السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
قول الشيعة ياعلي مدد إلا يعتبر هذا شركاً بالله؟ ثم لماذا لا يطلبون المدد من الله؟ وماذا يعني مدد؟
الجواب :
السلام عليكم هذه اللفظة ( يا علي مدد) متداولة عند الفرق الصوفية على الأكثر ، وأما الشيعة فالمتداول عندهم هو لفظ الاستعانة بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا علي .. هكذا من غير كلمة مدد .وعلى فرض استعمال هذه الكلمة في الاستعانة عند الشيعة فهي لا تتعدى المجاز في الإسناد الذي يعني : يا علي بجاهك عند الله اسأل الله أن يمدنا القوة والعافية والتوفيق ويقضي حوائجنا . والمجاز في الإسناد سائغ في لغة العرب وقد جاء في القرآن الكريم إخباراً وإنشاءً بكثرة . فمن حيث الإخبار ورد قوله تعالى : { وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } الزلزلة :2، فهنا نجد أن الإخراج قد أسند للأرض والحال أن الأرض هي مادة جامدة صماء لا قدرة لها على الإخراج ، فهل يعد هذا الكلام غلطا في القرآن الكريم ؟!قال البلاغيون : إن التعبير المذكور في القرآن الكريم قد جاء على نحو المجاز في الإسناد ، أي اسناد الشيء لغير ما هو له لوجود علاقة بين المسند والمسند إليه ،والعلاقة بين الأثقال والأرض هي علاقة المكان ،فالأرض هي مكان الأثقال ، فيصح للمتكلم -بلحاظ هذه العلاقة -أن يسند إخراج الأثقال للأرض مباشرة مجازاً ، والحال أن المخرج الحقيقي للأثقال من الأرض هو الله عزّ وجل ، فهو كما جاء في لغة العرب : أنبت الربيع البقل ، حيث أسند الإنبات للربيع ، لعلاقة الزمان بين البقل والربيع ، فالربيع هو زمان ظهور البقل ، وكما جاء في لغة العرب : سال الميزاب ، حيث أسند السيلان للميزاب بينما الذي سال حقيقة هو الماء دون الميزاب ، لوجود علاقة المكان بين الماء والميزاب ، فالميزاب هو محل سيلان الماء ، وهكذا.وقد جاء استعمال المجاز في الإسناد في القرآن الكريم إنشاءً أيضا في قوله تعالى : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا}غافر : 36،حيث نجد طلب فرعون من وزير دفاعه وقائد قواته (هامان )أن يبني له صرحا وبناءً عاليا يبلغ به عنان السماء حتى ينظر في موضوع ربّ موسى ومكانه - على حدّ زعمه - ،والحال أن هامان - بمقتضى منصبه - لا يباشر عملية البناء بل سيأمر جنوده ببناء الصرح ، ولكن أسند أمر البناء إليه لأنه محل إعطاء الأوامر للجنود بالمباشرة بالبناء .. وهكذا نجد الكثير من التعبيرات في القرآن الكريم قد وردت إخبارا وإنشاءً على نحو المجاز في الإسناد ، فهذا الاستعمال سائغ شرعا ولغة وعرفا ..ففي العرف مثلا تجد الناس في موضع طلبهم بعضهم من بعض العناية بالشيء أن يقولوا: أخليه بعيوني .. فهل هم فعلا سيضعون هذا الشيء الذي يريدون الاعتناء به بعيونهم ؟! إنه تعبير ورد على نحو المجاز في الإسناد ، فهذا استعمال شائع سائغ ، وكذلك يكون المراد من قول الشيعة أو غيرهم : يا علي .. أو : يا علي مدد ..حيث يسندون المدد أو الاستعانة بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) مباشرة ، وهم يقصدون الجاه وأن يستجيب الله دعاءهم وقضاء حوائجهم بجاه أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ).. وقد أجمع علماء المسلمين بأنّ المتكلم إذا كان له في كلامه مسوغ مقبول في لغة العرب فلا يحمل كلامه على الشرك ولا على الكفر ، بل يحمل على هذا الاستعمال المقبول في لغة العرب وطريقتهم في البيان . ودمتم سالمينالرصد العقائدي - العتبة الحسينية المقدسة
قول الشيعة ياعلي مدد إلا يعتبر هذا شركاً بالله؟ ثم لماذا لا يطلبون المدد من الله؟ وماذا يعني مدد؟
الجواب :
السلام عليكم هذه اللفظة ( يا علي مدد) متداولة عند الفرق الصوفية على الأكثر ، وأما الشيعة فالمتداول عندهم هو لفظ الاستعانة بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا علي .. هكذا من غير كلمة مدد .وعلى فرض استعمال هذه الكلمة في الاستعانة عند الشيعة فهي لا تتعدى المجاز في الإسناد الذي يعني : يا علي بجاهك عند الله اسأل الله أن يمدنا القوة والعافية والتوفيق ويقضي حوائجنا . والمجاز في الإسناد سائغ في لغة العرب وقد جاء في القرآن الكريم إخباراً وإنشاءً بكثرة . فمن حيث الإخبار ورد قوله تعالى : { وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } الزلزلة :2، فهنا نجد أن الإخراج قد أسند للأرض والحال أن الأرض هي مادة جامدة صماء لا قدرة لها على الإخراج ، فهل يعد هذا الكلام غلطا في القرآن الكريم ؟!قال البلاغيون : إن التعبير المذكور في القرآن الكريم قد جاء على نحو المجاز في الإسناد ، أي اسناد الشيء لغير ما هو له لوجود علاقة بين المسند والمسند إليه ،والعلاقة بين الأثقال والأرض هي علاقة المكان ،فالأرض هي مكان الأثقال ، فيصح للمتكلم -بلحاظ هذه العلاقة -أن يسند إخراج الأثقال للأرض مباشرة مجازاً ، والحال أن المخرج الحقيقي للأثقال من الأرض هو الله عزّ وجل ، فهو كما جاء في لغة العرب : أنبت الربيع البقل ، حيث أسند الإنبات للربيع ، لعلاقة الزمان بين البقل والربيع ، فالربيع هو زمان ظهور البقل ، وكما جاء في لغة العرب : سال الميزاب ، حيث أسند السيلان للميزاب بينما الذي سال حقيقة هو الماء دون الميزاب ، لوجود علاقة المكان بين الماء والميزاب ، فالميزاب هو محل سيلان الماء ، وهكذا.وقد جاء استعمال المجاز في الإسناد في القرآن الكريم إنشاءً أيضا في قوله تعالى : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا}غافر : 36،حيث نجد طلب فرعون من وزير دفاعه وقائد قواته (هامان )أن يبني له صرحا وبناءً عاليا يبلغ به عنان السماء حتى ينظر في موضوع ربّ موسى ومكانه - على حدّ زعمه - ،والحال أن هامان - بمقتضى منصبه - لا يباشر عملية البناء بل سيأمر جنوده ببناء الصرح ، ولكن أسند أمر البناء إليه لأنه محل إعطاء الأوامر للجنود بالمباشرة بالبناء .. وهكذا نجد الكثير من التعبيرات في القرآن الكريم قد وردت إخبارا وإنشاءً على نحو المجاز في الإسناد ، فهذا الاستعمال سائغ شرعا ولغة وعرفا ..ففي العرف مثلا تجد الناس في موضع طلبهم بعضهم من بعض العناية بالشيء أن يقولوا: أخليه بعيوني .. فهل هم فعلا سيضعون هذا الشيء الذي يريدون الاعتناء به بعيونهم ؟! إنه تعبير ورد على نحو المجاز في الإسناد ، فهذا استعمال شائع سائغ ، وكذلك يكون المراد من قول الشيعة أو غيرهم : يا علي .. أو : يا علي مدد ..حيث يسندون المدد أو الاستعانة بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) مباشرة ، وهم يقصدون الجاه وأن يستجيب الله دعاءهم وقضاء حوائجهم بجاه أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ).. وقد أجمع علماء المسلمين بأنّ المتكلم إذا كان له في كلامه مسوغ مقبول في لغة العرب فلا يحمل كلامه على الشرك ولا على الكفر ، بل يحمل على هذا الاستعمال المقبول في لغة العرب وطريقتهم في البيان . ودمتم سالمينالرصد العقائدي - العتبة الحسينية المقدسة
تعليق