انظر كم صفة عندك من صفات المتقين
لقد ورد في نهج البلاغة ج2ص160 أن رجلاً عابداً ، كان اسمه همام قال : يا أمير المؤمنين صف لي المتقين .. حتى كأني انظر إليهم .. فتثاقل الامام عليه السلام عن جوابه ، ثم قال : يا همام ، اتق اللّه وأحسن ، فان اللّه مع الذين اتقوا ، والذين هم محسنون ، فلم يقنع همام بهذا القول ، حتى عزم عليه ، فقام الامام : فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى اللّه عليه وآله ثم قال : أما بعد ، فان اللّه سبحانه وتعالى ، خلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم آمناً من معصيتهم .. لانه لا تضره معصية من عصاه .. ولا تنفعه طاعة من أطاعه .. فسم بينهم معيشتهم .. ووضعهم من الدنيا مواضعهم .. ( اشار الامام الى تقسيم الارزاق ووضع الناس في المواضع المناسبة ) ثم قالفالمتقون فيها هم أهل الفضائل
أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن
وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء
فمن علامات أحدهم أنك ترى له قوة في دين
لنتعلم من الامام كيف نكون من المتقين
ثم استمر الامام عليه السلام في وصفه ، فقال : إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره .. لم يعطها فيما تحب .. قرة عينه فيما لا يزول .. وزهادته فيما لا يبقى .. يمزح الحلم بالعلم ، والقول بالعمل ، تراه قريباً أمله ، قليلاً زللَه .. خاشعاً قلبه .. قانعاً نفسه .. منزوراً أكله ، سهلاً أمره ، حريزاً دينه .. ميتة شهوته .. مكظوماً غيظه ..
الخير منه مأمول والشر منه مأمون
ولا يدخل في الباطل ولا يخرج من الحق
انظر الى ما جرى بعد هذه الموعظة
واتقوا اللّه واعلموا أن اللّه مع المتقين
التقوى : هي ترك المعاصي التي نهى اللّه عنها .. وفعل الطاعات التي أمر اللّه بها .. والتقوى هي أفضل زاد يمكن حمله من الدنيا الى الآخرة ، ويتولى اللّه أمور المتقين وقد نعتهم بولاية رسوله في قوله :
واللَّه ولي المتقين
وما كانوا أولياءه إن أولياءه إلا المتقون
وما كانوا أولياءه إن أولياءه إلا المتقون
ويحب اللّه المتقين .. ويتقبل منهم ، ومنهم الانبياء ، والائمة عليهم الصلاة والسلام
قال إنما يتقبل اللّه من المتقين
بلى من أوفى بعهده واتقى فان اللّه يحب المتقين
بلى من أوفى بعهده واتقى فان اللّه يحب المتقين
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون
الذي جاء بالصدق النبي ، وصدق به وصيه والائمة الابرار عليهم السلام ، من بعده
يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً
إن المتقين في مقام أمين 0 في جنات وعيون
إن المتقين في مقام أمين 0 في جنات وعيون
الجنة جزاء المتقين ، لذا علينا الاقتداء بسيد الانبياء ، وسيد الاوصياء ، وبالائمة الابرار عليهم السلام ، والمراجع الاعلام وغيرهم من المتقين ..