لقد ابتلى الدين الاسلامي والمسلمون ببعض الذين يحسبون علىالاسلام والمسلمين منذ العصور الاولى لانطلاقه وانتشار نوره على الكرة الارضية ،ونتيجةلذلك استغل بعض اعداء الاسلام والذين يتربصون به اولئك المنحرفين الضالينالكاذبين في الطعن بالدين الاسلامي والاستهزاء بالاسلام والمسلمين ولم يختصر هذاالامر على مذهب دون اخر او طائفة دون اخرى بل ان ذلك شمل جميع المذاهب ولم تسلم منهطائفة من الطوائف .
فقد ابتلي المذهب الشيعي باولئك المنحرفين المضلين الدجالينالذين اساءوا للمذهب الحق والطائفة الامامية الاثني عشرية وهذا ما اكده العلماءوالباحث ونفي كتبهم التي ذكروا فيها بعض اصحاب الائمة ووكلائهم وثقاتهم فقد ذكروا انهؤلاءالوكلاء والاصحاب انحرفوا وضلوا وقد تبرأ منهم الائمة في وقتها ، فقد ذكر ذلكالسيدالشهيد الصدر في كتابه موسوعة الامام المهدي (ع) ج1 وهذه مقتطفات من كتابهبالنصعلى اولئك الوكلاء والاصحاب فقد قال السيد في موسوعته ما هذا نصه( اولهم : ابومحمدالشريعي .قال الراوي : اظن اسمه كان الحسن ، وكان من اصحاب ابي الحسن علي بنمحمدالهادي(ع) ، ثم اصبح من اصحاب الحسن بن علي العسكري(ع) ، ثم انه انحرف وكان اولمنادعى مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن اهلاً له . وكذب على الله تعالىوعلىحجته(ع) وينسب اليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء .فلعنته الشيعه وتبرأتمنه ،وخرج توقيع من الامام (ع) بلعنه والبراءة منه .
ثانيهم: محمد بن نصيرالنميري الفهري ، كان من اصحاب الامام العسكري(ع) فانحرف وافتتن ، واصبح يستخدم اسمصحبته للامام العسكري(ع) هذا العنوان العظيم الذي يعرف الناس شأنه وجلالته ، فيالربحالمادي والمنفعة الشخصية ، فكتب الامام العسكري (ع) كتابا شديد اللهجة ضده وضدشخصاخر يدعي بابن بابا القمي ويسمى الحسن بن محمد يكشف فيه انحرافهما ويظهرالبراءته منهما .
ثالثهم: احمد بن هلال الكرخي العبرتائي ولد عام 180 هـ وتوفيعام 267هـ - اي انه عاصر الامام الرضا (ع) ومن بعده حتى الامام العسكري (ع) الذيتوفي عام 260هـ كما عرفنا وعاصر الغيبة الصغرى لمدة سبع سنوات ، ادعى خلالهاالوكالة عن المهدي،وحج اربعاً وخمسين حجة عشرون منها على قدميه ، لقيه اصحابنابالعراق وكتبوا عنه .
ذمه الامام العسكري (ع) على ما روي عنه وبعده تبنىالمهدي(ع) التحذير منه فكتبالى قومه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع ، وورد علىالقاسم بن العلا ، نسخة ما كانخرج من لعن ابن هلال . ومراعاة للاختصار اكتفي بذكراسماء الباقين كما ورد في كتاب الموسوعة للسيد الصدر(ره) .
رابعهم : محمد بن عليبن بلال ابو طاهر البلالي ،كان من اصحاب الامام العسكري .
خامسهم : محمد بناحمد بن عثمان ابو بكر المعروفبالبغدادي . ابن اخي ابي جعفر العمري السفير الثاني (ره) وحفيد عثمان بن سعيدالسفير الاول (ره) .
سادسهم وسابعهم : اسحاق الاحمروالباقطاني .
ثامنهم : محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن ابي العزاقر اوالعزاقري ، ابو جعفر نسبته الى شلمغان وهي قرية بنواحي واسط كان شيخاً مستقيمالعقيدة والسلوك صالحاً متقدما في اصحابنا حتى ان الشيخ ابي القاسم الحسين بن روحنصبه وكيلاً عنه عند استتاره منالمقتدر وكان الناس يقصدونه ويلقونه في حوائجهمومهماتهم كانت تخرج على يديه التوقيعات من الامام المهدي(ع) عن طريق ابن روح .
تاسعهم : الحسين بن منصورالحلاج .
عاشرهم : محمد بن المظفر ابو دلف (الكاتب ) .
ثانيهم: محمد بن نصيرالنميري الفهري ، كان من اصحاب الامام العسكري(ع) فانحرف وافتتن ، واصبح يستخدم اسمصحبته للامام العسكري(ع) هذا العنوان العظيم الذي يعرف الناس شأنه وجلالته ، فيالربحالمادي والمنفعة الشخصية ، فكتب الامام العسكري (ع) كتابا شديد اللهجة ضده وضدشخصاخر يدعي بابن بابا القمي ويسمى الحسن بن محمد يكشف فيه انحرافهما ويظهرالبراءته منهما .
ثالثهم: احمد بن هلال الكرخي العبرتائي ولد عام 180 هـ وتوفيعام 267هـ - اي انه عاصر الامام الرضا (ع) ومن بعده حتى الامام العسكري (ع) الذيتوفي عام 260هـ كما عرفنا وعاصر الغيبة الصغرى لمدة سبع سنوات ، ادعى خلالهاالوكالة عن المهدي،وحج اربعاً وخمسين حجة عشرون منها على قدميه ، لقيه اصحابنابالعراق وكتبوا عنه .
ذمه الامام العسكري (ع) على ما روي عنه وبعده تبنىالمهدي(ع) التحذير منه فكتبالى قومه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع ، وورد علىالقاسم بن العلا ، نسخة ما كانخرج من لعن ابن هلال . ومراعاة للاختصار اكتفي بذكراسماء الباقين كما ورد في كتاب الموسوعة للسيد الصدر(ره) .
رابعهم : محمد بن عليبن بلال ابو طاهر البلالي ،كان من اصحاب الامام العسكري .
خامسهم : محمد بناحمد بن عثمان ابو بكر المعروفبالبغدادي . ابن اخي ابي جعفر العمري السفير الثاني (ره) وحفيد عثمان بن سعيدالسفير الاول (ره) .
سادسهم وسابعهم : اسحاق الاحمروالباقطاني .
ثامنهم : محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن ابي العزاقر اوالعزاقري ، ابو جعفر نسبته الى شلمغان وهي قرية بنواحي واسط كان شيخاً مستقيمالعقيدة والسلوك صالحاً متقدما في اصحابنا حتى ان الشيخ ابي القاسم الحسين بن روحنصبه وكيلاً عنه عند استتاره منالمقتدر وكان الناس يقصدونه ويلقونه في حوائجهمومهماتهم كانت تخرج على يديه التوقيعات من الامام المهدي(ع) عن طريق ابن روح .
تاسعهم : الحسين بن منصورالحلاج .
عاشرهم : محمد بن المظفر ابو دلف (الكاتب ) .
وهناك الكثيرغيرهم تركنا التعرض الى ذكرهم مراعاة للاختصار فهناك مناصحاب الرسول قد انحرفواوكذلك من ولاة واصحاب امير المؤمنين (ع) واصحاب الحسن (ع) وقادة جيشه . اما الشيعةوالموالين في زمن الحسين (ع) فموقفهم معروف لا يخفى على احداضف الى ذلك منالمنحرفين قسم من اصحاب الائمة من ذرية الحسين (ع) وقد ذكرت ذلكالكتب المعتبرة ولاحاجة الى الاطالة بذكره ، وبناء على ما ورد عن الرسول (ص) { اذاجاءتكم الفتن فعلىالعالم ان يظهر علمه والا فعليه لعنة الله والملائكة والناساجمعين} ومن اجل بيان قضية الامام المهدي (ع) للناس ورد الشبهات التي تحدث قبل قيامهالمقدس(ع) وكشف زيفالدعوات الضالة المضلة التي تتسبب في تضليل المؤمنين وانحرافهموالاساءة لرسول الله(ص) واهل بيته الاطهار والمذهب الشيعي والدين الاسلامي الحنيفواظهار بطلانالمدعين الكاذبين المضلين الدجالين الذين يحاولون خداع الناس وتظليلهموتمويههم عنالحق وعن دعاته واهله . ابدأ بسم الله العالم فاقول : ظهر في الاونةالاخيرة شخصيدعى ( احمد الحسن) او البصري وهو من اهالي البصرة واسمه الصريح احمداسماعيل حسن السلمي يدعي انه رسول للامام المهدي(ع) ووصيه وابنه وانه اليمانيالموعود وانه الامام الثالث عشر وانه معصوم منصوص العصمة وانه هو الذي يملأ الارضقسطاً وعدلاًبعد ما ملئت ظلماً وجوراً وقد ذكر عدة امور ينسبها الى نفسه ساتناولهامن خلال هذاالبحث محاولاً الوصول الى الحقيقة .
يذهب أحمد البصري (الحسن) وأتباعه إلى الاعتقاد بأن الأئمة ثلاثة عشر وأنه (أي أحمد البصري) الإمام الثالث عشر، وحاول إيهام الناس وتضليلهم من خلال التلاعب في بعض الروايات وألفاظها أو تأولهاعلى غيرمعناها والاعتماد في ذلك على سذاجة الناس البسطاء ، وسوف أثبت بما لا يقبلالشكإنشاء الله تعالى بطلان هذا الاعتقاد الخاطئ المنحرف المخالف لما عليه عقيدةالأئمةالأطهار (عليهم السلام) أنفسهم ولن أستدل إلا بما جاء في الكتب التي ألفهااحمدالبصري وبعض اتباعه والتي الفوها لتمرير ضلالهم . فقد جاء في كتاب (المهديوالمهديين ) الصادر عنهم والذي يدل على اعتقادهم بأن الأئمة ثلاثة عشر ماقاله الكاتب في الصفحة (90) من كتابه المذكور حيث جاء فيه:
[
[
الأحاديثالتي ذكرت أن الأئمة ثلاثة عشر وهي روايات متواترة المعنى] وقد استدلوا بذلك علىالرواية الواردةفي غيبة الطوسي والتي دونوها في كتابهم ونحن ننقلها نصاً كما فيكتابهم في الصفحة (91) وهذا نص ما كتبوه : [ (الاثنا عشر الإمام من آل محمد (ع) كلهم محدثون من ولدرسول الله ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي (ع) هما الوالدان) - ثمقالوا - (خص الإمام الباقر هنا (الاثنى عشر إمام (ع) وهم بأجمعهم من ولد رسول الله (ص) كماسيجيء في الأحاديث المقبلة وهم أيضاً من ولد علي بن أبي طالب (ع) ثم إنالإمام يؤكدهذا في قوله : ( ورسول الله وعلي هما الوالدان ) وهو تأكيد قطعي لايحتمل اللبس ولاالاشتباه فرسول الله (ص) وعلي (ع) هما أبوا الأئمة الاثنى عشر ٍ] انتهى كلامهم بخصوص هذه الرواية .
ويرد على كلامهم هذا : ان الامام الباقر (ع) حينما قالالائمة من ولد رسول الله ومن ولد علي قصد بذلك التغليب فالمعلوم أن أحدعشر إماماًهم من ولد علي فحينما قال : ( اثنا عشر ) لم يرد بذلك إن الأئمة غير أميرالمؤمنين اثنا عشر فإنه كان يريد الإشارة إن الأعم الأغلب هم من ولد رسول الله ومنولد عليوهذا الأمر ليس جديداً فالنحويون يعرفون ذلك جيداً .
وأما تأولهم الروايةعلى غير معناها فإنه مخالف للأحاديث والرواية المتواترة من السنة والشيعة من كونالأئمةاثنا عشر ، ولو رجع القارئ إلى الكتب التي نقلتم منها هذه الرواية لوجدالكثير من الروايات التي سبقتها والتي تلتها تدل على أن الأئمة اثنا عشر لا غير فمابالكم كيف تحكمون وتصنعون من أحمد البصري إماماً وتدّعون له العصمة . إرجعوا إلىربكم وأئمتكم . وإلى أنفسكم وعاتبوها فقد استزلكم أحمد البصري وخدعكم واستغل حبالبعض منكم لأهل البيت (ع) فمرّر أفكاره الضالة التي تسببت في إضلالكم وقد قام فيإغوائكم كما يفعل الشيطان قال تعالى : {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60.
ثم استمر الكاتب في غيه يريد إضلال الآخرين كماضلّ هو وهوى حيث قالفي نفس الصفحة من الكتاب المذكور : [ قال يهودي لأمير المؤمنين (ع) : أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزلتهفي الجنة ؟ وأخبرنيمن معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين (ع) : ( إن لهذه الأمةاثنا عشر إمام هدىمن ذرية نبيها وهم مني ، وأما منزلة نبينا في الجنة ففي أفضلهاوأشرفها جنة عدن ،وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنى عشر من ذريتي وأمهموجدتهم وأم أمهم وذراريهم ، لا يُشركهم فيها أحد)]
ويرد عليه : الإشكال متوجهعليكم في الروايةنفسها فلو سلمنا جدلاً إن أمير المؤمنين (ع) لم يكن يقصد التغليبحينما قال : اثناعشر ، فما هو قولكم في أمير المؤمنين هل هو مع رسول الله (ص) فيالجنة أم لا . فإنقلتم نعم وهو الصحيح فلماذا لم يذكر نفسه وهو في مقام البيانلليهودي حيث ذكر إن مع رسول الله (ص) : ( الاثنى عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهموذراريهم ) فأين هومنزل الإمام أمير المؤمنين (ع) يا ترى ؟! وإن قلتم لا فهذا واضحالبطلان ولا يحتاج للنقاش إطلاقاً .
والحقيقة إن أمير المؤمنين ذكر نفسه معالأئمة الاثنى عشر فلاحاجة عندها إلى ذكر اسمه منفرداً . وأورد الكاتب في الصفحة (92 ) من الكتاب ما هذا نصه :[ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدهافعددت اثنا عشر آخرهم القائم (ع) ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ] . فأحمد البصريوشياطينه الذين يشتركون معه فيالدجل يوهمون الناس ويضلونهم ويصورون الرواية هكذا : استناداً إلى كلمة من (ولدها ) يعني الاثنى عشر غير أمير المؤمنين فهو ليس من ولدفاطمة واثنا عشر من ولدها مع أميرالمؤمنين يكون المجموع ثلاثة عشر ومعنى هذا آخرهمالقائم يعني أحمد البصري هكذايفترون على الله ورسوله وأولياءه ولكي يمرروا ضلالتهم ويخدعوا البسطاء الذين يثقونبكلامهم من دون فحص وتمعن مارسوا الدجل وقاموا بتحريف ذيل الرواية الذي جاء فيه : (ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ) وهو الذي كتبوه وقدأشاروا في هامش الكتاب إلىمصادر هذه الرواية فذكر إن من مصادرها ((شرح أصول الكافيللمازندراني ج7 ص373 ، منلا يحضره الفقيه ج4 ص180 ، كشف الغمة ج3 ، وسائل الشيعةبسندين ج11 ص490 ، ج16 ص242 .)) والحقيقة عندما رجعنا إلى هذه المصادر وجدنا أن ذيل الرواية هكذا : (( ثلاثةمنهم محمد وأربعة منهم علي )) فهم قد قاموا بتغيير كلمة (أربعة منهم علي) إلى (ثلاثة منهم علي) كل ذلك من أجل ألا ينتبه المؤمنون إذا تركواالرواية على حالها . إن معنى أربع منهم يعني أن يدخل ضمن الاثنى عشر الإمام علي (ع) إضافة إلى علي بنالحسين زين العابدين وعلي بن موسى الرضا وعلي بن محمد الهادي (ع) )) لذلك قاموابتغيير الرواية لكي يُخرجون علي من دائرة الاثنى عشر إمام ، ويدخل أحمد البصريالدجال بدلاً عن علي (ع) فيضلون الناس ويوهمونهم أن الاثنى عشر إمام كلهم من أبناءفاطمة وراهنوا في ذلك على سذاجة البعض من الناس وبساطة البعض الآخروثقة البعض بهموعدم الفحص خاصة إذا ما وجدوا أن الرواية مذكورة جميع مصادرها ،والحقيقة إننا لمنقف عند هذا الحد فرغم أن المصادر التي ذكروها في هامش الكتاب تذكر ((أربعة منهمعلي)) إلا أننا بحثنا عن الرواية في كتب ومصادر أخرى مهمةومعروفة فوجدنا إن تلكالكتب ذكرت : (( أربعة منهم علي )) وهذه بعض تلك المصادر ،ندعو من وثق بهؤلاءالدجالون مراجعتها والوقوف على الحقيقة بأنفسهم كما إننا ندعوكل من يحتمل في أندعوة أحمد بن الحسن حق بمراجعة هذه المصادر والتأكد منها وهي : ((كمال الدين ج1ص269 ؛ بحار الأنوار ج36 ص201 ؛ الإرشاد ج2 ص346 ؛ أعلام الورىص386 ؛ جامع الأخبارص17 ؛ عيون أخبار الرضا ج1 ص46 )) ألا لعنة الله على الدجالينالذي يلبسون الحقبالباطل وهم يعلمون .
فما معنى هذا الفعل يا ترى ؟! هل هو عصمةأم أنه الدجلبعينه وهل هذه الراية راية حق أم إنها راية ضلالة كما هو واضح . ولعمري إن هذهالأمر لوحده كافٍ في إثبات بطلان حركة أحمد البصري الذي راح هووأتباعه يكذبون علىالله ورسوله والأئمة الأطهار (عليهم السلام)
فأحمد البصري (الحسن) يدعي أنهالإمام الثالث عشر ويحاول سرد الأدلة التي لا تنطلي إلا على من تلبس به الشيطان أوغيرهم من الناس البسطاء فلو عدنا للصفحات الأولى من هذا الكتاب لوجدنا فيه ما يناقضما ادعاه أحمد البصري وما ادعاه له أتباعه من الذين يساعدونهفي إضلال الناس وإظهارالدجل ، فقد ذكروا في الصفحة (32) ما هذا نصه : [ومن المعلومإنه ثبت عن طريق حديثرسول الله (ص) وأحاديث الأئمة (ع) إن الحجج على الخلق بعدرسول الله (ص) أربعةوعشرين حجة ، أولهم علي بن أبي طالب (ع) يتبعه أحد عشر إماماً، ثم من بعدهم اثنيعشر مهدياً والحديث في هذا الشأن متواتر ولا يقبل اللبس والاشتباه ] فهو في هذاالمكان من الكتاب يذكر الحقيقة المعلومة وهي أن الأئمة اثناعشر أولهم علي ومن بعدهأحد عشر إماماً فكيف تدعي أن الأئمة من ولد علي اثنا عشرإماماً وتذكر إن أحمدالبصري هو آخر الأئمة ؟ فما هذا التناقض ، أليس هذا دليلاًعلى بطلانكم واختلافأقوالكم ولو كان كلامكم هذا من الله لما اختلفت أقوالكم .كمااخبر المولى سبحانهوتعالى في كتابه الكريم : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْعِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاًكَثِيراً}النساء82.
ثم ذكر فيالصفحة (33) : [ عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) : يا ابن رسول اللهإني سمعت من أبيك (ع) أنه قال : ((يكون بعدالقائم اثنا عشر إماماً . فقال : إنماقال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماًولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلىموالاتنا ومعرفة حقنا )) ] سبحان الله ينقلون كلام أهل البيت (ع) في كتبهم ثميخالفونه في نفس الكتب فهلا كان لديكم شيئاً من الحياء فاستحيتم من الناس ، لا نقولمن الله ورسوله والأئمة الأطهار.
وقالوا فيالصفحة (34) من كتابهم ما هذا نصه : [ ولو تساءلنا ما هي هذه الوصية التي هي من الأهمية حتى يقول فيها رسول الله (ص) : (لنتضلوا بعدي أبداً )) وما هو هذا الشيءالذي يسلمه أمير المؤمنين (ع) للإمام الحسنوهو بدوره للإمام الحسين وإلى الإمامالمهدي الذي هو بدوره يسلمها إلى أبنه أولالممهدين (ع) ، ولا أظنك تحتار يا قارئ في هذه المسألة فهي قطعاً (خاتم الإمامة) المنزل من الله تعالى الذي ورد فيه الحديثبأن كل كتاب من الله يأتي مفتوح إلا أمرالإمامة فإنه يأتي مغلق وكل إمام يفضه ويعمل بالذي فيه . الذي كان مسدد به أميرالمؤمنين عليه السلام - أي روح القدسالأعظم - هو الذي يسدد الممهدين عليهم السلاموإليك عزيزي القارئ ما يزيل اللبس منحديثهم عليهم السلام حيث ورد عن ابن عباس ، قال : نزل جبرئيل (ع) بصحيفة من عندالله على رسول الله (ص) فيها اثنى عشر خاتماً من ذهب، فقال له : إن الله تعالىيقرأ عليك السلام ويأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى النجيبمن أهلك بعدك يفك منها أولالخاتم ويعمل بما فيها ، فإذا مضى دفعها إلى وصيّه بعده ،وكذلك الأول يدفعها إلى الآخر واحداً بعد واحد ، ففعل النبي (ص) ما أمر به ، ففك عليبن أبي طالب (ع) أولهاوعمل بما فيها ، ثم دفعها إلى الحسن (ع) ففك خاتمه وعمل بمافيها ، ودفعها بعده إلىالحسين (ع) ثم دفعها الحسين إلى علي بن الحسين (ع) ، ثمواحداً بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم (ع) ] إلى هنا انتهى كلامهم.
ولي سؤال أودأن يجيبني عليه أحد وهو : لو كان أحمد البصري كما يدعي إمام وهو الإمام الثالث عشرفأين هو الخاتم الذي كانمن المفروض أن يأتي به جبرائيل لو كان أحمد البصري إماماًكما يدعي هل نسي جبرئيل حاشاه من ذلك أم ماذا ؟ إنني حينما أناقش هذه الأدلة فذلككله من أجل المغرر بهموالمنخدعين والمُضلَّلين الذين صدقوا بدعوته وإلا فبطلان هذهالأقوال لا يحتاج للنقاش .
ومما يؤكد كذب أحمد البصري (الحسن) وبطلانه ما ذكروهفي الصفحة (69) منالكتابالمذكور ، فقد جاء عنهم هذا النص : [وفي سؤال السيد الحميريللإمام الصادقعن الغيبة وصحتها ؟ فقال له الإمام الصادق : (( ستقع في السادس منولدي وهو الثانيعشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (ص) ، أولهم أمير المؤمنين عليبن أبي طالب (ع) ، وآخرهم محمد بن الحسن المهدي القائم عجل الله فرجه بالحق ، وهوبقية الله في أرضهوصاحب الزمان ، والله ليبقى في غيبته ما بقي نوح (ع) في قومه ،ولم يخرج من الدنياحتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ] والحمد لله الذي كانلهم بالمرصاد حيث أوقعهم فيما كتبوه بأيديهم من حيث لا يشعرون .
فهذه واضحةالدلالة على أن الأئمة اثنى عشر لا غير أولهم علي بن أبي طالبوآخرهم محمد بن الحسنالمهدي القائم فهذه الرواية كافية في بطلان دعواهم بأن الأئمةثلاثة عشر وأن أحمدالبصري هو الإمام الثالث عشر . ولا يمكن أن يردوها أو يقولونعنها أنها ضعيفة أو ماشابه لأننا أخذناها من كتابهم فهم من أحتج بها .
كما أنهيتضح من نفس هذهالرواية أن الإمام محمد بن الحسن المهدي هو الذي يملأ الأرض قسطاًوعدلاً كما ملئتظلماً وجورا في حين أنهم يدعون أن الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هوأحمد البصري (الحسن) وليس الإمام فقد ذكروا في آخر الصفحة (128) ما هذا نصه : [واتضح إن أحمدالحسن هو مهدي آل محمد ، وهو من يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئتظلماً وجوراً ] فهل هذا إلا التناقض بعينه فأين العصمة يا من تدعون العصمة . ) وممايؤكد بطلان دعوى إمامة أحمد البصري وإنه هو الإمام الثالث عشر ما جاء فيالصفحة (69) حيث قال ما هذا نصه : [وقد ورد أن قول النبي صلى الله عليه وآله لسلمان المحمدي : (لم يبعث الله رسولاً الا وجعل له اثنا عشر نقيباً قلت : قد عرفت هذا مناهلالكتابين ، قال (ص) : عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للامامة ؟ثمقال : خلقني الله من نوره ، ومن نوري علياً ، ومن نورينا فاطمة ، ومن انوارناالحسنوالحسين ومن الحسين التسعة الائمة ، قلت : عرفني بهم قال (ص) : سيد العابدينعلي بنالحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والاخرين ، ثم جعفر بن محمدلسانالله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله ، ثم علي بن موسىالرضالامر الله ، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي الىالله ،ثم الحسن بن علي الصامت الامين على سر الله محمد بن الحسن المهدي الناطق بحقالله ) ] وكتب أيضاً في الصفحة (70) : [وورد عن النبي (ص) أيضاً قوله : (... ثمابنه محمدبن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي الى الله ، ثم ابنه الحسن بنعلي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائمبأمر الله ) . ومن هاتين الروايتين يتبين لنا واضحاً أن الأئمة اثنى عشر وإن آخرهممحمد بن الحسنالمهدي عليه السلام).
ومما يؤكد بطلان ادعائهم من ان أحمد البصري (الحسن) هوالذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وليس الإمام المهدي هو ما ذكروه في كتابهم في الصفحة (159) حيث حاولوا الاستدلال على أن أحمد البصري يؤسس دولة قبل قيام الإمام الحجة بنالحسن فأوردوا رواية جاء فيها : [فإذا انقضى ملك بني فلان ، اتاح الله لآل محمد برجلمنا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمهالرشا ، والله إنيلأعرفه باسمه واسم أبيه ... ثم يأتينا ذو الخال والشامتين العادلالحافظ لما استودعفيملأها قسطاً وعدلاً] . فهم يقصدون بالشخص الأول أحمد البصريوإن صاحب الخالوالشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها قسطاً وعدلاً الإمام الحجة بن الحسن (ع) فهاهم مرة يقولون أن احمد (الحسن) هو الذي يملأ الأرض قسطاًوعدلاً ومرة يقولون أنالإمام الحجة بن الحسن هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . وهذا هو التلاعببالروايات وتأويلها بما تهوى نفوسهم الأمارة بالسوء.
ومن وجلهموكذبهم وتضليلهموخداعهم للناس وتشويه الحقائق ما نسبوه من روايات معصومية شريفةحيث اوردوا بعضالروايات وقالوا بأن المقصود بها احمد البصري حيث جاء في الصفحة (62 ) من كتابهمالمذكور ما هذا نصه : [ ومن تلك الاحاديث ما ورد عن امير المؤمنين (ع) بعد ان سئلعن اسم المهدي (ع) فقال أما اسمه فان حبيبي قد عهد الي الا احدثبه حتى يبعثه الله عزوجل . فقال اخبرني عن صفاته ؟ قال : هو شاب مربوع حسن الوجهحسن الشعر , يسيل شعرهعلى منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه , بابي ابنخيرة الاماء ) فعلي ابنابي طالب يقول هنا في تسميتة هذا الشاب ( اما اسمه فانحبيبي قد عهد إلي أن لا أحدثبه به حتى يبعثه الله عز وجل ) سبحان الله هل إن اسمالإمام المهدي كان مخفياً فيعهد رسول الله (ص) إذن اين هذا من الروايات الكثيرةالتي ينقلها الشيعة والسنة فيالإمام المهدي والتي ينقلها الشيعية خاصة في تسميةالإمام المهدي (محمد بنالحسن)]انتهى كلامهم
ويرد على كلامهم هذا : ان الامام الباقر (ع) حينما قالالائمة من ولد رسول الله ومن ولد علي قصد بذلك التغليب فالمعلوم أن أحدعشر إماماًهم من ولد علي فحينما قال : ( اثنا عشر ) لم يرد بذلك إن الأئمة غير أميرالمؤمنين اثنا عشر فإنه كان يريد الإشارة إن الأعم الأغلب هم من ولد رسول الله ومنولد عليوهذا الأمر ليس جديداً فالنحويون يعرفون ذلك جيداً .
وأما تأولهم الروايةعلى غير معناها فإنه مخالف للأحاديث والرواية المتواترة من السنة والشيعة من كونالأئمةاثنا عشر ، ولو رجع القارئ إلى الكتب التي نقلتم منها هذه الرواية لوجدالكثير من الروايات التي سبقتها والتي تلتها تدل على أن الأئمة اثنا عشر لا غير فمابالكم كيف تحكمون وتصنعون من أحمد البصري إماماً وتدّعون له العصمة . إرجعوا إلىربكم وأئمتكم . وإلى أنفسكم وعاتبوها فقد استزلكم أحمد البصري وخدعكم واستغل حبالبعض منكم لأهل البيت (ع) فمرّر أفكاره الضالة التي تسببت في إضلالكم وقد قام فيإغوائكم كما يفعل الشيطان قال تعالى : {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60.
ثم استمر الكاتب في غيه يريد إضلال الآخرين كماضلّ هو وهوى حيث قالفي نفس الصفحة من الكتاب المذكور : [ قال يهودي لأمير المؤمنين (ع) : أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزلتهفي الجنة ؟ وأخبرنيمن معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين (ع) : ( إن لهذه الأمةاثنا عشر إمام هدىمن ذرية نبيها وهم مني ، وأما منزلة نبينا في الجنة ففي أفضلهاوأشرفها جنة عدن ،وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنى عشر من ذريتي وأمهموجدتهم وأم أمهم وذراريهم ، لا يُشركهم فيها أحد)]
ويرد عليه : الإشكال متوجهعليكم في الروايةنفسها فلو سلمنا جدلاً إن أمير المؤمنين (ع) لم يكن يقصد التغليبحينما قال : اثناعشر ، فما هو قولكم في أمير المؤمنين هل هو مع رسول الله (ص) فيالجنة أم لا . فإنقلتم نعم وهو الصحيح فلماذا لم يذكر نفسه وهو في مقام البيانلليهودي حيث ذكر إن مع رسول الله (ص) : ( الاثنى عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهموذراريهم ) فأين هومنزل الإمام أمير المؤمنين (ع) يا ترى ؟! وإن قلتم لا فهذا واضحالبطلان ولا يحتاج للنقاش إطلاقاً .
والحقيقة إن أمير المؤمنين ذكر نفسه معالأئمة الاثنى عشر فلاحاجة عندها إلى ذكر اسمه منفرداً . وأورد الكاتب في الصفحة (92 ) من الكتاب ما هذا نصه :[ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدهافعددت اثنا عشر آخرهم القائم (ع) ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ] . فأحمد البصريوشياطينه الذين يشتركون معه فيالدجل يوهمون الناس ويضلونهم ويصورون الرواية هكذا : استناداً إلى كلمة من (ولدها ) يعني الاثنى عشر غير أمير المؤمنين فهو ليس من ولدفاطمة واثنا عشر من ولدها مع أميرالمؤمنين يكون المجموع ثلاثة عشر ومعنى هذا آخرهمالقائم يعني أحمد البصري هكذايفترون على الله ورسوله وأولياءه ولكي يمرروا ضلالتهم ويخدعوا البسطاء الذين يثقونبكلامهم من دون فحص وتمعن مارسوا الدجل وقاموا بتحريف ذيل الرواية الذي جاء فيه : (ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ) وهو الذي كتبوه وقدأشاروا في هامش الكتاب إلىمصادر هذه الرواية فذكر إن من مصادرها ((شرح أصول الكافيللمازندراني ج7 ص373 ، منلا يحضره الفقيه ج4 ص180 ، كشف الغمة ج3 ، وسائل الشيعةبسندين ج11 ص490 ، ج16 ص242 .)) والحقيقة عندما رجعنا إلى هذه المصادر وجدنا أن ذيل الرواية هكذا : (( ثلاثةمنهم محمد وأربعة منهم علي )) فهم قد قاموا بتغيير كلمة (أربعة منهم علي) إلى (ثلاثة منهم علي) كل ذلك من أجل ألا ينتبه المؤمنون إذا تركواالرواية على حالها . إن معنى أربع منهم يعني أن يدخل ضمن الاثنى عشر الإمام علي (ع) إضافة إلى علي بنالحسين زين العابدين وعلي بن موسى الرضا وعلي بن محمد الهادي (ع) )) لذلك قاموابتغيير الرواية لكي يُخرجون علي من دائرة الاثنى عشر إمام ، ويدخل أحمد البصريالدجال بدلاً عن علي (ع) فيضلون الناس ويوهمونهم أن الاثنى عشر إمام كلهم من أبناءفاطمة وراهنوا في ذلك على سذاجة البعض من الناس وبساطة البعض الآخروثقة البعض بهموعدم الفحص خاصة إذا ما وجدوا أن الرواية مذكورة جميع مصادرها ،والحقيقة إننا لمنقف عند هذا الحد فرغم أن المصادر التي ذكروها في هامش الكتاب تذكر ((أربعة منهمعلي)) إلا أننا بحثنا عن الرواية في كتب ومصادر أخرى مهمةومعروفة فوجدنا إن تلكالكتب ذكرت : (( أربعة منهم علي )) وهذه بعض تلك المصادر ،ندعو من وثق بهؤلاءالدجالون مراجعتها والوقوف على الحقيقة بأنفسهم كما إننا ندعوكل من يحتمل في أندعوة أحمد بن الحسن حق بمراجعة هذه المصادر والتأكد منها وهي : ((كمال الدين ج1ص269 ؛ بحار الأنوار ج36 ص201 ؛ الإرشاد ج2 ص346 ؛ أعلام الورىص386 ؛ جامع الأخبارص17 ؛ عيون أخبار الرضا ج1 ص46 )) ألا لعنة الله على الدجالينالذي يلبسون الحقبالباطل وهم يعلمون .
فما معنى هذا الفعل يا ترى ؟! هل هو عصمةأم أنه الدجلبعينه وهل هذه الراية راية حق أم إنها راية ضلالة كما هو واضح . ولعمري إن هذهالأمر لوحده كافٍ في إثبات بطلان حركة أحمد البصري الذي راح هووأتباعه يكذبون علىالله ورسوله والأئمة الأطهار (عليهم السلام)
فأحمد البصري (الحسن) يدعي أنهالإمام الثالث عشر ويحاول سرد الأدلة التي لا تنطلي إلا على من تلبس به الشيطان أوغيرهم من الناس البسطاء فلو عدنا للصفحات الأولى من هذا الكتاب لوجدنا فيه ما يناقضما ادعاه أحمد البصري وما ادعاه له أتباعه من الذين يساعدونهفي إضلال الناس وإظهارالدجل ، فقد ذكروا في الصفحة (32) ما هذا نصه : [ومن المعلومإنه ثبت عن طريق حديثرسول الله (ص) وأحاديث الأئمة (ع) إن الحجج على الخلق بعدرسول الله (ص) أربعةوعشرين حجة ، أولهم علي بن أبي طالب (ع) يتبعه أحد عشر إماماً، ثم من بعدهم اثنيعشر مهدياً والحديث في هذا الشأن متواتر ولا يقبل اللبس والاشتباه ] فهو في هذاالمكان من الكتاب يذكر الحقيقة المعلومة وهي أن الأئمة اثناعشر أولهم علي ومن بعدهأحد عشر إماماً فكيف تدعي أن الأئمة من ولد علي اثنا عشرإماماً وتذكر إن أحمدالبصري هو آخر الأئمة ؟ فما هذا التناقض ، أليس هذا دليلاًعلى بطلانكم واختلافأقوالكم ولو كان كلامكم هذا من الله لما اختلفت أقوالكم .كمااخبر المولى سبحانهوتعالى في كتابه الكريم : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْعِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاًكَثِيراً}النساء82.
ثم ذكر فيالصفحة (33) : [ عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) : يا ابن رسول اللهإني سمعت من أبيك (ع) أنه قال : ((يكون بعدالقائم اثنا عشر إماماً . فقال : إنماقال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماًولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلىموالاتنا ومعرفة حقنا )) ] سبحان الله ينقلون كلام أهل البيت (ع) في كتبهم ثميخالفونه في نفس الكتب فهلا كان لديكم شيئاً من الحياء فاستحيتم من الناس ، لا نقولمن الله ورسوله والأئمة الأطهار.
وقالوا فيالصفحة (34) من كتابهم ما هذا نصه : [ ولو تساءلنا ما هي هذه الوصية التي هي من الأهمية حتى يقول فيها رسول الله (ص) : (لنتضلوا بعدي أبداً )) وما هو هذا الشيءالذي يسلمه أمير المؤمنين (ع) للإمام الحسنوهو بدوره للإمام الحسين وإلى الإمامالمهدي الذي هو بدوره يسلمها إلى أبنه أولالممهدين (ع) ، ولا أظنك تحتار يا قارئ في هذه المسألة فهي قطعاً (خاتم الإمامة) المنزل من الله تعالى الذي ورد فيه الحديثبأن كل كتاب من الله يأتي مفتوح إلا أمرالإمامة فإنه يأتي مغلق وكل إمام يفضه ويعمل بالذي فيه . الذي كان مسدد به أميرالمؤمنين عليه السلام - أي روح القدسالأعظم - هو الذي يسدد الممهدين عليهم السلاموإليك عزيزي القارئ ما يزيل اللبس منحديثهم عليهم السلام حيث ورد عن ابن عباس ، قال : نزل جبرئيل (ع) بصحيفة من عندالله على رسول الله (ص) فيها اثنى عشر خاتماً من ذهب، فقال له : إن الله تعالىيقرأ عليك السلام ويأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى النجيبمن أهلك بعدك يفك منها أولالخاتم ويعمل بما فيها ، فإذا مضى دفعها إلى وصيّه بعده ،وكذلك الأول يدفعها إلى الآخر واحداً بعد واحد ، ففعل النبي (ص) ما أمر به ، ففك عليبن أبي طالب (ع) أولهاوعمل بما فيها ، ثم دفعها إلى الحسن (ع) ففك خاتمه وعمل بمافيها ، ودفعها بعده إلىالحسين (ع) ثم دفعها الحسين إلى علي بن الحسين (ع) ، ثمواحداً بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم (ع) ] إلى هنا انتهى كلامهم.
ولي سؤال أودأن يجيبني عليه أحد وهو : لو كان أحمد البصري كما يدعي إمام وهو الإمام الثالث عشرفأين هو الخاتم الذي كانمن المفروض أن يأتي به جبرائيل لو كان أحمد البصري إماماًكما يدعي هل نسي جبرئيل حاشاه من ذلك أم ماذا ؟ إنني حينما أناقش هذه الأدلة فذلككله من أجل المغرر بهموالمنخدعين والمُضلَّلين الذين صدقوا بدعوته وإلا فبطلان هذهالأقوال لا يحتاج للنقاش .
ومما يؤكد كذب أحمد البصري (الحسن) وبطلانه ما ذكروهفي الصفحة (69) منالكتابالمذكور ، فقد جاء عنهم هذا النص : [وفي سؤال السيد الحميريللإمام الصادقعن الغيبة وصحتها ؟ فقال له الإمام الصادق : (( ستقع في السادس منولدي وهو الثانيعشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (ص) ، أولهم أمير المؤمنين عليبن أبي طالب (ع) ، وآخرهم محمد بن الحسن المهدي القائم عجل الله فرجه بالحق ، وهوبقية الله في أرضهوصاحب الزمان ، والله ليبقى في غيبته ما بقي نوح (ع) في قومه ،ولم يخرج من الدنياحتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ] والحمد لله الذي كانلهم بالمرصاد حيث أوقعهم فيما كتبوه بأيديهم من حيث لا يشعرون .
فهذه واضحةالدلالة على أن الأئمة اثنى عشر لا غير أولهم علي بن أبي طالبوآخرهم محمد بن الحسنالمهدي القائم فهذه الرواية كافية في بطلان دعواهم بأن الأئمةثلاثة عشر وأن أحمدالبصري هو الإمام الثالث عشر . ولا يمكن أن يردوها أو يقولونعنها أنها ضعيفة أو ماشابه لأننا أخذناها من كتابهم فهم من أحتج بها .
كما أنهيتضح من نفس هذهالرواية أن الإمام محمد بن الحسن المهدي هو الذي يملأ الأرض قسطاًوعدلاً كما ملئتظلماً وجورا في حين أنهم يدعون أن الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هوأحمد البصري (الحسن) وليس الإمام فقد ذكروا في آخر الصفحة (128) ما هذا نصه : [واتضح إن أحمدالحسن هو مهدي آل محمد ، وهو من يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئتظلماً وجوراً ] فهل هذا إلا التناقض بعينه فأين العصمة يا من تدعون العصمة . ) وممايؤكد بطلان دعوى إمامة أحمد البصري وإنه هو الإمام الثالث عشر ما جاء فيالصفحة (69) حيث قال ما هذا نصه : [وقد ورد أن قول النبي صلى الله عليه وآله لسلمان المحمدي : (لم يبعث الله رسولاً الا وجعل له اثنا عشر نقيباً قلت : قد عرفت هذا مناهلالكتابين ، قال (ص) : عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للامامة ؟ثمقال : خلقني الله من نوره ، ومن نوري علياً ، ومن نورينا فاطمة ، ومن انوارناالحسنوالحسين ومن الحسين التسعة الائمة ، قلت : عرفني بهم قال (ص) : سيد العابدينعلي بنالحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والاخرين ، ثم جعفر بن محمدلسانالله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله ، ثم علي بن موسىالرضالامر الله ، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي الىالله ،ثم الحسن بن علي الصامت الامين على سر الله محمد بن الحسن المهدي الناطق بحقالله ) ] وكتب أيضاً في الصفحة (70) : [وورد عن النبي (ص) أيضاً قوله : (... ثمابنه محمدبن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي الى الله ، ثم ابنه الحسن بنعلي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائمبأمر الله ) . ومن هاتين الروايتين يتبين لنا واضحاً أن الأئمة اثنى عشر وإن آخرهممحمد بن الحسنالمهدي عليه السلام).
ومما يؤكد بطلان ادعائهم من ان أحمد البصري (الحسن) هوالذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وليس الإمام المهدي هو ما ذكروه في كتابهم في الصفحة (159) حيث حاولوا الاستدلال على أن أحمد البصري يؤسس دولة قبل قيام الإمام الحجة بنالحسن فأوردوا رواية جاء فيها : [فإذا انقضى ملك بني فلان ، اتاح الله لآل محمد برجلمنا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمهالرشا ، والله إنيلأعرفه باسمه واسم أبيه ... ثم يأتينا ذو الخال والشامتين العادلالحافظ لما استودعفيملأها قسطاً وعدلاً] . فهم يقصدون بالشخص الأول أحمد البصريوإن صاحب الخالوالشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها قسطاً وعدلاً الإمام الحجة بن الحسن (ع) فهاهم مرة يقولون أن احمد (الحسن) هو الذي يملأ الأرض قسطاًوعدلاً ومرة يقولون أنالإمام الحجة بن الحسن هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . وهذا هو التلاعببالروايات وتأويلها بما تهوى نفوسهم الأمارة بالسوء.
ومن وجلهموكذبهم وتضليلهموخداعهم للناس وتشويه الحقائق ما نسبوه من روايات معصومية شريفةحيث اوردوا بعضالروايات وقالوا بأن المقصود بها احمد البصري حيث جاء في الصفحة (62 ) من كتابهمالمذكور ما هذا نصه : [ ومن تلك الاحاديث ما ورد عن امير المؤمنين (ع) بعد ان سئلعن اسم المهدي (ع) فقال أما اسمه فان حبيبي قد عهد الي الا احدثبه حتى يبعثه الله عزوجل . فقال اخبرني عن صفاته ؟ قال : هو شاب مربوع حسن الوجهحسن الشعر , يسيل شعرهعلى منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه , بابي ابنخيرة الاماء ) فعلي ابنابي طالب يقول هنا في تسميتة هذا الشاب ( اما اسمه فانحبيبي قد عهد إلي أن لا أحدثبه به حتى يبعثه الله عز وجل ) سبحان الله هل إن اسمالإمام المهدي كان مخفياً فيعهد رسول الله (ص) إذن اين هذا من الروايات الكثيرةالتي ينقلها الشيعة والسنة فيالإمام المهدي والتي ينقلها الشيعية خاصة في تسميةالإمام المهدي (محمد بنالحسن)]انتهى كلامهم
.
واقول : انهم يصرحون بأن أحمد (الحسن) (مربوع القامة ،حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ) والحقيقةلابد أن تقال ولابد أنيزال الستار لتظهر الحقيقة كما يظهر ضوء النهار لذلك فإنيأعلن أمام الله عز وجلوأمام الإمام المهدي (ع) إني سبق وأن رأيت أحمد البصري (الحسن) أكثر من مرة وصفتهإنه رجل طويل القامة وليس كما يدعون من أنه مربوع القامةفالمربوع يعني ليس بالطويلوليس بالقصير كما أنه أسمر الوجه شديد السمرة وليس كمايدعون حسن الوجه كما انه جعدالشعر وليس حسن الشعر أو مسترسله كما يدعون أما قولهإن شعره يسيل على منكبيه فهذههي الطامة الكبرى فإن شعره قصير وإذا تركه يطول فهولا يكون مسترسلاً بل إنه يكونجعداً لذلك ومن أجل ردّ الباطل والانحراف ودعاةالضلالة ، أقول : لقد جعلتم قسمالبراءة من الأدلة على صدق دعواكم فها أنا ذا أقسم قسم براءة فأقول : ( برئت من حولالله وقوته والجأت إلى حولي وقوتي إن كان أحمدإسماعيل البصري (الحسن) هو اليمانيوانه مربوع القامة وحسن الوجه وحسن الشعر ويسيل شعره على منكبيه
تعليق