ونحن نجول في ساحة الذكرى العطرة للمولد الحسيني الميمون، علينا أن لاننسى أن في العالم أقواما حاولوا طمس سيرته المباركة، بما فيها من فضائل ومآثر جمة لأنها تؤرق ليلهم البهيم، وتفضح أحدوثتهم ومصالحهم؛ فالحسين عليه السلام مع الشرف والنبل والقيم السماوية العليا، من ولادته التي عجت الملائكة تنساق ترحابا، وجيء بفطرس ليتبرك بالمهد الشريف فجاد عليه المولى عز وجل أن رد عليه جناحيه وعفا عنه، وفي حياته التي كانت حربا لا هوادة فيها ضد كل طاغ وضيع، يقف حائلا دون رفاهية الإنسان وعزته وكرامته، أين ما حلّ وارتحل في كل المجتمعات... ومع اقتراب شهر شعبان المعظم، تتهافت الأفئدة توقا للمشاركة في مناسباته النبيلة، في ذكرى الولادات المشرقة لآل البيت عليهم السلام، حتى ينثر التاريخ صفحات مؤرخيه، ليجود للعالم أحاديث نبوية شريفة، تخص أهل بيته عليهم السلام، وما حباهم من عليائه من سمو ورفعة... يستقبلنا حديث تكتحل به باكورة فرحتنا وبهجتنا، فعن ام سلمة (أم المؤمنين) أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله، يلبس ولده الحسين عليه السلام حلة ليست من ثياب (أهل) الدنيا، (وهو يدخل ازار الحسين عليه السلام بعضها ببعض) فقلت [له]: يارسول الله ما هذه الحلة؟ فقال صلى الله عليه وآله: هذه [هدية] أهداها إلي ربي (لأجل) الحسين عليه السلام وان لحمها من زغب جناح جبرائيل، وها أنا ألبسه إياها وأزينه بها... (مدينة المعاجز: 3/ 538).
ويبقى الحديث عن البشارة الحسينية ومولده المبارك، حديثا لم يأخذ تلك الأبعاد التي أخذتها المصبية، وواقعة الإستشهاد المؤلمة، لما لتلك الواقعة من أصداء كونية، ظل يندى لها جبين الإنسانية، فبات ديدن الباحثين دراسة الفاجعة بكل أبعادها وتصوراتها، فباتت كل أيامنا عاشوراء، ولكن مناسبة الميلاد تكون فرصة حقيقية لولوج عوالم قد لا نؤتى حظنا منها في باقي الأيام، فالحسين عليه السلام نستنطق ترجمته اليافعة بالبهاء والنور على لسان حبيب إله العالمين، نبينا الخاتم صلى الله عليه وآله فعن ابن بابويه باسناده عن الحسين عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبي بن كعب، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض. قال أبي بن كعب: كيف يكون غيرك يا رسول الله زين السماوات والأرض؟! فقال صلى الله عليه وآله: إن الحسين في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه لمكتوب على يمين عرش الله عز وجل.
وها نحن الأرضيون كيف نرى الحسين عليه السلام ونحن نخوض في لجج من الزيغ والأهواء، وتصارع المعتقدات والحضارات، إلا أن نراه أملا بالخلاص والنجاة من أزمّة الخنوع للظالمين، وغاصبي الحقوق، فهو عليه السلام يعدك على الدوام بأن قدرة الإنسان ومواهبه السنية التي أودعها فيه رب العلى، توظف له الإستطاعة الكامنة في قلب الموازين لصالح الفئة المستضعفة، فالرهان على ساحة الخليقة هو للإرادة الصلبة والإباء وتحدي الفاسدين من أمراء الجور، ولكن لا يكون ذلك هو الغاية بعينها بل الوسيلة إلى غاية أسمى، وهي تنزيه الخالق جل وعلا من كل شريك من سلاطين القهر والجور الذين يذلـّون رقاب الناس، ويتخذونهم عبيدا، كما قال الطاغية معاوية: (قاتلتكم لأتأمّر عليكم...) وابنه اللعين يزيد قد جرّ مئات الآلاف من سكان المدينة المنورة إلى طاعته قهرا، على أنهم عبيد رق له، يستحل دماءهم وأعراضهم وأموالهم... وهذه بعض من نتائج التغاضي عن النصرة، وخذلان الأقمار المنيرة في كربلاء من آل هاشم...
لقد أعد الباري تبارك وتعالى أهل بيت نبيه الكريم صلى الله عليه وآله لمهام جسيمة، وهيأ عزيزه الحسين عليه السلام ليكون ذكره ومجالسه وحبه بقاء لدينه، وارساء لشرائع أحكامه، فأي دين ذلك بلا حسين عليه السلام ؟ حتى عد في المأثور أن ترك زيارته نقصا في الدين... فقد جاء في بحار الأنوار 98: 16 ما روي عن الحسين عليه السلام أنه قال – بعد قوله: من زارني زرته بعد وفاته -: وإن وجدته في النار أخرجته... فعشق الحسين والإحتفال بذكره وولادته، ما هو إلا مسرى للقرب الإلهي وطريقا للمعبود المطلق، فأي هوان يصدع الإسلام وما يصيبه من ضعف، تبلسمه وتشعب كسره، قطرات من الدم الطاهر، تحيل النفوس التائقة للحق انصهارا في بودقة الشفاعة والنجاة.
جاء في مسند الفردوس للديلمي، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (كنت أنا وعلي نورين بين يدي الله تعالى، ثم نقلنا إلى صلب آدم، فلم يزل ينقلنا من صلب إلى صلب إلى عبد المطلب، فخرجت في عبد الله وخرج علي في أبي طالب، ثم اجتمع نورنا في الحسن والحسين، فهما نوران من نور رب العالمين). فليس بمقدور الوجدانيين، وأصحاب الضمائر والأحاسيس المرهفة، والعواطف الجياشة، إلا الرضوخ لمطلب الهوى في عشقهم للحسين عليه السلام، ذلك الإمام الرباني، الذي ترعاه السماء، وتحفظه الملائكة، ولم يغب قط عن فؤاد حبيب إله العالمين النبي المصطفى صلى الله عليه وآله جد الحسن والحسين عليهما السلام. فهل رعت الأمة حق ولدي الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، كما أمرهم تبارك وتعالى: (واتبعوه لعلكم تهتدون).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أحب هذين (الحسن والحسين) وأباهما وأمهما كان معي في درجتي... الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما، الحسن والحسين سمعي وبصري، يا حسن أشبهت خلقي، يا حسين أشبهت خلقي، أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جودتي وجرأتي). فحري بأمة تتوق التوحد وتخطي الصعاب في دنياها، والفوز بالشفاعة الكبرى في آخرتها، أن تستظل تحت خيمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام تلك الدوحة العامرة بالهداية واليقين ومعرفة السبيل إلى صراط الله المستقيم.
وها نحن الأرضيون كيف نرى الحسين عليه السلام ونحن نخوض في لجج من الزيغ والأهواء، وتصارع المعتقدات والحضارات، إلا أن نراه أملا بالخلاص والنجاة من أزمّة الخنوع للظالمين، وغاصبي الحقوق، فهو عليه السلام يعدك على الدوام بأن قدرة الإنسان ومواهبه السنية التي أودعها فيه رب العلى، توظف له الإستطاعة الكامنة في قلب الموازين لصالح الفئة المستضعفة، فالرهان على ساحة الخليقة هو للإرادة الصلبة والإباء وتحدي الفاسدين من أمراء الجور، ولكن لا يكون ذلك هو الغاية بعينها بل الوسيلة إلى غاية أسمى، وهي تنزيه الخالق جل وعلا من كل شريك من سلاطين القهر والجور الذين يذلـّون رقاب الناس، ويتخذونهم عبيدا، كما قال الطاغية معاوية: (قاتلتكم لأتأمّر عليكم...) وابنه اللعين يزيد قد جرّ مئات الآلاف من سكان المدينة المنورة إلى طاعته قهرا، على أنهم عبيد رق له، يستحل دماءهم وأعراضهم وأموالهم... وهذه بعض من نتائج التغاضي عن النصرة، وخذلان الأقمار المنيرة في كربلاء من آل هاشم...
لقد أعد الباري تبارك وتعالى أهل بيت نبيه الكريم صلى الله عليه وآله لمهام جسيمة، وهيأ عزيزه الحسين عليه السلام ليكون ذكره ومجالسه وحبه بقاء لدينه، وارساء لشرائع أحكامه، فأي دين ذلك بلا حسين عليه السلام ؟ حتى عد في المأثور أن ترك زيارته نقصا في الدين... فقد جاء في بحار الأنوار 98: 16 ما روي عن الحسين عليه السلام أنه قال – بعد قوله: من زارني زرته بعد وفاته -: وإن وجدته في النار أخرجته... فعشق الحسين والإحتفال بذكره وولادته، ما هو إلا مسرى للقرب الإلهي وطريقا للمعبود المطلق، فأي هوان يصدع الإسلام وما يصيبه من ضعف، تبلسمه وتشعب كسره، قطرات من الدم الطاهر، تحيل النفوس التائقة للحق انصهارا في بودقة الشفاعة والنجاة.
جاء في مسند الفردوس للديلمي، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (كنت أنا وعلي نورين بين يدي الله تعالى، ثم نقلنا إلى صلب آدم، فلم يزل ينقلنا من صلب إلى صلب إلى عبد المطلب، فخرجت في عبد الله وخرج علي في أبي طالب، ثم اجتمع نورنا في الحسن والحسين، فهما نوران من نور رب العالمين). فليس بمقدور الوجدانيين، وأصحاب الضمائر والأحاسيس المرهفة، والعواطف الجياشة، إلا الرضوخ لمطلب الهوى في عشقهم للحسين عليه السلام، ذلك الإمام الرباني، الذي ترعاه السماء، وتحفظه الملائكة، ولم يغب قط عن فؤاد حبيب إله العالمين النبي المصطفى صلى الله عليه وآله جد الحسن والحسين عليهما السلام. فهل رعت الأمة حق ولدي الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، كما أمرهم تبارك وتعالى: (واتبعوه لعلكم تهتدون).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أحب هذين (الحسن والحسين) وأباهما وأمهما كان معي في درجتي... الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما، الحسن والحسين سمعي وبصري، يا حسن أشبهت خلقي، يا حسين أشبهت خلقي، أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جودتي وجرأتي). فحري بأمة تتوق التوحد وتخطي الصعاب في دنياها، والفوز بالشفاعة الكبرى في آخرتها، أن تستظل تحت خيمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام تلك الدوحة العامرة بالهداية واليقين ومعرفة السبيل إلى صراط الله المستقيم.
تعليق