبات الحقيقة ونفي المجاز في صفات الله هو اعتقاد كل مسلم طاهر القلب من أقذار التشبيه، لأنه لا يسبق إلى ذهنه من اللفظ الدال على الصفة كصفة اليد والوجه إلا أنها صفة كمال منزهة عن مشابهة صفات الخلق. فلا يخطر في ذهنه التشبيه الذي هو سبب نفي الصفة وتأويلها بمعنى لا أصل له .
تعليق على الجواب (2)
اثبات عدم تأويل الأشاعرة لآيات الصفات بالنقل عن محمد الأمين الشنقيطي ليس في محله، فالرجل من الوهابية و ليس من الأشاعرة فقد كان من أعضاء التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان عضوا في هيئة كبار العلماء في السعودية.
فهل يوجد ما يثبت عدم تأويل الأشاعرة للصفات من أقوال الأشاعرة
الجواب:
أولاً: نشكركم اخانا العزيز للمتابعة والسؤال وجزاكم الله خيرا فانتم مكملون لنا بجهودكم المباركة والتصدي الحثيث للاعداء والبحث عن المعلومة الصحيحة والمفيدة .
ثانياً: كلامكم واعتراضكم لكوننا قد اجبنا بجواب عن الاشعري وبحسب الفكر الوهابي لا عن الاشعرية ولا عن الاشعري في نظر اتباعه وهذا الامر ليس متفقا عليه بل فيه نقلان هذا احدهما قد نقله ابن تيمية واذنابه.
ثالثاً: نعم الاشاعرة (لا يقبلون باثبات الصفات) كالوهابية اعني ( بمعانيها الظاهرية الحقيقية) بل هم من المؤولة بامتياز نعم هم سقطوا في بعض الصفات حيث اثبتوا مثل رؤية الله بالعين يوم القيامة لوجود احاديث مروية في ذلك ولذلك لم يتجردوا ويرجعوا لعقولهم كما رجعوا لها في الصفات الخبرية او الثبوتية كالاستواء والعلو والعين والوجه واليد والاصابع والرجل والساق والقدم والحركة والجهة والمشي والنزول والهرولة والمجيء والاتيان ..الخ فقاموا بتأويلها وانكروا على من اثبتها انكارا شديدا كابن الجوزي والقرطبي وابن حجر العسقلاني والنووي وغيرهم الكثير.
رابعاً: اما الرأي الثاني للاشعري والاشاعرة فهو ما يتبناه اتباعه فعلا وما ينسبونه لابي الحسن الاشعري مثل الغزالي والطحاوي وابن الجوزي والقرطبي والنووي والجويني والسبكي وابن حجر العسقلاني والقاري ...الخ وقد قال الحافظ السبكي في معيد النعم ومبيد النقم ص25 : وهذه المذاهب الاربعة ولله الحمد في العقائد يد واحدة الا من لحق باهل الاعتزال والتجسيم والا فجمهورها على الحق يقرون عقيدة ابي جعفر الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفا وخلفا بالقبول ويدينون الله برأي شيخ السنة ابي الحسن الاشعري الذي لم يعارضه الا مبتدع !!
وينبغي التنبيه هنا على وجود الفرق ووجوب التفريق بين الطحاوي وبين شارح الطحاوية ابن ابي العز الحنفي المحرف المبتدع صاحب المذهب الباطل حيث قال فيه الشيخ علي القاري في شرح الفقه الاكبر ص172 : ( والحاصل ان الشارح يقول بعلو المكان مع نفي التشبيه وتبع فيه طائفة من اهل البدعة) أ .هـ
وقال في ص172 ايضا ما نصه : ( ومن الغريب انه استدل على مذهبه الباطل برفع الايدي في الدعاء الى السماء)أهـ
وقال عنه الحافظ ابن حجر في انباء الغمر 2/96 : ( وان العلماء بالديار المصرية خصوصا اهل مذهبه من الحنفية انكروا ذلك عليه ) وقال في 2/97 ان ممن انكر على ابن ابي العز من الحنابلة : زين الدين ابن رجب وتقي الدين ابن مفلح واخوه ...) أهـ .
فتبين من ذلك ان الطحاوي اشعري وليس سلفيا وانما ابن ابي العز هو من حرّف هذه العقيدة عن مقاصدها وحرفها عن مسارها المقبول عند اهل السنة( الاشاعرة) بشرحه لها فتبناها الوهابية وروجوا لها ودرسوها واعتمدوها تدليسا على المسلمين وتحريفا للحقيقة فالله حسيبهم .
المصدر/ موقع مركز الابحاث العقائدية
تعليق