بسم الله الرحمن الرحيم
عدة اشبهات تطرح حول المرأة في التشريع الاسلامي سنتطرق اليها ان شاء الله ونحال ان نرد عليها بايجاز بعد ذكر فهرست البحث
المقدمة
تمهيد
المرأة في العصور القديمة
الفروقات بين الرجل و المرأة
الميزان في التشريع
الحجاب
الاختلاط و الفوضى الجنسية
الارث
الخطبة والمهر
اذن الولي
النفقة والقوامة
تعدد الزوجات في الاسلام
زوجات الرسول و زواجه
الطلاق
منع زواج المسلمة من الكافر
أحترام المرأة في الاسلام
· البنت في الأسلام
· الأسلام و أحترام الزوجه
· الأم و مكانتها في الأسلام
عاقبة المرأة في الاسلام
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين ومن تبعهم الى يوم الدين.
........................... التي تتعلق بألمرأة لكي يفهم الأخوة و الأخوات أن الأسلام هو الدين النقي الذي يريد سعادة البشر و ما سواه مهما كان لا يزيد المجتمع الا الآما وآهات, و لربما يؤثر المسلم على الاخرين حينما يشرح لهم غاية الأسلام من هذه التشريعات { ولأن يهدي الله على يدك رجل خير لك مما طلعت عليه الشمس} فالغاية الأولى هي التحصن الفكري و الدفاع عن الأسلام و الغاية الثانيه هي نشر تلك المحاسن بين الناس و لربما يكون ذلك و اجبا إذا توفرت شروط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و لكثرة تصرفي في بعض النصوص التي إستخرجتها من المصادر لم أذكر هذا في الهامش ولكن ذكرتها في نهاية البحث ولعل جل البحث استخرجته من كتاب الشهيد مطهري , استغفر الله من كل خطأ وتقصير و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
حينما خلق الله الأنسان أتحفه بالعقل – ولعله اول شئ خلقه الله كما في بعض الروايات- كي يفكر به ليصل الى معرفة الظار من النافع و الحق من الباطل و ليعرف به ربه و من رحمته سبحانه بعباده لم يكتف بهذه المنحة العظيمة بل بعث الأنبياء ليخرج الناس من الظلمات الى النور و يحملوهم على طاعة الله و السير في الخط المستقيم
و لقصور عقل الأنسان و عدم معرفة كل ما ينفعه و يضره شرع سبحانه له الطريق و نظم شؤونه و جعل له دستورا عاما لكل زوايا الحياة حتى لا يسقط في غياهب الظلم و الشهوات و الأنسان مهما يكن لا يمكن أن يرسم طريقه وحده و يشرع لكل قضاياه بالأتجاه الصحيح لأنه متكون من عدة إتجاهات من حب الذات و السهو و النسيان و قصور عقله من الاحاطه بكل شئ و خصوصا الضار من النافع و لعدم معرفة المستقبل و تأثير البيئه التي يعيش فيها الى آخر النقص.
اما الله سبحانه و تعالى فهو المنزه عن كل نقص فهو خالق الكون و الأنسان العارف بما يضره و ينفعه فيجب علينا و نحن نؤمن بالله بالدليل العقلي و النقلي أن لانشك أبدا بأي تشريع سماوي و نتهمه بالظلم.
ان إصول الدين يجب أن لا تكون تقليدا اعمى و هذا ما حث عليه الأسلام و هذا الشئ من مفاخر الأسلأم لأنه دين الدليل و البرهان قال تعالى في كتابه الكريم:
"وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة و إنا على ءاثارهم مقتدون* قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون* فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين* 22- 23 الزخرفٍ
الله سبحانه يندد في هذه الاية و في آيات أخرى بالتقليد في العقائد يريد من الأنسانيه أن تستخدم عقلها و تتبع الحق و لا تتبع الآباء و إن كانوا على اديان غير منحرفه بل يجب اثبات العقائد في العقل والبرهان و هذا الحكم يشمل حتى المسلمين فأثبات الخالق و إتبات الرسل و غيرها من الأصول العقائديه يجب ان تبنى على البرهان و الدليل قال تعالى:" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" فجعل السير وراء عقيدة ما مشروطة بالبرهان و الدليل.
فأذا اثبتنا الأصول بالعقل يجب أن نسلم بالفروع من صلاة و صيام وغيرها من الفروع و لا نسأل لماذا كما في الأصول لأننا حينما أثبتنا في الأصول أن الله تعالى موجود وهو الذي أمر في الشريعة وهو عادل و رحيم و حكيم و لطيف بعباده فلا يشرع شيئا الا و به سعادتنا الدنيويه و الاخرويه ونحن نجد كثيرا من الامور التشريعية مبهمة العلة لماذا صلاة الصبح ركعتين و الظهر اربعة مثلا:- لا نعلم و عدم معرفتنا لهذا التشريع و القيام به يوضح عمق الطاعة و الأستسلام لله سبحانه تماما كالجندي حينما يأمره القائد بشئ ما فأذا إمتثل لأمره بدون أن يعرف العلة فهذا يمثل قيمة عالية من الانقياد و الأستسلام .
أما إذا طلب منه أولا معرفة الفائدة المرجوة من هذا العمل والتي ترجع اساسا لهذا الجندي فهذه لا تعتبر طاعة صادقه لأنه لم يقم بهذا العمل لأمتثال امر القائد و إنما قام لحبه لذاته و إن هذا العمل يرجع لمصلحته.
وبعد مرور الاف السنين مرت على هذا الآنسان و الأنبياء تترى لهدايته و تسير أموره و كلما طال الزمن وتوسعت أعمال الأنسان و مداركه ينزل الله شريعة أوسع من التي قبلها ثم تمم الله سبحانه هذه الرسالات برسالة نبينا محمد {ص} و كانت متممة لكل رسالات الأنبياء فجائت في آخر الزمان لتكون شامله لكل زوايا الحياة ولكل عصر و مصر الى يوم القيامه فجائت في كل النواحي عادلة تعالج الأمور بالعلاج الأسلم والأصلح
و كان هذا العلاج السليم مع المرأة أيضا مالها و ما عليها فأراد الأسلام أن يشرع بشكل عام من موقع إنسانيتها فكانت هناك الأحكام العامة التي تشمل الرجل و المرأة معا في قضايا الكفر و الأيمان و الأخلاق و العبادات و العلاقات الحياتيه و التربويه فيما يدخل في عمق المسؤليه العامة للأنسان و بذلك كانت حركة المسؤليه ممتدة في شخصية المرأة و حياتها كما هي ممتدة في حياة الرجل من كلا الجانبين فلا يلاحظ الأنسان فرقا في طبيعتها و إن كان هناك أختلاف في بعض التفاصيل و المفردات لهذا تحدث القران عن الثواب الذي ينتظر المرأة و الرجل في الآخرة و العقاب الذي ينتظر الكافرين والكافرات و العاصين والعاصيات من دون تفريق بين الجنسين مما يوحي بأن وعي المسؤليه لديهما واحد في الجانب الفكري و العملي.
ثم انطلق الأسلام من موقع خصوصية الرجل والمرأة فجعل الأحكام الخاصه التي تتناول توزيع المسؤليات في مفردات الحياة بحسب الدور الذي اعده الله لكل منهما و ذلك هو سر النظرة المتوازنة للتشريع للحياة فاءن الأسلام يتحرك في ذلك من موقع الحياة الطبيعية للأنسان لأن الأبتعاد عن ذلك الموقع يبعد الأنسان عن الواقعية في خطواته العملية ويحول التشريع الى عبء ثقيل عليه ويمنعه من تنفيذ اهدافه
ولذلك لم يطرح الأسلام المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في مفردات المسؤلية بل ساوى بينهما في المواقع العامة للأنسانية وفرق بينهما في خصائصها وهكذا أراد للأنسانية أن تستفيد في نموها وحقيقتها ولعل التجربة الفاشلة في الماضي والحاضر اتجاه المرأة تدل دلالة واضحة على صحة النظرة الاسلامية الواقعية لأن كلا التجربتين في الماضي والحاضر دلتا من موقعين مختلفتين على ان النظرة الواحدة من زاوية ضيقة لا تحل المشكلة بل تخلق مشكلة جديدة
ففي الحضارات الماضية ونظرتها التي ترتكز على نقاط الضعف عند المرأة بشكل غير منطقي وفي الوقت الحاضر نرى العالم المتقدم وقد فتح أمام المرأة كل شئ ولم ينظر الى الأختلاف في تكوين الجنسين فحاول ان يتجاوز النظرة القديمة فكانت ردة فعل للواقع القاسي ولكنها لا تملك الهدوء والتأني بالنظرة فطالبت بالمساواة في طل شئ وبدء السير بأتجاه الخطأ أيضا فأهملوا أن للمرأة خصوصية أخرى
ولهذا نرى مجموعات من النساء يطالبن بالعودة الى الأجواء العائلية الحميمة التي فقدنها بصرعة المساواة .
وصنف آخر من الناس يدعوا الى المساواة وحرية المرأة ولكنة ليس حسن النية او بجهل مثل النوع الأول بل يدعوا مع معرفته بمخاطر ذلك على المجتمع كي يحدث اضطراب فيه وتنطمس اللأخلاق وتتوجه الشعوب الى الملاذ والشهوة وتتخلى بالتالي عن دينها وأخلاقها وعلومها فيتمكنوان هم من التغلغل الى هذه الشعوب ويتوصلون الى قراراتها السياسية وخيراتها الأقتصادية لأنهم يعرفون ان اهم عوامل سقوط الحكومات في التأريخ هي توجه قادتها وشعوبها الى النساء والخمور وما شابه ذلك وهذا ما دعى أليه اليهود واذنابهم.
لم يختلف العالم بصورة عامة في ظلم المرأة سابقا و لكن الأختلاف وقع بين الحضارات و الأمم التي لم تمتلك التمدن و الحضارة, فألامم التي لم تصلها الحضارة في قديم الزمان أجحفت حق المرأة ايما اجحاف حتى جعلوها مثل الحيوانات الأليفه أما البلدان المتمدنه فهي أخف وطأه من ذلك و أليك بعض منها:-
· جاء في شرائع الهند " إن الوباء و الموت و الجحيم والسم والافاعي و النار خير من المرأة" وفي شريعة مانو في الهند لم تكن المرأة تعرف حقا مستقلا و كان الواجب أن تموت بموت زوجها و تحرق معه.
· و كانت شريعة حامورابي تعدها من المتاع الذي يمتلكه الرجل.
· و كان اليونان الأقدمون يضعون النساء منازل بعيدة عن الطرق قليلة النوافذ محروسة الأبواب.
· و أعتبر الرومان المرأة حيوانا لا روح له ولا خلود و واجب عليها خدمة الرجل.
· وفي فرنسا سنه 586م عقد إجتماع دار فيه البحث عن المرأة أتعد إنسانا؟ وقرر أخيرا إنها إنسان و لكنها مخلوقة لخدمة الرجل.
· أما في إنكلترا فقد أصدر الملك هندري الثامن أمرا بتحريم مطالعة الكتاب المقدس على النساء.
· أما القانون الانكليزي سنه{1850م} تقربيا يعتبر المرأة غير معتبرة من من المواطنين ولم يكن لها حقوق شخصية.
· وأما الجاهلية قبل الأسلام فيكفينا قوله تعالى في تصوير الحالة المأساويه " وأذا بشر أحدكم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا سا ما يحكمون".
هذا المقطع من القرآني يوضح لنا كيف كانت المرأة في هذا المجتمع الذي هبط يه القرآن حيث يدفنها حيه أو يبقيها على ذله أما إذا حالفها الحظ ولم تدفن و كبرت فهم يعتبرونها كسائر أمتعة البيت فأذا مات زوجها ورثها الآخر ولا رأي لها مطاع في هذه الظروف وفي هذه الذلة التي تعيشها المرأة في كل اصقاع الأرض جاء نور الأسلام يحمله محمد{ص} ليشق الدجى و يقضي على الظلم و الجهل و ينشر العدل و العلم و الأخلاق و يعطي كل ذي حق حقه فأرجع للمرأة حقها المسلوب فأعطاها شخصيتها المستقله ساوى بينها و بين الرجل و لكنه نظر إليها كما نظرت إليها الطبيعه و الفطره
و لذلك نرى الأنسجام الكامل بين أوامر القرآن و أوامر الطبيعه, المرأة في القرآن هي نفس المرأة في الطبيعة إن هاذين الكتابين الألهين, أحداهما تكويني و الآخر تدويني متطابقان تماما فجعل لكل فرد دوره بالحياة و أخذ طريق الموزانه لا طريق الأفراط ولا التفريط.
نعم ساوى بينها بما لم تعرفه كل الحضارات من قبل فجعل فضل الرجل على المرأة اوفضل المرأة على الرجل بالتقوى فأيهما أتقى لربه فهو الأفضل عنده تعالى قال سبحانه "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" الحجرات 13
وقال تعالى" إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر او أنثى بعضكم من بعض" " ال عمران190
هكذا أراد الله سبحانه أن ينقذ المرأة مما هي عليه من ذل و جور في كل العالم اما الآن فسنذكر بعض الفروقات التكوينيه بين الرجل و المرأة و التي لم يهملها القرآن كما بينا في تشريعه و ننبه على ملاحظه و هي أن عدم المساواة في كل شئ لا يعني فضل جنس على آخر بل هو توزيع للمسوليات حسب الكفائه فأذا لم يقم الرجل بواجبه و قامت المرأة يواجبها فهي أفضل منه و قد روي عن الأمام الصادق{ع} " المرأة الصالحه خير من ألف رجل غير صالح"
و الألف رقم يكنى للكثره و إلا فأن الصالحه خير من كل الأشرار على وجه الأرض.
يتبع ان شاء الله
عدة اشبهات تطرح حول المرأة في التشريع الاسلامي سنتطرق اليها ان شاء الله ونحال ان نرد عليها بايجاز بعد ذكر فهرست البحث
الفهرس
المقدمة
تمهيد
المرأة في العصور القديمة
الفروقات بين الرجل و المرأة
الميزان في التشريع
الحجاب
الاختلاط و الفوضى الجنسية
الارث
الخطبة والمهر
اذن الولي
النفقة والقوامة
تعدد الزوجات في الاسلام
زوجات الرسول و زواجه
الطلاق
منع زواج المسلمة من الكافر
أحترام المرأة في الاسلام
· البنت في الأسلام
· الأسلام و أحترام الزوجه
· الأم و مكانتها في الأسلام
عاقبة المرأة في الاسلام
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين ومن تبعهم الى يوم الدين.
........................... التي تتعلق بألمرأة لكي يفهم الأخوة و الأخوات أن الأسلام هو الدين النقي الذي يريد سعادة البشر و ما سواه مهما كان لا يزيد المجتمع الا الآما وآهات, و لربما يؤثر المسلم على الاخرين حينما يشرح لهم غاية الأسلام من هذه التشريعات { ولأن يهدي الله على يدك رجل خير لك مما طلعت عليه الشمس} فالغاية الأولى هي التحصن الفكري و الدفاع عن الأسلام و الغاية الثانيه هي نشر تلك المحاسن بين الناس و لربما يكون ذلك و اجبا إذا توفرت شروط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و لكثرة تصرفي في بعض النصوص التي إستخرجتها من المصادر لم أذكر هذا في الهامش ولكن ذكرتها في نهاية البحث ولعل جل البحث استخرجته من كتاب الشهيد مطهري , استغفر الله من كل خطأ وتقصير و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
تمهيد
حينما خلق الله الأنسان أتحفه بالعقل – ولعله اول شئ خلقه الله كما في بعض الروايات- كي يفكر به ليصل الى معرفة الظار من النافع و الحق من الباطل و ليعرف به ربه و من رحمته سبحانه بعباده لم يكتف بهذه المنحة العظيمة بل بعث الأنبياء ليخرج الناس من الظلمات الى النور و يحملوهم على طاعة الله و السير في الخط المستقيم
و لقصور عقل الأنسان و عدم معرفة كل ما ينفعه و يضره شرع سبحانه له الطريق و نظم شؤونه و جعل له دستورا عاما لكل زوايا الحياة حتى لا يسقط في غياهب الظلم و الشهوات و الأنسان مهما يكن لا يمكن أن يرسم طريقه وحده و يشرع لكل قضاياه بالأتجاه الصحيح لأنه متكون من عدة إتجاهات من حب الذات و السهو و النسيان و قصور عقله من الاحاطه بكل شئ و خصوصا الضار من النافع و لعدم معرفة المستقبل و تأثير البيئه التي يعيش فيها الى آخر النقص.
اما الله سبحانه و تعالى فهو المنزه عن كل نقص فهو خالق الكون و الأنسان العارف بما يضره و ينفعه فيجب علينا و نحن نؤمن بالله بالدليل العقلي و النقلي أن لانشك أبدا بأي تشريع سماوي و نتهمه بالظلم.
ان إصول الدين يجب أن لا تكون تقليدا اعمى و هذا ما حث عليه الأسلام و هذا الشئ من مفاخر الأسلأم لأنه دين الدليل و البرهان قال تعالى في كتابه الكريم:
"وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة و إنا على ءاثارهم مقتدون* قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون* فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين* 22- 23 الزخرفٍ
الله سبحانه يندد في هذه الاية و في آيات أخرى بالتقليد في العقائد يريد من الأنسانيه أن تستخدم عقلها و تتبع الحق و لا تتبع الآباء و إن كانوا على اديان غير منحرفه بل يجب اثبات العقائد في العقل والبرهان و هذا الحكم يشمل حتى المسلمين فأثبات الخالق و إتبات الرسل و غيرها من الأصول العقائديه يجب ان تبنى على البرهان و الدليل قال تعالى:" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" فجعل السير وراء عقيدة ما مشروطة بالبرهان و الدليل.
فأذا اثبتنا الأصول بالعقل يجب أن نسلم بالفروع من صلاة و صيام وغيرها من الفروع و لا نسأل لماذا كما في الأصول لأننا حينما أثبتنا في الأصول أن الله تعالى موجود وهو الذي أمر في الشريعة وهو عادل و رحيم و حكيم و لطيف بعباده فلا يشرع شيئا الا و به سعادتنا الدنيويه و الاخرويه ونحن نجد كثيرا من الامور التشريعية مبهمة العلة لماذا صلاة الصبح ركعتين و الظهر اربعة مثلا:- لا نعلم و عدم معرفتنا لهذا التشريع و القيام به يوضح عمق الطاعة و الأستسلام لله سبحانه تماما كالجندي حينما يأمره القائد بشئ ما فأذا إمتثل لأمره بدون أن يعرف العلة فهذا يمثل قيمة عالية من الانقياد و الأستسلام .
أما إذا طلب منه أولا معرفة الفائدة المرجوة من هذا العمل والتي ترجع اساسا لهذا الجندي فهذه لا تعتبر طاعة صادقه لأنه لم يقم بهذا العمل لأمتثال امر القائد و إنما قام لحبه لذاته و إن هذا العمل يرجع لمصلحته.
وبعد مرور الاف السنين مرت على هذا الآنسان و الأنبياء تترى لهدايته و تسير أموره و كلما طال الزمن وتوسعت أعمال الأنسان و مداركه ينزل الله شريعة أوسع من التي قبلها ثم تمم الله سبحانه هذه الرسالات برسالة نبينا محمد {ص} و كانت متممة لكل رسالات الأنبياء فجائت في آخر الزمان لتكون شامله لكل زوايا الحياة ولكل عصر و مصر الى يوم القيامه فجائت في كل النواحي عادلة تعالج الأمور بالعلاج الأسلم والأصلح
و كان هذا العلاج السليم مع المرأة أيضا مالها و ما عليها فأراد الأسلام أن يشرع بشكل عام من موقع إنسانيتها فكانت هناك الأحكام العامة التي تشمل الرجل و المرأة معا في قضايا الكفر و الأيمان و الأخلاق و العبادات و العلاقات الحياتيه و التربويه فيما يدخل في عمق المسؤليه العامة للأنسان و بذلك كانت حركة المسؤليه ممتدة في شخصية المرأة و حياتها كما هي ممتدة في حياة الرجل من كلا الجانبين فلا يلاحظ الأنسان فرقا في طبيعتها و إن كان هناك أختلاف في بعض التفاصيل و المفردات لهذا تحدث القران عن الثواب الذي ينتظر المرأة و الرجل في الآخرة و العقاب الذي ينتظر الكافرين والكافرات و العاصين والعاصيات من دون تفريق بين الجنسين مما يوحي بأن وعي المسؤليه لديهما واحد في الجانب الفكري و العملي.
ثم انطلق الأسلام من موقع خصوصية الرجل والمرأة فجعل الأحكام الخاصه التي تتناول توزيع المسؤليات في مفردات الحياة بحسب الدور الذي اعده الله لكل منهما و ذلك هو سر النظرة المتوازنة للتشريع للحياة فاءن الأسلام يتحرك في ذلك من موقع الحياة الطبيعية للأنسان لأن الأبتعاد عن ذلك الموقع يبعد الأنسان عن الواقعية في خطواته العملية ويحول التشريع الى عبء ثقيل عليه ويمنعه من تنفيذ اهدافه
ولذلك لم يطرح الأسلام المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في مفردات المسؤلية بل ساوى بينهما في المواقع العامة للأنسانية وفرق بينهما في خصائصها وهكذا أراد للأنسانية أن تستفيد في نموها وحقيقتها ولعل التجربة الفاشلة في الماضي والحاضر اتجاه المرأة تدل دلالة واضحة على صحة النظرة الاسلامية الواقعية لأن كلا التجربتين في الماضي والحاضر دلتا من موقعين مختلفتين على ان النظرة الواحدة من زاوية ضيقة لا تحل المشكلة بل تخلق مشكلة جديدة
ففي الحضارات الماضية ونظرتها التي ترتكز على نقاط الضعف عند المرأة بشكل غير منطقي وفي الوقت الحاضر نرى العالم المتقدم وقد فتح أمام المرأة كل شئ ولم ينظر الى الأختلاف في تكوين الجنسين فحاول ان يتجاوز النظرة القديمة فكانت ردة فعل للواقع القاسي ولكنها لا تملك الهدوء والتأني بالنظرة فطالبت بالمساواة في طل شئ وبدء السير بأتجاه الخطأ أيضا فأهملوا أن للمرأة خصوصية أخرى
ولهذا نرى مجموعات من النساء يطالبن بالعودة الى الأجواء العائلية الحميمة التي فقدنها بصرعة المساواة .
وصنف آخر من الناس يدعوا الى المساواة وحرية المرأة ولكنة ليس حسن النية او بجهل مثل النوع الأول بل يدعوا مع معرفته بمخاطر ذلك على المجتمع كي يحدث اضطراب فيه وتنطمس اللأخلاق وتتوجه الشعوب الى الملاذ والشهوة وتتخلى بالتالي عن دينها وأخلاقها وعلومها فيتمكنوان هم من التغلغل الى هذه الشعوب ويتوصلون الى قراراتها السياسية وخيراتها الأقتصادية لأنهم يعرفون ان اهم عوامل سقوط الحكومات في التأريخ هي توجه قادتها وشعوبها الى النساء والخمور وما شابه ذلك وهذا ما دعى أليه اليهود واذنابهم.
المرأة في العصور القديمة
لم يختلف العالم بصورة عامة في ظلم المرأة سابقا و لكن الأختلاف وقع بين الحضارات و الأمم التي لم تمتلك التمدن و الحضارة, فألامم التي لم تصلها الحضارة في قديم الزمان أجحفت حق المرأة ايما اجحاف حتى جعلوها مثل الحيوانات الأليفه أما البلدان المتمدنه فهي أخف وطأه من ذلك و أليك بعض منها:-
· جاء في شرائع الهند " إن الوباء و الموت و الجحيم والسم والافاعي و النار خير من المرأة" وفي شريعة مانو في الهند لم تكن المرأة تعرف حقا مستقلا و كان الواجب أن تموت بموت زوجها و تحرق معه.
· و كانت شريعة حامورابي تعدها من المتاع الذي يمتلكه الرجل.
· و كان اليونان الأقدمون يضعون النساء منازل بعيدة عن الطرق قليلة النوافذ محروسة الأبواب.
· و أعتبر الرومان المرأة حيوانا لا روح له ولا خلود و واجب عليها خدمة الرجل.
· وفي فرنسا سنه 586م عقد إجتماع دار فيه البحث عن المرأة أتعد إنسانا؟ وقرر أخيرا إنها إنسان و لكنها مخلوقة لخدمة الرجل.
· أما في إنكلترا فقد أصدر الملك هندري الثامن أمرا بتحريم مطالعة الكتاب المقدس على النساء.
· أما القانون الانكليزي سنه{1850م} تقربيا يعتبر المرأة غير معتبرة من من المواطنين ولم يكن لها حقوق شخصية.
· وأما الجاهلية قبل الأسلام فيكفينا قوله تعالى في تصوير الحالة المأساويه " وأذا بشر أحدكم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا سا ما يحكمون".
هذا المقطع من القرآني يوضح لنا كيف كانت المرأة في هذا المجتمع الذي هبط يه القرآن حيث يدفنها حيه أو يبقيها على ذله أما إذا حالفها الحظ ولم تدفن و كبرت فهم يعتبرونها كسائر أمتعة البيت فأذا مات زوجها ورثها الآخر ولا رأي لها مطاع في هذه الظروف وفي هذه الذلة التي تعيشها المرأة في كل اصقاع الأرض جاء نور الأسلام يحمله محمد{ص} ليشق الدجى و يقضي على الظلم و الجهل و ينشر العدل و العلم و الأخلاق و يعطي كل ذي حق حقه فأرجع للمرأة حقها المسلوب فأعطاها شخصيتها المستقله ساوى بينها و بين الرجل و لكنه نظر إليها كما نظرت إليها الطبيعه و الفطره
و لذلك نرى الأنسجام الكامل بين أوامر القرآن و أوامر الطبيعه, المرأة في القرآن هي نفس المرأة في الطبيعة إن هاذين الكتابين الألهين, أحداهما تكويني و الآخر تدويني متطابقان تماما فجعل لكل فرد دوره بالحياة و أخذ طريق الموزانه لا طريق الأفراط ولا التفريط.
نعم ساوى بينها بما لم تعرفه كل الحضارات من قبل فجعل فضل الرجل على المرأة اوفضل المرأة على الرجل بالتقوى فأيهما أتقى لربه فهو الأفضل عنده تعالى قال سبحانه "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" الحجرات 13
وقال تعالى" إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر او أنثى بعضكم من بعض" " ال عمران190
هكذا أراد الله سبحانه أن ينقذ المرأة مما هي عليه من ذل و جور في كل العالم اما الآن فسنذكر بعض الفروقات التكوينيه بين الرجل و المرأة و التي لم يهملها القرآن كما بينا في تشريعه و ننبه على ملاحظه و هي أن عدم المساواة في كل شئ لا يعني فضل جنس على آخر بل هو توزيع للمسوليات حسب الكفائه فأذا لم يقم الرجل بواجبه و قامت المرأة يواجبها فهي أفضل منه و قد روي عن الأمام الصادق{ع} " المرأة الصالحه خير من ألف رجل غير صالح"
و الألف رقم يكنى للكثره و إلا فأن الصالحه خير من كل الأشرار على وجه الأرض.
يتبع ان شاء الله
تعليق