كان تعامل الإمام الهادي (عليه السلام) مع طاغية عصره المتوكل العباسي طبقاً لما يقتضيه حال المتوكل من ناحية، وتبعاً لما تمليه عليه ظروف ذلك العصر من وجوب التقية من ناحية ثانية، وحفاظاً على التشيع عموماً وعلى أمر آل محمد (صلى الله عليهم وآله و سلم) بشكل خاص من ناحية ثالثة، فالإمام الهادي(عليه السلام) كان حذراً جداً في تعامله مع هذا الملك العباسي الذي كان شديد البغض لأهل البيت (عليهم السلام)، حتى أنه أمر بحرث قبر الحسين (عليه السلام) وتسويته وطمس معالم التشيع ومظاهر الولاء لآل البيت الأطهار (عليهم السلام)! وله مواقف مشهورة في بغضه للأئمة (عليهم السلام) والنيل منهم وتقريب المبغضين لهم من النواصب والخوارج، حتى أنه كان يستأنس بتقرب الناس إليه ببغضهم! وقصة تقرب الشاعر (علي بن الجهم) إليه ببغض أمير المؤمنين (عليه السلام) خير دليل على سلوك هذا الطاغية وسوء طويته وخبث سريرته.
وكان الإمام الهادي (عليه السلام) في بعض الأحيان وتبعاً لما تقتضيه المصلحة يذكرّ المتوكل بالآخرة وبالموت، وحادثة استدعاء المتوكل للإمام الهادي (عليه السلام) بعد أن وشى به العباسيون وأعداء آل محمد والمتوكّل في حال السُكر والثمالة مسطورة في كتب التأريخ، فلمّا حضر الإمام (عليه السلام) وتبين للمتوكل كذب الواشين طلب من الهادي (عليه السلام) أن ينشده أبياتاً من الشعر، فأبى، ولكن المتوكّل ألح عليه فأنشد الإمام (عليه السلام) القصيدة التي مطلعها:
ودمتم في رعاية الله
وكان الإمام الهادي (عليه السلام) في بعض الأحيان وتبعاً لما تقتضيه المصلحة يذكرّ المتوكل بالآخرة وبالموت، وحادثة استدعاء المتوكل للإمام الهادي (عليه السلام) بعد أن وشى به العباسيون وأعداء آل محمد والمتوكّل في حال السُكر والثمالة مسطورة في كتب التأريخ، فلمّا حضر الإمام (عليه السلام) وتبين للمتوكل كذب الواشين طلب من الهادي (عليه السلام) أن ينشده أبياتاً من الشعر، فأبى، ولكن المتوكّل ألح عليه فأنشد الإمام (عليه السلام) القصيدة التي مطلعها:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ***** غلب الرجال فما أغنتهم القُللُ
حتى خيف على الإمام (عليه السلام) من بطش المتوكل، ولكن الإمام الهادي (عليه السلام) كان يدرك تماماً ما يجب قوله في مثل هذه المواقف، فوعظه بتلك القصيدة البليغة فأسقط في يد المتوكل وبكى بكاء شديداً ثم أنصرف الإمام بسلام. ودمتم في رعاية الله