:: مَعالمُ المُؤمن الشيعي الحقيقي الصادق – بوصيّة الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ::
وهي وصيّةٌ قيِّمَةٌ لعموم شيعته ومُحبّيه ومُواليه – قال : (يا ابن جندب بلِّغ مَعاشر شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبن بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنَال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في اللهِ - وليس مِن شيعتنا مَن يظلمُ النّاسَ - يا ابن جندب إنّما شيعتنا يُعرفون بخصال شتّى : بالسخاء والبذل للإخوان ، وبأن يُصلّوا الخمسين ليلاً ونهارا ....)
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ،ص 281.
:1: إنَّ تركيز الإمام الصادق ، عليه السلام ، على لفظ ( شيعتنا ) في وصيته الشريفة وفي كثير من وصاياه الأخرى إنّما يأتي لضرورة التفريق بين الشيعي الحقيقي والمُحبّ والموالي ، وأنَّ التشيّع الصادق أعلى مراتب الولاء في الاعتقاد والعمل والسلوك .
:2: إنَّ محبّة أهل البيت في القلب هي مطلوبة وخطوة صالحة في طريق التشيّع الحقّ والاستقامة - ولكنّها لوحدها لا تكفي ما لم تُتَرجم بالسيرة والعمل والعبادة والاقتداء بهديهم واقتفاء آثارهم.
:3: إنَّ للتشّيع الحقيقي الصادق علامات وخصال شتّى بيّنها الإمام ، عليه السلام ، لغرض الاتّصاف بها منهجاً وسلوكا – قال :
(يا ابن جندب بلِّغ مَعاشر شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبن بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنَال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله)
:4: وقد نبّه ، عليه السلام ، من أنَّ الشيعي الصادق والحقيقي لا يظلم النّاسَ بالانتهاك والتجاوز والتعدّي عليهم وعلى حقوقهم الماليّة والمعنويّة ، لا بالأقوال ولا بالأفعال ولا بانتهاج سياسة التمييز.
:5: إنَّ الظلم قبيح عقلاً وشرعاً ، وقد حذّر منه أميرُ المؤمنين علي ، عليه السلام، حيث قال: (أبعدوا عن الظلم فإنّه أعظمُ الجرائم وأكبرُ المَآثم )
: جامع أحاديث الشيعة ، السيّد البروجردي ، ج 13 ،ص 414.
وقال أيضاً (واللَّه لَوْ أُعْطِيتُ الأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا - عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّه فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُه -)
: نهج البلاغة ، ت ، د ، صبحي الصالح ، ص 347.
وللظلم صور مختلفة ، فتارةً يكون ظلم في الأسرة ،كأن يظلم الزوج زوجته بالتعدّي عليها وضربها أو استخدام أسلوب العنف مع أبنائه ، أو تارةً يعّق الولد أبويه ، أو يتجلّى بأكل مال اليتيم، والظلم بالقول والكتابة ، وهو الأكثر في وقتنا هذا حيث يستهدف التعدّي على الشخصيّة المعنويّة للأشخاص الآخرين بالكذب عليهم وشتمهم والطعن ، وهو ظلم قبيح.
:6: إنَّ الظلمَ إذا سادَ وانتشر في المجتمع فسيجلب معه النزاعات والفساد والعداوات ، بخلاف العدل والمطلوب الاتّصاف به فإنّه يجلب الاستقرار والرفاهية ، وقد توعّد اللهُ سبحانه الظالمين بالانتقام منهم في الدنيا والآخرة ، ونحن قدر رأينا هلاك بعضهم ، قال تعالى: ((وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11))) الأنبياء .
:7:- ولقد كان الأئمة الأطهار ، عليهم السلام ، يرفضون الظلم بكلّ أشكاله ممّا كلّفهم حياتهم بالقتل والتشريد والسجن ، ولذا أوصوا شيعتهم بلزوم تجنّبه.
:8: ثُمّ قال، عليه السلام ( يا ابن جندب إنّما شيعتنا يُعرفون بخصال شتّى : بالسخاء والبذل للإخوان ، وبأن يُصلّوا الخمسين ليلاً ونهارا ....) إنَّ الشيعي الصادق هو من يكون كريم النفس وسخيّاً وقويّ الإيمان بالله وواثقاً به سبحانه، ويهتم بإخوانه من الفقراء واليتامى والمساكين ، ولقد كان يُعلّمنا أمير المؤمنين ، عليه السلام ، حيما يسأل ولده الحسن ويقول له: (يا بُني ما السماحةُ ؟
قال : البذلُ في العسر واليسر )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 68 ،ص 353.
:9: وأما تأكيدهم على الإتيان بالصلوات الواجبة والمُستحبة يوميّاً فهو لطف بنا ولأجل جبر النقص الذي يحصل في أداء الفرائض ، فضلاً عن ضرورة الاقتداء بهم بوصفهم أئمةً وهُداةً بلغوا القمّةَ في العبوديّة لله تعالى ، وإظهار ذلك بالعبادة وخاصة الصلاة ، والتي هي قرّة العين لهم .
___________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الخامس عشر من ذي القعدة الحرام1440 هجري , التاسع عشر من تموز 2019م . ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
وهي وصيّةٌ قيِّمَةٌ لعموم شيعته ومُحبّيه ومُواليه – قال : (يا ابن جندب بلِّغ مَعاشر شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبن بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنَال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في اللهِ - وليس مِن شيعتنا مَن يظلمُ النّاسَ - يا ابن جندب إنّما شيعتنا يُعرفون بخصال شتّى : بالسخاء والبذل للإخوان ، وبأن يُصلّوا الخمسين ليلاً ونهارا ....)
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75 ،ص 281.
:1: إنَّ تركيز الإمام الصادق ، عليه السلام ، على لفظ ( شيعتنا ) في وصيته الشريفة وفي كثير من وصاياه الأخرى إنّما يأتي لضرورة التفريق بين الشيعي الحقيقي والمُحبّ والموالي ، وأنَّ التشيّع الصادق أعلى مراتب الولاء في الاعتقاد والعمل والسلوك .
:2: إنَّ محبّة أهل البيت في القلب هي مطلوبة وخطوة صالحة في طريق التشيّع الحقّ والاستقامة - ولكنّها لوحدها لا تكفي ما لم تُتَرجم بالسيرة والعمل والعبادة والاقتداء بهديهم واقتفاء آثارهم.
:3: إنَّ للتشّيع الحقيقي الصادق علامات وخصال شتّى بيّنها الإمام ، عليه السلام ، لغرض الاتّصاف بها منهجاً وسلوكا – قال :
(يا ابن جندب بلِّغ مَعاشر شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبن بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنَال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله)
:4: وقد نبّه ، عليه السلام ، من أنَّ الشيعي الصادق والحقيقي لا يظلم النّاسَ بالانتهاك والتجاوز والتعدّي عليهم وعلى حقوقهم الماليّة والمعنويّة ، لا بالأقوال ولا بالأفعال ولا بانتهاج سياسة التمييز.
:5: إنَّ الظلم قبيح عقلاً وشرعاً ، وقد حذّر منه أميرُ المؤمنين علي ، عليه السلام، حيث قال: (أبعدوا عن الظلم فإنّه أعظمُ الجرائم وأكبرُ المَآثم )
: جامع أحاديث الشيعة ، السيّد البروجردي ، ج 13 ،ص 414.
وقال أيضاً (واللَّه لَوْ أُعْطِيتُ الأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا - عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّه فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُه -)
: نهج البلاغة ، ت ، د ، صبحي الصالح ، ص 347.
وللظلم صور مختلفة ، فتارةً يكون ظلم في الأسرة ،كأن يظلم الزوج زوجته بالتعدّي عليها وضربها أو استخدام أسلوب العنف مع أبنائه ، أو تارةً يعّق الولد أبويه ، أو يتجلّى بأكل مال اليتيم، والظلم بالقول والكتابة ، وهو الأكثر في وقتنا هذا حيث يستهدف التعدّي على الشخصيّة المعنويّة للأشخاص الآخرين بالكذب عليهم وشتمهم والطعن ، وهو ظلم قبيح.
:6: إنَّ الظلمَ إذا سادَ وانتشر في المجتمع فسيجلب معه النزاعات والفساد والعداوات ، بخلاف العدل والمطلوب الاتّصاف به فإنّه يجلب الاستقرار والرفاهية ، وقد توعّد اللهُ سبحانه الظالمين بالانتقام منهم في الدنيا والآخرة ، ونحن قدر رأينا هلاك بعضهم ، قال تعالى: ((وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11))) الأنبياء .
:7:- ولقد كان الأئمة الأطهار ، عليهم السلام ، يرفضون الظلم بكلّ أشكاله ممّا كلّفهم حياتهم بالقتل والتشريد والسجن ، ولذا أوصوا شيعتهم بلزوم تجنّبه.
:8: ثُمّ قال، عليه السلام ( يا ابن جندب إنّما شيعتنا يُعرفون بخصال شتّى : بالسخاء والبذل للإخوان ، وبأن يُصلّوا الخمسين ليلاً ونهارا ....) إنَّ الشيعي الصادق هو من يكون كريم النفس وسخيّاً وقويّ الإيمان بالله وواثقاً به سبحانه، ويهتم بإخوانه من الفقراء واليتامى والمساكين ، ولقد كان يُعلّمنا أمير المؤمنين ، عليه السلام ، حيما يسأل ولده الحسن ويقول له: (يا بُني ما السماحةُ ؟
قال : البذلُ في العسر واليسر )
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 68 ،ص 353.
:9: وأما تأكيدهم على الإتيان بالصلوات الواجبة والمُستحبة يوميّاً فهو لطف بنا ولأجل جبر النقص الذي يحصل في أداء الفرائض ، فضلاً عن ضرورة الاقتداء بهم بوصفهم أئمةً وهُداةً بلغوا القمّةَ في العبوديّة لله تعالى ، وإظهار ذلك بالعبادة وخاصة الصلاة ، والتي هي قرّة العين لهم .
___________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الخامس عشر من ذي القعدة الحرام1440 هجري , التاسع عشر من تموز 2019م . ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
تعليق