" الحذر – الحذر من التسقيط الاعتباري والاجتماعي والإساءة والشتم وهتك الأعراض والغيبَة والبُهتان للمؤمنين فذلك مِن العقوق والذنوب التي لا تُغفَر "
" إنَّ وصايا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) هي منهجٌ تربوي وأخلاقي وسلوكي قيّم ينبغي الأخذ به صدقاً وطريقا "
:1: قال الإمام الصادق ( عليه السلام) في وصيته الشهيرة : (يا ابن جندب كُلُّ الذنوبِ مغفورةٌ سوى عقوق أهل دعوتِك ، وكُلُّ البِرِّ مقبولٌ إلّا ما كان رئاءً ،يا ابن جندب أحبب في الله وأبغض في الله ، واستمسك بالعروة الوثقى ، واعتصم بالهُدى يُقبَل عَملك فإنَّ اللهَ يقول : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه): بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75،ص 282 :
:2: في هذا المقطع القيّم ينبغي الالتفات إلى أمور مُهمّة ، منها – أنَّ كلَّ الذنوب مغفورة إلّا ما كانت في عقوق المؤمنين من الأذى والإساءة إليهم وسلب حقوقهم والغيبة والنميمة والبهتان والافتراء والسب والشتم وهتك الأعراض والتسقيط الاجتماعي والاعتباري – فهذه الذنوب لا تُغفَر إلّا أن يرضى صاحب الحقّ الذي عققته وأذنبت بحقّه.
:3: في يوم القيامة يغفر الله تعالى للمُذنبين من الذين قصّروا في حقّه بحكم لطفه ورحمته ، ولكن ما يتعلّق بحقوق العباد لا يغفرها قبل أن يرضوا ويعفوا .
:4: ينبغي المسارعة في التوبة من هذه الذنوب قبل الرحيل إلى الآخرة والحساب وقبل فوات الأوان – ومن الضروري أن يطلب الإنسان العفو والرضا ممن أذنبَ في حقّه.
:5: وقال ( عليه السلام) (وكُلُّ البِرِّ مقبولٌ إلّا ما كان رئاءً ) – المقصود بالبِرّ هنا هو الإحسان بالمال أو بالجاه أو بقضاء الحوائج أو حلّ المشاكل بين الناس ، ولكن هذا البر أو الإحسان لا يُقبل إذا كان مشوباً بالرياء وبالعُجب ، والقرآن الكريم والروايات الشريفة تُحذرنا من هذه الآفة التي تحبط الإعمال وتجعلها غير مقبولة.
:6: المطلوب في عمل البر والإحسان هو الإخلاص دون انتظار ثناء أو مدح أو مَكسب من جاه أو سلطة أو غير ذلك- فالمعيار هو خلوص العمل ولو من قليل.
:7: يجب المحافظة على الدافع الإلهي في الإحسان وعمل الخير للأخرين ، لأنَّ الذي يعمل لوجه الله تعالى يعتقد يقيناً أنَّ عمله لا يضيع عند الله وسيثيبه .
وروي عن النبي الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه ( سُئل : فيما النجاة غداً ؟ فقال : إنّما النجاةُ في أن لا تُخادع اللهَ فيخدعكم فإنّه مَن يُخادع اللهَ يخدعه ، ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر ، قيل له فكيف يخادع الله ؟ قال : يعمل بما أمره الله ثم يُريد به غيره ، فاتقوا اللهَ في الرياء ، فإنّه الشرك بالله ، إنّ المُرائي يُدعى يومَ القيامة بأربعة أسماء : يا كافر ، يا فاجر ،يا غادر ، يا خاسر ، حبطَ عملُك ، وبطلَ أجرُك ، فلا خلاص لكَ اليوم ، فالتمس أجرَكَ مِمّن كُنتَ تعملُ له)
: وسائل الشيعة، الحر العاملي ،ج 1،ص 69:
:8: لنحاول أن نراقب أنفسنا ودوافعنا وأعمالنا وأن نطلب بها وجه الله خالصا – لأنَّ المعيار الحقّ في قبول البرّ والإحسان هو الإخلاص ولو من قليل – ولنخلص في أداء واجباتنا ووظائفنا .
______________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الثامن والعشرين من ذي الحجّة الحرام1440 هجري , الثلاثين من آب 2019م .
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
" إنَّ وصايا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) هي منهجٌ تربوي وأخلاقي وسلوكي قيّم ينبغي الأخذ به صدقاً وطريقا "
:1: قال الإمام الصادق ( عليه السلام) في وصيته الشهيرة : (يا ابن جندب كُلُّ الذنوبِ مغفورةٌ سوى عقوق أهل دعوتِك ، وكُلُّ البِرِّ مقبولٌ إلّا ما كان رئاءً ،يا ابن جندب أحبب في الله وأبغض في الله ، واستمسك بالعروة الوثقى ، واعتصم بالهُدى يُقبَل عَملك فإنَّ اللهَ يقول : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه): بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75،ص 282 :
:2: في هذا المقطع القيّم ينبغي الالتفات إلى أمور مُهمّة ، منها – أنَّ كلَّ الذنوب مغفورة إلّا ما كانت في عقوق المؤمنين من الأذى والإساءة إليهم وسلب حقوقهم والغيبة والنميمة والبهتان والافتراء والسب والشتم وهتك الأعراض والتسقيط الاجتماعي والاعتباري – فهذه الذنوب لا تُغفَر إلّا أن يرضى صاحب الحقّ الذي عققته وأذنبت بحقّه.
:3: في يوم القيامة يغفر الله تعالى للمُذنبين من الذين قصّروا في حقّه بحكم لطفه ورحمته ، ولكن ما يتعلّق بحقوق العباد لا يغفرها قبل أن يرضوا ويعفوا .
:4: ينبغي المسارعة في التوبة من هذه الذنوب قبل الرحيل إلى الآخرة والحساب وقبل فوات الأوان – ومن الضروري أن يطلب الإنسان العفو والرضا ممن أذنبَ في حقّه.
:5: وقال ( عليه السلام) (وكُلُّ البِرِّ مقبولٌ إلّا ما كان رئاءً ) – المقصود بالبِرّ هنا هو الإحسان بالمال أو بالجاه أو بقضاء الحوائج أو حلّ المشاكل بين الناس ، ولكن هذا البر أو الإحسان لا يُقبل إذا كان مشوباً بالرياء وبالعُجب ، والقرآن الكريم والروايات الشريفة تُحذرنا من هذه الآفة التي تحبط الإعمال وتجعلها غير مقبولة.
:6: المطلوب في عمل البر والإحسان هو الإخلاص دون انتظار ثناء أو مدح أو مَكسب من جاه أو سلطة أو غير ذلك- فالمعيار هو خلوص العمل ولو من قليل.
:7: يجب المحافظة على الدافع الإلهي في الإحسان وعمل الخير للأخرين ، لأنَّ الذي يعمل لوجه الله تعالى يعتقد يقيناً أنَّ عمله لا يضيع عند الله وسيثيبه .
وروي عن النبي الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه ( سُئل : فيما النجاة غداً ؟ فقال : إنّما النجاةُ في أن لا تُخادع اللهَ فيخدعكم فإنّه مَن يُخادع اللهَ يخدعه ، ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر ، قيل له فكيف يخادع الله ؟ قال : يعمل بما أمره الله ثم يُريد به غيره ، فاتقوا اللهَ في الرياء ، فإنّه الشرك بالله ، إنّ المُرائي يُدعى يومَ القيامة بأربعة أسماء : يا كافر ، يا فاجر ،يا غادر ، يا خاسر ، حبطَ عملُك ، وبطلَ أجرُك ، فلا خلاص لكَ اليوم ، فالتمس أجرَكَ مِمّن كُنتَ تعملُ له)
: وسائل الشيعة، الحر العاملي ،ج 1،ص 69:
:8: لنحاول أن نراقب أنفسنا ودوافعنا وأعمالنا وأن نطلب بها وجه الله خالصا – لأنَّ المعيار الحقّ في قبول البرّ والإحسان هو الإخلاص ولو من قليل – ولنخلص في أداء واجباتنا ووظائفنا .
______________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الثامن والعشرين من ذي الحجّة الحرام1440 هجري , الثلاثين من آب 2019م .
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
تعليق