كان الإمام الحسن (عليه السلام) قمّة في البلاغة والفصاحة، وكلامه دليل على ذلك، وإليك بعض كلماته الدالّة على ذلك:
1ـ عن جنادة بن أبي أميّة قال : دخلت على الحسن (عليه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه، فقلت له: عظني يا بن رسول الله؟
قال (عليه السلام): (نعم يا جنادة استعدَّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك واعلم أنّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنت فيه، واعلم أنّك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوّتك إلاّ كنت فيه خازناً لغيرك.
واعلم أنّ الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فَأَنزِلِ الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن كان العقاب فالعقاب يسير.
واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزَّ وجلَّ.
وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب مَن إذا صحبته زانك، وإذا أخذت منه صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدَّقك، وإن صلت شدّ صولتك، وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكتَ عنه ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمّات واساك، مَن لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق ، وإن تنازعتما منقسماً آثرك).
2ـ قال (عليه السلام) في بيان إبطال الجبر والتفويض: (من لا يؤمن بالله وقضائه وقدره فقد كفر، من حمل ذنبه على ربّه فقد فجر، إنّ الله لا يُطاع استكراهاً، ولا يعطي لغلَبه لأنّه المليك لما ملَّكهم، والقادر على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يَحُل بينهم وبين ما فعلوا، فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي يجبرهم على ذلك.
فلو أجبر الله الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب، ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب، ولو أنّه أهملهم لكان عجزاً في القدرة، ولكن له فيهم المشيئة التي غيَّبها عنهم، فإن عملوا بالطاعات كانت له المنّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية كانت له الحجّة عليهم).
1ـ عن جنادة بن أبي أميّة قال : دخلت على الحسن (عليه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه، فقلت له: عظني يا بن رسول الله؟
قال (عليه السلام): (نعم يا جنادة استعدَّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك واعلم أنّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنت فيه، واعلم أنّك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوّتك إلاّ كنت فيه خازناً لغيرك.
واعلم أنّ الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فَأَنزِلِ الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن كان العقاب فالعقاب يسير.
واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزَّ وجلَّ.
وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب مَن إذا صحبته زانك، وإذا أخذت منه صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدَّقك، وإن صلت شدّ صولتك، وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكتَ عنه ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمّات واساك، مَن لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق ، وإن تنازعتما منقسماً آثرك).
2ـ قال (عليه السلام) في بيان إبطال الجبر والتفويض: (من لا يؤمن بالله وقضائه وقدره فقد كفر، من حمل ذنبه على ربّه فقد فجر، إنّ الله لا يُطاع استكراهاً، ولا يعطي لغلَبه لأنّه المليك لما ملَّكهم، والقادر على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يَحُل بينهم وبين ما فعلوا، فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي يجبرهم على ذلك.
فلو أجبر الله الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب، ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب، ولو أنّه أهملهم لكان عجزاً في القدرة، ولكن له فيهم المشيئة التي غيَّبها عنهم، فإن عملوا بالطاعات كانت له المنّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية كانت له الحجّة عليهم).
تعليق