بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثي إليكم اليوم عن رحمة الله الواسعة والتي تجلت في معنيين
معنى عام ومعنا خاص
المعنى العام للرحمة الإلهية :
نأخذه من كلمة الرحمن التي جعلها من
صفاته العظيمة وهذه الصفة شاملة للوجود وما فيه من إنس وجن
وحيوان ونبات وبها إستمر الوجود منذ بدء الخليقة وإلى ما شاء
الله يستفيد منها المؤمن والكافر والبر والفاجر قال تعالى (( كلا نمد
هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ))
ويكون ذلك في هذه الحياة حيث ينعم الكل بفيض البركات الإلهية
من سأله ومن لم يسأله قال أمير المؤمنين عليه السلام في الدعاء
المعروف بدعاء كميل ( يامن يعطي من سأله ، يامن يعطي من لم
يسأله ولم يعرفه تحننا منه ورحمة ) فرحمة الله في هذه الحياة لا
تقتصر على فئة من خلقه بل شاملة للجميع .
أما المعنى الخاص للرحمة الإلهية:
فتتجلى في كلمة الرحيم فهذه
الصفة الجليلة تكون للمؤمنين فقط عند الحساب جزاءا على
الأعمال الصالحة التي مارسوها في هذه الدنيا بمجاهدة النفس
وترويضها لترتقي وتسموا بعبادة الخالق بحسب الدستور الذي
رسمه لهم عن طريق الأنبياء والرسل فتقبلوا ذلك بنفوس مسلمة
تسليما مطلقا لما جاءت به الشريعة الإلهية فالحرام يتورعون عنه
والحلال يأخذون به حتى لو إستدعى الأمر أن تزهق أرواحهم في
سبيل الله يسارعون إلى ذلك بنفوس مطمئنة فاستحقوا بذلك رحمة
الله الخاصة والتي تجنبهم أهوال يوم الحساب وتكون الخاتمة (( يا
أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في
عبادي وادخلي جنتي ))
واسأل الله تعالى ان يغمرنا برحمته في الدنيا والاخرة انه سميع الدعاء
تحياتي لكم
..
تعليق