في مثل هذا اليوم ( 20 شوال المكرم ) سنة ( 179 هـ ) ، قبض على الإمام موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) بأمر هارون العباسي ، وكان هارون حملة من المدينة وقد قدمها منصرفه من عمره شهر رمضان ، ثم شخص هارون الى الحج وحمله معه ، ثم إنصرف على طريق البصرة فحسبه عند عيسى بن جعفر ، ثم أشخصه الى بغداد فحسبه عند السندي بن شاهك ، فتوفي ( عليه السلام ) في حسبه ، ودفن ببغداد في مقبرة قريش .
ما قيل في سبب حبسه ( عليه السلام )
روى المؤرخون أن هارون أتى قبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زائر له وحوله قريش وأفياء القبائل ، ومعه موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فلما أنتهى إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم ـ افتخاراً على ما حوله ـ فدنا موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فقال : السلام عليك يا أبة ، فتغير وجه هارون ، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً وفي روايه ، فتغير الرشيد وتبين الغيظ فيه .
ثم لم يزل ذلك في نفسه حتى أستدعاه سنة ( 179 هـ ) ، وسجنه فأطال سجنه .
وروي عن عمار بن أبي قال : حبس أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) عند السندي بن شاهك ، فسألته أخته أن تتولى حسبه ، وكانت تتدين ففعل فكانت تلي خدمته ، فحكي لنا أنها قالت : كان اذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه ، فلم يزل لذلك حتى يزول الليل ، فاذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ، ثم يذكر قليلاً حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد إلى أرتفاع الضحى ، ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ثم يرقد لى قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر ، ثم يذكر الله في القبلة حتى يصلي المغرب ، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة ، فكان هذا دأبه ، فكانت أخت السندي اذا نضرت إليه قالت : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل ، وكان عبداً صالحاً .
وعن أحمد بن إسماعيل قال : بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة ، كانت : أنه لم ينقضي عن يوم من البلاء إلا أنقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعاً الى يوم ليس له انقضاء ، يخسر فيه المبطلون .
تعليق