يا بني إني لما رأيتني قد بلغت سنا ، ورأيتني أزداد وهنا ، أردت بوصيتي إياك خصالا منهن : إني خفت أن يعجل بي أجلي قبل أن أفضي إليك بما في نفسي وأن انقص في رأيي كما نقصت في جسمي ، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى ، وفتن الدنيا ، فتكون كالصعب النفور فإن قلب الحدث كالارض الخالية ما القي فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالادب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبك لتستقبل بجد رأيك ما قد كفاك أهل التجارب بغيبة وتجربة ، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب ، وعوفيت من علاج التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما أظلم علينا فيه .
ومنها :
واعلم أن أمامك طريقا ذا مشقة ، بعيدا ، وهولا شديدا ، وأنك لا غنى بك عن حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر ، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقله وبالا عليك ، وإذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل لك ذلك فيوافيك به حيث تحتاج إليه تغتنمه ، واغتنم ما أقرضت من استقرضك في حال غناك .
واعلم يا بني أن أمامك عقبة كؤودا ، مهبطها على جنة أو على نار ، فارتد لنفسك قبل نزولك فليس بعد الموت مستعتب ولا إلى الدنيا منصرف .
واعلم يا بني أنك خلقت للآخرة لا إلى الدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وأنك لفي منزل قلعة ، ودار بلغة ، وطريق من الآخرة ، وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا يفوته طالبه ، وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة ، وإن استطعت ألا تكون بينك وبين الله تعالى ذو نعمة فافعل .
ومنها :
ظلم الضعيف أفحش الظلم ، وربما كان الداء دواء ، والدواء داء ، وربما نصح غير الناصح ، وغش المستنصح . وإياك والاتكال على المنى ، فإنها بضائع النوكى . والعقل حفظ التجارب . وخير ما جربت ما وعظك . بادر الفرصة قبل أن تكون غصة . من الفساد إضاعة الزاد . لا خير في معين مهين . سيأتيك ما قدر لك . لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك . إمحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة . وإن أردت قطيعة أخاك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها . لا يكونن أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته ، ولا يكونن على الاساءة أقوى منك على الاحسان . لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرتك ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوئه . والرزق رزقان ، رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن أنت لم تأته أتاك . ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، والجفاء عند الغنى . إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك . إستدل على ما لم يكن بما قد كان فإن الامور أشباه . لا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا أبلغت في ألمه ، فإن العاقل يتعظ بالقليل وإن البهائم لا تنتفع إلا بالضرب الاليم . من ترك القصد جار . ومن تعدى الحق ضاق مذهبه ومن اقتصر على قدره كان أبقى له . وربما أخطأ البصير قصده وأصاب الاعمى رشده . قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل . إذا تغير السلطان تغير الزمان . نعم طارد الهم اليقين .
ومنها :
يا بني وإياك ومشاورة النساء ، فإن رأيهن إلى أفن ، وعزمهن إلى وهن ، واقصر عليهن حجبهن فهو خير لهن . وليس خروجهن بأشد من الدخول من لا يوثق به عليهن ، وإن استطعت الا يعرفن غيرك فافعل . ولا تملك المرأة من أمرها ما يجاوز نفسها ، فإن ذلك أنعم لبالها ، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعطها حتى تشفع لغيرها . وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم .
وأول هذه الوصية قوله عليه السلام :
من الوالد الفاني ، المقر للزمان ، المدبر العمر ، المستسلم للدهر ، الذام للدنيا ، الساكن مساكن الموتى ، الظاعن عنها غدا ، إلى الولد المؤمل ما لا يدرك السالك ، سبيل من قد هلك ، غرض الاسقام ، ورهينة الايام ، ورمية المصائب ، وعبد الدنيا ، وتاجر الغرور ، وغريم المنايا ، وأسير الموت ، وحليف الهموم ، وقرين الاحزان ، ونصب الآفات ، وصريع الشهوات ، وخليفة الاموات.
ومنها :
واعلم أن أمامك طريقا ذا مشقة ، بعيدا ، وهولا شديدا ، وأنك لا غنى بك عن حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر ، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقله وبالا عليك ، وإذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل لك ذلك فيوافيك به حيث تحتاج إليه تغتنمه ، واغتنم ما أقرضت من استقرضك في حال غناك .
واعلم يا بني أن أمامك عقبة كؤودا ، مهبطها على جنة أو على نار ، فارتد لنفسك قبل نزولك فليس بعد الموت مستعتب ولا إلى الدنيا منصرف .
واعلم يا بني أنك خلقت للآخرة لا إلى الدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وأنك لفي منزل قلعة ، ودار بلغة ، وطريق من الآخرة ، وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا يفوته طالبه ، وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة ، وإن استطعت ألا تكون بينك وبين الله تعالى ذو نعمة فافعل .
ومنها :
ظلم الضعيف أفحش الظلم ، وربما كان الداء دواء ، والدواء داء ، وربما نصح غير الناصح ، وغش المستنصح . وإياك والاتكال على المنى ، فإنها بضائع النوكى . والعقل حفظ التجارب . وخير ما جربت ما وعظك . بادر الفرصة قبل أن تكون غصة . من الفساد إضاعة الزاد . لا خير في معين مهين . سيأتيك ما قدر لك . لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك . إمحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة . وإن أردت قطيعة أخاك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها . لا يكونن أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته ، ولا يكونن على الاساءة أقوى منك على الاحسان . لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرتك ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوئه . والرزق رزقان ، رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن أنت لم تأته أتاك . ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، والجفاء عند الغنى . إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك . إستدل على ما لم يكن بما قد كان فإن الامور أشباه . لا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا أبلغت في ألمه ، فإن العاقل يتعظ بالقليل وإن البهائم لا تنتفع إلا بالضرب الاليم . من ترك القصد جار . ومن تعدى الحق ضاق مذهبه ومن اقتصر على قدره كان أبقى له . وربما أخطأ البصير قصده وأصاب الاعمى رشده . قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل . إذا تغير السلطان تغير الزمان . نعم طارد الهم اليقين .
ومنها :
يا بني وإياك ومشاورة النساء ، فإن رأيهن إلى أفن ، وعزمهن إلى وهن ، واقصر عليهن حجبهن فهو خير لهن . وليس خروجهن بأشد من الدخول من لا يوثق به عليهن ، وإن استطعت الا يعرفن غيرك فافعل . ولا تملك المرأة من أمرها ما يجاوز نفسها ، فإن ذلك أنعم لبالها ، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعطها حتى تشفع لغيرها . وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم .
وأول هذه الوصية قوله عليه السلام :
من الوالد الفاني ، المقر للزمان ، المدبر العمر ، المستسلم للدهر ، الذام للدنيا ، الساكن مساكن الموتى ، الظاعن عنها غدا ، إلى الولد المؤمل ما لا يدرك السالك ، سبيل من قد هلك ، غرض الاسقام ، ورهينة الايام ، ورمية المصائب ، وعبد الدنيا ، وتاجر الغرور ، وغريم المنايا ، وأسير الموت ، وحليف الهموم ، وقرين الاحزان ، ونصب الآفات ، وصريع الشهوات ، وخليفة الاموات.
تعليق