قال الثعلبي : قالت الرواة : كان حزبيل من أصحاب فرعون نجارا ، وهو الذي نجر التابوت لام موسى حين قذفته في البحر ، وقيل : إنه كان خازنا لفرعون مائة سنة وكان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلى أن ظهر موسى عليه السلام على السحرة فأظهر حزبيل إيمانه ، فاخذ يومئذ وقتل مع السحرة صلبا ، وأما امرأة حزبيل فإنها كانت ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة .
وروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لما اسري بي مرت بي رائحة طيبة ، فقلت لجبرئيل : ما هذه الرائحة ؟
قال : هذه ماشطة آل فرعون وأولادها كانت تمشطها فوقعت المشطة من يدها فقالت : بسم الله ، فقالت بنت فرعون : أبي ؟
فقالت : لا بل ربي وربك ورب أبيك ، فقالت : لاخبرن بذلك أبي ، فقالت : نعم ، فأخبرته فدعا بها وبولدها وقال : من ربك ؟
فقالت : إن ربي وربك الله ، فأمر بتنور من نحاس فاحمي فدعا بها وبولدها ، فقالت : إن لي إليك حاجة ، قال : وما هي ؟
قالت : تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها . قال : ذاك لك لمالك علينا من حق ، فأمر بأولادها فالقوا واحدا واحدا في التنور حتى كان آخر ولدها وكان صبيا مرضعا ، فقال : اصبري يا اماه إنك على الحق ، فألقيت في التنور مع ولدها . (1)
فلما رأت امرأة فرعون آسية وكانت من بني إسرائيل وكانت مؤمنة مخلصة وكانت تعبد الله سرا ، وكانت على ذلك إلى أن قتل فرعون امرأة حزبيل ، فعاينت حينئذ الملائكة يعرجون بروحها لما أراد الله تعالى بها من الخير فزادت يقينا وإخلاصا وتصديقا ، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع بها ، فقالت : الويل لك يا فرعون ، ما أجرأك على الله جل وعلا ؟
فقال لها : لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ، فقالت : ما اعتراني جنون لكن آمنت بالله تعالى ربي وربك ورب العالمين ، فدعا فرعون امها فقال لها : إن ابنتك أخذها الجنون ، فاقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى ، فخلت بها امها فسألتها موافقة (1) فيما أراد ، فأبت وقالت : أما أن أكفر بالله فلا والله لا أفعل ذلك أبدا ، فأمر بها فرعون حتى مدت بين أربعة أوتاد ثم لازالت تعذب حتى ماتت ، كما قال الله سبحانه : " وفرعون ذي الاوتاد " .
وعن ابن عباس : قال : أخذ فرعون امرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه ، فمر بها موسى وهو يعذبها فشكت إليه بإصبعها ، فدعا الله موسى أن يخفف عنها ، فلم تجد للعذاب مسا ، وإنها ماتت من عذاب فرعون لها ، فقالت وهي في العذاب : " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة " وأوحى الله إليها : أن ارفعي رأسك ، ففعلت فاريت البيت في الجنة بنى لها من در فضحكت ، فقال فرعون : انظروا إلى الجنون الذي بها ، تضحك وهي في العذاب (2)
------------
------------------
(1)البحار ج13 ص163
(2) البحار ج13 ص 164
وروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لما اسري بي مرت بي رائحة طيبة ، فقلت لجبرئيل : ما هذه الرائحة ؟
قال : هذه ماشطة آل فرعون وأولادها كانت تمشطها فوقعت المشطة من يدها فقالت : بسم الله ، فقالت بنت فرعون : أبي ؟
فقالت : لا بل ربي وربك ورب أبيك ، فقالت : لاخبرن بذلك أبي ، فقالت : نعم ، فأخبرته فدعا بها وبولدها وقال : من ربك ؟
فقالت : إن ربي وربك الله ، فأمر بتنور من نحاس فاحمي فدعا بها وبولدها ، فقالت : إن لي إليك حاجة ، قال : وما هي ؟
قالت : تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها . قال : ذاك لك لمالك علينا من حق ، فأمر بأولادها فالقوا واحدا واحدا في التنور حتى كان آخر ولدها وكان صبيا مرضعا ، فقال : اصبري يا اماه إنك على الحق ، فألقيت في التنور مع ولدها . (1)
فلما رأت امرأة فرعون آسية وكانت من بني إسرائيل وكانت مؤمنة مخلصة وكانت تعبد الله سرا ، وكانت على ذلك إلى أن قتل فرعون امرأة حزبيل ، فعاينت حينئذ الملائكة يعرجون بروحها لما أراد الله تعالى بها من الخير فزادت يقينا وإخلاصا وتصديقا ، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع بها ، فقالت : الويل لك يا فرعون ، ما أجرأك على الله جل وعلا ؟
فقال لها : لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ، فقالت : ما اعتراني جنون لكن آمنت بالله تعالى ربي وربك ورب العالمين ، فدعا فرعون امها فقال لها : إن ابنتك أخذها الجنون ، فاقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى ، فخلت بها امها فسألتها موافقة (1) فيما أراد ، فأبت وقالت : أما أن أكفر بالله فلا والله لا أفعل ذلك أبدا ، فأمر بها فرعون حتى مدت بين أربعة أوتاد ثم لازالت تعذب حتى ماتت ، كما قال الله سبحانه : " وفرعون ذي الاوتاد " .
وعن ابن عباس : قال : أخذ فرعون امرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه ، فمر بها موسى وهو يعذبها فشكت إليه بإصبعها ، فدعا الله موسى أن يخفف عنها ، فلم تجد للعذاب مسا ، وإنها ماتت من عذاب فرعون لها ، فقالت وهي في العذاب : " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة " وأوحى الله إليها : أن ارفعي رأسك ، ففعلت فاريت البيت في الجنة بنى لها من در فضحكت ، فقال فرعون : انظروا إلى الجنون الذي بها ، تضحك وهي في العذاب (2)
------------
------------------
(1)البحار ج13 ص163
(2) البحار ج13 ص 164
تعليق