بسم الله الرحمن الرحيم
أن أكل الحرام سبب لكل شر وفساد كذلك لقمة الحلال سبب للخير ، ومنشأ للحسنات ، وقد وردت روايات عديدة في فضل طلب الحلال منها :
١. عن رسول الله صلى الله عليه وآله : العبادة سبعون جزءاً ، أفضلها جزءاً طلب الحلال .( وسائل الشیعه، ج17، ص21)
٢. عنه صلى الله عليه وآله : من أكل الحلال قام على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ من أكله .
بحار الأنوار. العلامة المجلسی. تحقیق: السید إبراهیم المیانجی ، محمد الباقر البهبودی. دارالاحیاء التراث. بیروت. الطبعة الثالثة. ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م. ج63. ص 314.
٣. عنه صلى الله عليه وآله : من بات كالاًّ من طلب الحلال بات مغفوراً .
جامع الأخبار , المجلد 1 , صفحة 139
الرزق مقسوم من الله تعالى :
غالباً يتخيّل من لا يتورع من كسب المال الحرام أنه إذا صرف النظر عنه فإنَّ وضعه المعيشي سوف يتدهور ، ويعتقد أنَّه سيكون في أشدّ الحاجة والابتلاء ، لذا يجب أن ننبّه إلى هذه الملاحظة ، وهي أنَّ ذلك مجرد خيال نفسي ووسوسة شيطانية ، وأمّا القرآن الكريم والروايات الشريفة فهي تؤكد أنَّ الله تعالى قد ضمن لكل مخلوق رزقه ، بمعنى أنَّ رزقه من طريق الحلال سوف يصل إليه إن لم يستعجل ، وكان تقياً صابراً قنوعاً .
يقول تعالى : ﴿ ومن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ الطلاق ٢ - ٣ .
ويقول سبحانه : ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ هود ٦ .
لا يموت أحد حتى يستكمل رزقه :
ولأهميَّة الرزق الحلال ، خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبة الوداع قائلاً صلى الله عليه وآله :
ألا إنَّ الروح الأمين نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله ، فإن الله قسَّم الأرزاق بين خلقه حلالاً ولم يقسِّمها حراماً ، فمن اتقى وصبر آتاه الله رزقه من حلِّه ، ومن هتك حجاب الستر وعجَّل وأخذه من غير حلِّه قصّ به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة ، كما نهى عنه بقوله : ( ولا تتبدّلوا الخبيث بالطيب ) بأن تعجّلوا الحرام قبل أن يأتيكم الرزق الحلال الذي قدّر لكم .
تحف العقول عن آل الرسول علیهم السلام , المجلد 1 , صفحة 40
رواية ذات عبرة :
ورد أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام دخل المسجد يوماً وقال لرجل : أمسك عليَّ بغلتي فأخذ الرجل لجامها ومضى وترك البغلة ، فخرج أمير المؤمنين وفي يده درهمان ليكافي الرجل على امساك دابته ، فوجد البغلة واقفة بغير لجام ، فركبها ومضى ودفع لغلامه الدرهمين يشتري بهما لجاماً ، فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين ، فقال عليه السلام :
إنَّ العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر ، ولا يزداد على ما قدِّر له .
نهج البلاغه ابن ابى الحديد، ج 3، ص 160.
تعليق