بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِّ على محمدِ وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
نحن نعتقد أن المعصوم (عليه السلام) يشكل ضمانة إلهية وحيدة، تأخذ بيد الفرد والمجتمع نحو الخلاص، وهذا المعنى يلخصه حوار معروف عن هشام بن الحكم، ذكر في أصول الكافي ج1، ص223-224، عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد الله(ع) جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين، ومحمد بن النعمان، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شابٌ فقال أبو عبد الله(ع):يا هشام: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام: يا ابن رسول الله إني أجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك،
فقال أبو عبد الله: إذا أمرتكم بشيء فافعلوا
.قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك عليُّ، فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد وعليه شملةٌ سوداء متزر بها من صوف، وشملةٌ مرتد بها، والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتيّ
ثم قلت: أيها العالم: إني رجلٌ غريب تأذن لي في مسألة؟
فقال لي: نعم،
فقلت له: ألك عينٌ؟
فقال: يا بني أي شيء هذا من السؤال؟ وشيء تراه كيف تسأل عنه؟
فقلت هكذا مسألتي
فقال: يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء قلت: أجبني فيها، قال لي: سل.
قلت: ألك عينٌ؟
قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟
قال: أرى بها الألوان والأشخاص
.قلت: فلك أنف؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة.
قلت: ألك فم؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع به؟ قال: أذوق به الطعم،
قلت: فلك أذن؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الصوت،
قلت: ألك قلب؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس،
قلت: وليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ فقال: لا
، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟؟،
قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شيء شمتّه أو رأته أو ذاقته أو سمعته، ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك،
قال هشام: فقلت له: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟
قال: نعم،
قلت: لا بد من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح؟
قال: نعم،
فقلت له: يا أبا مروان فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماماً يصحح ويتيقن به ما شك فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماماً لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟! فسكت ولم يقل لي شيئاً.
ثم التفت إليّ فقال لي: أنت هشام بن الحكم؟
فقلت: لا، قال: أمن جلسائه؟ قلت: لا،
قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة
قال: فأنت إذاً هو، ثم ضمني إليه، وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتى قمت،
قال: فضحك أبو عبد الله(ع) وقال: يا هشام من علّمك هذا؟
قلت: شيء أخذته منك وألفته، فقال: هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.
نتحدث عن هذا الموضوع في دائرة فكرية بحتة لا في دائرة عرفانية، وهو أن وجود المعصوم يمثل هذه الضمانة، التي تمسك بالمجتمع، لتأخذه نحو أهدافه وغاياته، بدون أن يكون هناك اضطراب وإلى آخره، هذا المعنى ملخص في هذه القصة ومعروفة في مروياتنا ومذكورة في أدبياتنا.
نسألكم الدعاء والزيارة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ مالك وهبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِّ على محمدِ وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
نحن نعتقد أن المعصوم (عليه السلام) يشكل ضمانة إلهية وحيدة، تأخذ بيد الفرد والمجتمع نحو الخلاص، وهذا المعنى يلخصه حوار معروف عن هشام بن الحكم، ذكر في أصول الكافي ج1، ص223-224، عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد الله(ع) جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين، ومحمد بن النعمان، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شابٌ فقال أبو عبد الله(ع):يا هشام: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام: يا ابن رسول الله إني أجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك،
فقال أبو عبد الله: إذا أمرتكم بشيء فافعلوا
.قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك عليُّ، فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد وعليه شملةٌ سوداء متزر بها من صوف، وشملةٌ مرتد بها، والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتيّ
ثم قلت: أيها العالم: إني رجلٌ غريب تأذن لي في مسألة؟
فقال لي: نعم،
فقلت له: ألك عينٌ؟
فقال: يا بني أي شيء هذا من السؤال؟ وشيء تراه كيف تسأل عنه؟
فقلت هكذا مسألتي
فقال: يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء قلت: أجبني فيها، قال لي: سل.
قلت: ألك عينٌ؟
قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟
قال: أرى بها الألوان والأشخاص
.قلت: فلك أنف؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة.
قلت: ألك فم؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع به؟ قال: أذوق به الطعم،
قلت: فلك أذن؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الصوت،
قلت: ألك قلب؟ قال: نعم،
قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس،
قلت: وليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ فقال: لا
، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟؟،
قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شيء شمتّه أو رأته أو ذاقته أو سمعته، ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك،
قال هشام: فقلت له: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟
قال: نعم،
قلت: لا بد من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح؟
قال: نعم،
فقلت له: يا أبا مروان فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماماً يصحح ويتيقن به ما شك فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماماً لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟! فسكت ولم يقل لي شيئاً.
ثم التفت إليّ فقال لي: أنت هشام بن الحكم؟
فقلت: لا، قال: أمن جلسائه؟ قلت: لا،
قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة
قال: فأنت إذاً هو، ثم ضمني إليه، وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتى قمت،
قال: فضحك أبو عبد الله(ع) وقال: يا هشام من علّمك هذا؟
قلت: شيء أخذته منك وألفته، فقال: هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.
نتحدث عن هذا الموضوع في دائرة فكرية بحتة لا في دائرة عرفانية، وهو أن وجود المعصوم يمثل هذه الضمانة، التي تمسك بالمجتمع، لتأخذه نحو أهدافه وغاياته، بدون أن يكون هناك اضطراب وإلى آخره، هذا المعنى ملخص في هذه القصة ومعروفة في مروياتنا ومذكورة في أدبياتنا.
نسألكم الدعاء والزيارة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ مالك وهبي
تعليق