روى السيّد الشريف الرضي في نهج البلاغة، وغيره من أعلام الحديث وأرباب السير والتاريخ في مؤلّفاتهم: أنّ ضرار بن حمزة ـ أو ضمرة وهو من أصحاب الإمام عليّ(عليه السلام) وشيعته ـ دخل ذات يوم على معاوية بن أبي سفيان وكان ذلك بعد شهادة أميرالمؤمنين(عليه السلام).
فقال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لي عليّاً؟
فقال ضرار: أو تعفيني؟قال: بل صفه.قال: أو تعفيني؟قال: لا أعفيك.فبدأ ضرار بذكر فضائل الإمام وخلقه وأدبه ثمّ قال: وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الزين وكأ نّي أسمعه وهو يقول: يا دنيا يا دنيا، إليك عنّي، أبي تعرّضت أم إليَّ تشوّقت؟ لا حان حينك، هيهات هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعيشك قصير وخطرك يسير وأملك حقير، آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم الموردفذرفت دموع معاوية حتى خرّت على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمّه وقد اختنق القوم بالبكاء، ثمّ قال معاوية: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك. فكيف حزنك عليه يا ضرار؟
قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها-
تعليق