خلّف الإمام السابع من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السّلام عدداً كبيراً من البنات، امتاز بعضهنّ برواية الحديث. وتتعرّض هذه المقالة باختصار لترجمة هؤلاء السيّدات الجليلات اللواتي رُبِّينَ في بيوت الرسالة، ونَشَقنَ عطرَها وعبيرَها، وساهَمنَ في حفظها عبر الأحاديث التي شاركنَ في نقلها وروايتها.
1 ـ السيّدة المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
سيّدة جليلة من الدوحة العلوية النقيّة الطاهرة، ومن حفيدات الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السّلام، ممّن اختصّهنّ الباري بكمال العقل والرشاد والعفّة والطهارة، وتُعرف بالمحدَّثة والعابدة والمقدامة وكريمة أهل البيت عليهم السّلام.
نشأتها
ولدت في المدينة المنوّرة سنة 173 ، أو 183 هـ، وأمّها أمّ وَلَد يُقال لها سَكَن النُّوبيّة، وقيل: خَيزُران المُرسيّة، وقيل: نجمة. ولمّا ولدت هذه السيّدة المَصُونة الإمامَ الرضا عليه السّلام سُمّيت بـ « الطاهرة »؛ فالسيّدة المعصومة فاطمة هي أخت الإمام الرضا عليه السّلام من أب وأم.
نشأت السيّدة فاطمة الكبرى تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السّلام، ذلك أن الرشيد العبّاسيّ أصدر أمراً باعتقال أبيها الإمام الكاظم عليه السّلام وزجّ به في أعماق السجن، فلم يخرج منه إلاّ قتيلاً مسموماً بعد سنوات طويلة، ولذلك تكفّل الإمام الرضا عليه السّلام برعاية أخته فاطمة ورعاية أخواتها، إضافة إلى رعاية جميع عوائل العلويّين الذين كان أبوه الإمام الكاظم عليه السّلام يرعاهم ويسدّ حاجاتهم.
روايتها
• روى الحافظ شمس الدين الجَزري الشافعي ( ت 813 هـ ) بإسناده عن فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليه السّلام، عن فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر، قُلنَ: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام، حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليه السّلام، حدّثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله، قالت:
« أنَسِيتُم قولَ رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خُمّ: « مَن كنتُ مولاه فعليُّ مولاه »، وقوله صلّى الله عليه وآله: « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى عليهما السّلام » (1) ؟!
• وروى الشيخ المجلسيّ بإسناده عن فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليه السّلام، قُلنَ: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ عليه السّلام، عن أم كلثوم بنت عليّ عليه السّلام، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالت:
سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فإذا أنا بقصرٍ من دُرّةٍ بيضاء مُجوَّفة، وعليها باب مُكَلَّل بالدرّ والياقوت، وعلى الباب سِتر، فرفعتُ رأسي فإذا مكتوبٌ على الباب: « لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليٌّ وليّ الله »، وإذا مكتوب على الستر: « بَخٍّ بخّ! مَن مِثل شيعة عليّ ؟! ».
فدخلتُه فإذا أنا بقصرٍ من عقيقٍ أحمرَ مُجوَّف، وعليه باب من فضّة مُكلَّل بالزِّبرجد الأخضر، وإذا على الباب سِتر، فرفعتُ رأسي فإذا مكتوب على الباب: « محمّدٌ رسول الله، عليٌّ وصيّ المصطفى »، وإذا على الستر مكتوب: « بَشِّر شيعةَ عليّ بطِيب المولد ».
فدخلتُه فإذا أنا بقصرٍ من زُمرُّدٍ أخضر مُجوّف لم أرَ أحسنَ منه، وعليه باب من ياقوتةٍ حمراء مُكلَّلة باللؤلؤ، وعلى الباب سِتر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر: « شيعةُ عليٍّ هم الفائزون »؛ فقلتُ: حبيبي جبرئيل، لِمن هذا ؟
فقال: يا محمّد، لابن عمّك ووصيّك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام؛ يُحشر الناسُ كلّهم يوم القيامة حُفاةً عُراةً إلاّ شيعة عليّ؛ ويُدعى الناس بأسماء أُمّهاتهم ما خلا شيعةَ عليّ عليه السّلام فإنّهم يُدعَون بأسماء آبائهم.
فقلتُ: حبيبي جبرئيل، وكيف ذاك ؟
قال: لأنّهم أحبُّوا عليّاً فطابَ مولدُهم (2).
بيان
قال العلاّمة المجلسي عقيب هذا الحديث في بيان قوله « فطاب مولدهم »: لعلّ المعنى أنّه لمّا علم اللهُ من أرواحهم أنّهم يحبّون عليّاً، وأقرّوا بالميثاق بولادته، طيّب مولدَ أجسادهم.
• وروى الشيخ الصدوق بإسناده عن الحسن بن يزيد، عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه السّلام، عن عمر بن عليّ بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين عليها السّلام، عن أسماء بنت أبي بكر، عن صفيّة بنت عبدالمطّلب، قالت:
لمّا سقطَ الحسين عليه السّلام من بطنِ أمّه ـ وكنتُ وَلِيتُها ـ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « يا عمّة، هَلُمّي إلَيَّ ابني ».
فقلت: يا رسول الله، إنّا لم نُنَظفّه بعدُ.
فقال صلّى الله عليه وآله: يا عمّة، أنتِ تنظّفينه ؟! إنّ الله تبارك وتعالى قد نظّفه وطهّره (3).
2 ـ السيّده أم أحمد بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
سيّدة جليلة القدر، كان الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام قد وضع عندها ـ لدى سفره إلى العراق ـ ودائع الإمامة ومواريث الأنبياء، وقال لها: مَن طَلَب هذه الودائع والمواريث فهو الإمامُ بعدي، واعلمي حينئذٍ أنّني قد فارقتُ الدنيا!
قال العلاّمة المجلسيّ في جلاء العيون: عندما طلب الإمام الرضا عليه السّلام هذه الودائع منها اشتدّ بكاؤها وعويلُها، فقالوا لها: ما بكِ ؟ قالت: أُقسم بالله أنّه قد قضى نحبه سيّدي ومولاي ومؤنسُ قلبي موسى بنُ جعفر، حيث إنّه أعلمني بما يَحدُث (4).
وهذه السيّدة عُرفت راويةً من راويات الحديث، وورد اسمها في طريق عدّة رواياتٍ عن أهل البيت عليهم السّلام، منها:
• روى الشيخ الكلينيّ في الكافي بإسناده عن الحسين بن موسى، عن أمّه وأم أحمد بنت موسى، قالَتا:
كنّا مع أبي الحسن ( موسى بن جعفر ) عليه السّلام بالبادية ونحن نريد بغداد، فقال لنا يوم الخميس: « اغتَسِلا اليومَ لغدٍ يوم الجمعة؛ فإنّ الماء بها غداً قليل »؛ فاغتسلنا يوم الخميس ليوم الجمعة (5).
3 ـ السيّدة حكيمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
سيّدة من سيّدات أهل البيت عليهم السّلام، وعالمة جليلة من ربّات العبادة والصلاح، شَهِدَت ولادةَ الإمام التاسع: محمّد الجواد عليه السّلام.
• روى ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام، قالت لمّا حَضَرَت ولادةُ الخَيزُران أمِّ أبي جعفر عليه السّلام دعاني الرضا عليه السّلام فقال: يا حكيمة، احضُري ولادتَها وادخُلي وإيّاها والقابلة بيتاً ( أي حُجرة ). ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطَّلق طفئ المصباح وبين يديها الطَّست، فاغتممتُ بطفئ المصباح، فبينا نحن كذلك إذ بَدَر أبو جعفر عليه السّلام في الطست، وإذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يَسطعُ نورُه حتّى أضاء البيت، فأبصرناه فأخذتُه فوضعتُه في حِجْري ونَزَعتُ عنه ذلك الغشاء، فجاء الرضا عليه السّلام وفتح الباب وقد فرغنا من أمره، فأخذه ووضعه في المهد وقال لي: يا حكيمة، الزمي مَهدَه!
قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع ( أي الجواد عليه السّلام ) بصره إلى السماء، ثمّ نظر يمينه ويساره، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله. فقمتُ ذَعِرَةً فَزِعةً، فأتيتُ أبا الحسن عليه السّلام فقلتْ له: لقد سمعتُ من هذا الصبيّ عَجَباً!
فقال: وما ذاك ؟ فأخبرتُه الخبر، فقال: يا حكيمة، ما تَرَون من عجائبه أكثر (6).
• وأخرج الكليني في الكافي بإسناده عن محمّد بن جحرش، قال: حدّثتني حكيمة بنت موسى، قالت:
رأيت الرضا عليه السّلام واقفاً على باب بيت الحَطَب وهو يناجي ولستُ أرى أحداً، فقلت: يا سيّدي، لمن تُناجي ؟ فقال: هذا عامر الزهرائيّ أتاني يسألني ويشكو إليّ.
فقلت: يا سيّدي، أحبُّ أن أسمع كلامه.
فقال لي: إنّك إن سمعتِ به حُمِمتِ سنَةً.
فقلتُ: يا سيّدي، أحبّ أن أسمعه!
فقال لي: اسمعي!
فاستمعتُ، فسمعتُ شِبه الصفير، ورَكِبَتني الحُمّى فحُمِمتُ سنة (7).
4 ـ السيّدة أمّ الحسين بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
ذات فضل وصلاح وتُقىً وورع، وراوية من راويات الحديث عن أهل البيت عليهم السّلام. روى لها الكُليني في الكافي والشيخ الصدوق في الفقيه رواية في وجوب الغسل يوم الجمعة، ذكرناها في ترجمة السيّدة أم أحمد بنت الإمام الكاظم (8).
5 ـ السيّدة زينب بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
ورد اسمها في كثير من المصادر في ضمن بنات الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام.
وقد ذكر العلاّمة يحيى بن الحسن بن جعفر الحجّة بن عبيدالله الأعرج بن الحسين الصغير بن الإمام السجّاد عليه السّلام في كتابه ( أخبار الزينبات ) أنّ زينب بنت موسى الكاظم عليه السّلام هاجرت إلى مصر مع زوج أختها القاسم بن محمّد بن جعفر الصادق (9).
1 ـ السيّدة المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
سيّدة جليلة من الدوحة العلوية النقيّة الطاهرة، ومن حفيدات الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السّلام، ممّن اختصّهنّ الباري بكمال العقل والرشاد والعفّة والطهارة، وتُعرف بالمحدَّثة والعابدة والمقدامة وكريمة أهل البيت عليهم السّلام.
نشأتها
ولدت في المدينة المنوّرة سنة 173 ، أو 183 هـ، وأمّها أمّ وَلَد يُقال لها سَكَن النُّوبيّة، وقيل: خَيزُران المُرسيّة، وقيل: نجمة. ولمّا ولدت هذه السيّدة المَصُونة الإمامَ الرضا عليه السّلام سُمّيت بـ « الطاهرة »؛ فالسيّدة المعصومة فاطمة هي أخت الإمام الرضا عليه السّلام من أب وأم.
نشأت السيّدة فاطمة الكبرى تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السّلام، ذلك أن الرشيد العبّاسيّ أصدر أمراً باعتقال أبيها الإمام الكاظم عليه السّلام وزجّ به في أعماق السجن، فلم يخرج منه إلاّ قتيلاً مسموماً بعد سنوات طويلة، ولذلك تكفّل الإمام الرضا عليه السّلام برعاية أخته فاطمة ورعاية أخواتها، إضافة إلى رعاية جميع عوائل العلويّين الذين كان أبوه الإمام الكاظم عليه السّلام يرعاهم ويسدّ حاجاتهم.
روايتها
• روى الحافظ شمس الدين الجَزري الشافعي ( ت 813 هـ ) بإسناده عن فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليه السّلام، عن فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر، قُلنَ: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام، حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليه السّلام، حدّثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله، قالت:
« أنَسِيتُم قولَ رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خُمّ: « مَن كنتُ مولاه فعليُّ مولاه »، وقوله صلّى الله عليه وآله: « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى عليهما السّلام » (1) ؟!
• وروى الشيخ المجلسيّ بإسناده عن فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليه السّلام، قُلنَ: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين عليه السّلام، قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ عليه السّلام، عن أم كلثوم بنت عليّ عليه السّلام، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالت:
سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فإذا أنا بقصرٍ من دُرّةٍ بيضاء مُجوَّفة، وعليها باب مُكَلَّل بالدرّ والياقوت، وعلى الباب سِتر، فرفعتُ رأسي فإذا مكتوبٌ على الباب: « لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليٌّ وليّ الله »، وإذا مكتوب على الستر: « بَخٍّ بخّ! مَن مِثل شيعة عليّ ؟! ».
فدخلتُه فإذا أنا بقصرٍ من عقيقٍ أحمرَ مُجوَّف، وعليه باب من فضّة مُكلَّل بالزِّبرجد الأخضر، وإذا على الباب سِتر، فرفعتُ رأسي فإذا مكتوب على الباب: « محمّدٌ رسول الله، عليٌّ وصيّ المصطفى »، وإذا على الستر مكتوب: « بَشِّر شيعةَ عليّ بطِيب المولد ».
فدخلتُه فإذا أنا بقصرٍ من زُمرُّدٍ أخضر مُجوّف لم أرَ أحسنَ منه، وعليه باب من ياقوتةٍ حمراء مُكلَّلة باللؤلؤ، وعلى الباب سِتر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر: « شيعةُ عليٍّ هم الفائزون »؛ فقلتُ: حبيبي جبرئيل، لِمن هذا ؟
فقال: يا محمّد، لابن عمّك ووصيّك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام؛ يُحشر الناسُ كلّهم يوم القيامة حُفاةً عُراةً إلاّ شيعة عليّ؛ ويُدعى الناس بأسماء أُمّهاتهم ما خلا شيعةَ عليّ عليه السّلام فإنّهم يُدعَون بأسماء آبائهم.
فقلتُ: حبيبي جبرئيل، وكيف ذاك ؟
قال: لأنّهم أحبُّوا عليّاً فطابَ مولدُهم (2).
بيان
قال العلاّمة المجلسي عقيب هذا الحديث في بيان قوله « فطاب مولدهم »: لعلّ المعنى أنّه لمّا علم اللهُ من أرواحهم أنّهم يحبّون عليّاً، وأقرّوا بالميثاق بولادته، طيّب مولدَ أجسادهم.
• وروى الشيخ الصدوق بإسناده عن الحسن بن يزيد، عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه السّلام، عن عمر بن عليّ بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين عليها السّلام، عن أسماء بنت أبي بكر، عن صفيّة بنت عبدالمطّلب، قالت:
لمّا سقطَ الحسين عليه السّلام من بطنِ أمّه ـ وكنتُ وَلِيتُها ـ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « يا عمّة، هَلُمّي إلَيَّ ابني ».
فقلت: يا رسول الله، إنّا لم نُنَظفّه بعدُ.
فقال صلّى الله عليه وآله: يا عمّة، أنتِ تنظّفينه ؟! إنّ الله تبارك وتعالى قد نظّفه وطهّره (3).
2 ـ السيّده أم أحمد بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
سيّدة جليلة القدر، كان الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام قد وضع عندها ـ لدى سفره إلى العراق ـ ودائع الإمامة ومواريث الأنبياء، وقال لها: مَن طَلَب هذه الودائع والمواريث فهو الإمامُ بعدي، واعلمي حينئذٍ أنّني قد فارقتُ الدنيا!
قال العلاّمة المجلسيّ في جلاء العيون: عندما طلب الإمام الرضا عليه السّلام هذه الودائع منها اشتدّ بكاؤها وعويلُها، فقالوا لها: ما بكِ ؟ قالت: أُقسم بالله أنّه قد قضى نحبه سيّدي ومولاي ومؤنسُ قلبي موسى بنُ جعفر، حيث إنّه أعلمني بما يَحدُث (4).
وهذه السيّدة عُرفت راويةً من راويات الحديث، وورد اسمها في طريق عدّة رواياتٍ عن أهل البيت عليهم السّلام، منها:
• روى الشيخ الكلينيّ في الكافي بإسناده عن الحسين بن موسى، عن أمّه وأم أحمد بنت موسى، قالَتا:
كنّا مع أبي الحسن ( موسى بن جعفر ) عليه السّلام بالبادية ونحن نريد بغداد، فقال لنا يوم الخميس: « اغتَسِلا اليومَ لغدٍ يوم الجمعة؛ فإنّ الماء بها غداً قليل »؛ فاغتسلنا يوم الخميس ليوم الجمعة (5).
3 ـ السيّدة حكيمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
سيّدة من سيّدات أهل البيت عليهم السّلام، وعالمة جليلة من ربّات العبادة والصلاح، شَهِدَت ولادةَ الإمام التاسع: محمّد الجواد عليه السّلام.
• روى ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام، قالت لمّا حَضَرَت ولادةُ الخَيزُران أمِّ أبي جعفر عليه السّلام دعاني الرضا عليه السّلام فقال: يا حكيمة، احضُري ولادتَها وادخُلي وإيّاها والقابلة بيتاً ( أي حُجرة ). ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطَّلق طفئ المصباح وبين يديها الطَّست، فاغتممتُ بطفئ المصباح، فبينا نحن كذلك إذ بَدَر أبو جعفر عليه السّلام في الطست، وإذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يَسطعُ نورُه حتّى أضاء البيت، فأبصرناه فأخذتُه فوضعتُه في حِجْري ونَزَعتُ عنه ذلك الغشاء، فجاء الرضا عليه السّلام وفتح الباب وقد فرغنا من أمره، فأخذه ووضعه في المهد وقال لي: يا حكيمة، الزمي مَهدَه!
قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع ( أي الجواد عليه السّلام ) بصره إلى السماء، ثمّ نظر يمينه ويساره، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله. فقمتُ ذَعِرَةً فَزِعةً، فأتيتُ أبا الحسن عليه السّلام فقلتْ له: لقد سمعتُ من هذا الصبيّ عَجَباً!
فقال: وما ذاك ؟ فأخبرتُه الخبر، فقال: يا حكيمة، ما تَرَون من عجائبه أكثر (6).
• وأخرج الكليني في الكافي بإسناده عن محمّد بن جحرش، قال: حدّثتني حكيمة بنت موسى، قالت:
رأيت الرضا عليه السّلام واقفاً على باب بيت الحَطَب وهو يناجي ولستُ أرى أحداً، فقلت: يا سيّدي، لمن تُناجي ؟ فقال: هذا عامر الزهرائيّ أتاني يسألني ويشكو إليّ.
فقلت: يا سيّدي، أحبُّ أن أسمع كلامه.
فقال لي: إنّك إن سمعتِ به حُمِمتِ سنَةً.
فقلتُ: يا سيّدي، أحبّ أن أسمعه!
فقال لي: اسمعي!
فاستمعتُ، فسمعتُ شِبه الصفير، ورَكِبَتني الحُمّى فحُمِمتُ سنة (7).
4 ـ السيّدة أمّ الحسين بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
ذات فضل وصلاح وتُقىً وورع، وراوية من راويات الحديث عن أهل البيت عليهم السّلام. روى لها الكُليني في الكافي والشيخ الصدوق في الفقيه رواية في وجوب الغسل يوم الجمعة، ذكرناها في ترجمة السيّدة أم أحمد بنت الإمام الكاظم (8).
5 ـ السيّدة زينب بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
ورد اسمها في كثير من المصادر في ضمن بنات الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام.
وقد ذكر العلاّمة يحيى بن الحسن بن جعفر الحجّة بن عبيدالله الأعرج بن الحسين الصغير بن الإمام السجّاد عليه السّلام في كتابه ( أخبار الزينبات ) أنّ زينب بنت موسى الكاظم عليه السّلام هاجرت إلى مصر مع زوج أختها القاسم بن محمّد بن جعفر الصادق (9).
تعليق