بين هاجر وزينب عليهما السلام
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
جاء في قصة إبراهيم الخليل (عليه السلام) انه لما أراد ان يأخذ ابنه إسماعيل (عليه السلام)معه الى منى ليقدمه قرباناً الى الله تعالى، طلب من أمه هاجر ان تزينه وتلبسه ملابسه الفاخرة والنظيفة، حتى يأخذه معه الى ضيافة خليله العزيز، وهو يقصد به ضيافة الله تبارك وتعالى، غير انه كنى عنه بذلك، ولم يصرح أمام امه بما يريده إشفاقا منه عليها.
فهيأته فأخذه معه وتله للجبين ووضع المدية على رقبته، واخذ يحز بها رقبته حتى اذا اثر ذلك في عنقه بالحمرة فقط لا قطعاً، نزل جبرئيل ومعه كبش كبير وأمره بذبحه مكان ولده، فذبح إبراهيم الكبش ورجع باسماعيل سالماً الى امه..
فلما وقع نظر الام الحنون هاجر(عليها السلام) على موقع المدية وأثرها من الاحمرار على رقبة ابنها العزيز إسماعيل،خرت على الأرض مغشياً عليها، ثم لم تعش في الحياة بعد ذلك الا قليلاً.
وبالمقارنة بين هذه الأم الحنون، وبين الام العطوف السيدة زينب (عليها السلام) يعرف مدى صبر عقيلة بني هاشم على المصائب الكبرى، وتجلدها عند الافتجاع بالأحباب والأعزة.
فالسيدة زينب (عليها السلام) بدل تزيين هاجر ابنها إسماعيل تلبس ولديها محمداً وعوناً ـ وكل منهما إسماعيل عصره وزمانه ـ لامة الحرب، وتطلب من أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) ان يقبلهما فدائيين صغيرين له، وان ياذن لهما في المبارزة والشهادة بين يديه.
والسيدة زينب (عليها السلام) تعرضت مكان رؤية هاجر احمرار رقبة ابنها إسماعيل المتاثر بامرار المدية عليها، الى رؤية جسد ولديها مقطعاً بالسيوف، موذراً على رمضاء كربلاء، فصبرت وغضت الطرف عنهما، وسكنت ولم تبك عليهما، وتجلدت ولم تذكرهما في مدح ولا رثاء، ولا في مناسبة او مكالمة، كل ذلك اعظاماً منها لأخيهاالإمام الحسين(عليه السلام) وإكبارا له، واحتقاراً منها لقليل ما قدمته له وبين يديه، ولئلا يخجلالإمام الحسين (عليه السلام) منها.
لكن نفس هذه السيدة العظيمة لما سمعت بأن ابن أخيها علي الأكبر (عليه السلام) قد استشهد خرجت من المخيم الى المعركة وهي مُوَلوِلة ومعولة، وصارخة ومنادية: واعلياه.. وا ابن اخاه.. مما اشغلت بال أخيها الإمام الحسين (عليه السلام)عن ولده، وعطفت همه عليها، ووجهت فكره اليها، والى ارجاعها الى المخيم
زيارة السيدة زينب عليها السلام
(السلامُ عليكِ أيَّتُها السيدةُ الزَكِيّةُ، الطاهرةُ الوَلِيَّةُ، وَالداعِيةُ الحَفِيَّةُ، أشهَدُ أنكِ قُلتِ حَقَّاً، وَنَطَقتِ صِدقاً، وَدَعَوتِ إلى مَولايَ وَمَولاكِ عَلانِيَةً وَسِراً، فازَ مُتَّبِعُكِ، وَنجَا مُصَدِّقُكِ، وَخابَ وَخَسِرَ مُكَذِّبُكِ و المتُخَلِّفُ عَنكِ، اشهَدِي ليِ بهِذهِ الشَهادَةِ لِأكُونُ مِنَ الفائزينَ بِمَعرفَتِكِ وَطاعَتِكِ وَتَصدِيِقكِ وَأتْبَاعِكِ، وَالسلامُ عَلَيكِ يا سَيِّدَتي وَابْنَةَ سَيِّدِي، أنتِ بابُ اللهِ المُؤتى مِنهُ وَ المأخوذُ عَنهُ، أتَيتُكِ زائراً وَحاجاتي لَكِ مُستٌودِعاً، وَ هاأَنَا ذا أستَودِعُكِ دِيني وَأمانَتي وَخوَاتِيْمَ عَمَلِي وَجَوامِعَ أمَلِي إلى مُنتَهَى أجَلِي، وَالسلامُ عَليَكِ وَرَحمة اللهِ وَبَرَكَاتُه)
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تعليق