بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واّل محمد
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم )
اللهم صل على محمد واّل محمد
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم )
البر هو الخير أو سعة الخير , وكلها تندرج في الخير وسعته , ونفهم من الاّية الكريمة أنه لا يمكن أن نحصل أو نصل الى الخير والنعمة الاّلهية سواءاً كانت مادية أو معنوية حتى ننفق أعز وأثمن شي تعلق به قلبنا .
وجعل الله تعالى دخول البر والتدرج بمدارجه الى بلوغ منزلة الأبرار نتيجة حتمية لذلك الأنفاق .
نلاحظ أن الاّية الكريمة لم يحدد فيها لا نوع ولا كم فقط الأنفاق سواء كان مادياً أو معنوياً .
ففي ليلة زفاف سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أعترضتها مسكينة , فنزعت ثوبها الجديد , وأعطته أياها ولبست هي ثوبها القديم , فلما جاءها الرسول في ليلة صباحها سألها عن ثوبها , أين ثوبك الجديد ؟ قالت : أنفقته في سبيل الله فعندها أراد أ يختبرها فقال لها : لماذا لم تعطيها ثوبك القديم , قالت : لأني سمعت أمي خديجة ليلة زواجها سألتها مسكينة , فأعطتها ثوبها الجديد , وهي دخلت غرفة الزفاف بثوبها الخلق .
أعلموا أن كل ما ينفق من مال الأنسان يفنى أما الذي يقدمه الأنسان في سبيل الله فهو الباقي " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم " .
هناك البعض من الناس لا يحث على العطية ليس خوفاً من العطية ولكن خوفاً من أن يعطي صاحبه للفقير فيجبر ان يعطي الفقير .......
هناك البعض من الناس لا يحث على العطية ليس خوفاً من العطية ولكن خوفاً من أن يعطي صاحبه للفقير فيجبر ان يعطي الفقير .......
هذا لا يعني ان يجب على الأنسان مثلاً أنفاق راتبه أو ماله بأكمله وأنما أعطوا على مقدار الفرد وأصرفوا بتعقل .
هناك بعض الزوجات يعشن المذلة ويطلبن المساعدة من أي شخص بسبب بخل أزاجهن وعلى الرغم من أمتلاك الزوج الأمكانية في الأنفاق في الوقت الذي حث فيه الأسلام على انفاق الزوج بحدود امكانيته وفي المقابل على الزوجة أن تراعي ظروف زوجها وتقلل من متطلباتها الكمالية .
والبخل من سجايا الذميمة، والخلال الخسيسة، الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه، وقد عابها الإسلام، وحذر منها تحذيرا رهيبا.
قال تعالى: ((ها أنتم تُدعون لتنفقوا في سبيل الله فنكم من يبخل، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء)) (محمد: 38).
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام):
(عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء) (3نهج البلاغة).
عجبت لمن يشتري العبيد بماله كيف لا يشتري الأحرار بفعاله ؟ يوجد الكثير من الأحرار لا يرتضون المذلة والمهانة فأسعوا الى المعروف ( وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ) .
لذلك أخي المؤمن أختي المؤمنة أنفقوا كلما أستطعتم الأنفاق , فهناك أناس تدفعهم الحاجة فمثلاً يأتي في وقت راحة الأنسان فيعاقب ويصرف الى يوم اّخر بسبب أنه أتى في وقت الراحة في حين شارعنا المقدس يرفض ذلك ويلزم على الأنسان أن لا يؤخر عمل الخير الى غد وبعد غد , فلعل المنية توافيه من دون سابق أنذار أو لم يقدر غداً على ما يقدر عليه اليوم .
تعليق