بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
((وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ))
كثيراً ما نرى هؤلاء الذي يتسابقون بمختلف الميادين الرياضية يجدّون ويبذلون قصارى جهدهم لينالوا الوسام الذهبي..
ونحن نعلم انّ ذلك من الأمور الدنيوية التافهة والزائلة، فلو دقّق المؤمن بها جيداً لوجدها لا تعدل شيئاً مقابل رضا الله تعالى عنه..
ولكن شتّان ما بين السباق نحو رضوان الله تعالى ومغفرته ونيل جنانه وبين السباقات الدنيوية..
نعم لا وجه للمقارنة ولكن أريد أن أقول بأن الانسان تجده يسخّر كل طاقاته لنيل الوسام الدنيوي المزعوم ولكن في النهاية لا يقدم ذلك ولا يؤخر في مسيرته التكاملية، بل تزيده غرقاً في أوحال هذه الدنيا الدنية..
بينما من سعى الى الوسام الأخروي لهو السعي المرجو بل المنشود ((وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى))..
ومن تلك السباقات وأعظمها سباق الطاعات والعبادات التي سعيتم لنيل أكثر قدر ممكن منها في شهر رمضان المبارك..
فها هو اليوم هو عيد الفطر المبارك وهو اليوم الذي تسلّم فيه الجوائز، فتجد الصائم سعيداً فرحاً بهذا اليوم لأنه أدى ما عليه من الطاعات بل حاول الاستزادة منها بكل ما أوتي من قوة ووقت، فتجده حيناً يبحث عن دعاء يخص هذا اليوم أو هذه الليلة أو عن هذه الصلاة وتلك أو عن مساعدة يقدمها أو غيرها من أمور الطاعة لينال بها رضا الله تبارك وتعالى..
فهو سباق كلما حصد أكثر كلما اقترب من الله تعالى أكثر، ومن الجدير بالذكر انّه لا خاسر بهذا السباق بل الكل فائزون وان اختلفت الدرجات، على العكس من السباق الدنيوي..
فهنيئاً لكم تلك الجوائز والتي تعطى من ربّ الأرباب..
وتباركت أيامكم وجعلها الله سبحانه وتعالى كلّها أعياداً ومسرّات فمن كان في طاعة الله فهو في كل يوم عنده عيد..
ولا تتوقفوا عند هذا الحد، فلتستمروا بهذا السباق الى آخر نفس..
((سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))
تعليق