إن كثرة الهموم والغموم تنشأ من تعدد مطالب العبد في الحياة الدنيا ، فكلما ( يـأس ) من تحقيق مأرب من مآربه ( انتابه ) همّ الفشل ، فإذا تعددت موارد الفشل تعددت موجبات الهموم ، وتبعاً لذلك تتكاثف الهموم على القلب بما تسلبه السلامة والاستقامة ..فلو نفى العبد عن قلبه الطموحات الزائفة ، وتضيّقت عنده دائرة المحبوبات ، واقتصرت همّته على ما يحسن الطمع فيه والطموح إليه ، ( قلّت ) عنده فرص الفشل ، وبالتالي نضبت روافد الهموم إلى قلبه ..وقد أشار أمير المؤمنين (ع) إلى هذه الحقيقة بقوله: { قد تخلّـى من الهموم إلا هما واحداً }البحار-ج2ص56..ومن هنا يعيش الأولياء حالة من ( النشاط ) والانبساط الذي يفقده - حتى المترفون - من أهل الدنيا ، وذلك لانصرافهم عما لا ينال ، وتوجّههم إلى ما يمكن أن ينال في كل آن ، وهو النظر إلى وجهه الكريم .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
كثرة الهموم
تقليص
X
تعليق