الغيبة في الروايات الإسلامية:
وقد ورد في المصادر الروائية وكتب الأخلاق روايات كثيرة في ذم الغيبة، حيث تقرّر هذه الروايات في مضامينها حقيقة مذهلة حول الآثار الوخيمة للغيبة وعقوبتها الأليمة إلى درجة أنّه قلّما نجد بين الذنوب والمحرّمات ما ورد في حقّه مثل هذه الكلمات والتعبيرات، ونحن نختار منها عشر روايات:
1 ـ نقرأ في حديث شريف أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) خطب يوماً في المسلمين ونادى بصوت رفيع بحيث سمعته النساء في بيوتهنّ وقال: «يـا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسـانِهِ وَلَم يُؤمِنْ بِقَلبِهِ لا تَغتـابُوا المُسلِمِينَ وِلا تَتَبِّعُوا عَوراتَهُم فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَورةَ أَخِيهِ يَتَتَبَّعُ اللهُ عَورَتَهُ حَِتّى يَفْضَحَهُ فِي جَوفِ بَيتِهِ»(1).
2 ـ وفي حديث آخر عنه(صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه خطب يوماً بالمسلمين وتحدّث عن ذم الربا حتى أنّه ذكر أنّ الدرهم من الربا أشدّ من ستة وثلاثين زنية ثم قال: «إنّ أَربا الرِّبا عِرضُ الرَّجُلِ المُسلِمِ»(2).
هذا التعبير الذي يقرّر أهميّة ووخامة الغيبة بالنسبة إلى الزنا حيث ورد في روايات متعددة وفي بعضها ذكر السبب في ذلك وهو: «أمّا صاحب الزنا فيتوب فيتوب الله عليه، وأمّا صاحب الغيبة فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحلّه»(3).
3 ـ في حديث آخر عن الإمام الصادق(عليه السلام) يقول: «الغَيبَةُ حَرامٌ عَلى كُلِّ مُسلِم وَأَنَّها لَتأكُلُ الحَسناتِ كَما تأكلُ النّارَ الحَطَبَ»(4).
وهذه الخصوصية تترتب على الغيبة وكما سيأتي في البحوث اللآحقة بسبب أنّ الغيبة تتعرّض لحقّ الناس وبالتالي فإنّ حسنات المغتاب سوف تنتقل إلى صحيفة أعمال الشخص الآخر الذي وقع مورد الغيبة لجبران الخسارة والضرر الذي تحمّله من هذه الغيبة.
4 ـ وجاء في حديث قدسي أنّ الله تعالى خاطب نبيّه موسى(عليه السلام) وقال: «مَن مـاتَ تـائِباً مِنَ الغَيبَةِ فَهُوَ آخِرُ مَنْ يَدخُلِ الجَنَّةَ ومَن مـاتَ مُصِرّاً عَلَيه، فَهُوَ أَوّلُ مَنْ يَدخُلُ النَّارَ»(5).
وفي حديث آخر عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) نجد تعبيراً مذهلاً عن مخاطرة الغيبة حيث قال: «مَن مَشى فِي غَيبَةِ أَخِيهِ وَكَشفِ عَورَتِهِ كـانَ أَوَّلَ خُطوَة خَطاهـا وَضَعَها فِي جَهَنّمَ»(6).
6 ـ وفي حديث آخر عنه(صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال: «مـا عُمّرَ مَجلِسٌ بِالغَيبَةِ إلاّ خُرِّبَ بِالدِّينِ فَنَزِّهُوا أَسمَاعَكُم مِنْ اسْتِمـاعِ الغَيبَةِ فَإِنَّ القـائِلَ وَالمُستَمِعَ لَهـا شَريكَانِ فِي الإثْمِ»(7).
7 ـ وفي حديث آخر أيضاً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)«مَن إِغتـابَ مُسلِماً أَو مُسلِمَةً لَنْ يَقْبَلَ اللهُ صَلاتَهُ وَلا صِيـامَهُ أَربَعِينَ لَيلَةً إلاّ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ صـاحِبُهُ» يتحدّث فيه عن الأضرار المعنوية الكبيرة للغيبة ويقول: (8).
8 ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق(عليه السلام): «مَن رَوى عَلى مُؤمُن رَوايَةً يُريدُ بِها شَينَهُ وَهَدْمَ مُرُوَّتِهِ لِيَسْقُطَ مِنْ أَعيُنِ النّاسِ، وَأَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ وِلايَتِهِ إِلى وِلايَةِ الشَّيطـانِ فَلا يَقْبَلُهُ الشَّيطَـانُ»(9).
ومن الواضح أنّ المصداق البارز للرواية أعلاه هوالشخص المغتاب الذي يهدف من الغيبة إظهار عيوب المؤمنين المستورة ويعمل على هدم شخصيتهم الاجتماعية واسقاطهم بين الناس، فعذاب مثل هؤلاء الأشخاص عظيم إلى درجة أنّ الشيطان نفسه يستوحش من قبول ولاية هؤلاء ويتبرأ من رفقته وصحبته.
9 ـ وفي الحديث الوارد في مناهي النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «نَهى عَنِ الغَيبَة وَقـالَ مَنْ إِغتـابَ امرءً مُسلِماً بَطَلَ صَومُهُ وَنَقَضَ وَضُوءُهُ، وَجـاءَ يَومَ القيـامَةِ يَفُوهُ مِنْ فِيهِ رائِحَةٌ أَنتنَ مِنَ الجِيفَةِ يَتَأَذَّى بِهِ أَهلَ المَوقِفِ»(10).
10 ـ ونختم هذا البحث بحديث عن أميرالمؤمنين(عليه السلام)«إِيّاكَ والغَيبَةِ فَإنّها تُمقِتُكَ إلى اللهِ والنّاسِ وَتَحبِطُ أَجرَكَ» رغم وجود روايات كثيرة اُخرى في هذا المجال ولكننا نكتفي بهذا المقدار الممكن من بيان عواقب الغيبة وآثارها الوخيمة الدنيوية والاُخروية حيث يقول: (11).
1. جامع السعادات، ج2، ص303.
2. المصدر السابق.
3. وسائل الشيعة، ج8، ص601، ح18.
4. جامع السعادات، ج3، ص305.
5. جامع السعادات، ص302.
6. المصدر السابق، ص303.
7. بحار الانوار، ج75، ص259.
8. المصدر السابق، ج72، ص258، ح53.
9. اصول الكافي، ج2، ص358، ح1.
10. وسائل الشيعة، ج8، ص599، ح13.
11. غرر الحكم.
وقد ورد في المصادر الروائية وكتب الأخلاق روايات كثيرة في ذم الغيبة، حيث تقرّر هذه الروايات في مضامينها حقيقة مذهلة حول الآثار الوخيمة للغيبة وعقوبتها الأليمة إلى درجة أنّه قلّما نجد بين الذنوب والمحرّمات ما ورد في حقّه مثل هذه الكلمات والتعبيرات، ونحن نختار منها عشر روايات:
1 ـ نقرأ في حديث شريف أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) خطب يوماً في المسلمين ونادى بصوت رفيع بحيث سمعته النساء في بيوتهنّ وقال: «يـا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسـانِهِ وَلَم يُؤمِنْ بِقَلبِهِ لا تَغتـابُوا المُسلِمِينَ وِلا تَتَبِّعُوا عَوراتَهُم فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَورةَ أَخِيهِ يَتَتَبَّعُ اللهُ عَورَتَهُ حَِتّى يَفْضَحَهُ فِي جَوفِ بَيتِهِ»(1).
2 ـ وفي حديث آخر عنه(صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه خطب يوماً بالمسلمين وتحدّث عن ذم الربا حتى أنّه ذكر أنّ الدرهم من الربا أشدّ من ستة وثلاثين زنية ثم قال: «إنّ أَربا الرِّبا عِرضُ الرَّجُلِ المُسلِمِ»(2).
هذا التعبير الذي يقرّر أهميّة ووخامة الغيبة بالنسبة إلى الزنا حيث ورد في روايات متعددة وفي بعضها ذكر السبب في ذلك وهو: «أمّا صاحب الزنا فيتوب فيتوب الله عليه، وأمّا صاحب الغيبة فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحلّه»(3).
3 ـ في حديث آخر عن الإمام الصادق(عليه السلام) يقول: «الغَيبَةُ حَرامٌ عَلى كُلِّ مُسلِم وَأَنَّها لَتأكُلُ الحَسناتِ كَما تأكلُ النّارَ الحَطَبَ»(4).
وهذه الخصوصية تترتب على الغيبة وكما سيأتي في البحوث اللآحقة بسبب أنّ الغيبة تتعرّض لحقّ الناس وبالتالي فإنّ حسنات المغتاب سوف تنتقل إلى صحيفة أعمال الشخص الآخر الذي وقع مورد الغيبة لجبران الخسارة والضرر الذي تحمّله من هذه الغيبة.
4 ـ وجاء في حديث قدسي أنّ الله تعالى خاطب نبيّه موسى(عليه السلام) وقال: «مَن مـاتَ تـائِباً مِنَ الغَيبَةِ فَهُوَ آخِرُ مَنْ يَدخُلِ الجَنَّةَ ومَن مـاتَ مُصِرّاً عَلَيه، فَهُوَ أَوّلُ مَنْ يَدخُلُ النَّارَ»(5).
وفي حديث آخر عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) نجد تعبيراً مذهلاً عن مخاطرة الغيبة حيث قال: «مَن مَشى فِي غَيبَةِ أَخِيهِ وَكَشفِ عَورَتِهِ كـانَ أَوَّلَ خُطوَة خَطاهـا وَضَعَها فِي جَهَنّمَ»(6).
6 ـ وفي حديث آخر عنه(صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال: «مـا عُمّرَ مَجلِسٌ بِالغَيبَةِ إلاّ خُرِّبَ بِالدِّينِ فَنَزِّهُوا أَسمَاعَكُم مِنْ اسْتِمـاعِ الغَيبَةِ فَإِنَّ القـائِلَ وَالمُستَمِعَ لَهـا شَريكَانِ فِي الإثْمِ»(7).
7 ـ وفي حديث آخر أيضاً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)«مَن إِغتـابَ مُسلِماً أَو مُسلِمَةً لَنْ يَقْبَلَ اللهُ صَلاتَهُ وَلا صِيـامَهُ أَربَعِينَ لَيلَةً إلاّ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ صـاحِبُهُ» يتحدّث فيه عن الأضرار المعنوية الكبيرة للغيبة ويقول: (8).
8 ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق(عليه السلام): «مَن رَوى عَلى مُؤمُن رَوايَةً يُريدُ بِها شَينَهُ وَهَدْمَ مُرُوَّتِهِ لِيَسْقُطَ مِنْ أَعيُنِ النّاسِ، وَأَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ وِلايَتِهِ إِلى وِلايَةِ الشَّيطـانِ فَلا يَقْبَلُهُ الشَّيطَـانُ»(9).
ومن الواضح أنّ المصداق البارز للرواية أعلاه هوالشخص المغتاب الذي يهدف من الغيبة إظهار عيوب المؤمنين المستورة ويعمل على هدم شخصيتهم الاجتماعية واسقاطهم بين الناس، فعذاب مثل هؤلاء الأشخاص عظيم إلى درجة أنّ الشيطان نفسه يستوحش من قبول ولاية هؤلاء ويتبرأ من رفقته وصحبته.
9 ـ وفي الحديث الوارد في مناهي النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «نَهى عَنِ الغَيبَة وَقـالَ مَنْ إِغتـابَ امرءً مُسلِماً بَطَلَ صَومُهُ وَنَقَضَ وَضُوءُهُ، وَجـاءَ يَومَ القيـامَةِ يَفُوهُ مِنْ فِيهِ رائِحَةٌ أَنتنَ مِنَ الجِيفَةِ يَتَأَذَّى بِهِ أَهلَ المَوقِفِ»(10).
10 ـ ونختم هذا البحث بحديث عن أميرالمؤمنين(عليه السلام)«إِيّاكَ والغَيبَةِ فَإنّها تُمقِتُكَ إلى اللهِ والنّاسِ وَتَحبِطُ أَجرَكَ» رغم وجود روايات كثيرة اُخرى في هذا المجال ولكننا نكتفي بهذا المقدار الممكن من بيان عواقب الغيبة وآثارها الوخيمة الدنيوية والاُخروية حيث يقول: (11).
1. جامع السعادات، ج2، ص303.
2. المصدر السابق.
3. وسائل الشيعة، ج8، ص601، ح18.
4. جامع السعادات، ج3، ص305.
5. جامع السعادات، ص302.
6. المصدر السابق، ص303.
7. بحار الانوار، ج75، ص259.
8. المصدر السابق، ج72، ص258، ح53.
9. اصول الكافي، ج2، ص358، ح1.
10. وسائل الشيعة، ج8، ص599، ح13.
11. غرر الحكم.
تعليق