اللهم صل على محمد وال محمد
وفي هذه القصة الواقعية ايضاً:
قدمت جارية للامام الحسن بن علي عليه السلام طاقة من الريحان, وكان قد اشترى الجارية بمبلغ كبير من المال, فقال لها: اذهبي انت حرة لوجه الله! فقيل له: هذه الجارية كلفتك المبلغ الكذائي, فقال عليه السلام: لقد أدبنا الله بأدبه, فقال: "واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها" "النساء/86", وهذه الجارية حيتني بهذه الطاقة فحييتها بأحسن منها!
وفي هذه ايضاً:
علم (عبد الرحمان السلمي) وهو معلم الصبيان القرآن, صبياً للامام الحسين بن علي عليه السلام سورة الفاتحة, فحشا الامام فمه دراً! فقيل له في ذلك (استكثروا عطاءه) فقال عليه السلام: أين عطائي من عطائه؟!
أي عرفان بالجميل هو هذا؟!
انه لا يقدر ذلك الا من يثمن الاشياء النفسية بأثمانها, فسورة الفاتحة تعني الصلاة, فاذا تعلمها الصبي لازمته طوال حياته, والمال يفنى وهي من الباقيات الصالحات!!
رد الجميل باكبر منه, او احسن منه, يمكن تعطيله على انه سبيل رباني من سبل تكريم العطاء ومضاعفته والمداومة عليه, فالاخر هنا لا يثمن المبادرة فقط, بل يكافؤها بزيادة, والطبع الانساني طبع مستزيد (يحب الزيادات) وهذا هو ادب الله في مضاعفته العطاء للمحسنين, يقول تبارك وتعالى: "مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" (البقرة/261).
وقد صدق من قال: "من ايقن بالخلف جاد بالعطية", فعلى مقدار المكافأة أو الجائزة يكون العطاء.
موفقين بحق محمد وال محمد
تعليق