إنني مدعو للدخول إليك أيها السيد الكريم، وها إني أهفو إلى قلمي حتى يطيب فيقرع الباب عليك. عفو المسافات يا سيدي فإنها لا تزال هي التي تهفو إليك هفو الريح في الفضاء، وبابك لم يقفل حتى يقرع، فهو هو ذاته في صدارة المحراب، لأنك المسافة التي ليست لأن يقطع إليها، بل لأن توصل بها المسافات.
لقد نجح الجدّ العظيم في بعث الرسالة، وفي حفرها المتين في قرآن، وفي نقلها البليغ إلى الإنسان، وفي تسجيلها على لوحة الزمان، وهاهي الأجيال لا تزال موصولة به كما لا يزال هو موصولاً بالمصدر الذي به تم الاتصال.
وكنت أنت المجتبى قبل أن تبصر النور، كنت المصطفى، إنه الشوق في جدّك تتناوله الغيرة على مجهود يلزمه الدفع الطويل حتى يبقى مستمراً، يلزمه الدفع الذي لا ينتهي، فهو ليس حكراً على عمر واحد يأتيه أجل، إنما من أجل بناء الأجيال التي دون أن تصرمها الآجال، إنما هو في الحقيقة المطلقة مجهود تشبّث بحقيقة رزم الإنسان حتى ينتصر الإنسان. أما القيّم على هذا المجهود فهو الذي لا يعرضه الموت للغياب أكثر مما يبقيه في ساحة الصراع عن طريق توارث الصفات.
تلك هي العصمة أيها الإمام، جمع إليك حدودها جدّك البعيد المدى، فإذا هي لك في كنىً توافرت فيها الصفات، كأنها قنوات تستقي منها. فأنت أبو محمد، وأنت الزكي، وأنت السبط، وأنت الريحانة في الجنة، وأنت الإمام قمت أم قعدت، وأنت السيد الكريم، وأنت المجتبى.
هذا هو الإطار الذي أعدّ لأن ينزل فيه الإمام الحسن بن علي، لتكون له منه الحدود، كل الحدود، فهل صدق الزمان في سيره، وتمكن هذا الإمام من التلبية، تنفيذاً لكل ما أوكل إليه؟
نعم، الإمام الحسن، لقد عين مسبقاً لأن تنتقل إليه القيمومة وسيحاول أن يلتزم بها ما دامت له الأنباض في الحياة، وسيتركها إلى الغير مربوطة بنهج سيكون لها في مجال الديمومة.
وجاء الإمام الحسن بنهج كأنّه الابتكار، يحقن الدم بالصلح الأبيض حتى تزول الأورام، فتلتقي قدم بقدم، وحسام بحسام، حتى يكون للمجتمع العظيم قلب واحد وزند واحد يلعب بالسيف أمام الشمس وتخفق به راية الحق براية الإسلام.
لقد غاب الحسن وبقي له المنهج حتى تستقيم به مناهج الأمة في حقيقة الإسلام، أيها الإمام يا أبا محمد أيها النقي الذي مشى حافياً فوق الرماد، أيها السبط الذي ارتبطت به الأواصر، وانتهت إليه مفاصل الحقب، كأنك همزة الوصل بين ثقل وثقل، في حوملة تمتزج فيها البدايات والنهايات.
أيها الزكي الذي تحمّل لعب النار في المصهر، فطابت به خميرة الطهر، وصفا رماده.
أيها اللون الجديد المشرب بلون الورود المتدلية فوق الجدران العالية، كأنها امتداد لبحور الجنان، تشرب الكوثر بدعج العين، وتفيض بك الملامح، التهب بالصمت والوعد وفيض التمني.
وأخيراً، أيها المجتى، أيجوز لي أن أقول، إذا اختصرتك بوصف أني وصلت إليك؟
منذ زمن طويل وأنا أسعى إلى المبتغى ولم يكن لي أبداً أن ألمحك إلا بعد أن تطول إغماضة عيني، كأنك طيف تخف خطواته مع كل دغشة ندية تحلم بها المقاطع المارجة بأفواج الرياحين.
ربما يكون لي من هنا أن اكتشفت شوق جدّك العظيم إليك وهو يشمّك ويقول: أنت ريحانتي النديّة، كأنك قد ولدت شعراً في باله.
لقد نجح الجدّ العظيم في بعث الرسالة، وفي حفرها المتين في قرآن، وفي نقلها البليغ إلى الإنسان، وفي تسجيلها على لوحة الزمان، وهاهي الأجيال لا تزال موصولة به كما لا يزال هو موصولاً بالمصدر الذي به تم الاتصال.
وكنت أنت المجتبى قبل أن تبصر النور، كنت المصطفى، إنه الشوق في جدّك تتناوله الغيرة على مجهود يلزمه الدفع الطويل حتى يبقى مستمراً، يلزمه الدفع الذي لا ينتهي، فهو ليس حكراً على عمر واحد يأتيه أجل، إنما من أجل بناء الأجيال التي دون أن تصرمها الآجال، إنما هو في الحقيقة المطلقة مجهود تشبّث بحقيقة رزم الإنسان حتى ينتصر الإنسان. أما القيّم على هذا المجهود فهو الذي لا يعرضه الموت للغياب أكثر مما يبقيه في ساحة الصراع عن طريق توارث الصفات.
تلك هي العصمة أيها الإمام، جمع إليك حدودها جدّك البعيد المدى، فإذا هي لك في كنىً توافرت فيها الصفات، كأنها قنوات تستقي منها. فأنت أبو محمد، وأنت الزكي، وأنت السبط، وأنت الريحانة في الجنة، وأنت الإمام قمت أم قعدت، وأنت السيد الكريم، وأنت المجتبى.
هذا هو الإطار الذي أعدّ لأن ينزل فيه الإمام الحسن بن علي، لتكون له منه الحدود، كل الحدود، فهل صدق الزمان في سيره، وتمكن هذا الإمام من التلبية، تنفيذاً لكل ما أوكل إليه؟
نعم، الإمام الحسن، لقد عين مسبقاً لأن تنتقل إليه القيمومة وسيحاول أن يلتزم بها ما دامت له الأنباض في الحياة، وسيتركها إلى الغير مربوطة بنهج سيكون لها في مجال الديمومة.
وجاء الإمام الحسن بنهج كأنّه الابتكار، يحقن الدم بالصلح الأبيض حتى تزول الأورام، فتلتقي قدم بقدم، وحسام بحسام، حتى يكون للمجتمع العظيم قلب واحد وزند واحد يلعب بالسيف أمام الشمس وتخفق به راية الحق براية الإسلام.
لقد غاب الحسن وبقي له المنهج حتى تستقيم به مناهج الأمة في حقيقة الإسلام، أيها الإمام يا أبا محمد أيها النقي الذي مشى حافياً فوق الرماد، أيها السبط الذي ارتبطت به الأواصر، وانتهت إليه مفاصل الحقب، كأنك همزة الوصل بين ثقل وثقل، في حوملة تمتزج فيها البدايات والنهايات.
أيها الزكي الذي تحمّل لعب النار في المصهر، فطابت به خميرة الطهر، وصفا رماده.
أيها اللون الجديد المشرب بلون الورود المتدلية فوق الجدران العالية، كأنها امتداد لبحور الجنان، تشرب الكوثر بدعج العين، وتفيض بك الملامح، التهب بالصمت والوعد وفيض التمني.
وأخيراً، أيها المجتى، أيجوز لي أن أقول، إذا اختصرتك بوصف أني وصلت إليك؟
منذ زمن طويل وأنا أسعى إلى المبتغى ولم يكن لي أبداً أن ألمحك إلا بعد أن تطول إغماضة عيني، كأنك طيف تخف خطواته مع كل دغشة ندية تحلم بها المقاطع المارجة بأفواج الرياحين.
ربما يكون لي من هنا أن اكتشفت شوق جدّك العظيم إليك وهو يشمّك ويقول: أنت ريحانتي النديّة، كأنك قد ولدت شعراً في باله.
تعليق