السلام عليكم والصلاة والسلام على احسن خلق الله محمد ابن عبدالله واله وصحبه اجمعين
اقسم ان هذا النص الذي روى الرجل الشيعي السابق قصته لم يغير منه حرف ابدا وهو منقول من فم الرجل الى المنتديات اقراوا قصته لو سمحتم
اقسم ان هذا النص الذي روى الرجل الشيعي السابق قصته لم يغير منه حرف ابدا وهو منقول من فم الرجل الى المنتديات اقراوا قصته لو سمحتم
فترة الحيرة
اسمي أبو عبد الله الكربلائي , ولدت في مدينة كربلاء في سبعينيات القرن الماضي , من عائلة شيعية دينية عريقة محافظة, تمت بصلة الى عائلة الحكيم الكربلائية (عائلة الحكيم الكربلائية لاتمت بأي صلة الى عائلة الحكيم النجفية, وقد ذكر المؤرخ الكربلائي سلمان هادي ال طعمة في كتابه عشائر كربلاء ان العوائل التي تحمل اسم الحكيم هي ستة عوائل و ردَ كل عائلة الى الامام الذي تنتمي اليه) , التي اشتهرت بالطب ايام الدولة العثمانية, لذلك سميت العائلة بهذا الاسم.
عشت في هذه المدينة وسط عائلتي لا أعرف من الدين سوى زيارة قبري الحسين و العباس (عليهما السلام ) في وسط المدينة, و لا أعرف من الدين سوى اللطم و النحيب و البكاء و العويل وارتداء الثياب السوداء والتطبير في عشرة عاشوراء وفي الاربعينية.
نشأت في منطقة باب الخان وهي أقرب منطقة لضريح العباس عليه السلام وكان يقع بيتنا في الدربونة, على مسافة من (فيضى حسيني), وهي مقر الهنود الشيعة , بالقرب من عكد القصابين كما تسمى اليوم, لكثرة القصابين فيها.
في هذا الجو نشأت ألعن أبا بكر و عمر و عثمان و الصحابة اجمعين, لأن اهلي والناس من حولي كانوا يلعنونهم , لان هؤلاء بزعمهم هم اللذين غصبوا ال محمد حقهم في الملك بعد النبي محمد(ص). ولم اكن اعرف من الدين سوى اسماء . اسماء احبها و اسماء اكرهها, اسماء امدحها و اسماء ألعنها. وهكذا كنت أعبد هذه الاسماء بل كنت أعبد المذهب, ولم اكن أعبد رب المذهب.
في عام 1996 كنت في السادس الاعدادي في اعدادية البناء للبنين وكانت وقتها تقع قرب نهر الحسينية مقابل جامع المخيم او جامع الصدريين كما يسمى الان لكثرة المشاكل التي سببوها للقوات الامنية و لأهالي المدينة وكان كلما يعمر يعملون بلبلة و يهدم ثم يعمر ويهدم وهكذا, وقتها تعرفت الى صديق من الطائفة الاخرى, وبدأ هذا الصديق يشرح لي بأن الله لم يأمر المسلمين بزيارة قبر الحسين في القران الكريم . وهنا وعند هذه النقطة الصاعقة قررت ان ابحث عن مذهب الحق. اعترف اني في البداية حاولت جاهدا ان انصر مذهبي الذي كنت عليه بواسطة الآيات القرانية و الاحاديث النبوية ,لأنه المذهب الذي نشأت عليه اولاً , ولأنه مذهب أهل البيت كما اعتقدته ثانيا.
بدأت عملية البحث اولاً بقراءة الكتب من الطرفين , ولأن مدينتي كانت متزمتة وذات مذهب واحد , فلم تتوفر فيها سوى كتب الشيعة, وبمساعدة بعض الاصدقاء في جامع العباسية الغربية استطعت الحصول على بعض كتب السنة.
كانت قراءة الكتب هي المرحلة الاولى التي ساهمت في تنوير افكاري و جعلتني اطلع على اشياء لم تكن تمر على خاطري ولم افكر فيها في يوم من الايام, صحيح لم تكن تلك الفترة هي اول مرة اقرأ و أتعرف فيها على الكتب خارج اطار الدراسة الاكاديمية , بل كنت قبلها قارئا نهماً لكل ما يصل الى يدي من كتب تاريخية و روائية و مجلات و صحف , ولكنها كانت تبحث في شؤون عامة لا تمت الى الدين بصلة, و كان اكثرها للتثقف و تمضية الوقت لا غير.
كان أول كتاب شيعي أقرأه هو كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي الذي استعرته من صديق شيعي , وكان اول كتاب سني اقراه هو كتاب (مسائل الجاهلية ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي استعرته من صديق سني.
وقتها قرأت كتب الشيعة و السنة التي حصلت عليها . قرأت كتاب (ثم اهتديت) لمحمد التيجاني السماوي , الذي انتقل من الصوفية التيجانية الى الشيعة. وكتاب موسى الموسوي(الشيعة و التصحيح). وكتاب (هوية التشيع) للدكتور احمد الوائلي, وكتاب (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) لأحمد الكاتب, وكتاب (النص و الاجتهاد) و (ابو هريرة) لعبد الحسين الموسوي , وقرأت كتب عالم الدين الباكستاني(الشيعة و السنة),(الشيعة وأهل البيت),(الشيعة و التشيع) و(الشيعة و القرآن).
ثم كتاب(الشيعة هم أهل السنة) و(لأكون مع الصادقين) و(فاسألوا أهل الذكر) للتيجاني ,ورد الداعية الكويتي عليه وهوالشيخ عثمان الخميس في كتابه (كشف الجاني محمد التيجاني) ,وكتابه (حقبة من التاريخ) , وكتاب (الخطوط العريضة) لمحب الدين الخطيب , و(مختصر التحفة الاثنى عشرية) لعلامة العراق محمود شكري الالوسي.
بعد مرحلة القراءة كانت مرحلة المناظرات. إن المناظرات التي ناظرتها مع الناس في مدينتي كان لها اثر بالغ لدي , إذ جعلتني اعرف كيف يفكرون وكيف ينظرون الى الامور وهل يحملون من العلم القليل ام الكثير. ومعظمهم كانوا ممن تنطبق عليهم الاية القرانيةالكريمة : (بل قالوا وجدنا ابائنا على امة ونحن على اثارهم مهتدون) الزخرف 22, كان همهم الدفاع عن مذهبهم الذي ورثوه عن اباءهم بكل الطرق و الوسائل بعلم او بغير علم. واذكر ان احدهم من جهله وقلة علمه بدأ يتحدث عن ملعقة الأكل وكيف لها دور في صحة الانسان, في حين كان الموضوع مناظرة عن أي المذهبين اكثر اتباعاً لله ولرسوله السنة ام الشيعة, فتصور!!
في العطلة الصيفية من عام 1996كنت أعمل في المنطقة الصناعية للمدينة , وقتها اصبحت الحيرة تأخذ مني كل مأخذ . لقد اصبحت تائها هل اسير في الإتجاه الذي كان عليه والديً واجدادي ام اسير في الإتجاه الذي اقتنع به عقلي لدرجة اني وصلت من الحيرة إنه كيف أصلي صلاتي؟؟؟
هل اصلي مع التربة الحسينية كما يفعل والديً ؟؟؟؟؟ ام بدون تربة كما كان الرسول (ص) يفعل؟؟؟؟؟
لأن في وقت الرسول (ص) لم تكن هناك كربلاء
هل أتوضأ على الطريقة الشيعية أم السنية؟؟؟
وهل في الصلاة اضع يديَ كما يفعل الجندي العراقي في حالة الاستعداد الى الاسفل؟؟؟
ام اضعهما الواحدة على الاخرى على بطني؟؟؟
لأن في وقت الرسول (ص) لم تكن هناك كربلاء
هل أتوضأ على الطريقة الشيعية أم السنية؟؟؟
وهل في الصلاة اضع يديَ كما يفعل الجندي العراقي في حالة الاستعداد الى الاسفل؟؟؟
ام اضعهما الواحدة على الاخرى على بطني؟؟؟
ولماذا أصلي صلاة العصر في وقت الظهر ؟؟؟
ولماذا أصلي صلاة العشاء في وقت المغرب ؟؟؟
وهل وقت الظهر ووقت العصر واحد ؟؟؟
وكذلك نفس الحال لوقتي المغرب والعشاء
وبدأت أشعر أن هناك خللاً في عقيدتي
بدأت أسال نفسي أليس الرسول(ص) أولى بالاتباع ام تقليد الوالدين و المجتمع من حولي مع انهم على هذه العادة منذ مئات السنين؟؟؟
وبدأت الاسئلة تدور في رأسي :
أليس الحسين الان في مقعد صدق عند مليك مقتدر؟؟؟
اليس الحسين الان في الجنة التي عرضها كعرض السماوات الارض أعدت للمتقين؟؟؟
اذن لماذا يفعل الناس هذه الافاعيل مثل التطبير و ضرب الأنفس بالأمواس والقامات و الآلات الحادة واللطم والبكاء والنحيب و لبس السواد؟؟؟
ألأجل إمام هو الآن في جنة و نعيم يطوف عليه ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من نعيم؟؟؟
وكنت اسأل نفسي عند سماعي لمحاضرات الدكتور أحمد الوائلي خصوصاً: هل ان الرسول(ص) كان يحارب المشركين والكفار من اجل إدخالهم الى الاسلام ام إنه كان يحاربهم من اجل ان يقروا بولاية علي بن ابي طالب؟؟؟
لأن من خلال تلك المحاضرات وصلت الى نتيجة مفادها ان الدين عند الشيعة هو صراع بين أهل البيت و الصحابة , بينما نجد ان الدين عند السنة هو صراع بين الاسلام من جهة و بين المشركين و الكفار من جهة اخرى.
ومن خلالها ايضاً عرفت ان الشيعة لديهم ولاية علي بن ابي طالب أهم من جميع الاعمال الاخرى الواجبة في الاسلام , وهذا ما اكدته الاحاديث في اصول الكافي عندما اطلعت عليه .
وهل كان الامام علي زمن الرسول (ص) معصوم؟؟؟
وهل كان اصحاب الامام علي (قبل وفاة النبي ص) ينادونه بالمعصوم؟؟؟
وهل كان النبي(ص) ينادي علياُ : يا معصوم؟؟؟ واين الدليل على ذلك؟؟؟
وهل درجة الامام علي وهو ولي من اولياء الله الصالحين بنفس درجة نبي من انبياء الله المعصومين؟؟؟
وهل يعقل ان الامام علي هو افضل من الانبياء؟؟؟(راجع كتاب تفضيل الائمة على الانبياء لعلي الميلاني) .
بدأت أسال نفسي أليس الرسول(ص) أولى بالاتباع ام تقليد الوالدين و المجتمع من حولي مع انهم على هذه العادة منذ مئات السنين؟؟؟
وبدأت الاسئلة تدور في رأسي :
أليس الحسين الان في مقعد صدق عند مليك مقتدر؟؟؟
اليس الحسين الان في الجنة التي عرضها كعرض السماوات الارض أعدت للمتقين؟؟؟
اذن لماذا يفعل الناس هذه الافاعيل مثل التطبير و ضرب الأنفس بالأمواس والقامات و الآلات الحادة واللطم والبكاء والنحيب و لبس السواد؟؟؟
ألأجل إمام هو الآن في جنة و نعيم يطوف عليه ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من نعيم؟؟؟
وكنت اسأل نفسي عند سماعي لمحاضرات الدكتور أحمد الوائلي خصوصاً: هل ان الرسول(ص) كان يحارب المشركين والكفار من اجل إدخالهم الى الاسلام ام إنه كان يحاربهم من اجل ان يقروا بولاية علي بن ابي طالب؟؟؟
لأن من خلال تلك المحاضرات وصلت الى نتيجة مفادها ان الدين عند الشيعة هو صراع بين أهل البيت و الصحابة , بينما نجد ان الدين عند السنة هو صراع بين الاسلام من جهة و بين المشركين و الكفار من جهة اخرى.
ومن خلالها ايضاً عرفت ان الشيعة لديهم ولاية علي بن ابي طالب أهم من جميع الاعمال الاخرى الواجبة في الاسلام , وهذا ما اكدته الاحاديث في اصول الكافي عندما اطلعت عليه .
وهل كان الامام علي زمن الرسول (ص) معصوم؟؟؟
وهل كان اصحاب الامام علي (قبل وفاة النبي ص) ينادونه بالمعصوم؟؟؟
وهل كان النبي(ص) ينادي علياُ : يا معصوم؟؟؟ واين الدليل على ذلك؟؟؟
وهل درجة الامام علي وهو ولي من اولياء الله الصالحين بنفس درجة نبي من انبياء الله المعصومين؟؟؟
وهل يعقل ان الامام علي هو افضل من الانبياء؟؟؟(راجع كتاب تفضيل الائمة على الانبياء لعلي الميلاني) .
ان الاشخاص اللذين ناظرتهم لم يكونوا يحملون اسلوب المنهج العلمي ,لأنهم ليسوا باحثين عن الحقيقة ,إن الباحث عن الحق يجب ان يكون في الوسط بين الطرفين , لا ان يكون في أحد الطرفين: و يقول انا ابحث عن الحق !!!
هؤلاء لم يصلوا الى مستوى الحيرة في العقيدة , لأنهم جاءوا الى الدنيا ووجدوا عقيدتهم جاهزة فقلدوا والديهم بدون بحث . وعندما كنت اناقشهم كانت ردودهم جاهزة.
مسجد المصريين !!!
كان ومازال الشيعة يعتبرون السنة منحرفين عن الدين وانهم اكثر شرا من اليهود والنصارى, وكانت امي _عندما كنت في الثامنة من العمر_ كلما تذهب بي الى السوق تمر من امام مسجد العباسية الغربية في منطقة العباسية الغربية وسط المدينة , وكانت تقول لي :انظر انه مسجد للسنة !!! تخويفا لي , على اساس انهم شياطين وسوف يذهبون للنار !!!علماً انه كان وقتها المئات من المصريين وهم يصلون صلاة الجمعة .
جاء هؤلاء المصريين الى العراق في ثمانينيات القرن العشرين من اجل العمل , وقد اطلق الشيعة على هذا الجامع ب(جامع المصريين) نكاية بهم , وكأن الجامع جاء على يد المصريين , في حين ان الحقيقة انه بني في عهد العثمانيين .
(انظر : تراث كربلاء , سلمان هادي ال طعمة , باب الجوامع و الحسينيات , ص 220, وتاريخ الحركة العلمية في كربلاء , نور الدين الشاهرودي , الفصل السادس : باب الجوامع والحسينيات , ص296 ) . وقد خرج جميع المصريين من العراق بسبب أزمة الخليج العربي عام 1990.
ذهبت الى جامع العباسية الغربية لأول مرة كي ابحث عن اجوبة لاسئلتي المحيرة :
هل صحيح ان الصحابة كفروا ؟
هل صحيح ان عائشة زنت ؟
هل صحيح ان من لا يؤمن بالولاية كافر؟
هل النبي محمد (ص) كان يصلي على التربة الحسينية؟
هل صحيح ان اللطم و التطبير والزنجيل من اساسيات الاسلام ؟
هل التقبيل والتمسح بقبور الاولياء والصالحين يجلب منفعة كما كنت اعتقد؟
وهل زيارة القبور هو من اجل عبادة هذه القبور أي التقديس والتقبيل والتمسح لها أم من أجل السلام على اهلها وتذكر الاخرة ؟
اسئلة كثيرة كانت تدور ببالي كيف اجيب عليها ,وعند دخولي المسجد ذهبت الى غرفة شيخ الجامع وكان الشيخ سعد رشيد فزع الجنابي رحمه الله وقد استقبلني استقبالاً حاراً وكان معه الاخوة رواد الجامع الذين كانوا يسألونه ويستفسرون منه عن مواضيع عقائدية وفقهية , خصوصا وانهم سبقوني بالاستبصار, وكانوا من عوائل شيعية عريقة بالتشيع مثل عائلة الموسوي وغيرها . وقد علم الشيخ مني ما اريد ولأن اسئلتي كانت كثيرة جدا ,الا انها لم تكتمل اجوبتها بيوم واحد بل عدة اسابيع , لذلك قمت بالتردد على الجامع كلما سنحت لي الفرصة حاملاً قلم و قصاصات ورقية مدوناً عليها اسألتي .
وقتها كنت اتردد على مجموعة اخرى مناقضة لمجموعة الجامع وهي مجموعة اصدقائي بالعمل وهي مجموعة شيعية لم يكن لديهم جامع بل كنت التقي بهم اما في الحي الصناعي صباحا او في منطقة بين الحرمين ايام الخميس ,لانهم كانوا يوزعون ماء الشرب على الزائرين الشيعة مجانا , وهم من بني أسد .
عندما كنت شيعيا لم اعر اية اهمية للمساجد او للقران لأن المسجد والقران ليسا من اهتمام أي شيعي , لأن صلاة الشيعي تتطلب قراءة سورة الفاتحة وسورة الاخلاص فقط , لذلك نجد كثيراً من الشيعة لا يحفظون من القران سوى هاتين الآيتين . وصلاة الشيعي تكون في ثلاث أوقات يوميا و بثلاثة وضوء في بيوتهم او محل عملهم , في حين ان صلاة السني تكون في خمسة اوقات وبخمسة وضوء تكون أغلبها في الجامع (آنذاك قبل اختطاف الشيخ و اغتصاب الجامع ).
هالني ما رأيته من علاقة بين السنة والجامع , لقد كان الجامع هو كل حياة السني , ففيه يؤدي صلاته ويقرأ القران و يتعلم احكام القراءة وحفظه , بل لقد وجدت من الشباب والشيوخ في هذا الجامع الكثير ممن يحفظ القران بالرغم من قلة عددهم . وكان هذا شيئا جديدا عليً . لأنني كنت اعرف ان الحسينية هي للصلاة في المناسبات مثل عاشوراء و الاربعينية وفي مناسبات وفيات الائمة عليهم السلام ولتقديم الطعام والماء والمبيت فيها .
لقد احببت روح الجماعة عند اهل السنة فالصلاة جماعة اعطتني دفعات من الإيمان لم اشعر بها من قبل في حياتي , احسست بانني طائر في السماء وأشرقت روحي بحب الله بعد ان كنت اتوسل بعلي بن ابي طالب ظاناً منه انه يقوم بواجبات الله !!!
لازلت اتذكر حتى اليوم عندما كان خالي يتكلم عن السنة ويصفهم ب (الوهابية) وانهم قد هجموا على كربلاء وأستباحوها , وانهم اعداء اهل البيت وسيدخلون جهنم , وأنهم وانهم ....................
وقتها كنت اوافقه الرأي بصورة عمياء لانني كنت صغيرا (13 سنة) وكل ولد او بنت في سن الطفولة يتلقف الايحاءات من أهله وأقاربه والمجتمع من حوله . لكنني وجدت ان من اسماهم خالي ب(الوهابية) هم أشد الناس منا حباً لأهل البيت , بل وجدتهم يحبون اهل البيت ويوالونهم ويسمون بأسمائهم , ويحبون ما كان اهل البيت يحبونه . عكس ما قاله لي اهلي واقربائي ان السنة هم اعداء اهل البيت , وانهم جماعة يزيد قاتل الحسين , وانهم يستلمون من الجامع رواتب بمئات الدولارات كل شهر تقدم لهم من المملكة العربية السعودية !!!
والسلام عليكم
مسجد المصريين !!!
كان ومازال الشيعة يعتبرون السنة منحرفين عن الدين وانهم اكثر شرا من اليهود والنصارى, وكانت امي _عندما كنت في الثامنة من العمر_ كلما تذهب بي الى السوق تمر من امام مسجد العباسية الغربية في منطقة العباسية الغربية وسط المدينة , وكانت تقول لي :انظر انه مسجد للسنة !!! تخويفا لي , على اساس انهم شياطين وسوف يذهبون للنار !!!علماً انه كان وقتها المئات من المصريين وهم يصلون صلاة الجمعة .
جاء هؤلاء المصريين الى العراق في ثمانينيات القرن العشرين من اجل العمل , وقد اطلق الشيعة على هذا الجامع ب(جامع المصريين) نكاية بهم , وكأن الجامع جاء على يد المصريين , في حين ان الحقيقة انه بني في عهد العثمانيين .
(انظر : تراث كربلاء , سلمان هادي ال طعمة , باب الجوامع و الحسينيات , ص 220, وتاريخ الحركة العلمية في كربلاء , نور الدين الشاهرودي , الفصل السادس : باب الجوامع والحسينيات , ص296 ) . وقد خرج جميع المصريين من العراق بسبب أزمة الخليج العربي عام 1990.
ذهبت الى جامع العباسية الغربية لأول مرة كي ابحث عن اجوبة لاسئلتي المحيرة :
هل صحيح ان الصحابة كفروا ؟
هل صحيح ان عائشة زنت ؟
هل صحيح ان من لا يؤمن بالولاية كافر؟
هل النبي محمد (ص) كان يصلي على التربة الحسينية؟
هل صحيح ان اللطم و التطبير والزنجيل من اساسيات الاسلام ؟
هل التقبيل والتمسح بقبور الاولياء والصالحين يجلب منفعة كما كنت اعتقد؟
وهل زيارة القبور هو من اجل عبادة هذه القبور أي التقديس والتقبيل والتمسح لها أم من أجل السلام على اهلها وتذكر الاخرة ؟
اسئلة كثيرة كانت تدور ببالي كيف اجيب عليها ,وعند دخولي المسجد ذهبت الى غرفة شيخ الجامع وكان الشيخ سعد رشيد فزع الجنابي رحمه الله وقد استقبلني استقبالاً حاراً وكان معه الاخوة رواد الجامع الذين كانوا يسألونه ويستفسرون منه عن مواضيع عقائدية وفقهية , خصوصا وانهم سبقوني بالاستبصار, وكانوا من عوائل شيعية عريقة بالتشيع مثل عائلة الموسوي وغيرها . وقد علم الشيخ مني ما اريد ولأن اسئلتي كانت كثيرة جدا ,الا انها لم تكتمل اجوبتها بيوم واحد بل عدة اسابيع , لذلك قمت بالتردد على الجامع كلما سنحت لي الفرصة حاملاً قلم و قصاصات ورقية مدوناً عليها اسألتي .
وقتها كنت اتردد على مجموعة اخرى مناقضة لمجموعة الجامع وهي مجموعة اصدقائي بالعمل وهي مجموعة شيعية لم يكن لديهم جامع بل كنت التقي بهم اما في الحي الصناعي صباحا او في منطقة بين الحرمين ايام الخميس ,لانهم كانوا يوزعون ماء الشرب على الزائرين الشيعة مجانا , وهم من بني أسد .
عندما كنت شيعيا لم اعر اية اهمية للمساجد او للقران لأن المسجد والقران ليسا من اهتمام أي شيعي , لأن صلاة الشيعي تتطلب قراءة سورة الفاتحة وسورة الاخلاص فقط , لذلك نجد كثيراً من الشيعة لا يحفظون من القران سوى هاتين الآيتين . وصلاة الشيعي تكون في ثلاث أوقات يوميا و بثلاثة وضوء في بيوتهم او محل عملهم , في حين ان صلاة السني تكون في خمسة اوقات وبخمسة وضوء تكون أغلبها في الجامع (آنذاك قبل اختطاف الشيخ و اغتصاب الجامع ).
هالني ما رأيته من علاقة بين السنة والجامع , لقد كان الجامع هو كل حياة السني , ففيه يؤدي صلاته ويقرأ القران و يتعلم احكام القراءة وحفظه , بل لقد وجدت من الشباب والشيوخ في هذا الجامع الكثير ممن يحفظ القران بالرغم من قلة عددهم . وكان هذا شيئا جديدا عليً . لأنني كنت اعرف ان الحسينية هي للصلاة في المناسبات مثل عاشوراء و الاربعينية وفي مناسبات وفيات الائمة عليهم السلام ولتقديم الطعام والماء والمبيت فيها .
لقد احببت روح الجماعة عند اهل السنة فالصلاة جماعة اعطتني دفعات من الإيمان لم اشعر بها من قبل في حياتي , احسست بانني طائر في السماء وأشرقت روحي بحب الله بعد ان كنت اتوسل بعلي بن ابي طالب ظاناً منه انه يقوم بواجبات الله !!!
لازلت اتذكر حتى اليوم عندما كان خالي يتكلم عن السنة ويصفهم ب (الوهابية) وانهم قد هجموا على كربلاء وأستباحوها , وانهم اعداء اهل البيت وسيدخلون جهنم , وأنهم وانهم ....................
وقتها كنت اوافقه الرأي بصورة عمياء لانني كنت صغيرا (13 سنة) وكل ولد او بنت في سن الطفولة يتلقف الايحاءات من أهله وأقاربه والمجتمع من حوله . لكنني وجدت ان من اسماهم خالي ب(الوهابية) هم أشد الناس منا حباً لأهل البيت , بل وجدتهم يحبون اهل البيت ويوالونهم ويسمون بأسمائهم , ويحبون ما كان اهل البيت يحبونه . عكس ما قاله لي اهلي واقربائي ان السنة هم اعداء اهل البيت , وانهم جماعة يزيد قاتل الحسين , وانهم يستلمون من الجامع رواتب بمئات الدولارات كل شهر تقدم لهم من المملكة العربية السعودية !!!
والسلام عليكم
تعليق